استمرت المظاهرات والاشتباكات التي تشهدها أيام الجمعة بمحاذاة السياج الحدودي الإسرائيلي المحيط بقطاع غزة للأسبوع الثاني والعشرين على التوالي، حيث قُتل في مظاهرات هذا الأسبوع فلسطينيان وأصيبَ 733 آخرين بجروح. فقد قتلت القوات الإسرائيلية رجلين فلسطينيين، يبلغان من العمر 27 و28 عامًا، بالذخيرة الحية خلال المظاهرات التي نُظِّمت في يوم 17 آب/أغسطس في منطقتيْ رفح ودير البلح. وأُدخل 325 مصابًا، من مجموع المصابين، إلى المستشفيات، بمن فيهم 141 شخصًا أصيبوا بجروح بالذخيرة الحية، وعولج من تبقى من المصابين في الميدان. ولم تُفِد التقارير بوقوع إصابات بين صفوف الإسرائيليين. وللاطّلاع على الأعداد المجمّعة للضحايا وتوزيعهم، اضغط على هذا الرابط. وفي يوم 21 آب/أغسطس، وللمرة الأولى منذ بداية المظاهرات، أعلن المدعي العام العسكري الإسرائيلي عن فتح تحقيقات جنائية في مقتل متظاهريْن فلسطينييْن خلال الأشهر السابقة.
وفقًا لمصادر إسرائيلية، تسلل رجل فلسطيني عبر السياج الحدودي مع غزة إلى إسرائيل، في يوم 20 آب/أغسطس، وأطلق النار باتجاه دورية إسرائيلية، ثم أطلقت القوات الإسرائيلية النار باتجاهه وقتلته. وكان هذا الرجل موظفًا لدى منظمة غير حكومية دولية تقدم المساعدات الطبية في غزة، ولم يكن على رأس عمله عند وقوع هذه الحادثة. ولم تُفصح المنظمة غير الحكومية عن أي معلومات توضّح ظروف مقتله.
سُجل ما لا يقل عن 15 حادثة أطلقت فيها القوات الإسرائيلية النار باتجاه الفلسطينيين في سياق فرض القيود على الوصول إلى الأراضي والبحر على امتداد ساحل غزة، مما أدى إلى إصابة فلسطينييْن، احدهما طفل، بجروح وإجبار المزارعين وصيادي الأسماك على مغادرة هذه المناطق. وفي حادثتين منفصلتين، أُجبِر ستة صيادين على خلع ملابسهم والسباحة نحو زوارق البحرية الإسرائيلية، حيث جرى توقيفهم ومصادرة قواربهم الثلاثة وشباكهم، وفقًا لمصادر فلسطينية. وما تزال القيود المفروضة على الوصول تُلحق الضرر بسُبل عيش أكثر من 50,000 فلسطيني يعتمدون على قطاع صيد الأسماك باعتباره المصدر الرئيسي لدخلهم. وفي حادثتين أخريين، دخلت القوات الإسرائيلية إلى غزة ونفذت عمليات تجريف وحفر قرب السياج الحدودي شرق غزة وشرق خانيونس.
في يوم 15 آب/أغسطس، رفعت إسرائيل القيود المشددة على دخول البضائع وخروجها عبر معبر كرم أبو سالم، والتي فرضتها في يوم 9 تموز/يوليو، كما وسعت مساحة الصيد المسموح بها من 3 أميال إلى 6-9 أميال بحرية. وقد فُرضت هذه القيود ردًا على إطلاق الطائرات الورقية والبالونات المحملة بمواد مشتعلة من غزة باتجاه إسرائيل، والتي ألحقت أضرارًا جسيمة بالممتلكات في إسرائيل.
في يوم 27 آب/أغسطس، قضت محكمة العدل العليا الإسرائيلية بأنه يجب على السلطات الإسرائيلية إلغاء سياسة حرمان أقارب أفراد حماس من تصاريح الخروج لمغادرة قطاع غزة من أجل الحصول على العلاج الطبي في الضفة الغربية. وجاء هذا الحكم بعد أن رفعت منظمات حقوقية فلسطينية وإسرائيلية التماسًا مشتركًا ضد هذه السياسة.
في يوم 27 آب/أغسطس، رفعت السلطات الإسرائيلية القيود التي كانت قد فرضتها في يوم 19 آب/أغسطس، وحصرت بموجبها خروج الفلسطينيين عبر معبر إيرز في الحالات الطبية العاجلة دون غيرها. ويقتصر اجتياز المعبر على عدد محدود من الأشخاص المؤهلين للحصول على تصاريح الخروج، بمن فيهم المرضى ورجال الأعمال وموظفو المنظمات الدولية، بينما تُمنع غالبية السكان من المغادرة.
في الضفة الغربية، أصابت القوات الإسرائيلية 29 فلسطينيًا، من بينهم خمسة أطفال، بجروح في اشتباكات متعددة. وسُجل أكبر عدد من الإصابات في الاشتباكات التي شهدتها المظاهرات الأسبوعية التي تُنظم احتجاجًا على القيود المفروضة على الوصول في كفر قدوم (قلقيلية)، وتلتها الاشتباكات التي اندلعت بالقرب من منطقة باب الزاوية في مدينة الخليل. وفي الإجمال، نفذت القوات الإسرائيلية 114 عملية تفتيش واعتقال، أدت ثلاثة منها إلى اندلاع اشتباكات نتج عنها إصابة سبعة فلسطينيين بجروح. وقد أصيبَ معظم الجرحى (22 جريحًا) بالعيارات المعدنية المغلفة بالمطاط، تلاهم الجرحى الذين أصيبوا نتيجة لاستنشاق الغاز المسيل للدموع، والذي استلزم الحصول على علاج طبي (خمسة جرحى)، وآخرون أصيبوا نتيجة الاعتداءات الجسدية (ثلاثة جرحى).
في يوم 17 آب/أغسطس، أطلقت القوات الإسرائيلية النار باتجاه فلسطيني، من مواطني إسرائيلي ويبلغ من العمر 30 عامًا، في القدس الشرقية وقتلته بعد أن حاول طعن شرطي إسرائيلي، حسبما أفادت التقارير. ووقعت الحادثة عند أحد مداخل الحرم الشريف في البلدة القديمة. ولم تسجل أي إصابات بين صفوف الإسرائيليين.
في يوم 28 آب/أغسطس، هدمت السلطات الإسرائيلية منزلًا في في المنطقة (ب) من قرية كوبر (رام الله) كإجراء عقابي، مما أدى إلى تهجير عائلة تضم ستة أفراد. ويعود المنزل لأسرة فلسطيني، يبلغ من العمر 17 عامًا، قتل مستوطنًا إسرائيليًا في يوم 26 تموز 2018 في مستوطنة آدم (محافظة القدس)، وقُتل بعد ذلك على يد مستوطن آخر. وفي 26 آب/أغسطس، سلّمت السلطات الإسرائيلية أمرًا بهدم منزل يتألف من طابقين في مخيم الأمعري للاجئين (رام الله) كإجراء عقابي. ويعود هذا المنزل لأسرة فلسطيني اتُّهم بقتل جندي إسرائيلي خلال عملية تفتيش واعتقال نُفذت في شهر أيار/مايو 2018. وهُدمت أربعة منازل منذ مطلع العام 2018 كإجراء عقابي، بالمقارنة مع تسعة منازل هُدمت في العام 2017 بكامله و29 منزلًا في العام 2016.
هدمت السلطات الإسرائيلية أو صادرت ثلاثة مبانٍ يملكها فلسطينيون في المنطقة (ج) والقدس الشرقية بحجة الافتقار لرخص البناء الإسرائيلية، مما ألحق الضرر بسبل عيش 34 شخصًا. وكان أحد المباني التي صودرت في الخضر (بيت لحم) يُستخدم كمخزن زراعي قُدم كمساعدة إنسانية في سياق الاستجابة لهدمه في مرة سابقة. وصدر أمر بهدم مدرسة قيد الإنشاء في تجمّع زانوتا (الخليل). ومن المقرر أن تحلّ هذه المدرسة محل مدرسة صودرت في شهر نيسان/أبريل 2018، حيث كان 40 طفلًا يدرسون فيها.
وفضلاً عن ذلك، هدمت السلطات الإسرائيلية مبنيين في مصنع للفحم على مقربة من بلدة يعبد (جنين) في المنطقة (ب)، ودمرت أكثر من عشرة أطنان من الحطب بحجة الأنظمة البيئية الإسرائيلية، مما ألحق الضرر بسبل عيش عائلتين. وهذه هي الحادثة الثالثة التي تنفَّذ في هذه المنطقة منذ العام 2016.
في يوم 13 آب/أغسطس، صادرت السلطات الإسرائيلية مركبة رباعية الدفع تُستخدم كعيادة متنقلة في منطقة مسافر يطا جنوب الخليل، مما أجبر سكان هذه المنطقة على السفر مسافات أطول لتلقي الخدمات الطبية الأولية. وما تزال أسباب المصادرة غير واضحة. وقدمت منظمة غير حكومية دولية هذه المركبة، التي كانت تُستخدم في نقل موظفي العيادة ومعداتها. ومنطقة مسافر يطا مصنفة باعتبارها "منطقة إطلاق نار" لإجراء التدريبات العسكرية، ويتعرض سكانها البالغ عددهم 1,300 شخص لخطر الترحيل القسري.
شن المستوطنون الإسرائيليون 12 هجومًا تسبب في إصابة ستة فلسطينيين بجروح وإلحاق أضرار فادحة بممتلكات فلسطينية. ففي حادثتين منفصلتين وقعتا في يوميْ 19 و23 آب/أغسطس عند مفترقيْ زعترة ويتسهار (نابلس)، ألقى المستوطنون الإسرائيليون الحجارة على المركبات الفلسطينية، مما أدى إلى إصابة خمسة فلسطينيين، من بينهم طفل يبلغ من العمر 16 عامًا، بجروح، وإلحاق الأضرار بما يربو على 50 سيارة. ونُفذت هذه الهجمات بعد وقوع حادث مروري بين مركبتين إحداهما فلسطينية والأخرى إسرائيلية في المنطقة، حيث قُتل فيه إسرائيلي. واعتدى المستوطنون الإسرائيليون جسديًا على امرأة فلسطينية صماء، تبلغ من العمر 50 عامًا، في المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية في مدينة الخليل وأصابوها بجروح. وأفادت التقارير بأن المستوطنين الإسرائيليين أقدموا على تخريب نحو 160 شجرة زيتون تعود ملكيتها للفلسطينيين في أربع حوادث منفصلة في راس كركر (رام الله) واللُّبَّن الشرقية والساوية (وكلتاهما في نابلس) والشيخ جراح (القدس الشرقية). وفي أربع حوادث أخرى، ثقب المستوطنون الإسرائيليون إطارات 44 مركبة فلسطينية وخطّوا عبارات "دفع الثمن" على جدران منزل فلسطيني وألحقوا الضرر ببئر في عقربا وعصيرة القبلية (وكلتاهما في نابلس) وسنجل (رام الله) والعيسوية (القدس الشرقية). كما اعتدى المستوطنون الإسرائيليون جسديًا على أربعة نشطاء إسرائيليين كانوا يتواجدون في منطقة مسافر يطا لتوفير الحماية للفلسطينيين، وأصابوهم بجروح. وقد تصاعدت وتيرة عنف المستوطنين منذ مطلع العام 2018، حيث وصل متوسط الهجمات الأسبوعية التي نفذوها إلى خمس هجمات تتسبب بإصابات أو أضرار بالممتلكات، بالمقارنة مع ما معدله ثلاث هجمات في العام 2017 وهجمتين في العام 2016.
وفقًا لتقارير إعلامية إسرائيلية، وقعت خمس حوادث ألقى فيها فلسطينيون الحجارة على مركبات تحمل لوحات تسجيل إسرائيلية، مما أدى إلى إلحاق الضرر بخمس مركبات خاصة بالقرب من بيت لحم والقدس ورام الله.
فُتح معبر رفح الذي يخضع للسيطرة المصرية بين غزة ومصر في كلا الاتجاهين لمدة ستة أيام، وفي اتجاه واحد ليومين آخرين، حيث سُمح بدخول 2,896 شخصًا إلى غزة (من بينهم 112 حاجًا عادوا من الديار الحجازية) ومغادرة 1,832 آخرين منها (بمن فيهم 438 حاجًا). وما يزال المعبر مفتوحًا بصورة متواصلة تقريبًا منذ يوم 12 أيار/مايو 2018.