تقرير حماية المدنيين | 22 أيار/مايو – 4 حزيران/يونيو 2018
آخر التطورات
قتلت القوات الإسرائيلية، في يوم 6 حزيران/يونيو، فلسطينيًا، يبلغ من العمر 21 عامًا، خلال الاشتباكات التي اندلعت في سياق عملية تفتيش واعتقال في قرية النبي صالح (رام الله).
أبرز أحداث الأسبوعين الماضيين
أطلقت القوات الإسرائيلية النار وقتلت امرأة فلسطينية، وأصابت 170 آخرين بجروح خلال المظاهرات العامة التي نُظمت في يوميْ 25 أيار/مايو و1 حزيران/يونيو بمحاذاة السياج الحدودي الإسرائيلي مع غزة. وتوفي سبعة فلسطينيين آخرين خلال الفترة التي يشملها هذا التقرير متأثرين بالجروح التي أصيبوا بها في المظاهرات التي اندلعت على مدى الأسابيع الماضية. والمرأة التي أطلقت النار عليها في يوم 1 حزيران/يونيو هي مسعفة تبلغ من العمر 21 عاماً، حيث قُتلت أثناء تطوعها مع جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية. وقد عبّر مسؤولو الأمم المتحدة ووكالاتها عن سخطهم إزاء قتلها. كما توفي فلسطيني آخر متأثرًا بالجروح التي أصيبَ بها في يوم 5 حزيران/يونيو بعد أن أطلقت القوات الإسرائيلية النار عليه في اليوم السابق بالقرب من السياج الحدودي في خانيونس، وما تزال السلطات الإسرائيلية تحتجز جثته. ومن المتوقع أن تنتهي مظاهرات "مسيرة العودة الكبرى"، التي انطلقت في 30 آذار/مارس، في يوم 8 حزيران/يونيو. وللاطّلاع على الأعداد المجمّعة للضحايا وتوزيعهم، اضعط على هذا الرابط.
شهدت الفترة التي يغطيها هذا التقرير أخطر تصعيد في غزة وجنوب إسرائيل منذ الأعمال القتالية التي شهدها العام 2014. ففي حادثتين منفصلتين وقعتا في يوميْ 27 و28 أيار/مايو، أطلقت القوات الإسرائيلية قذائف الدبابات باتجاه مواقع عسكرية فلسطينية شرق خانيونس وشمال بيت لاهيا، مما أدى إلى مقتل أربعة من أفراد الجماعات المسلحة وإصابة آخر بجروح. وخلال الأيام التالية، أطلقت الجماعات المسلحة الفلسطينية أكثر من 150 صاروخًا وقذيفة باتجاه إسرائيل. وسقط أحد هذه الصواريخ داخل منزل في شمال غزة ألحق به أضرارًا طفيفة. وسقط معظم الصواريخ الأخرى في مناطق مفتوحة أو جرى اعتراضها في الجو، وفقًا لتقارير إعلامية إسرائيلية. وقد أصيبَ ثلاثة جنود إسرائيليين بجروح، ولم تقع سوى أضرار طفيفة داخل إسرائيل، بما فيها تلك التي أصابت روضة أطفال. وشنّت القوات الإسرائيلية عشرات الغارات الجوية في مختلف أنحاء قطاع غزة، حيث استهدفت مواقع عسكرية ومناطق مفتوحة، وأدت إلى وقوع إصابة واحدة وألحقت أضرارًا في المواقع المستهدفة، بالإضافة إلى سبعة قوارب صيد ومنشأة صناعية وأرض زراعية ومدرسة. وانتهى هذا التصعيد بحلول نهاية الفترة التي يغطيها هذا التقرير.
أطلق الفلسطينيون، خلال الفترة التي يغطيها التقرير والفترة التي شهدت اندلاع المظاهرات بالقرب من السياج الحدودي، المئات من الطائرات الورقية وبالونات الغاز المحمّلة بمواد مشتعلة، مما أدى إلى إلحاق الضرر بالأراضي والمحاصيل الزراعية جنوب إسرائيل. وقد نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن وزير الدفاع الإسرائيلي قوله إنه جرى اعتراض ثلثيْ هذه الطائرات الورقية، من أصل 600 طائرة ورقية، في الجو، بينما وصل ثلثها الآخر إلى إسرائيل، مما أدى إلى إضرام النار في نحو 9,000 دونم من الأراضي.
في يوم 5 حزيران/يونيو، أوقفت محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة التوربين الوحيد الذي كان يعمل فيها بسبب نقص إمدادات الوقود. ولم تكن المحطة تزاول عملها بسبب الخلافات التي لم يجرِ حلها بين السلطات الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية، والتي تدور حول تمويل الوقود والضرائب المستحقة عنه. ويؤدي نقص إمدادات الكهرباء في غزة إلى انقطاعها لفترات تتراوح من 20 إلى 22 ساعة يوميًا، مما يقوض تقديم الخدمات، بما فيها خدمات الصحة، والمياه والصرف الصحي، والتعليم.
في 28 مناسبة على الأقل، أطلقت القوات الإسرائيلية النار باتجاه المزارعين وصيادي الأسماك في سياق فرض القيود على الوصول إلى الأراضي والبحر. كما احتجزت أربعة صيادين وصادرت قاربًا واحدًا. وفي يوم 29 أيار/مايو، اعترضت القوات البحرية الإسرائيلية وصادرت سفينة انطلقت من غزة، وكانت تحاول كسر الحصار البحري، واعتقلت 17 شخصًا كانوا على متنها. وفي مناسبتين أخريين، دخلت القوات الإسرائيلية قطاع غزة بالقرب من بيت لاهيا وجباليا (شمال غزة)، ونفذت عمليات تجريف وحفر على مقربة من السياج الحدودي.
في يوم 2 حزيران/يونيو، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على فلسطيني يبلغ من العمر 35 عامًا بينما كان يعمل في مشروع بناء في المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية من مدينة الخليل وقتلته. ووفقًا لمصادر عسكرية إسرائيلية، أُطلقت النار على الرجل بعد أن حاول أن يدهس جنودًا بجرافة. ورفض شهود عيان فلسطينيون هذه الرواية، وأفادوا بأن الرجل لم يتوقف بعد أن وُجِّهت إليه الأوامر بذلك بسبب الضجيج في الموقع الذي وقعت فيه الحادثة.
قُتل جندي إسرائيلي وأصيب 33 فلسطينيًا بجروح خلال الاشتباكات التي اندلعت في سياق عدة عمليات تفتيش واعتقال في مختلف أنحاء الضفة الغربية. وقد وقع أكبر هذه الاشتباكات خلال عملية نُفذت في مخيم الأمعري للاجئين (رام الله) في يوم 26 أيار/مايو، حيث ألقى فلسطيني حجر رخام على جندي، توفي بعد يومين متأثرًا بجروحه. وعلى وجه العموم، نفذت القوات الإسرائيلية 114 عملية تفتيش واعتقال في مختلف أنحاء الضفة الغربية، واعتقلت خلالها 207 فلسطينيين، من بينهم سبعة أطفال. وسجلت محافظة الخليل العدد الأكبر من هذه العمليات (42)، تلتها محافظتا القدس (17) ورام الله (15).
أصيب 12 فلسطينيًا آخر خلال المظاهرات والاشتباكات، وتوفي فلسطيني يبلغ من العمر 15 عامًا متأثرًا بجروحه بعد إصابته بالذخيرة الحية في يوم 15 أيار/مايو خلال مظاهرة اندلعت بالقرب من حاجز بيت إيل/الدي سي أو. وهذا هو رابع طفل فلسطيني يُقتل منذ مطلع العام 2018 في الضفة الغربية خلال المظاهرات وأحداث إلقاء الحجارة. وكانت غالبية الإصابات قد وقعت خلال الاشتباكات التي اندلعت في المظاهرات الأسبوعية التي شهدتها قرية كفر قدوم (قلقيلية) وقرية النبي صالح (رام الله). كما أصيب فلسطينيان بالذخيرة الحية وهما يحاولان أن يجتازا الجدار دون تصريح في حادثتين منفصلتين بالقرب من طولكرم وبيت لحم.
سمحت القوات الإسرائيلية في الجمعتين الثانية والثالثة من شهر رمضان بدخول 87,000 و122,000 فلسطيني على التوالي إلى القدس لأداء صلاة الجمعة، وفقًا لمصادر رسمية إسرائيلية. وقد سُمح للرجال الذين تزيد أعمارهم على 40 عامًا والأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 عامًا والنساء من جميع الأعمار بعبور الحواجز دون تصاريح، بينما تصدر التصاريح للذكور الآخرين المؤهلين. ويعد سكان غزة غير مؤهلين للحصول على تصاريح شهر رمضان.
في يوم 24 أيار/مايو، رفضت محكمة العدل العليا الإسرائيلية التماسات قدمها سكان تجمع الخان الأحمر–أبو الحلو البدوي الفلسطيني (محافظة القدس)، مما يمهد الطريق لهدم التجمع بحجة الافتقار إلى رخص البناء وتهجير سكانه البالغ عددهم 180 شخصًا. وقد رفض التجمع خطة السلطات الإسرائيلية لترحيلهم إلى موقع مجاور. ومن بين المباني المهددة بالهدم مدرسة مولها المانحون ويدرس فيها طلبة من التجمعات البدوية الأخرى في هذه المنطقة. ويُعد التجمع المستهدف واحدًا من 18 تجمعًا يقع في منطقة مخصصة لخطة (E1) الاستيطانية أو بجوارها. وفي يوم 1 حزيران/يونيو، دعا المنسق الإنساني ومدير العمليات في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إسرائيل إلى وقف مخططاتها الرامية إلى هدم هذا التجمع وترحيل سكانه.
لم تسجَّل أي عمليات هدم أو مصادرة خلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير. ويتماشى هذا الواقع مع الممارسة المسجلة خلال السنوات الماضية، حيث يتوقف جانب كبير من عمليات الهدم خلال شهر رمضان.
في مناسبة واحدة، هجّرت القوات الإسرائيلية خمس أسر من تجمّع حمصة البقيعة الرعوي شمال غور الأردن لست ساعات لإفساح المجال أمامها لإجراء تدريبات عسكرية. ويواجه هذا التجمع عمليات هدم منتظمة وقيودًا على الوصول، إلى جانب عمليات التهجير المؤقتة، حيث تثير هذه الإجراءات القلق إزاء خطر الترحيل القسري للسكان.
أصيبَ ثلاثة فلسطينيين وأُتلف أكثر من 1,200 شجرة يملكها فلسطينيون في حوادث أقدم عليها مستوطنون إسرائيليون في مختلف أنحاء الضفة الغربية. ففي حادثتين منفصلتين، اعتدى مستوطنون إسرائيليون جسديًا على ثلاثة رجال فلسطينيين وأصابوهم بجروح في حي صور باهر في القدس الشرقية وبالقرب من قرية عوريف (نابلس). وفي الحادثة الأخيرة، هاجمت مجموعة ضمت 30 مستوطنًا مسنًا فلسطينيًا، يبلغ من العمر 71 عامًا، بالحجارة والعصي أثناء رعيه الأغنام، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات مع سكان المنطقة. وتدخلت القوات الإسرائيلية في أعقاب هذه المواجهات، مما تسبب في إصابة فلسطينيين. ووفقًا لمصادر محلية، أقدم المستوطنون الإسرائيليون، في ست حوادث منفصلة، على إتلاف نحو 1,265 شجرة وزرعوا محاصيل في أراضٍ تعود ملكيتها لفلسطينيين في قرى عين سامية وكفر مالك (وكلتاهما في رام الله) وعوريف (نابلس) وخلة سكاريا (بيت لحم) وبني نعيم وحلحول (وكلتاهما في الخليل).
أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية بوقوع تسع حوادث ألقى فيها فلسطينيون الحجارة على مركبات المستوطنين الإسرائيليين، ولم تسجل أي إصابات، ولحقت الأضرار بمركبة واحدة.
أعلنت السلطات المصرية عن استمرار فتح معبر رفح الذي يربط بين غزة ومصر طيلة شهر رمضان. ومنذ فتح المعبر في يوم 12 أيار/مايو ولغاية نهاية الفترة التي يغطيها هذا التقرير، غادر المعبر 8,786 شخصًا قطاع غزة ودخل 1,587 شخصًا آخر إليه. وهذه هي أطول فترة يُفتح فيها معبر رفح بصورة متواصلة منذ العام 2014.