تقرير حماية المدنيين | 25 أيلول/سبتمبر– 8 تشرين الأول/أكتوبر 2018
قتلت القوات الإسرائيلية عشرة فلسطينيين، بينهم ثلاثة أطفال، خلال مظاهرات واشتباكات جرت الجمعة بمحاذاة السياج الحدودي مع إسرائيل، في سياق ’مسيرة العودة الكبرى‘ في قطاع غزة، وأصابت 882 آخرين بجروح. وسجَّل يوم الجمعة، 28 أيلول/سبتمبر، أعلى عدد من القتلى في يوم واحد (سبعة) منذ تاريخ 14 أيار/مايو 2018، مما دفع بدعوة من قبل المنسق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة، جيمي ماكغولدريك، إلى "إسرائيل وحماس وجميع الأطراف الفاعلة الأخرى، والتي لها القدرة على التأثير في هذا الوضع، إلى اتخاذ إجراء الآن لمنع حدوث المزيد من التدهور ووقوع خسائر في الأرواح." وقد أصابت الذخيرة الحية طفلين من بين الأطفال القتلى، وهما فتيان يبلغان من العمر 11 عامًا و15 عامًا، في الرأس والصدر. وبهذا، يرتفع عدد الأطفال الذين قُتلوا في غزة منذ اندلاع الاحتجاجات في يوم 30 آذار/مارس إلى 39 طفلًا. وقد نُقلت 402 إصابة من بين الإصابات إلى المستشفيات في يوميْ 28 أيلول/سبتمبر و5 تشرين الأول/أكتوبر، 216 منها (53 في المائة) بالذخيرة الحية، بينما تلقّت بقية الإصابات العلاج في الميدان، وفقًا لوزارة الصحة في غزة. وقد أُلقي عدد من العبوات الناسفة باتجاه القوات الإسرائيلية خلال الاحتجاجات، ولم ينجم أي منها عن إصابات بين الإسرائيليين، وفقًا لمصادر الإسرائيلية.
وفضلًا عن ذلك، قُتل طفل فلسطيني وأُصيبَ 189 فلسطينيًا بجروح في اشتباكات اندلعت مع القوات الإسرائيلية خلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير، وذلك في أنشطة أخرى باتت تقع كل يوم تقريبًا في سياق ’مسيرة العودة الكبرى‘. وشملت هذه الأنشطة استخدام الألعاب النارية، ومكبّرات الصوت، وقنابل الصوت، وإشعال الإطارات خلال تجمعات في الليل على مقربة من السياج الحدودي، وخلال احتجاجات في منطقة مجاورة لمعبر إيرز، وفي محاولات لكسر الحصار البحري، بالإضافة إلى مظاهرات على الشاطئ شمالي غزة وبمحاذاة السياج الحدودي مع إسرائيل. كما أشارت مصادر إسرائيلية إلى ارتفاع كبير طرأ على إطلاق الطائرات الورقية والبالونات المشتعلة باتجاه إسرائيل، والتي تسبّبت في إضرام عشرات الحرائق وإلحاق أضرار محدودة بالممتلكات، غير أنها لم تؤدِّ إلى وقوع إصابات بين الإسرائيليين. ونفّذت القوات الإسرائيلية عددًا من الغارات الجوية، التي أفادت التقارير بأن بعضها استهدف أشخاصًا يلقون عبوات ناسفة أو مواد حارقة بالقرب من السياج الحدودي. وللاطّلاع على الأعداد المجمّعة للضحايا وتوزيعهم منذ انطلاق ’مسيرة العودة الكبرى‘، اضغط على هذا الرابط.
في 2 تشرين الأول/أكتوبر، أُصيب رجل فلسطيني يبلغ من العمر 72 عامًا بعد أن أطلقت القوات الإسرائيلية النار باتجاهه في مخيم المغازي للاجئين في غزة، وقد توفي متأثرًا بجروحه بعد إصابته بفترة وجيزة. وما تزال الظروف المحيطة بهذه الحادثة غير واضحة. ووفقًا لمنظمات حقوق الإنسان الفلسطينية، فقد أُطلقت النيران على الرجل وهو يقف بجوار منزله، الذي يبعد نحو 2,000 متر عن السياج الحدودي، في وقت لم يشهد اندلاع أي مظاهرات أو اشتباكات.
في 7 تشرين الأول/أكتوبر، قلّصت السلطات الإسرائيلية مساحة الصيد المسموح بها على امتداد الساحل الجنوبي لقطاع غزة من تسعة أميال إلى ستة أميال بحرية. ووفقًا لمصادر إسرائيلية، هذه القيود هي ردًا على الحوادث المتواصلة بمحاذاة السياج الحدودي. ولهذا التدبير أثرًا مباشرًا على نحو 50,000 فلسطيني يعتمدون على صيد الأسماك في سبل عيشهم.
فيما لا يقلّ عن ثمانية حوادث أخرى خارج سياق ’مسيرة العودة الكبرى‘، أطلقت القوات الإسرائيلية النار في المناطق المقيَّد الوصول إليها باتجاه الأراضي والمناطق البحرية، قبالة ساحل غزة، مما أدى إلى إصابة صياد بجروح واعتقال اثنين آخرين. وفي مناسبات سبع، دخلت القوات الإسرائيلية إلى غزة ونفذت عمليات تجريف وحفر قرب السياج الحدودي.
في يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، قتل رجل فلسطيني إسرائيليين اثنين، رجل وامرأة، في هجوم نفّذه بإطلاق النار في المنطقة الصناعية بمستوطنة باركان (سلفيت)، شمال الضفة الغربية، وقد أصاب امرأة إسرائيلية أخرى بجروح. وفرّ منفّذ الهجوم، الذي أشارت التقارير أنه من سكان مدينة طولكرم وكان يعمل في المستوطنة، من المكان دون أن يُصاب بأذى. ومنذ مطلع العام 2018، قُتل تسعة إسرائيليين على يد فلسطينيين في الضفة الغربية. وفي أعقاب هذا الهجوم، فتّشت القوات الإسرائيلية منزل أسرة منفذ الهجوم وأخذت قياساته تمهيدًا لهدمه كإجراء عقابي، حسبما أوردت التقارير. واعتُقلت والدة منفذ الهجوم وشقيقتاه. وانتشرت القوات الإسرائيلية على جميع مداخل مدينة طولكرم، مما أدى إلى تعطيل القدرة على الوصول إلى المدينة والخروج منها.
وفي الضفة الغربية أيضًا، أصابت القوات الإسرائيلية 122 فلسطينيًا، بينهم 36 طفلًا، بجروح في حوادث متعددة. وقد أُصيبَ 36 من هؤلاء خلال مظاهرات متعددة اندلعت في يوم 1 تشرين الأول/أكتوبر في مختلف أنحاء الضفة الغربية في سياق إضراب ليوم واحد احتجاجًا على "قانون أساس: إسرائيل الدولة القومية للشعب اليهودي"، الذي أقرّه البرلمان الإسرائيلي في أواخر شهر تموز/يوليو، وتضامنًا مع تجمُّع خان الأحمر-أبو الحلو البدوي الفلسطيني، الذي يتعرّض لخطر وشيك بالهدم الجماعي. وأصيبَ 11 شخصًا آخر خلال المظاهرات الأسبوعية التي تلت ذلك اليوم: في راس كركر (رام الله) احتجاجًا على شقّ طريق استيطاني جديد على أراضٍ تعود ملكيتها لفلسطينيين، وفي كفر قدوم (قلقيلية) على التوسع الاستيطاني والقيود المفروضة على الوصول، وفي بلعين ونعلين (وكلاهما في رام الله) على الجدار والتوسع الاستيطاني. كما أصيبَ 26 فلسطينيًا آخر بجروح خلال الاشتباكات التي اندلعت أثناء ستّ عمليات بحث واعتقال. وفي الإجمال، نفّذت القوات الإسرائيلية 131 عملية اعتقلت خلالها ما يربو على 132 فلسطينيًا، من بينهم 16 طفلًا. وأصيبَ 15 فلسطينيًا خلال الاشتباكات التي اندلعت مع القوات الإسرائيلية بعد دخول الإسرائيليين إلى موقع ديني في مدينة نابلس.
هدمت السلطات الإسرائيلية أو أجبرت أشخاصًا على هدم أربعة مبانٍ يملكونها في المنطقة (ج) والقدس الشرقية بحجة افتقارها لرخص البناء التي تصدرها السلطات الإسرائيلية، مما ألحق الضرر بسبل عيش 26 شخصًا. وكان اثنان من هذه المباني، بينهما مبنًى قُدِّم في سياق الاستجابة لهدمه في مرة سابقة، في منطقة مسافر يطا بمحافظة الخليل، وذلك في منطقة مصنَّفة كمنطقة إطلاق نار لأغراض التدريب العسكري، حيث يواجه 1,300 نسمة من سكانها خطر الترحيل القسري. ويقع مبنًى آخر في منطقة تابعة لبلدة حزما ضمن الحدود البلدية لمدينة القدس، غير أنها معزولة عن بقية أنحاء المدينة بفعل الجدار. وعلاوةً على ذلك، أُجبِرت أسرة فلسطينية على هدم ملحق مضاف إلى منزلها في حيّ بيت حنينا في القدس الشرقية، مما ألحق الضرر بسبل عيش ثمانية أشخاص.
في يوم 8 تشرين الأول/أكتوبر، جدّدت السلطات الإسرائيلية أوامر الاستيلاء على أراضي في تجمُّع خان الأحمر-أبو الحلو، ستستخدمها القوات الإسرائيلية خلال هدم التجمع. وفي اليوم نفسه، فرغت السلطات الإسرائيلية من تصريف بركة تجمّعت فيها مياه الصرف الصحي العالية المخاطر بعد أن تسربت إلى التجمع المذكور من خلال أنبوب من أنابيب الصرف الصحي في مستوطنة كفار أدوميم منذ أواخر شهر أيلول/سبتمبر. وفي يوم 5 أيلول/سبتمبر، رفضت محكمة العدل العليا الإسرائيلية جميع الالتماسات المتعلقة بالقرار الذي أصدرته في 24 أيار/مايو. وفي يوم 23 أيلول/سبتمبر، سلّمت السلطات الإسرائيلية خطابًا لسكان التجمع تبلغهم فيه بوجوب هدم جميع مبانيهم في موعد لا يتجاوز 1 تشرين الأول/أكتوبر، وإلا فسوف تنفذ السلطات الإسرائيلية عملية الهدم بموجب قرار المحكمة. وفي هذا الخطاب، وعدت إسرائيل بأنها ستقدّم المساعدة لأولئك الذين يلتزمون بهذا الأمر، بما يشمل نقلهم إلى موقع بديل لإعادة توطينهم فيه.
تعطَّل موسم قطف الزيتون الذي استُهلَّ رسميًا في مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر، في عدد من المناطق، بفعل عنف المستوطنين، بالاعتداء جسديًا على مزارعيْن واصابتهما بجروح وإتلاف 190 شجرة وسرق محصول الزيتون. وقد وقعت خمس من هذه الحوادث في ترمسعيّا (رام الله)، وبورين وحارس واللُّبَّن الشرقية (وجميعها في رام الله)، وفي المناطق المحاذية للمستوطنات، حيث يخضع وصول الفلسطينيين إليها لموافقة الجيش الإسرائيلي. وفي حادثة أخرى، اعتدى مستوطنون إسرائيليون جسديًا على فلسطيني وأصابوه بجروح في البلدة القديمة بالقدس. وأدت حادثتان على الأقل ألقى مستوطنون إسرائيليون فيهما الحجارة إلى إلحاق أضرار بمركبات تعود ملكيتها لفلسطينيين خلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير. وقد تصاعدت وتيرة عنف المستوطنين منذ مطلع العام 2018، حيث وصل متوسط الهجمات الأسبوعية التي نفّذوها إلى خمس هجمات تسبّبت بإصابات أو أضرار بالممتلكات، بالمقارنة مع ما معدّله ثلاث هجمات في العام 2017 واثنتين في العام 2016.
وفقًا لتقارير إعلامية إسرائيلية، لحق الضرر بـ14 مركبة إسرائيلية بسبب إلقاء حجارة باتجاهها من قبل فلسطينيين في محافظات رام الله وبيت لحم والخليل والقدس وسلفيت.
فُتح معبر رفح الخاضع للسيطرة المصرية بين غزة ومصر في كلا الاتجاهين لتسعة أيام، وفي اتجاه واحد (إلى غزة) لمدة يومين، حيث سُمح بدخول 1,178 شخصًا إلى غزة وبخروج 3,116 آخرين منها.