تقرير حماية المدنيين | 1-14 كانون الثاني/يناير 2019
قتلت القوات الإسرائيلية امرأة فلسطينية وفتًى فلسطيني خلال المظاهرات التي تشهدها أيام الجمعة بالقرب من السياج الحدودي في قطاع غزة، وأصابت 528 آخرين بجروح. وقد أُصيبَت المرأة، البالغة من العمر 44 عامًا، بالذخيرة الحية وقُتلت، بينما أصابت قنبلة غاز مسيل للدموع الفتى، الذي كان يبلغ 13 عامًا من عمره، وجرحته في رأسه، وذلك خلال مشاركتهما في مظاهرة نُظِّمت شرق مدينة غزة في يوم 11 كانون الثاني/يناير. وتُوفي الفتى متأثرًا بجروحه بعد ثلاثة أيام من إصابته. وبذلك، ارتفع عدد الأطفال الذين قُتِلوا خلال الاحتجاجات التي تشهدها غزة منذ شهر آذار/مارس 2018 إلى 36 طفلًا، وعدد النساء اللواتي قُتِلن خلالها إلى ثلاث نساء. وفي يوم 13 كانون الثاني/يناير، تُوفي رجل فلسطيني متأثرًا بالجروح التي أُصيبَ بها خلال الاحتجاجات التي اندلعت في أواخر شهر تشرين الأول/أكتوبر. ومن بين الأشخاص الذين أُصيبوا بجروح خلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير، نُقل 292 مصابًا، بمن فيهم 67 شخصًا أُصيبوا بالذخيرة الحية، إلى المستشفيات، بينما تلقّى بقية المصابين العلاج في الميدان، وفقًا لوزارة الصحة في غزة. كما أُصيبَ جندي إسرائيلي بجروح بسبب الحجارة التي ألقاها المحتجون الفلسطينيون.
فيما لا يقلّ عن 27 مناسبة خارج سياق أحداث "مسيرة العودة الكبرى"، أطلقت القوات الإسرائيلية النيران التحذيرية في المناطق المقيَّد الوصول إليها باتجاه الأراضي والبحر في غزة، مما أدى إلى إصابة ثلاثة مزارعين بجروح. وفي حادثتين منفصلتين، احتجزت القوات البحرية الإسرائيلية أربعة صيادين لفترة وجيزة وصادرت قاربين. وفي أربع مناسبات أخرى، دخلت القوات الإسرائيلية إلى غزة ونفّذت عمليات تجريف وحفر على مقربة من السياج الحدودي.
في يوم 6 كانون الثاني/يناير، أُطلِقت بالونات محمَّلة بعبوات ناسفة من غزة، وهبطت في منطقة جنوب إسرائيل. وقد انفجرت احدى العبوات الناسفة بينما كانت القوات الإسرائيلية تعمل على تفكيكها، ولم تتسبّب في وقوع إصابات أو أضرار. وبعد ذلك، شنّت القوات الإسرائيلية عددًا من الغارات الجوية التي استهدفت منشآت عسكرية في غزة. ولم تَرِد التقارير التي تفيد بوقوع إصابات ولكن ألحق اضرارا لموقعين.
في الضفة الغربية، أصابت القوات الإسرائيلية 138 فلسطينيًا، من بينهم 29 طفلًا على الأقل، بجروح خلال عدّة احتجاجات واشتباكات. وقد أُصيبَ ثلاثة أرباع هؤلاء (98 شخصًا) خلال الاشتباكات التي اندلعت في أعقاب عمليات تفتيش واعتقال في مدينتيْ البيره ورام الله. وفي الإجمال، نفّذت القوات الإسرائيلية 175 عملية تفتيش واعتقال، وهو ما يمثّل زيادة تبلغ 2 في المائة بالمقارنة مع المتوسط الأسبوعي الذي شهده العام 2018. وسُجِّلت 31 إصابة أخرى خلال المظاهرات التي نُظِّمت احتجاجًا على القيود المفروضة على الوصول وتوسيع المستوطنات على أراضي الفلسطينيين في كفر قدّوم (قلقيلية)، وراس كركر والمغيِّر (وكلاهما في رام الله). ومن بين العدد الكلي للمصابين، أُصيبَ 10 فلسطينيين بالذخيرة الحية، و59 بالأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط، و57 نتيجةً لاستنشاق الغاز المسيل للدموع أو قنابل الغاز التي أصابتهم بصورة مباشرة، مما استلزم الحصول على علاج طبي.
أطلقت القوات الإسرائيلية النار باتجاه فلسطينييْن، وهما رجل وامرأة، وأصابتهما بجروح في حادثتين منفصلتين، بعدما حاولا أن يطعنا جنودًا، حسبما أفادت التقارير. ولم يُصَب أي إسرائيلي بجروح. وقد وقعت هاتان الحادثتان في يوميْ 7 و11 كانون الثاني يناير على حاجز زعترة (نابلس) وعلى مدخل مستوطنة جفعات هعفوت في المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية في مدينة الخليل. واعتُقِل الفلسطينيان اللذين اشتُبه بهما في تنفيذ الهجومين.
هُدِم 13 مبنًى أو صودر بحجّة الافتقار إلى رخص البناء، مما أدى إلى تهجير 10 فلسطينيين وإلحاق الضرر بما يربو على 100 آخرين. ففي تجمُّع السيميا الرعوي الواقع في المنطقة (ج) (الخليل)، صادرت السلطات الإسرائيلية، وللمرة الثانية، ثلاث خيم تؤوي مدرسة يدرُس فيها 45 طالبًا، حيث كانت قد نُصبت مكان مدرسة هُدمت في شهر كانون الأول/ديسمبر ولم تكن قد افتتحت أبوابها بعد. كما صودِر بيت متنقل ودورة مياه قُدِّمتا كمساعدات إنسانية في سياق الاستجابة لعمليات هدم سابقة في تجمع امريحة الرعوي (جنين). وفي المنطقة (ج) أيضًا، هُدم ستة مبانٍ في قرية بيت إكسا (القدس). وفي القدس الشرقية، هُدم منزل يعود لفلسطيني في الجزء التابع لبلدية القدس في قرية قلنديا، وأُجبِر أصحاب منزل على هدم ملحق مضاف إلى منزلهم في جبل المكبِّر.
تتعرّض أسرة من اللاجئين الفلسطينيين لخطر متزايد بإخلائها قسرًا من منزلها في القدس الشرقية، بعد صدور قرار من محكمة إسرائيلية لصالح منظمة استيطانية تدّعي ملكية الأرض المقام عليها هذا المنزل. ويقع المنزل في حي الشيخ جرّاح، حيث انتقلت إليه الأسرة بدعم من الأمم المتحدة خلال حقبة الخمسينات من القرن الماضي. ويقطن نحو 3,500 مستوطن إسرائيلي حاليًا في الأحياء الفلسطينية بالقدس الشرقية، وذلك بعد أن وضعوا يدهم عليها بدعم من السلطات الإسرائيلية. وما تزال قضايا الإخلاء التي رفعتها المنظمات الاستيطانية على أكثر من 800 فلسطيني في هذه المناطق منظورة أمام المحاكم.
أسفرت الاشتباكات التي اندلعت بين القوات الإسرائيلية والمستوطنين في أثناء إخلاء بؤرة استيطانية في منطقة رام الله عن إصابة 24 شرطيًا وثلاثة مستوطنين بجروح. ووقعت هذه الحادثة في يوم 3 كانون الثاني/يناير في بؤرة عمونا الاستيطانية، التي أُعيدَ تشييد جزء منها بعد إخلائها وهدمها في مطلع العام 2017، وذلك عقب صدور قرار من محكمة إسرائيلية يقضي بأن الأرض تعود ملكيتها لفلسطينيين. ومع ذلك، فلم يُسمح لأصحاب الأرض بالوصول إليها على الإطلاق.
أُصيبَ ثلاثة فلسطينيين بجروح، وأُتلِف ما يزيد على 1,000 شجرة وأُعطِبت 11 مركبة في هجمات شنّها المستوطنون الإسرائيليون. فقد أطلق المستوطنون الإسرائيليون الذخيرة الحية باتجاه فتى فلسطيني، يبلغ 11 عامًا من عمره، وأصابوه بجروح خلال الاشتباكات التي اندلعت بعدما اقتحموا قرية عوريف (نابلس). وفي حادثتين منفصلتين وقعتا في محافظة الخليل، أطلق المستوطنون الإسرائيليون كلبًا أصاب رجلًا فلسطينيًا بجروح (في خربة أم العماد)، واعتدوا جسديًا على رجل آخر وأصابوه بجروح في مَسافر يطا. وفي عشر حوادث منفصلة، أتلف المستوطنون الإسرائيليون 1,030 شجرة زيتون وغيرها من الأشجار، وفقًا لمصادر محلية، في قرى بتير (بيت لحم)، والشيوخ والتّواني وترقوميا والمنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية بمدينة الخليل (وجميعها في محافظة الخليل)، وترمسعيّا (رام الله)، ووادي قانا ودير استيا (سلفيت)، وبرقة (نابلس). وأفضت خمس حوادث ألقى فيها المستوطنون الإسرائيليون الحجارة على الفلسطينيين إلى إلحاق الأضرار بـ11 مركبة، دون أن تتسبّب في وقوع إصابات.
أُصيبَ أربعة مستوطنين إسرائيليين، من بينهم امرأة، ولحقت الأضرار بثماني مركبات على الأقل خلال عدة حوادث ألقى فيها فلسطينيون الحجارة وحادثة واحدة أطلقوا فيها النار، وفقًا للتقارير الإعلامية الإسرائيلية. وقد وقعت الحوادث التي شهدت إلقاء الحجارة على الطرق القريبة من رام الله، وبيت لحم، والخليل، والقدس وأريحا. وأُصيبَ سائق حافلة إسرائيلي بجروح بسبب شظايا الزجاج بعدما أطلق فلسطينيون النار باتجاه حافلته في أثناء سيرها على الطرق 466 بالقرب من مستوطنة بيت إيل (رام الله)، حسبما أفادت التقارير.
أُعيدَ فتح طريقان رئيسيان يؤديان إلى مدينة رام الله بصورة جزئية بعد إغلاقهما لفترة شهر تقريبًا. ففي يوم 11 كانون الأول/يناير، فُتح حاجز ’الدي سي أو‘، وهو المدخل الرئيسي للمدينة من جهتها الشرقية، جزئيًا في اتجاه واحد (للخارجين من رام الله) أمام بعض الفئات من الفلسطينيين. وفي يوم 14 كانون الثاني/يناير، أُعيدَ فتح بوابة كانت تغلق الطريق الرئيسي المؤدي إلى رام الله من جهة الغرب (وهي بوابة دير ابزيع). وكان هذان الطريقان وغيرهما من الطرق المؤدية إلى رام الله قد أُغلقت في يوميْ 6 و13 كانون الأول/ديسمبر 2018 عقب هجوم أطلق فيه فلسطينيون النار وأسفر عن مقتل جنديين إسرائيليين في المنطقة.
في يوم 2 كانون الثاني/يناير، وسّعت السلطات الإسرائيلية منطقة الصيد المسموح بها إلى 12 ميلًا بحريًا مقابل جزء من ساحل غزة، في المنطقة الوسطى. ولا يزال الوصول إلى عرض البحر على امتداد المناطق الشمالية والجنوبية مقتصرًا على ستة أميال بحرية. وهذه هي المرة الأولى التي يُسمح فيها للصيادين بالوصول إلى هذه المسافة منذ العام 2002. ويُتوقع أن يزيد توسيع مساحة الصيد من كميات الصيد ونوعيتها.
اندلعت اشتباكات بين شرطة حماس ونشطاء فتح في غزة. وقد وقعت هذه الحادثة في يوم 1 كانون الثاني/يناير خلال فعالية أُقيمت لتخليد ذكرى انطلاقة حركة فتح. وأشارت منظمات حقوق الإنسان إلى أن القوات الأمنية التابعة لحماس استدعت العشرات من الأشخاص المنتسبين لحركة فتح.
فُتح معبر رفح الخاضع للسيطرة المصرية بين غزة ومصر لمدة أربعة أيام في كلا الاتجاهين ولمدة خمسة أيام في اتجاه واحد (للدخول إلى غزة). ويأتي فتح المعبر بصورة جزئية في الآونة الأخيرة بفعل قرار اتخذته السلطة الفلسطينية في يوم 7 كانون الثاني/يناير بسحب موظفيها من المعبر بعد تصاعد حدة التوتر مع حماس. وقد دخل ما مجموعه 1,781 شخصًا إلى غزة وغادرها 990 آخرين. ولا يزال المعبر مفتوحًا على الدوام تقريبًا على مدار خمسة أيام في الأسبوع منذ يوم 12 أيار/مايو 2018