شهدت الأعمال القتالية تصعيدًا ملموسًا في قطاع غزة وجنوبي إسرائيل بعدما أُطلق صاروخ من غزة، مما أدى إلى إلحاق أضرار جسيمة بمنزل في وسط إسرائيل وإصابة سبعة إسرائيليين بجروح في يوم 25 آذار/مارس. وعلى الرغم من التقارير التي تشير إلى وقف إطلاق النار بوساطة مصرية، فقد استمرت الأعمال القتالية ليلة 26 آذار/مارس، رغم أن تهدئة نسبية تبدو قائمةً منذ يوم 27 آذار/مارس.
في الساعات الأولى من صباح يوم 27 آذار/مارس، قتلت القوات الإسرائيلية بالنيران مسعف فلسطيني متطوع، يبلغ من العمر 18 عامًا، بينما كان يؤدّي واجبه، خلال اشتباكات شهدها مخيم الدهيشة للاجئين في بيت لحم.
أبرز أحداث الأسبوعين الماضيين
في الضفة الغربية، قُتل ستة فلسطينيين وإسرائيليان في خمس حوادث خلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير. وبذلك، يرتفع عدد الفلسطينيين والإسرائيليين الذين قُتلوا خلال هذا العام إلى 16 فلسطينيًا وثلاثة إسرائيليين، على التوالي. ففي يوم 17 آذار/مارس، قتل رجل فلسطيني جنديًا ومستوطنًا إسرائيليين على المفترق المؤدي إلى مستوطنة أريئيل بالقرب من سلفيت، وأصاب جنديًا إسرائيليًا آخر بجروح على مفترق قريب، قبل أن يفرّ من المكان. ونفّذت القوات الإسرائيلية عمليات بحث واعتقال مكثفة ونشرت العشرات من الحواجز الطيارة في أعقاب هذه الحادثة. وبعد يومين، اقتحمت وحدة سرية إسرائيلية منزلًا في قرية عبوين (رام الله)، حيث كان المشتبه به يختبئ فيه، وقتلته بعد تبادل لإطلاق النار، حسبما أفادت التقارير. واندلعت اشتباكات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية خلال عمليات البحث والاعتقال، مما أدى إلى إصابة ثمانية فلسطينيين بجروح في عبوين و14 آخرين في مدينة سلفيت. وفي حادثة وقعت في وقت سابق في مدينة سلفيت في يوم 12 آذار/مارس، قُتل فلسطيني آخر بالذخيرة الحية التي أطلقتها القوات الإسرائيلية، وأُصيبَ 40 فلسطينيًا آخر بجروح، خلال اشتباكات اندلعت في أثناء عملية بحث واعتقال. وفي اليوم نفسه، أطلقت القوات الإسرائيلية التي كانت متمركزة على حاجز يتحكم في وصول المشاة في المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية في مدينة الخليل النار باتجاه رجل، يبلغ من العمر 41 عامًا، وقتلته، بعدما حاول أن يطعن جنديًا إسرائيليًا، حسبما أفادت التقارير. وفي العام 2018، قُتل ثلاثة فلسطينيين في المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية في مدينة الخليل خلال هجمات طعن أو محاولات لتنفيذ هجمات طعن قاموا بتنفيذها. وفي يوم 20 آذار/مارس، قُتل فلسطينيان آخران بالذخيرة الحية في منطقة كانت الاشتباكات تدور فيها بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية، التي كانت ترافق المستوطنين الإسرائيليين إلى مدينة نابلس لزيارة قبر النبي يوسف، كما لحقت الأضرار بسيارة إسعاف فلسطينية، مما حال بينها وبين الوصول إلى المصابين. وفي حادثة أخرى وقعت في بيت لحم في يوم 20 آذار/مارس، أطلقت القوات الإسرائيلية النار باتجاه فلسطيني وقتلته، وأصابت آخر بجروح، بينما كانا يسيران بالقرب من برج عسكري عند حاجز خاضع للسيطرة الإسرائيلية، ولا يزال الغموض يلفّ السبب وراء إطلاق النار.
في قطاع غزة، قُتل فلسطينيان في منطقتين تقعان إلى الشرق من غزة والبريج، وأُصيبَ 350 آخرين بجروح، في المظاهرات والاشتباكات بمحاذاة السياج الحدودي في يوم 22 آذار/مارس. ومن بين الإصابات خلال الفترة التي يشملها هذا التقرير، نُقل 204 مصابين إلى المستشفيات، من بينهم 93 شخصًا أُصيبوا بالذخيرة الحية، وفقًا لمصادر صحة فلسطينية. وفي احتجاجات وأنشطة إضافية في سياق ’مسيرة العودة الكبرى‘، قُتل فلسطيني في منطقة بيت حانون وأُصيبَ 69 آخرون بجروح. وهذه تشمل المظاهرات على الشاطئ قرب السياج الحدودي في شمال غزة، إلى جانب قافلة من القوارب التي حاولت كسر الحصار البحري، والأنشطة الليلية بالقرب من السياج والتي تتضمن إلقاء العبوات الناسفة باتجاه القوات الإسرائيلية. وأصيبَ 14 فلسطينيًا آخر في حادثتين، بعدما أطلقت القوات الإسرائيلية قذائف الدبابات وصاروخًا باتجاه موقع عسكري، وباتجاه مجموعة من الأشخاص بينما كانوا يطلقون البالونات الحارقة قرب السياج، حسبما أفادت التقارير.
في يوم 14 آذار/مارس، أصاب صاروخان أُطلِقا من قطاع غزة تل أبيب للمرة الأولى منذ الأعمال القتالية التي شهدها العام 2014. وردًا على ذلك، شنّت القوات الجوية الإسرائيلية غارات جوية متعددة، استهدفت مواقع عسكرية ومناطق مفتوحة في غزة، مما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص، من بينهم طفل وامرأتين، إحداهما حامل، وإلحاق أضرار فادحة بالممتلكات. ووفقًا لمصادر إسرائيلية عسكرية، قُصِف 100 هدف في غزة.
أُصيبَ سبعة إسرائيليين بجروح في وسط إسرائيل بعد إطلاق صاروخ من غزة، مما أدى إلى إلحاق أضرار جسيمة بمنزل في يوم 25 آذار/مارس. وعقب هذه الحادثة، أغلقت السلطات الإسرائيلية معبريْ كرم أبو سالم وإيرز حتى إشعار آخر، ولم تسمح إلا بمرور الحالات الطارئة، وقلّصت منطقة الصيد المسموح بها إلى الصفر. وفضلًا عن ذلك، قصفت القوات الجوية الإسرائيلية مواقع متعددة في مختلف أنحاء قطاع غزة، بما فيها مبانٍ سكنية، ومكاتب، ومواقع عسكرية ومناطق مفتوحة، مما أدى إلى إصابة شخصين وتهجير 16 أُسرة تضمّ 83 فردًا، وفقًا للتقارير الأولية الصادرة عن مجموعة المأوى. وأطلقت الجماعات المسلحة الفلسطينية عشرات القذائف باتجاه جنوب إسرائيل، مما أدى إلى وقوع أضرار، حسبما أفادت التقارير.
فيما لا يقلّ عن تسع مناسبات خارج سياق المظاهرات، وفي سياق فرض القيود على الوصول، أطلقت القوات الإسرائيلية النيران التحذيرية في المناطق المحاذية للسياج الحدودي وقبالة ساحل غزة، دون وقوع إصابات. وفي مناسبة واحدة، دخلت القوات الإسرائيلية إلى قطاع غزة ونفّذت عمليات تجريف وحفر قرب السياج الحدودي.
خلال الفترة التي يشملها هذا التقرير، أصابت القوات الإسرائيلية 75 فلسطينيًا بجروح خلال اشتباكات متعددة في مختلف أنحاء الضفة الغربية. ومن بين هؤلاء، أصيبَ 26 فلسطينيًا بجروح خلال عمليتيْ تفتيش واعتقال نُفذتا في مخيم الجلزون للاجئين في رام الله وفي مدينة سلفيت، في يوميْ 15 و17 آذار/مارس، على التوالي. وفي الإجمال، نفذت القوات الإسرائيلية 227 علمية تفتيش واعتقال، اعتقلت خلالها 200 شخص. وأصيبَ 22 فلسطينيًا آخر بجروح في مدينة البيرة (رام الله) في مظاهرة اندلعت في يوم 20 آذار/مارس احتجاجًا على مقتل رجل فلسطيني في عبوين في اليوم السابق. كما استدعت حالة 20 طالبًا وخمسة معلّمين تقديم العلاج الطبي لهم بعدما أطلقت القوات الإسرائيلية قنابل الغاز المسيل للدموع داخل مدرسة في المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية في مدينة الخليل خلال اشتباكات. وفي البلدة القديمة بالقدس، اعتدت القوات الإسرائيلية جسديًا على سبعة فلسطينيين وأصابتهم بجروح بعد أن لحقت أضرار بمركز شرطة يقع داخل المسجد الأقصى بسبب إحراقه بصورة متعمدة على يد فلسطينيين، حسبما أشارت التقارير. وأُغلق المسجد لفترة وجيزة. وفي الإجمال، وقع نحو ثلثي الإصابات الناجمة عن الاشتباكات خلال الفترة التي يغطيها التقرير جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع والذي استلزم الحصول على علاج طبي، ونحو 25 في المائة منها بالأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط، وثمانية في المائة بسبب الاعتداء الجسدي، وثلاثة في المائة بالذخيرة الحية.
طرأت زيادة على عنف المستوطنين، حيث أدت 13 حادثة نُسِبت إلى المستوطنين الإسرائيليين إلى إصابة خمسة فلسطينيين بجروح وإلحاق أضرار بممتلكات فلسطينية، ولا سيما عقب مقتل إسرائيلييْن في يوم 17 آذار/مارس. ففي حادثتين وقعتا في نابلس وجنين، ألقى المستوطنون الحجارة على مركبات فلسطينية كانت تسير على الطريق 60 وقرب مستوطنة حومش، مما أدى إلى إصابة أربعة فلسطينيين بجروح، من بينهم امرأة. واعتدى المستوطنون جسديًا على امرأة أخرى في منطقة تل ارميدة في الخليل. وفي ثماني حوادث أخرى، أعطب المستوطنون ما لا يقل عن 30 مركبة يملكها فلسطينيون وألحقوا الأضرار بثلاثة منازل، عندما اقتحموا قرى بُرقة وبورين وعصيرة القبلية في نابلس، وكفل حارس في سلفيت، وجينصافوط في قلقيلية، وسفارين في طولكرم، وبتير في بيت لحم. كما أعطب المستوطنون 28 مركبة أخرى في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية.
وفي الضفة الغربية أيضًا، هدمت السلطات الإسرائيلية 25 مبنًى يملكه فلسطينيون، منها ستة مبانٍ جرى التبرع بها، مما أدى إلى تهجير 35 شخصًا وإلحاق الضرر بأكثر من 500 آخرين، بحجة الافتقار إلى رخص البناء التي تصدرها السلطات الإسرائيلية. وهُدمت تسعة من هذه المباني في المنطقة (ج) في خمس تجمّعات في محافظتيْ بيت لحم والخليل، والبقية في القدس الشرقية. وفي حادثة شهدها حي شعفاط، هدمت القوات الإسرائيلية مدرسة ابتدائية قيد البناء، وهي عبارة عن ملحق لمدرسة قائمة وكانت مصمَّمة لاستيعاب 450 طالبًا خلال السنة الدراسية المقبلة.
ألحق فلسطينيون الأضرار بثلاث مركبات تعود ملكيتها للمستوطنين الإسرائيليين في حادثتين، وفقًا للتقارير الإعلامية الإسرائيلية. ففي يوم 20 آذار/مارس، ألقى فلسطينيون الحجارة على مركبات تحمل لوحات تسجيل إسرائيلية وكانت تسير بالقرب من قرية بيت سيرا (رام الله)، مما أدى إلى إلحاق الأضرار بسيارتين، كما ألقوا الحجارة على القطار الخفيف في شعفاط (القدس) في حادثة أخرى وقعت في اليوم نفسه.
اعتقلت قوات حماس المئات من الأشخاص واعتدت جسديًا على عدد من الأشخاص وأصابتهم بجروح خلال احتجاجات وقعت بين يوميْ 14 و18 آذار/مارس، وفقًا لمنظمات حقوق الإنسان في غزة. وشهدت المظاهرات، التي نُظِّمت احتجاجًا على الظروف المتردّية وغلاء المعيشة، إشعال الإطارات المطاطية، وإقامة المتاريس، وإلقاء الحجارة والاشتباك مع قوات حماس.
خلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير، فُتِح معبر رفح الخاضع للسيطرة المصرية بين قطاع غزة ومصر في كلا الاتجاهين لمدة سبعة أيام، ولمدة يومين إضافيين في اتجاه واحد للسماح بخروج المعتمرين. وقد دخل ما مجموعه 2,635 شخصًا إلى قطاع غزة وغادره 3,714 آخرين، بمن فيهم 1,539 معتمرًا