قُتل ثلاثة إسرائيليين، من بينهم جنديان ومستوطن، بالإضافة إلى فلسطيني نفّذ هجومًا، في هجومين شنّهما فلسطينيون في الضفة الغربية، حسبما أوردت التقارير. ففي يوم 16 آذار/مارس، قاد رجل فلسطيني يبلغ من العمر 26 عامًا مركبته ودهس مجموعة من الجنود الإسرائيليين بالقرب من مستوطنة ميفو دوتان (جنين)، مما أدى إلى مقتل اثنين منهم. وواصل الرجل قيادة مركبته، ودهس مجموعة أخرى من الجنود وأصاب اثنين منهم بجروح، قبل أن تعتقله القوات الإسرائيلية. ووفقًا لشهود عيان فلسطينيين، بدا أن ذلك كان حادث طرق، بينما أشارت مصادر إعلامية إسرائيلية إلى أن السائق اعترف بأنه كان هجومًا متعمّدًا. وفي يوم 18 آذار/مارس، طعن رجل فلسطيني يبلغ من العمر 28 عامًا مستوطنًا إسرائيليًا يبلغ 32 عامًا من عمره وقتله في البلدة القديمة في مدينة القدس. وأطلق شرطي إسرائيلي النار على منفذ الهجوم، وهو من سكان قرية عقربا (نابلس)، وقتله على الفور، واحتجزت السلطات الإسرائيلية جثته. ومنذ مطلع العام 2018، قُتل خمسة إسرائيليين وفلسطينيان نفّذا هجمات أو اشتُبه بهما في تنفيذ هجمات.
تصاعدت حدة التوتر على امتداد السياج الحدودي المحيط في غزة عقب عدة هجمات واشتباكات وأحداث عنف أخرى. ففي يوميْ 15 و17 آذار/مارس، أفادت التقارير بأن أفردًا من الجماعات الفلسطينية المسلحة فجروا عبوات ناسفة بالقرب من السياج الحدودي في شمال غزة، مستهدفين جنود إسرائيليين. ولم يؤدِّ تفجير هذه العبوات إلى وقوع أي إصابات. وفي يوم 24 آذار/مارس، تسلل أربعة فلسطينيين إلى إسرائيل عبر السياج الحدودي، وألحقوا أضرارًا بمعدات هندسية يستخدمها الجيش الإسرائيلي عادوا إلى غزة سالمين، حسبما أفادت التقارير. وفي ردها على هذه الحوادث، شنت القوات الإسرائيلية عدة غارات جوية وأطلقت قذائف من الدبابات باتجاه غزة، حيث استهدفت مواقع عسكرية، حسب التقارير الواردة في هذا الشأن. ولم تنجم إصابات عن هذه الحوادث. وفضلًا عن ذلك، اندلعت مواجهات في اثنتي عشر حادثة بين متظاهرين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية على مقربة من السياج الحدودي، مما أدى إلى إصابة 43 فلسطينيًا، من بينهم 13 طفلًا. وقد أصيبَ 31 من هؤلاء بالذخيرة الحية.
وفي غزة أيضاً، أطلقت القوات الإسرائيلية الأعيرة النارية التحذيرية، في 35 حادثة على الأقل، لفرض المناطق المقيَّد الوصول إليها في البر والبحر، مما أدى إلى تعطيل سبل عيش المزارعين وصيادي الأسماك الفلسطينيين. ولم تنجم إصابات عن هذه الحوادث. ومنذ مطلع العام 2018، سُجل ما لا يقل عن 181 حادثة شهدت إطلاق النار باتجاه المزارعين وصيادي الأسماك في المناطق المقيد الوصول إليها، مما أدى إلى مقتل فلسطينيين وإصابة 13 آخرين بجروح. وفي تسع حوادث أخرى سُجلت خلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير، نفذت القوات الإسرائيلية عمليات تجريف وحفر بالقرب من السياج الحدودي داخل غزة. وفي حادثة أخرى، احتجزت القوات الإسرائيلية على معبر إيرز ثلاثة رجال فلسطينيين، من بينهم مريضان كانا في طريقهما لتلقّي العلاج الطبي.
دعت الفصائل السياسية الرئيسية في قطاع غزة إلى تنظيم سلسلة من الاحتجاجات الحاشدة على امتداد السياج الحدودي بدءًا من يوم 30 آذار/مارس، وقد ينطوي ذلك على توجه المتظاهرين نحو إسرائيل. وقد بوشِر العمل على تجهيز عدة مواقع على امتداد السياج ونصب الخيام فيها لغايات استضافة المتظاهرين. وعلى الرغم من أن منظِّمي هذه الاحتجاجات قد دعوا إلى مظاهرات سلمية، يسود القلق من أن تتفاقم الأحداث وتتحول إلى اشتباكات عنيفة مع القوات الإسرائيلية، مما يودي إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا. وحثّ مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان جميع الأطراف على "احترام الحق في التجمع السلمي وحرية التعبير"، كما دعا إسرائيل إلى "التقيد بالتزاماتها بموجب قانون حقوق الإنسان وممارسة أقصى درجات ضبط النفس في استخدام القوة خلال عمليات إنفاذ القانون."
في الضفة الغربية، أصابت القوات الإسرائيلية 646 فلسطينيًا، من بينهم 181 طفلًا، بجروح خلال مظاهرات واشتباكات عدة. ووقعت الغالبية العظمى من الإصابات (89 في المائة) في سياق المظاهرات الأسبوعية ضد القيود المفروضة على الوصول وتوسيع المستوطنات، وفي المظاهرات المناهضة لاعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمةً لإسرائيل، والذي صدر في يوم 6 كانون أول/ديسمبر 2017. وسُجلت 59 إصابة أخرى خلال الاشتباكات التي اندلعت في أعقاب ستّ عمليات تفتيش واعتقال، من بين 176 عملية نُفِّذت خلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير. وسُجِّل العدد الأكبر من الإصابات خلال الاشتباكات التي شهدتها مدينة قلقيلية، وتليها قريتا كفر قلِّيل واللُّبَّن الشرقية (وكلتاهما في نابلس) وبلدة أبو ديس (القدس). ومن بين جميع الإصابات، أصيبَ 38 فلسطينيًا بالذخيرة الحية، و99 بالعيارات المعدنية المغلفة بالمطاط، و507 باستنشاق الغاز المسيل للدموع أو بقنابل الغاز المسيل للدموع التي أصابتهم بصورة مباشرة واستلزمت الحصول على علاج طبي. ومما أثار القلق إصابة فتى فلسطيني يبلغ 13 عامًا من عمره بعيار معدني مغلف بالمطاط في عينه على يد القوات الإسرائيلية خلال اشتباكات اندلعت في مدرسة بورين (نابلس)، مما أدى إلى تعطيل الدراسة في المدرسة بقية اليوم.
قُتل شرطيان فلسطينيان ورجلان فلسطينيان آخران خلال اشتباكات مسلحة اندلعت خلال عملية اعتقال في مخيم النصيرات للاجئين في قطاع غزة في يوم 22 آذار/مارس. وحسب التقارير الواردة، فقد استهدفت العملية إلقاء القبض على منفّذي هجوم وقع في يوم 13 آذار/مارس، حيث جرى تفجير عبوة ناسفة بمحاذاة موكب كان يُقِلّ رئيس الوزراء الفلسطيني ومسؤولين فلسطينيين آخرين رفيعي المستوى، وذلك بعد فترة وجيزة من دخول المركبات إلى قطاع غزة، مما أدى إلى إصابة سبعة أفراد أمن فلسطينيين.
في بلدة قباطية (جنين)، أغلقت السلطات الإسرائيلية غرفة بالإسمنت كإجراء عقابي، مما ألحق الضرر بستة فلسطينيين. وكانت الغرفة جزءًا من منزل أسرة فلسطيني نفذ هجومًا في شهر تشرين الأول/أكتوبر 2017 في كفر قاسم داخل إسرائيل، وأفضى إلى مقتل مستوطن إسرائيلي.
هُدم أو صودر اثنا عشر مبنى في المنطقة (ج) والقدس الشرقة بحجة الافتقار لرخص البناء التي تصدرها السلطات الإسرائيلية، مما أدى إلى تهجير 18 فلسطينيًا، من بينهم ستة أطفال، وإلحاق الضرر بـ14 آخرين. وكانت تسع مبانٍ من المباني المستهدفة في القدس الشرقية (في جبل المكبر والثوري والوطا)، وتقع المباني الثلاثة الأخرى في المنطقة (ج) في قريتيْ كفر مالك وسلواد (وكلتاهما في رام الله).
أشارت التقارير إلى 11 هجومًا نفّذه المستوطنون الإسرائيليون، مما أدى إلى إصابة فلسطينيين بجروح أو إلحاق أضرار بممتلكات فلسطينية. ففي خمس حوادث منفصلة، اعتدى المستوطنون الإسرائيليون على خمسة مزارعين فلسطينيين جسديًا وأصابوهم بجروح وهم يعملون في أراضيهم في قرى ترمسعيّا (رام الله)، وإماتين ( قلقيلية)، والتواني (الخليل)، وحوارة وبورين (وكلتاهما في نابلس). وفي الحادثة الأخيرة، ألحق المستوطنون الضرر بجرار زراعي أيضًا. كما اعتدى المستوطنون الإسرائيليون على فتى فلسطيني يبلغ من العمر 16 عامًا جسديًا وأصابوه بجروح في القدس الشرقية. وأقدم المستوطنون الإسرائيليون في بلدة جزما وقرية بيت اكسا (القدس) على تخريب خمس مركبات تعود ملكيتها لفلسطينيين، وخطّوا عبارات عنصرية وعبارات "دفع الثمن" على جدران منزل فلسطيني. وفي ثلاث حوادث منفصلة، قطع مستوطنون إسرائيليون 17 شجرة تعود ملكيتها للفلسطينيين في قريتيْ قريوت (نابلس) والجبعة (بيت لحم)، وسرقوا ماشية يملكها مزارع من قرية عوريف (نابلس). وأطلق المستوطنون النار أو ألقوا الحجارة باتجاه مزارعين فلسطينيين يعملون بالقرب من مناطق المستوطنات في قرى الساوية ومادما (نابلس)، وكردلة وخربة تل الحمّة (طوباس)، والسيفير والتواني (الخليل). ولم يبلَّغ عن أي إصابات. وقد ارتفع المتوسط الأسبوعي لهجمات المستوطنين التي أفضت إلى إصابات بين صفوف الفلسطينيين أو إلحاق الضرر بالممتلكات الفلسطينية بنسبة 50 في المائة منذ مطلع العام 2018 بالمقارنة مع العام 2017، وما نسبته 67 في المائة بالمقارنة مع العام 2016.
وفقاً لتقارير إعلامية إسرائيلية، ألقى فلسطينيون الحجارة والزجاجات الحارقة على مركبات تحمل لوحات تسجيل إسرائيلية في 12 حادثة على الأقل في مختلف أنحاء الضفة الغربية، مما أدى إلى إلحاق أضرار بثلاث مركبات. ووقعت هذه الحوادث في منطقتيْ الخليل وبيت لحم، حسبما أفادت التقارير. كما أشارت التقارير إلى تعرض القطار الخفيف للضرر في منطقة شعفاط بالقدس الشرقية.
في يوم 27 آذار/مارس، احتل المستوطنون الإسرائيليون بحماية القوات الإسرائيلية منزلين غير مأهولين في المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية في مدينة الخليل، حيث ادعوا أنهم اشتروا المنزلين، بينما نفى الفلسطينيون هذه الادعاءات. وكان المستوطنون قد احتلوا أحد هذين المنزلين في شهر كانون الثاني/يناير 2016 وجرى إخلائهم منه فيما بعد بناءً على قرار صدر عن المحكمة العليا الإسرائيلية. ويثير موقع المنزلين على مقربة من الحرم الابراهيمي القلق إزاء احتمال فرض قيود على الوصول إلى هذا الموقع الديني، إلى جانب تصاعد حدة التوتر والاشتباكات في المنطقة. وفي يوم 22 آذار/مارس، أخلى المستوطنون الإسرائيليون أجزاءً من مبنى تعود ملكيته لفلسطينيين (من عائلة أبو رجب)، بعد أن استولوا عليها في شهر تموز/يوليو 2017، بعد صدور قرار من المحكمة العليا كذلك.
في يوم 24 آذار/مارس، توقفت محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة عن العمل بعد نفاد احتياطيات الوقود، مما تسبب في زيادة فترة انقطاع الكهرباء إلى 20 ساعة في اليوم. وجاء ذلك بعد توقُّف واردات الوقود من مصر منذ يوم 21 كانون الثاني/يناير. واستؤنف تشغيل أحد التوربينين في محطة توليد الكهرباء في يوم 26 آذار/مارس عقب عودة إمدادات الوقود. وما تزال أزمة الكهرباء الحدة تقوّض تقديم الخدمات الأساسية، بما فيها الخدمات الصحية والمياه والصرف الصحي، مما يتسبب في إلحاق أضرار مباشرة بحياة مليونيْ مواطن في القطاع.
خلال الفترة التي يغطيها التقرير، فُتح معبر رفح الذي يخضع للسيطرة المصرية لمدة ثلاثة أيام (23-25 آذار/مارس)، وذلك ليوم واحد في الاتجاهين وليومين في اتجاه واحد، حيث سُمح لـ830 فلسطينيًا بدخول قطاع غزة ولـ620 آخرين بمغادرته. وتفيد السلطات الفلسطينية في القطاع بأن ما يزيد على 23,000 شخص، من بينهم حالات إنسانية، مسجلين وينتظرون العبور عند فتح المعبر. وقد فُتح المعبر لمدة 10 أيام فقط منذ مطلع العام 2018، منها خمسة أيام في الاتجاهين وخمسة أخرى في اتجاه واحد.