تقرير حماية المدنيين | 15-28 كانون الثاني/يناير 2019
آخر المستجدات
في يوم 30 كانون الثاني/يناير، أطلقت القوات الإسرائيلية النار باتجاه فتاة فلسطينية (تبلغ من العمر 16 عامًا) وقتلتها، بعد محاولتها طعن جندي على حاجز يقع شرقيّ القدس، بحسب ما أفادت التقارير.
وفي يوم 29 كانون الثاني/يناير، فُتِح معبر رفح الذي يخضع للسيطرة المصرية بين غزة ومصر بصورة استثنائية للسماح بخروج الحالات الطارئة، وذلك بعد إغلاقه لمدة ثلاثة أسابيع أمام المغادرين.
أبرز أحداث الأسبوعين الماضيين
قتلت القوات الإسرائيلية ثلاثة فلسطينيين، بينهم طفل، في ثلاث حوادث منفصلة في الضفة الغربية. ففي يوم 21 كانون الثاني/يناير، قتل جنود إسرائيليون رجلاً فلسطينياً بإطلاق النار عليه على حاجز حوارة (نابلس)، بعدما حاول أن يطعن جنديًا، بحسب ما أفادت التقارير، ولا يزال جثمانه محتجزًا لدى القوات الإسرائيلية. وفي يوم 25 كانون الثاني/يناير، قُتل فتًى يبلغ من العمر 16 عامًا، وأصيبَ فتًى آخر بجروح، بالقرب من قرية سلواد (رام الله). ووفقًا لمصادر إسرائيلية، كان الفتيان يرشقان مركبات إسرائيلية بالحجارة عندما أُطلِقت النار عليهما، بينما أشارت مصادر فلسطينية إلى أنهما كانا يلعبان. وفي اليوم نفسه، أطلقت الشرطة الإسرائيلية النار باتجاه سائق مركبة اشتُبه في أنها مسروقة وقتلته، وذلك بعدما لم ينصَع هذا السائق، وهو رجل فلسطيني يبلغ من العمر 37 عامًا، لأمر صدر إليه بالتوقف. وبذلك، ارتفع عدد الفلسطينيين الذين قُتلوا على يد القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية إلى 11 فلسطينيًا منذ مطلع شهر كانون الأول/ديسمبر 2018.
أطلق مستوطنون إسرائيليون النار باتجاه رجل فلسطيني وقتلوه، وأصابوا تسعة آخرين بجروح، بعدما هاجموا قرية المُغيِّر، قرب رام الله. ففي يوم 26 كانون الثاني/يناير، اقتحم مستوطنون إسرائيليون مسلحون من بؤرة عادي عاد الاستيطانية القرية، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات مع سكانها. وأُصيبَ خلال هذه الاشتباكات فلسطيني يبلغ 38 عامًا من عمره في ظهره وقُتل، وأُصيبَ 15 فلسطينيًا آخرين بجروح. وقد وقعت تسع إصابات نتيجة إطلاق النار من قبل المستوطنون، وست إصابات على يد القوات الإسرائيلية التي وصلت إلى الموقع واشتبكت مع السكان. ووفقًا لتقارير إعلامية، ادّعى مستوطنو بؤرة عادي عاد الاستيطانية أن فلسطينيين أقدموا في وقت مبكر من ذلك اليوم على طعن أحد سكان البؤرة الاستيطانية وحاولوا سحبه إلى القرية. وفتحت السلطات الإسرائيلية تحقيقًا. وقد باتت قرية المغيّر، على مدى السنوات القليلة الماضية، هدفًا لهجمات ومضايقات منهجية مصدرها البؤر الاستيطانية القريبة منها، والتي أُقيمت دون تصريح رسمي أو رخص بناء إسرائيلية، مع أن السلطات الإسرائيلية تؤمّن لها الحماية وتمدّها بالخدمات.
تسبّبت أربع هجمات أخرى شنّها المستوطنون الإسرائيليون في إصابة فلسطينيين بجروح أو إلحاق الأضرار بممتلكات فلسطينية. وشهدت حادثتان من هذه الحوادث إتلاف 50 شجرة زيتون، في قرية المغيّر (18 كانون الثاني/يناير) وقرية صوريف في الخليل (19 كانون الثاني/يناير). وفضلًا عن ذلك، أُصيبَ ثلاثة فلسطينيين، من بينهم فتى، بجروح في حوادث ألقى فيها المستوطنون الحجارة في البلدة القديمة في الخليل وفي منطقة زراعية قريبة من قرية جيبيا (رام الله). وفي العام 2018، سجّل مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية 280 حادثة قَتَل فيها المستوطنون الإسرائيليون فلسطينيين أو أصابوهم بجروح، أو ألحقوا أضرارًا بالممتلكات الفلسطينية، بما فيها إتلاف أكثر من 8,000 شجرة، مما شكّل زيادة بلغت 77 بالمائة في عدد هذه الحوادث بالمقارنة مع العام 2017.
على وجه العموم، أصابت القوات الإسرائيلية 115 فلسطينيًا، بينهم عشرة أطفال، بجروح في اشتباكات متعددة في بلدات الضفة الغربية وقراها. وقد أصيبَ نصف هؤلاء تقريبًا (52 شخصًا) خلال اشتباكات اندلعت بعيد دخول مجموعة كبيرة من الإسرائيليين، بمرافقة الجنود، إلى مدينة نابلس لزيارة موقع ديني (قبر النبي يوسف). وأصيبَ 20 فلسطينيًا آخرين بجروح خلال عمليات التفتيش والاعتقال التي نُفذت في بلدة أبو ديس (القدس)، ومخيم بلاطة للاجئين وقرية تِلّ (وكلاهما في نابلس). وفي الإجمال، نفّذت القوات الإسرائيلية نحو 150 عملية تفتيش واعتقال، أدّت 42 عملية منها إلى اندلاع اشتباكات. وتسبّبت اثنتين من المظاهرات الأسبوعية احتجاجًا على النشاطات الاستيطانية في قريتيْ راس كركر والمغيّر (رام الله) إلى وقوع عشر إصابات أخرى. ولم تتسبّب مظاهرتان أخريان تقع أسبوعيا في حيّ الشيخ جرّاح بالقدس الشرقية احتجاجًا على الإخلاء الوشيك لأُسرة فلسطينية من منزلها إلى وقوع إصابات. ومن بين العدد الكلي للمصابين خلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير، أصيبَ 46 بالمائة منهم نتيجةً للاعتداء الجسدي، و34 في المائة جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع والذي استلزم الحصول على علاج طبي، بينما أصيبَ البقية بالأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط (12 بالمائة) وبالذخيرة الحية (2 بالمائة).
أصيبَ 150 أسيرًا فلسطينيًا وستة من أفراد القوات الإسرائيلية بجروح خلال اشتباكات اندلعت في سجن عوفر الإسرائيلي (رام الله). ووقعت هذه الحادثة في يوم 21 كانون الثاني/يناير، بعدما اقتحمت القوات الإسرائيلية السجن للبحث عن أجهزة هواتف نقالة وغيرها من المواد المحظورة واشتبكت مع الأسرى. وقد أشارت التقارير الصادرة عن نادي الأسير الفلسطيني ووسائل الإعلام الفلسطينية إلى عدد المصابين الفلسطينيين، بينما نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عدد الإصابات بين الإسرائيليين.
في قطاع غزة، أسفرت مظاهرات ’مسيرة العودة الكبرى‘ المتواصلة بالقرب من السياج الحدودي عن مقتل فلسطيني واحد وإصابة 703 آخرين بجروح. ففي يوم 25 كانون الثاني/يناير، أصيبَ رجل فلسطيني بالذخيرة الحية وقُتِل شرق رفح، مما رفع العدد الكلي للفلسطينيين الذين قُتلوا خلال هذه الاحتجاجات منذ أواخر شهر آذار/مارس 2018 إلى 184 فلسطينيًا. ومن بين جميع المصابين خلال الفترة التي يشملها هذا التقرير، نُقل 319 مصابًا إلى المستشفيات، بمن فيهم 83 شخصًا أصيبوا بالذخيرة الحية، وفقًا لوزارة الصحة ومنظمات حقوق الإنسان الفلسطينية.
وفي قطاع غزة أيضًا، قُتل أحد أفراد جماعة مسلحة، وأصيبَ أربعة آخرون وجندي إسرائيلي بجروح، في حوادث قرب السياج الحدودي. وشهدت الحوادث، التي وقعت في يوم 22 كانون الثاني/يناير شرق مخيم البريج للاجئين، إطلاق نار من جانب الفلسطينيين وشن غارات جوية إسرائيلية استهدفت عددًا من المواقع العسكرية ومراكز المراقبة في المنطقتين الشمالية والجنوبية.
فيما لا يقلّ عن 27 مناسبة خارج سياق المظاهرات، أطلقت القوات الإسرائيلية النيران التحذيرية في المناطق المقيَّد الوصول إليها باتجاه الأراضي والبحر في غزة. ونتيجةً لذلك، أصيبَ مدني (وهو معلِّم) وأحد أفراد جماعة مسلحة بجروح. وفي أربع مناسبات، دخلت القوات الإسرائيلية إلى غزة ونفّذت عمليات تجريف وحفر على مقربة من السياج الحدودي شرق مدينة غزة ورفح.
في الضفة الغربية هدمت السلطات الإسرائيلية 20 مبنًى يملكه فلسطينيون، مما أدى إلى تهجير 26 فلسطينيًا وتضرر سُبل عيش 54 آخرين. وقد هُدم 19 مبنىً من هذه المباني بحجّة افتقارها إلى رخص بناء تصدرها السلطات الإسرائيلية، وكانت ستة منها تقع في القدس الشرقية و13 في المنطقة (ج). وشملت المباني الأخرى شقة في بلدة يطّا (المنطقة أ)، حيث جرى تفجيرها وتدميرها كإجراء عقابي. وتعود هذه الشقة لفلسطيني طعن مستوطنًا إسرائيليًا وقتله في شهر أيلول/سبتمبر 2018، واعتُقل بعد أن أُطلِقت النار عليه وأصيبَ بجروح.
اقتلعت السلطات الإسرائيلية 1,250 شجرة زيتون تعود ملكيتها لفلسطينيين بحجة أنها كانت مزروعة في منطقة أُعلن عنها ’أراضي دولة‘، مما ألحق الضرر بسُبل عيش ست أُسر. ووقعت هذه الحادثة في يوم 22 كانون الثاني/يناير في منطقة زراعية قريبة من قرية صفا (الخليل)، بجوار مستوطنة بات عايْن. ويتراوح عمر هذه الأشجار من خمسة إلى تسعة أعوام. وفي وقت سابق، رُفِض طعن رفعته خمس أُسر على اقتلاع هذه الأشجار أمام محكمة عسكرية إسرائيلية.
في يوم 28 كانون الثاني/يناير، أعلنت إسرائيل أنها لن تمدّد ولاية المراقبين الدوليين في المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية في مدينة الخليل. وتُعَدّ بعثة التواجد الدولي المؤقت في الخليل، التي أُنشئت في العام 1994، الجهة الفاعلة الوحيدة التي تملك ولاية صريحة ومحددة لتوثيق الحوادث في هذه المنطقة، وهي المنظمة الوحيدة المخوّلة بالوصول إلى أي ناحية في المدينة إما سيرًا على الأقدام أو على متن المركبات، في أي وقت من الأوقات. وثمة قلق من أن مغادرة هذه البعثة سوف يترك فراغًا قد يؤدي إلى زيادة عنف المستوطنين وتدهور الظروف المعيشية في أوساط السكان الذين يعانون من الضعف في الأصل.
ألقى فلسطينيون الحجارة والزجاجات الحارقة على مركبات تحمل لوحات تسجيل إسرائيلية في 11 حادثة خلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير، مما أدى إلى إلحاق الأضرار بأربع سيارات، وفقًا لتقارير إعلامية إسرائيلية. ووقعت هذه الحوادث على الطرق الرئيسية في محافظات القدس، ورام الله، ونابلس، وبيت لحم والخليل.
لا يزال معبر رفح الخاضع للسيطرة المصرية بين غزة ومصر مغلقًا أمام خروج المسافرين. ولا يزال هذا الإغلاق الجزئي مستمرًا منذ يوم 7 كانون الثاني/يناير، بعد سحب موظفي السلطة الفلسطينية من المعبر بسبب الخلافات مع حماس. وخلال الفترة التي يشملها هذا التقرير، فُتح المعبر في اتجاه واحد (للدخول إلى غزة) لمدة خمسة أيام في الأسبوع، حيث سُمح بدخول 1,485 شخصًا إلى غزة. وبين شهريْ أيار/مايو وكانون الأول/ديسمبر 2018، كان المعبر يُفتح بصورة منتظمة على مدار خمسة أيام في الأسبوع.