قُتِل فتًى فلسطيني خلال مظاهرات واشتباكات أيام الجمعة بمحاذاة السياج الحدودي في قطاع غزة، وأُصبَ 449 فلسطينيًا بجروح. كما تُوفي فتًى آخر متأثرًا بجروح كان قد أٌصيب بها في وقت سابق. ووفقًا لمصادر إسرائيلية، ألقى المتظاهرون عبوات ناسفة، وأطلقوا بالونات حارقة، وحاولوا اختراق السياج في عدة مناسبات، مما أدى إلى إصابة أحد أفراد شرطة حرس الحدود الإسرائيلية بجروح. وفي يوم 22 شباط/فبراير، أطلقت القوات الإسرائيلية الذخيرة الحية باتجاه فتًى فلسطيني، يبلغ من العمر 14 عامًا، وأصابته في صدره وقتلته خلال مظاهرة شرق مدينة غزة. وفي يوم 12 شباط/فبراير، تُوفي فتًى فلسطيني، يبلغ من العمر 16 عامًا، متأثرًا بجراح أُصيبَ بها في الرأس جراء اصابته بقنبلة غاز مسيل للدموع أطلقتها القوات الإسرائيلية في مظاهرة مماثلة يوم 8 شباط/فبراير في منطقة دير البلح. ومع هذه الحوادث، يرتفع عدد الأطفال الفلسطينيين الذين قُتلوا في سياق ’مسيرة العودة الكبرى‘ إلى 40 طفلًا منذ أواخر شهر آذار/مارس 2018. وقُتل خمسة من بين هؤلاء منذ مطلع العام 2019. ومن بين جميع المصابين خلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير، أُدخِل 228 مصابًا إلى المستشفيات، بمن فيهم 92 شخصًا أُصيبوا بالذخيرة الحية، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.
أُصيب 165 فلسطينيًا آخر وجندي إسرائيلي واحد بجروح خلال احتجاجات وأنشطة أخرى في سياق ’مسيرة العودة الكبرى‘. وهذه تشمل مظاهرات في يوميْ 12 و19 شباط/فبراير على الشاطئ قرب السياج في شمال غزة، إلى جانب قافلة من القوارب التي حاولت كسر الحصار البحري. وقد طرأت زيادة على عدد الاحتجاجات الليلية على مقربة من السياج والتي تتضمن إشعال الإطارات المطاطية وإلقاء العبوات الناسفة باتجاه القوات الإسرائيلية. وعقب إصابة جندي إسرائيلي بجروح، أطلقت القوات الإسرائيلية قذائف الدبابات باتجاه موقعين عسكريين فلسطينيين في شمال غزة، دون وقوع إصابات.
وفيما لا يقلّ عن 44 مناسبة، خارج سياق المظاهرات، أطلقت القوات الإسرائيلية النيران التحذيرية في المناطق المقيَّد الوصول إليها باتجاه الأراضي والبحر في غزة. وفي حادثتين، أصابت القوات البحرية الإسرائيلية ثلاثة صيادين بجروح، واعتقلت أربعة آخرين وصادرت قاربين. وفي مناسبتين، دخلت القوات الإسرائيلية إلى غزة ونفّذت عمليات تجريف وحفر بالقرب من السياج الحدودي شرق مدينتيْ غزة وخانيونس. وفي حادثتين أخريين، اعتُقل أربعة فلسطينيين بينما كانوا يحاولون التسلل إلى إسرائيل.
في الضفة الغربية، أُصيبَ 139 فلسطينيًا وجنديان إسرائيليان بجروح خلال اشتباكات متعددة. وقد وقع ثلثا الإصابات في اشتباكات اندلعت خلال ستّ عمليات تفتيش واعتقال. وفي الإجمال، نفّذت القوات الإسرائيلية 156 عملية تفتيش واعتقال. وفي يوم 21 شباط/فبراير، أطلقت القوات الإسرائيلية قنابل الغاز المسيل للدموع داخل مدرسة في المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية في مدينة الخليل، بعدما ألقى الأطفال الفلسطينيون الحجارة حسبما أفادت التقارير، مما استدعى تقديم العلاج لـ30 طالبًا وثلاثة معلمين جرّاء استنشاق الغاز المسيل للدموع. وأُصيبَ ثلاثة فلسطينيين آخرين بجروح خلال مظاهرة أسبوعية احتجاجًا على عنف المستوطنين والتوسع الاستيطاني في قرية المغيِّر (رام الله) وثلاثة آخرون خلال مظاهرة اندلعت في قرية عوريف (نابلس). ومن بين العدد الكلي للمصابين، أُصيبَ 70 في المائة منهم جرّاء استنشاق الغاز المسيل للدموع والذي استلزم الحصول على علاج طبي، و7 في المائة بالأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط، و7 في المائة بالذخيرة الحية.
تصاعدت حدّة التوتر في المسجد الأقصى ومحيطه في البلدة القديمة بالقدس، عقب اندلاع احتجاجات وتنفيذ عمليات اعتقال وفرض قيود على الوصول. ففي يوم 17 شباط/فبراير، وضعت الشرطة الإسرائيلية السلاسل الحديدية على مدخل مبنى باب الرحمة في المسجد، والذي كانت السلطات الإسرائيلية تغلقه منذ العام 2003. وخلال الأيام التالية، احتجّ الفلسطينيون على هذا الإجراء واشتبكوا مع القوات الإسرائيلية، مما أدى إلى وقوع إصابتين. وفي يوم 22 شباط/فبراير، اقتحم الفلسطينيون المبنى وأقاموا الصلاة فيه للمرة الأولى منذ ستة عشرة عاماً. وبين يوميْ 18 و25 شباط/فبراير، اعتقلت القوات الإسرائيلية نحو 100 فلسطيني في القدس الشرقية، ومعظمهم في البلدة القديمة، وأصدرت أوامر تحظر على العديد من الفلسطينيين، بمن فيهم شخصيات عامة ودينية، الدخول إلى المسجد لفترات متفاوتة.
تسبّبت 11 حادثة نفّذها المستوطنون الإسرائيليون في إصابة خمسة فلسطينيين بجروح وإلحاق الأضرار بممتلكات فلسطينية. فقد اعتدى المستوطنون الإسرائيليون جسديًا على ثلاثة فلسطينيين وطعنوا فلسطينيًا آخر بالقرب من تجمّعات الفارسية (غور الأردن)، وخربة العِدّ (الخليل) وكيسان (بيت لحم). كما ألقى مستوطنون إسرائيليون الحجارة على السيارات التي تحمل لوحات تسجيل فلسطينية بالقرب من حاجز حوارة (نابلس)، ملحقين أضراراً في عشر سيارات في راس كركر (رام الله)، و22 سيارة أخرى وأربعة منازل ومسجد في إسكاكا (سلفيت). وفتحت الشرطة الإسرائيلية تحقيقًا في الحادثة الأخيرة. وفي ثلاث حوادث أخرى، اقتلع مستوطنون 600 شجرة زيتون يملكها فلسطينيون بالقرب من الشيوخ (الخليل) وقطعوا 60 شجرة زيتون أخرى وخرَّبوا تسعة دونمات من الأراضي في قريتيْ بيتلّو والمغيِّر (وكلاهما في رام الله). وفي حادثتين منفصلتين وقعتا في الفارسية/نبع الغزال (طوباس) وقرية بُرقة (نابلس)، أفادت التقارير بأن مستوطنين إسرائيليين سرقوا ماشية ومحاصيل زراعية تعود ملكيتها للفلسطينيين. وبذلك، يرتفع عدد الهجمات التي نفّذها المستوطنون إلى 47 هجمة منذ مطلع العام 2019، حيث أدّت إلى وقوع إصابات بين الفلسطينيين وإلحاق الأضرار بممتلكاتهم، وذلك بالمقارنة مع 38 و29 هجمة نفّذوها في الفترتين المماثلتين من العامين 2018 و2017 على التوالي.
هدمت السلطات الإسرائيلية 26 مبنًى يملكه فلسطينيون، وأجزاءً من ثلاث شبكات مياه، مما أدى إلى تهجير 44 فلسطينيًا وإلحاق الضرر بآلاف آخرين. ونُفِّذت جميع هذه الحوادث بحجة الافتقار إلى رخص البناء التي تصدرها السلطات الإسرائيلية. وكانت شبكات المياه الثلاث التي دُمِّرت، وكلها تقع في المنطقة (ج)، تزوِّد المياه، أو على شك أن تزوّدها، لقريتيْ بيت دَجَن وبيت فوريك في نابلس (ويقطنهما 18,000 نسمة)، و13 تجمّعًا رعويًا في منطقة مسافر يطّا في الخليل (ويبلغ عدد سكانها 1,200 نسمة) وتجمّع وادي أبو هندي البدوي في القدس (ويبلغ تعداد سكانه 320 نسمة)، وجميعها تعاني من نقص حادّ في إمدادات المياه، ولا سيما في فصل الصيف. وكانت الجهات المانحة الدولية قد موّلت تمديد الشبكتين الأخيرتين وقدّمتها كمساعدات إنسانية. وهُدمت سبعة مبانٍ، بما فيها خمسة منازل، في القدس الشرقية، مما أدى إلى تهجير 38 شخصًا. وكان اثنان من المنازل المستهدفة يقعان في تجمّع بئر عونه جنوب المدينة، والذي يفصله الجدار عن بقية أنحاء القدس.
أصاب فلسطينيون ثلاثة مستوطنين إسرائيليين بجروح وألحقوا الأضرار بعدة مركبات خلال ستّ حوادث شهدت إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة في مختلف أنحاء الضفة الغربية، وفقًا للتقارير الإعلامية الإسرائيلية. ففي حادثتين وقعتا يوميْ 16 و19 شباط/فبراير، أصيبَ ثلاثة مستوطنين إسرائيليين بجروح بالحجارة التي ألقاها فلسطينيون بينما كانوا يسافرون بالقرب من قريتيْ حِزما والعيسوية (القدس). كما لحقت الأضرار بستّ سيارات جراء الحجارة والزجاجات الحارقة التي أُلقيت عليها في محافظتيْ القدس ورام الله. ونفّذت القوات الإسرائيلية عمليات تفتيش واعتقال بعد وقوع معظم هذه الحوادث.
استخدمت قوات الشرطة التابعة لحماس القوة في تفريق تجمُّع نظّمه نشطاء حركة فتح في يوم 23 شباط/فبراير في غزة. وأشارت منظمات حقوق الإنسان إلى أن الشرطة استدعت نحو 90 فردًا من حركة فتح في وقت لاحق، ولا يزال بعضهم محتجزًا.
تولّت سلطات حماس السيطرة على الجانب الواقع في غزة من معبر كرم أبو سالم مع إسرائيل في يوم 17 شباط/فبراير، وذلك في سياق الخلاف الذي نشب مع السلطة الفلسطينية. واستمرت حركتي الواردات والصادرات دون انقطاع.
فُتح معبر رفح الخاضع للسيطرة المصرية بين غزة ومصر في كلا الاتجاهين لمدة عشرة أيام خلال الفترة التي يشملها هذا التقرير، حيث دخل ما مجموعه 1,320 شخصًا إلى غزة وغادرها 2,983 آخرين