تقرير حماية المدنيين | 10 - 23 تشرين الأول/أكتوبر 2017
أبرز أحداث الأسبوعين الماضيين
أصابت القوات الإسرائيلية 38 فلسطينيًا بجروح، من بينهم 24 طفلًا، خلال اشتباكات اندلعت في أنحاء الضفة الغربية. وسُجلت غالبية الإصابات (30) خلال عمليات التفتيش والاعتقال التي نُفذت في التجمعات السكانية التالية: حيّيّ العيساوية (انظر أدناه) والطور في القدس الشرقية، ومخيمات الجلزون (رام الله) وعسكر (نابلس) والدهيشة (بيت لحم) للاجئين، ومدينتيّ البيرة (رام الله) وقلقيلية. وقد سقطت قنابل الغاز المسيل للدموع، التي أطلقتها القوات الإسرائيلية خلال الاشتباكات التي وقعت في قلقيلية، داخل مستشفى المدينة، مما تسبب في إصابة عدة مرضى جراء استنشاق كميات كبيرة من الغاز. كما أصيبَ سبعة فلسطينيين آخرين خلال الاشتباكات التي اندلعت بعد دخول مجموعة من الإسرائيليين إلى موقع ديني (قبر النبي يوسف) في مدينة نابلس. وفي يوم 18 تشرين الأول/أكتوبر، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على فلسطيني، يبلغ من العمر 19 عامًا، على مفترق غوش عتصيون (بيت لحم)، بعدما حاول أن يطعن جنديًا، حسبما أفادت مصادر إسرائيلية.
أُعلن عن إضراب لمدة ثلاثة أيام (17-19 تشرين الأول/أكتوبر) في حي العيسوية في القدس الشرقية احتجاجًا على العمليات التي تنفذها الشرطة الإسرائيلية بالقرب من المدارس. وقد عًلق الدوام في عشر مدارس في سياق هذا الإضراب الذي أعلنت عنه لجنة أولياء الأمور، مما أثر على 6,000 طالب. وأدت عمليات التفتيش والاعتقال المتكررة في هذه المنطقة إلى اندلاع اشتباكات في محيط المدارس، مما تسبب في وقوع إصابات بين الطلاب وإثارة الهلع في نفوسهم. وخلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير، سجّل كان حي العيساوية أكبر نسبة من عمليات التفتيش والاعتقال التي نُفذت في تجمع سكاني واحد (13) في محافظة القدس.
أطلقت القوات الإسرائيلية النار وأصابت ستة فلسطينيين آخرين، من بينهم ثلاثة أطفال، بجروح في قطاع غزة خلال مظاهرتين اندلعتا بالقرب من السياج الفاصل بين القطاع وإسرائيل. و في 16 حادثة على الأقل، أطلقت القوات الإسرائيلية النار باتجاه المزارعين وصيادي الأسماك بينما كانت تفرض القيود على بينما كانت تفرض القيود على المناطق الواقعة على امتداد السياج الحدودي مع إسرائيل والتي يشار اليها ب "مناطق المقيد الوصول اليها"،، دون أن تؤدي هذه الحوادث إلى وقوع إصابات. وفي إحدى هذه الحوادث، أُجبرَ أربعة من صيادي الأسماك على السباحة إلى الزوارق التابعة للبحرية الإسرائيلية، حيث أوقفوا لفترة وجيزة وصودر أحد قواربهم. وفي حادثة أخرى، دمر صاروخ إسرائيلي أطلقته القوات البحرية الإسرائيلية أحد قوارب الصيد.
في يوم 18 تشرين الأول/أكتوبر، وسعت السلطات الإسرائيلية منطقة الصيد المسموحة على طول الساحل الجنوبي لغزة من ستة إلى تسعة أميال بحرية حتى نهاية شهر كانون الأول/ديسمبر، وذلك في سياق موسم صيد سمك الساردين. وما يزال الوصول إلى مناطق الصيد التي تبعد أكثر من ستة أميال بحرية على طول الساحل الشمالي لغزة محظورًا. وقد نُفذت التوسعة السابقة بين شهريّ أيار/مايو وحزيران/يونيو 2017.
تعطلت أعمال قطف الزيتون في عدد من مناطق التماس في الضفة الغربية بسبب عنف المستوطنين، والذي أفضى إلى الاعتداء الجسدي على مزارعيْن وإصابتهما بجروح، وإتلاف 550 شجرة، وسرقة عدة أطنان من المحصول. وقد سُجلت ثمانية من أصل تسعة حوادث في المناطق المحاذية للمستوطنات، والتي تقيد السلطات الإسرائيلية وصول الفلسطينيين إليها. وشملت التجمعات المتضررة يانون وقريوت وبورين (نابلس)، وفرعتا وجيت (قلقيلية)، والجانية والمغيّر (رام الله)، والخضر (بيت لحم). كما أُبلغ عن حوادث أخرى ألقى فيها المستوطنون الإسرائيليون الحجارة باتجاه المزارعين الفلسطينيين. ويُعَد موسم قطف الزيتون الذي يحلّ كل سنة بين شهريّ تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر من الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المهمة لدى الفلسطينيين.
كما تعطلت أعمال قطف الزيتون في المنطقة المغلقة خلف الجدار ("منطقة التماس") في محافظة سلفيت بسبب تأخير فتح البوابات الزراعية لفترات طويلة. وتكبد ما لا يقل عن 170 مزارعًا (نصفهم من النساء والأطفال) أضرارًا مباشرة بسبب ما نتج عن ذلك التأخير من تقليص الوقت المحدود أصلًا والذي أُتيحَ لهم للعمل في هذه المنطقة. ويُشترط على المزارعين الحصول على تصاريح خاصة تصدرها السلطات الإسرائيلية للسماح لهم بعبور إحدى هذه البوابات، حيث يخضع إصدار هذا التصاريح لفحص أمني وفحص سندات ملكية الأرض، و يصعب الحصول عليها.
هدمت السلطات الإسرائيلية أو صادرت 20 مبنى في تسعة تجمعات فلسطينية في المنطقة (ج) والقدس الشرقية بحجة عدم الترخيص، مما تسبب في تهجير 60 شخصًا، بمن فيهم 35 طفلًا، وإلحاق الضرر بسبل عيش نحو 40 آخرين. ووقع اثنان من هذه الحوادث في المجتمعات الرعوية الفلسطينية الواقعة في مسافر يطا (الخليل) والتي خصصتها السلطات الإسرائيلية كمناطق عسكرية مغلقة لأغراض التدريب او ما يسمى مناطق (’إطلاق النار 918‘)، مما يؤدي إلى استفحال البيئة القسرية والضغط على سكانها لإجبارهم على مغادرتها. وكانت ثلاثة من المنشآت المستهدفة، وهي مبنى سكني وخزان ماء وحظيرة ماشية، قد قُدمت كمساعدات إنسانية في سياق الاستجابة لعمليات الهدم السابقة. وبذلك، يصل عدد المباني الممولة من المانحين، والتي تعرضت للهدم أو المصادرة، إلى 99 مبنى منذ مطلع العام 2017. كما أغلقت القوات الإسرائيلية أربع شركات بث إعلامية بموجب أمر عسكري في مدينتيّ نابلس ورام الله (المنطقة "أ")، وصادرت أجهزة حاسوب ومعدات منها بدعوى ممارسة ’أنشطة تحريضية‘.
تعرض خمسة فلسطينيين، من بينهم أربعة أطفال، للاعتداء الجسدي والإصابة على أيدي المستوطنين الإسرائيليين في حادثتين منفصلتين سُجلتا في المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية في مدينة الخليل والبلدة القديمة في مدينة القدس. كما أُبلغ عن وقوع أضرار لحقت بممتلكات تعود للفلسطينيين في الحادثة الأخيرة، بما فيها مقهى، وأبواب ثلاث سيارات كانت مركونة ونوافذها وزجاجها الأمامي، ودراجة نارية، كما جرى تحطيم أقفال نحو عشرة محال تجارية، مما ألحق الضرر بسبل عيش أكثر من 30 شخصًا.
وفقاً لتقارير إعلامية إسرائيلية، أصيبَ إسرائيليان، أحدهما طفل، بجروح وتضررت عدة مركبات نتيجة الحجارة التي ألقاها فلسطينيون عليها. ووقعت هذه الحوادث في البلدة القديمة بالقدس وبالقرب من قرية شقبا في رام الله وفي المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل في مدينة الخليل. وأعلنت القوات الإسرائيلية، بعد الحادثة الأخيرة، أعلنت المنطقة انها منطقة مغلقة ا لأسباب عسكرية، كما أغلقت أحد الحواجز المؤدية الى المنطقة لأربع ساعات ونفذت عملية تفتيش. وفضلًا عن ذلك، تعرض مقطع من القطار الخفيف الذي يسير في حي شعفاط (القدس الشرقية) للضرر نتيجة الحجارة التي ألقاها فلسطينيون عليه.
أُغلق معبر رفح الخاضع للسيطرة المصرية في كلا الاتجاهين خلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير. وفُتح المعبر جزئيًا لفترة لم تتجاوز 29 يومًا خلال العام 2017. وتفيد السلطات الفلسطينية في قطاع غزة أن ما يزيد على 20,000 شخص، من بينهم حالات إنسانية، مسجلين وينتظرون العبور عند فتح المعبر.