قتلت القوات الإسرائيلية تسعة فلسطينيين، من بينهم ثلاثة أطفال، خلال الأحداث المتصلة بـ’مسيرة العودة الكبرى‘ في قطاع غزة، وأصيبَ 829 آخرون بجروح. وقد قُتل ثلاثة من هؤلاء، بمن فيهم ثلاثة رجال وفتى، خلال المظاهرات التي اندلعت في يوميْ الجمعة، 14 و21 أيلول/سبتمبر، على مقربة من السياج الحدودي، والتي شهدت زيادةً ملحوظةً في العدد الإجمالي للمشاركين فيها. وسُجّل مقتل الفلسطينيين الآخرين خلال أحداث إضافية بدأت تقع بصورة منتظمة، بما فيها المظاهرات الليلية التي تُنَظَّم بمحاذاة السياج الحدودي (حيث قُتل رجل وفتى)، وخلال المحاولات التي استهدفت كسر الحصار البحري (حيث قُتل رجل واحد)، وخلال المظاهرات التي اندلعت بالقرب من معبر إيرز مع إسرائيل (حيث قُتل رجل واحد). وتُوفي فتًى، يبلغ 16 عامًا من عمره، متأثرًا بالجروح التي أصيبَ بها خلال مظاهرة نُظِّمت في وقت سابق من شهر آب/أغسطس (وهو لا يَرِد ضمن العدد الكلي للقتلى). ومن بين الأشخاص الذين أصيبوا بجروح خلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير، نُقل 629 مصابًا إلى المستشفيات، من بينهم 241 شخصًا أصيبَ بالذخيرة الحية (41 في المائة من مجمل المصابين)، وتمّت معالجة البقية ميدانيًا، وفقًا لوزارة الصحة في غزة. وكان من بين العدد الكلي للمصابين 97 طفلًا، بمن فيهم 59 طفلًا أصيبوا بالذخيرة الحية، وستّ نساء، من بينهم ثلاث أُصِبْن بالذخيرة الحية.
خلال المظاهرات التي اندلعت في يوم 14 أيلول/سبتمبر، أصيبَ جندي إسرائيلي بجروح ولحقت الأضرار بمدرسة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). ووفقًا للمصادر الإسرائيلية، ألقى الفلسطينيون عددًا من الزجاجات الحارقة وقنبلتين يدويتين باتجاه القوات الإسرائيلية المنتشرة على امتداد السياج الحدودي، مما أدى إلى إصابة أحد الجنود. وأطلقت القوات الإسرائيلية قذيفة دبابة باتجاه منطقة شرقيّ خانيونس، حيث أصابت جدار مدرسة تابعة للأونروا وألحقت الضرر بغرفتين صفيتين. ولم تُفِد التقارير بوقوع إصابات بين الطلبة، ولكن جرى تعليق دوام المدرسة ليوم واحد.
قُتل فلسطينيان آخران، أحدهما طفل يبلغ 16 عامًا من عمره، خلال غارة جوية إسرائيلية استهدفت مجموعة من الفلسطينيين الذين اقتربوا من السياج الأمني في الليل. ووقعت هذه الحادثة في يوم 17 أيلول/سبتمبر، شمال شرق خانيونس. وللاطّلاع على الأعداد المجمّعة للضحايا وتوزيعهم منذ بداية المظاهرات، اضغط على هذا الرابط.
فيما لا يقلّ عن 33 حادثة خارج سياق المظاهرات، أطلقت القوات الإسرائيلية النار في المناطق المقيد الوصول إليها باتجاه الأراضي والمناطق البحرية، قبالة ساحل غزة. ولم تَرِد التقارير التي تفيد بوقوع إصابات، ولكن تعطّلت قدرة المزارعين وصيادي الأسماك على مزاولة أعمالهم. وفي حادثتين منفصلتين، جرى احتجاز ثلاثة صيادين وفتى. وأشارت التقارير إلى أن الفتى تعرّض للاحتجاز وهو يحاول التسلل إلى إسرائيل. وفضلًا عن ذلك، دخلت القوات الإسرائيلية إلى غزة في أربع مناسبات، ونفذت عمليات تجريف وحفر قرب السياج الحدودي.
قُتل فلسطيني اشتُبه به في تنفيذ هجوم ومستوطن إسرائيلي في هجومين بالطعن في الضفة الغربية، حسبما أفادت التقارير. ففي يوم 16 أيلول/سبتمبر، طعن فتى فلسطيني، يبلغ من العمر 17 عامًا، مستوطنًا إسرائيليًا وقتله على مفترق غوش عصيون (الخليل)، ثم أطلقت القوات الإسرائيلية النار على الفتى وأصابته بجروح، واعتقلته بعد ذلك. وفي حادثة منفصلة وقعت في يوم 18 أيلول/سبتمبر، أطلقت القوات الإسرائيلية النار باتجاه رجل فلسطيني، يبلغ من العمر 26 عامًا، وقتلته بعد أن حاول طعن رجل إسرائيلي في أعقاب مواجهة اندلعت في القدس الشرقية، حسبما أشارت التقارير. ولم تَرِد التقارير التي تفيد بوقوع إصابات بين صفوف الإسرائيليين. واحتجزت السلطات الإسرائيلية جثمان الفلسطيني، إلى جانب جثامين ما لا يقلّ عن 16 فلسطينيًا آخر قُتلوا في حوادث مشابهة على مدى الشهور الماضية. ومنذ مطلع العام 2018، قُتل سبعة إسرائيليين وسبعة فلسطينيين نفّذوا هجمات أو اشتُبه بهم في تنفيذ هجمات ضد إسرائيليين.
في الضفة الغربية، أصابت القوات الإسرائيلية 103 فلسطينيين، من بينهم 56 طفلًا، بجروح في حوادث متعددة. ومن بين المصابين، أفادت التقارير بأن 14 فلسطينيًا، من بينهم طفلان، أصيبوا بجروح خلال مظاهرات اندلعت في راس كركر (رام الله) احتجاجًا على شقّ طريق استيطاني جديد على أراضٍ تعود ملكيتها للفلسطينيين، وخلال المظاهرات الأسبوعية التي تُنَظَّم احتجاجًا على التوسع الاستيطاني والقيود المفروضة على الوصول في كفر قدوم (قلقيلية)، واحتجاجًا على الجدار والتوسع الاستيطاني في بلعين (رام الله). وللأسبوع الثاني على التوالي، أطلقت القوات الإسرائيلية قنابل الغاز المسيل للدموع في ساحة مدرسة تقع في المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية في مدينة الخليل، مما أدى إلى إصابة 49 طفلًا ومعلّم واحد. ووفقًا للمصادر الإسرائيلية، فقد جاء ذلك عقب رشق الحجارة من المدرسة باتجاه القوات الإسرائيلية. كما أصيبَ 19 فلسطينيًا بجروح في ثلاث حوادث شهدت اندلاع اشتباكات مع القوات الإسرائيلية، بعد دخول الإسرائيليين إلى مواقع دينية في الضفة الغربية.
في يوم 18 أيلول/سبتمبر، توفي رجل فلسطيني، يبلغ 24 عامًا من عمره، وهو رهن الاحتجاز بعدما تعرّض للضرب على يد القوات الإسرائيلية في أثناء اعتقاله، حسبما أفادت التقارير. وقد اعتُقل ذلك الرجل في وقت سابق من ذلك اليوم في منزله في قرية بيت ريما (رام الله). ولم تصدُر نتائج التشريح الذي أجرته السلطات الإسرائيلية رسميًا بعد. وفي الإجمال، نفّذت القوات الإسرائيلية 132 عملية تفتيش في مختلف أنحاء الضفة الغربية، أدت ستّ منها إلى اندلاع اشتباكات تسبُبت في إصابة 15 فلسطينيًا من المصابين المذكورين أعلاه. كما اعتُقل 128 فلسطينيًا، بمن فيهم 15 طفلًا. وسجّلت محافظة الخليل العدد الأكبر من هذه العمليات.
هدمت السلطات الإسرائيلية أو أجبرت أشخاصًا على هدم 10 مبانٍ في المنطقة (ج) والقدس الشرقية بحجة افتقارها لرخص البناء التي تصدرها السلطات الإسرائيلية. وكان نشطاء قد شيّدوا خمسة مبانٍ من المباني المستهدفة تضامنًا مع تجمع خان الأحمر-أبو الحلو البدوي، الذي يتعرّض لخطر الهدم الجماعي والترحيل القسري (انظر أدناه)، بينما تقع أربعة مبانٍ في قرية رنتيس (رام الله). وهذه المباني ليست مخصصة لأغراض السكن. وفي القدس الشرقية، أُجبرت أسرة فلسطينية على هدم ملحق مضاف إلى بيتها، مما أدى إلى تهجير أربعة أطفال. وصدرت أوامر بهدم ما لا يقلّ عن ثمانية مبانٍ إضافية أو وقف العمل على تشييدها في ثلاث تجمعات سكانية بالمنطقة (ج) لأسباب مماثلة.
في يوم 23 أيلول/سبتمبر، وجّهت السلطات الإسرائيلية تحذيرًا رسميًا إلى سكان تجمع خان الأحمر-أبو الحلو يوجِب عليهم هدم منازلهم ومبانيهم الأخرى بأنفسهم حتى يوم 1 تشرين الأول/أكتوبر. وبخلاف ذلك، فسوف تتولى السلطات الإسرائيلية هدمها. ويأتي هذا التحذير في أعقاب حُكم نهائي أصدرته محكمة العدل العليا الإسرائيلية في يوم 5 أيلول/سبتمبر، وتسمح فيه بمباشرة عمليات الهدم. كما يُخطِر التحذير سكان التجمع بأن السلطات سوف تقدّم المساعدة لمن أولئك الذين يلتزمون بهذا الأمر، بما يشمل نقلهم إلى موقع بديل لإعادة توطينهم فيه. وفي هذه الأثناء، أغلقت السلطات الطريق الترابي الرئيسي المؤدي إلى التجمع في يوم 14 أيلول/سبتمبر، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات مع النشطاء. وفي يوم 21 أيلول/سبتمبر، منعت السلطات عيادة صحية متنقلة من الوصول إلى التجمع.
شنّ المستوطنون الإسرائيليون وإسرائيليون آخرون تسع هجمات تسبّبت في إصابة ثلاثة فلسطينيين بجروح وإلحاق الأضرار بممتلكات فلسطينية. ففي المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية في مدينة الخليل، اعتدى المستوطنون الإسرائيليون على فتًى فلسطيني، يبلغ 11 عامًا من عمره، ورشّوه برذاذ الفلفل الحار بينما كان يلعب بالقرب من منزله. وألقى المستوطنون الإسرائيليون الحجارة على فلسطينييْن وأصابوهما بجروح بالقرب من قرية جمّاعين (سلفيت). وأفادت التقارير بأن المستوطنين الإسرائيليين أقدموا على إتلاف نحو 200 شجرة زيتون في ثلاث حوادث منفصلة في التواني (الخليل) والمنيا (بيت لحم). وفي أربع حوادث منفصلة أخرى وقعت في خلّة سكاريا (بيت لحم) وجالود (نابلس)، ألحق المستوطنون الإسرائيليون الأضرار بمركبات تعود للفلسطينيين، وخطّوا عبارات "دفع الثمن" على خمس مركبات منها وأعطبوا إطاراتها. وقد تصاعدت وتيرة عنف المستوطنين منذ مطلع العام 2018، حيث وصل متوسط الهجمات الأسبوعية التي نفّذوها إلى خمس هجمات تسبّبت بإصابات أو أضرار بالممتلكات، بالمقارنة مع ما معدله ثلاث هجمات في العام 2017 وهجمتين في العام 2016.
وقعت أربعة حوادث على الأقل ألقى فيها فلسطينيون الحجارة على مركبات تحمل لوحات تسجيل إسرائيلية في الضفة الغربية بالقرب من القدس وبيت لحم ورام الله، حيث لحق الضرر بما لا يقل عن أربع مركبات خاصة منها، وفقًا لمصادر إسرائيلية. وقد أصيبَ مستوطن إسرائيلي بجروح في إحدى هذه الحوادث في القدس.
أعلنت السلطات الإسرائيلية عن إغلاق معبر إيرز مع قطاع غزة بين يوميْ 24 أيلول/سبتمبر و2 تشرين الأول/أكتوبر بمناسبة الأعياد اليهودية. ويشمل هذا الإغلاق جميع الفلسطينيين الذين يحملون التصاريح، باستثناء الحالات الطارئة.
فُتح معبر رفح الذي يخضع للسيطرة المصرية بين غزة ومصر في كلا الاتجاهين لمدة تسعة أيام، وفي اتجاه واحد (إلى غزة) لمدة يوم واحد، حيث سُمح بدخول 1,946 شخصًا إلى غزة وبخروج 2,966 آخرين منها.