تقرير حماية المدنيّين | 1-14 تشرين الأول/أكتوبر 2019

  •  في يوم 4 تشرين الأول/أكتوبر، أطلقت القوات الإسرائيلية النار باتجاه رجل فلسطيني، يبلغ من العمر 28 عامًا، وقتلته في مظاهرة جرت في سياق ’مسيرة العودة الكبرى‘ شرق جباليا (شمال غزة)، بالقرب من السياج الحدودي الإسرائيلي مع قطاع غزة. وتُوفي رجل فلسطيني آخر، عمره 20 عامًا، في يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر متأثرًا بالجروح التي أُصيبَ بها خلال مظاهرة في شهر نيسان/أبريل 2019. وفي الإجمال، قُتل 210 فلسطينيين، من بينهم 46 طفلًا، في احتجاجات مسيرة العودة الكبرى منذ بدايتها في شهر آذار/مارس 2018. وخلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير، أصابت القوات الإسرائيلية 261 فلسطينيًا، من بينهم 127 طفلًا، بجروح خلال هذه الاحتجاجات. وقد أُصيبَ 48 شخصًا من هؤلاء بالذخيرة الحية. وأشارت المصادر الإسرائيلية إلى إلقاء عبوات ناسفة مرتجلة وقنابل يدوية وزجاجات حارقة على القوات الإسرائيلية، وتنفيذ عدّة محاولات لاختراق السياج. ولم تَرِد التقارير التي تفيد بوقوع إصابات بين الإسرائيليين. وفي بيان صدر قبل المظاهرة التي نُظِّمت في يوم 11 تشرين الأول/أكتوبر تحت شعار "أطفالنا الشهداء"، دعا المنسق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة، جيمي ماكغولدريك، إسرائيل وحماس إلى حماية الأطفال، وأعاد التأكيد على أنه "ينبغي ألا يشكّل الأطفال هدفًا لأعمال العنف مطلقًا، وأنه لا يجوز تعريضهم لخطر أعمال العنف أو تشجيعهم على المشاركة فيها." 
  •  في 18 مناسبة على الأقل خارج سياق مسيرة العودة الكبرى، أطلقت القوات الإسرائيلية النار في المناطق المحاذية للسياج وقبالة ساحل غزة، في سياق فرض القيود على الوصول. ولم تَرِد التقارير التي تفيد بوقوع ضحايا. وفي مناسبة أخرى، اعتقلت القوات الإسرائيلية ثلاثة مدنيين فلسطينيين، من بينهم طفل، بحجة أنهم حاولوا العبور إلى إسرائيل بصورة غير قانونية من خلال السياج. 

  • في الضفة الغربية، أصابت القوات الإسرائيلية 37 فلسطينيًا، من بينهم طفلان على الأقل، بجروح خلال احتجاجات واشتباكات. وهذا يمثّل انخفاضًا ملموسًا بالمقارنة مع متوسط عدد المصابين الفلسطينيين على أساس المعدل لكل أسبوعين منذ مطلع العام 2019 (129 مصابًا). ووقعت 14 إصابة من هذه الإصابات خلال المظاهرات الأسبوعية التي جرت في يوميْ الجمعة، 4 و11 تشرين الأول/أكتوبر، احتجاجًا على التوسع الاستيطاني والقيود المفروضة على الوصول في كفر قدّوم (قلقيلية). وأُصيبَ 10 أشخاص آخرين في مظاهرتين جرتا في يوميْ 1 و4 تشرين الأول/أكتوبر قرب حاجز بيت إيل/"الدي سي أو" (رام الله)، للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين الذين أعلنوا الإضراب عن الطعام. وفي حادثة منفصلة شهدها يوم 5 تشرين الأول/أكتوبر، أُصيبَ طفل يبلغ من العمر عامًا واحدًا وامرأة بجروح بسبب استنشاق الغاز المسيل للدموع، واندلعت النيران في جزء من منزلهما بعد أن سقطت قنابل الغاز المسيل للدموع عليه خلال الاشتباكات التي دارت بين القوات الإسرائيلية وسكان قرية عزّون (قلقيلية). وفي الإجمال، تلقّى نصف المصابين تقريبًا العلاج من استنشاق الغاز المسيل للدموع، و38 في المائة منهم نتيجةً للإصابة بالأعيرة المعدنية المغلّفة بالمطاط، والبقية بسبب الاعتداء الجسدي والإصابة بالذخيرة الحية.

  • نفّذت القوات الإسرائيلية ما مجموعه 152 عملية تفتيش واعتقال في مختلف أنحاء الضفة الغربية واعتقلت 101 فلسطينيًا، منهم أربعة أطفال. ونُفذت غالبية هذه العمليات في محافظات رام الله (42 عملية)، وتلتها الخليل (35 عملية) والقدس (33 عملية). 

  • هدمت السلطات الإسرائيلية 31 مبنًى في المنطقة (ج) والقدس الشرقية أو أجبرت أصحابها على هدمها، بحجة افتقارها إلى رخص البناء التي تصدرها السلطات الإسرائيلية، مما أدى إلى تهجير 52 شخصًا وإلحاق الأضرار بـ98 آخرين. ووقعت أكبر هذه الحوادث في حيّ جبل المكبِّر بالقدس الشرقية، حيث استهدفت 13 مبنًى، من بينها منزل. وأفاد ممثلو الأسر المتضررة بأنهم لم يتلقوا أوامر أو إشعارات مسبقة بالهدم. وفي القدس الشرقية أيضًا، أُجبِر فلسطينيون على هدم ثلاث بنايات سكنية بأنفسهم في حيّ بيت حنينا، مما أدى إلى تهجير ستّ أُسر من اللاجئين. وقد نُفذ أكثر من ربع عمليات الهدم التي شهدها هذا العام في القدس الشرقية (46 من أصل 173 مبنًى) على يد أصحابها الفلسطينيين، ويعود السبب الرئيسي وراء ذلك إلى تفادي دفع تكلفة هدمها للبلدية. وكان أحد المباني الأحد عشر التي هُدمت في المنطقة (ج) عبارة عن نظام لألواح الطاقة الشمسية، حيث موّله المانحون وقدّموه كمساعدة إنسانية في سياق الاستجابة لعملية هدم سابقة في تجمّع شعب الحراثات (الخليل). ويمثّل عدد المباني التي هُدمت حتى الآن من هذا العام في مختلف أنحاء الضفة الغربية زيادةً تقارب 40 في المائة بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام 2018. 

  • على مدى خمسة أيام من الفترة التي يشملها هذا التقرير، وبمناسبة الأعياد اليهودية، عطّلت السلطات الإسرائيلية حركة حَمَلة التصاريح من الفلسطينيين والبضائع التجارية الواردة إلى قطاع غزة والضفة الغربية والخارجة منهما إلى حدّ كبير. واستُثني من ذلك الحالات الطبية الطارئة، كما مُنح استثناء في الضفة الغربية للطلبة والموظفين الفلسطينيين العاملين لدى منظمات غير حكومية دولية ووكالات الأمم المتحدة. واستمرّ تنقُّل الإسرائيليين، بمن فيهم المستوطنون، والفلسطينيين من حَمَلة الهوية المقدسية بين إسرائيل والضفة الغربية دون قيود. وبسبب الأعياد اليهودية كذلك، أجّلت السلطات الإسرائيلية فتح بوابات الجدار في طولكرم وجنين بالضفة الغربية حتى يوم 23 تشرين الأول/أكتوبر، مما عطّل قدرة المزارعين على الوصول إلى أراضيهم لقطف الزيتون. 

  • تسبّب عنف المستوطنين الإسرائيليين في تعطيل موسم قطف الزيتون، الذي استُهلّ في مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر، في عدد من المناطق. وشملت هذه الحوادث الاعتداء الجسدي على مزارعين فلسطينيين وإصابتهم بجروح في قرى تِل (نابلس) والجبعة (بيت لحم)، وإضرام النار وفي تكسير في نحو 100 شجرة زيتون، وسرقة المحصول في سبع حوادث في كفر الديك (سلفيت) ، بورين (نابلس)، شوفا (طولكرم) و الجبعة (بيت لحم). ويُعَدّ موسم قطف الزيتون، الذي يقع بين شهريْ تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر، حدثًا اقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا لدى الفلسطينيين.  

  • أسفرت خمس هجمات أخرى نفّذها المستوطنون الإسرائيليون عن إصابة فلسطينيين بجروح وإلحاق أضرار بممتلكات فلسطينية. فقد اعتدى المستوطنون الإسرائيليون جسديًا على أربعة فلسطينيين، من بينهم طفل وامرأة، وأصابوهم بجروح في المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية في مدينة الخليل وفي تجمّع خربة المراجم. وتعرّض أكثر من 20 مركبة وبضعة منازل للأضرار في حادثتين في قريتيْ قيرا ومردا (وكلاهما في سلفيت)، وأُلقيت الحجارة على مركبتين ولحقت الأضرار بهما في حادثتين منفصلتين أخريين. وحتى هذا الوقت من العام 2019، سجّل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية 243 حادثة أقدم فيها المستوطنون الإسرائيليون على قتل فلسطينيين أو إصابتهم بجروح أو إلحاق الأضرار بممتلكات فلسطينية، وهو ما يمثّل ارتفاعًا بسيطًا بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام 2018 (213 حادثة)، وضِعف عدد الحوادث التي شهدها العام 2017 تقريبًا (124 حادثة). 

  • أشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى ثلاث هجمات ألقى فيها فلسطينيون الحجارة والزجاجات الحارقة على مركبات المستوطنين الإسرائيليين أو منازلهم، ولم تسفر أي من هذه الهجمات عن وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بالممتلكات. وحتى هذا الوقت من العام 2019، سجّل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية 84 حادثة قتل فيها الفلسطينيون مستوطنين ومدنيين إسرائيليين آخرين أو أصابوهم بجروح أو ألحقوا الأضرار بممتلكاتهم، وهو ما يمثل انخفاضًا في عدد هذه الحوادث بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام 2018 (141 حادثة) والعام 2017 (211 حادثة).