تقرير حماية المدنيين | 26 شباط/فبراير – 11 آذار/مارس 2019
آخر المستجدات
12 آذار/مارس، أطلقت القوات الإسرائيلية في حادثتين النار باتجاه فلسطينييْن، يبلغان من العمر 41 عامًا و23 عامًا، وقتلتهما في المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية في مدينة الخليل وفي مدينة سلفيت.
أبرز أحداث الأسبوعين الماضيين
أدّت مظاهرات واشتباكات أيام الجمعة بمحاذاة السياج الحدودي في قطاع غزة، خلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير، إلى مقتل فلسطينييْن اثنين، كلاهما يبلغ 23 عامًا من عمره، وإصابة 556 آخرين بجروح. كما تُوفي فلسطيني، يبلغ من العمر 22 عامًا، متأثرًا بالجروح التي أصيب بها في جمعة سابقة، 22 شباط/فبراير. وقُتل الفلسطينيان بالذخيرة الحية خلال الاحتجاجات التي اندلعت في منطقتيْ دير البلح ورفح في يوميْ 1 و8 آذار/مارس، على التوالي. ومنذ بداية الاحتجاجات في سياق ’مسيرة العودة الكبرى‘ في يوم 30 آذار/مارس 2018، قُتل 193 فلسطينيًا وأُصيبَ 26,625 آخرين بجروح. ومن بين المصابين خلال الفترة التي يشملها هذا التقرير، نُقِل 269 مصابًا إلى المستشفيات، بمن فيهم 79 شخصًا أصيبوا بالذخيرة الحية، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية. وبعدما أطلق الفلسطينيون القذائف، والبالونات الحارقة والعبوات الناسفة باتجاه إسرائيل، استهدف عدد من الغارات الجوية والقذائف الإسرائيلية مواقع عسكرية، أفادت التقارير بأنها تابعة لجماعات فلسطينية مسلحة، مما أدى إلى إلحاق الأضرار بموقعين منها وبثلاثة قوارب صيد.
قُتل فتى عمره 15 عامًا في يوم 6 آذار/مارس خلال احتجاجات وأنشطة أخرى في سياق ’مسيرة العودة الكبرى‘، بالإضافة إلى إصابة 66 فلسطينيًا بجروح. وهذه تشمل مظاهرات على الشاطئ قرب السياج الحدودي في شمال غزة، إلى جانب قافلة من القوارب التي حاولت كسر الحصار البحري، والأنشطة الليلية بالقرب من السياج والتي تتضمن إلقاء العبوات الناسفة باتجاه القوات الإسرائيلية.
فيما لا يقلّ عن 32 مناسبة خارج سياق المظاهرات، أطلقت القوات الإسرائيلية النيران التحذيرية في المناطق المقيَّد الوصول إليها والتي تفرضها إسرائيل على الأراضي وقبالة ساحل غزة. ففي ثلاث حوادث، أصابت القوات البحرية الإسرائيلية أربعة صيادين فلسطينيين بجروح، واعتقلت سبعة صيادين آخرين وصادرت قاربيْن. وفي حادثة أخرى، اعتقلت القوات الإسرائيلية فلسطينييْن عندما حاولا أن يتسلّلا إلى إسرائيل من خلال السياج الحدودي، حسبما أفادت التقارير. وفي ثلاث مناسبات، دخلت القوات الإسرائيلية إلى غزة ونفّذت عمليات تجريف وحفر بالقرب من السياج الحدودي في منطقتيْ بيت لاهيا وبيت حانون.
في الضفة الغربية، قُتل ثلاثة فلسطينيين وأُصيبَ اثنان من أفراد القوات الإسرائيلية بجروح في حادثتين. ففي الساعات الأولى من يوم 4 آذار/مارس، أطلقت القوات الإسرائيلية الذخيرة الحية باتجاه رجلين فلسطينيين، وقتلتهما بينما كانا يسافران في سيارتهما على الطريق الرئيسي القريب من قرية كفر نعمة (رام الله). وقالت السلطات الإسرائيلية إن الحادثة كانت محاولة دهس متعمدة، بينما أشارت المصادر المحلية الفلسطينية إلى أن الرجلين الفلسطينيين، وآخر تم اعتقاله، اصطدموا بجيب عسكري بصورة غير متعمدة، مما أدى إلى إصابة اثنين من أفراد القوات الإسرائيلية بجروح. ولا يزال جثمانا الفلسطينيين محتجزيْن لدى السلطات الإسرائيلية. وفي يوم 10 آذار/مارس، أطلقت الشرطة الإسرائيلية النار باتجاه سائق فلسطيني آخر، يبلغ من العمر 22 عامًا، وقتلته على حاجز طيّار على الطريق 90 في منطقة أريحا بعدما تجاهل الأوامر التي وجّهتها الشرطة إليه بإيقاف السيارة التي كان يستقلّها، حسبما أفادت التقارير. وقد فرّ مسافران آخران كانا معه من المكان. وفتحت السلطات الإسرائيلية تحقيقًا من منطلق اعتقادها بأن السائق لم يتوقف لأن المسافرين على متن السيارة كانوا ضالعين في نشاط إجرامي. وبذلك، يرتفع عدد الفلسطينيين الذين قتلتهم القوات الإسرائيلية حتى الآن في الضفة الغربية إلى عشرة قتلى منذ مطلع العام 2019.
تُوفي ثلاثة أطفال، تتراوح أعمارهم بين العام والأربعة أعوام، بعدما اندلعت النيران في منزلهم الواقع في حارة السلايمة في المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية في مدينة الخليل في يوم 5 آذار/مارس. وبالنظر إلى أن وصول سيارات الإسعاف وفِرق الإطفاء إلى هذه المنطقة يتطلّب تنسيقًا مسبقًا من السلطات الإسرائيلية، فقد جرى تأخير خدمات الإنقاذ، وفقًا لمصادر الفلسطينية.
في الإجمال، أُصيبَ 26 فلسطينيًا بجروح في اشتباكات متعددة مع القوات الإسرائيلية في مختلف أنحاء الضفة الغربية خلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير، ويمثّل هذا العدد تراجُعًا ملموسًا تقارب نسبته 82 في المائة، بالمقارنة مع متوسط عدد المصابين على أساس المعدل لكل أسبوعين حتى الآن من العام 2019 (146 مصابًا). فقد أُصيبَ 13 فلسطينيًا بجروح في اشتباكات اندلعت في سياق المظاهرة الأسبوعية في قرية كفر قدوم (قلقيلية) احتجاجًا على توسيع المستوطنات الإسرائيلية. وأُصيبَ ثمانية فلسطينيين آخرين بجروح في مظاهرة أخرى في بيت سيرا (رام الله)، تدعو إلى الإفراج عن جثامين فلسطينيين قُتلا بالقرب من كفر نعمة. كما أُصيبَ خمسة فلسطينيين بجروح في اشتباكات اندلعت خلال عمليتيْ تفتيش واعتقال نفذتهما القوات الإسرائيلية في مدينة نابلس. وفي الإجمال، نفذت القوات الإسرائيلية 173 عملية تفتيش واعتقال، أدّت 45 في المائة منها إلى وقوع اشتباكات. ووقع نصف الإصابات جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع والذي استلزم الحصول على علاج طبي، ونحو 38 في المائة بالأعيرة المعدنية، وثمانية في المائة بسبب الاعتداء الجسدي، وأربعة في المائة بالذخيرة الحية. وفضلًا عن ذلك، اقتلعت القوات الإسرائيلية 135 شجرة زيتون تعود ملكيتها لمخيم العروب للاجئين ومنطقة خلة الضبعة، بحجة أنها كانت مزروعة على أراضي دولة.
أسفرت سبع هجمات عُزِيَت لمستوطنين إسرائيليين عن إصابة ثلاثة فلسطينيين بجروح وإلحاق الأضرار بممتلكات فلسطينية. ففي قرية جبع (القدس)، ألقى المستوطنون الإسرائيليون الحجارة على مركبة فلسطينية كانت تسير على الطريق 60، مما أدى إلى إصابة فلسطينييْن، وهاجموا فلسطينيًا آخر برذاذ الفلفل الحار وأصابوه بجروح في المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية في مدينة الخليل. وفي ثلاث حوادث، أفاد سكان قرى بورين وعوريف (وكلاهما في نابلس) وفرعتا (قلقيلية) بأن المستوطنين ألحقوا الأضرار بنحو 50 شجرة زيتون يملكها فلسطينيون. وفي نفس الحادثة التي وقعت في عوريف، اندلعت الاشتباكات بين المستوطنين والقوات الإسرائيلية التي رافقتهم من جهة، والفلسطينيين من جهة أخرى، بعدما ألقى المستوطنون الحجارة على مدرسة البنين والمنازل المحيطة بها. وفي حادثة أخرى في قرية فرعتا، أفاد الفلسطينيون بأن مستوطنين من بؤرة جلعاد الاستيطانية ألقوا عددًا من المواشي النافقة في بئر. ورفع الفلسطينيون شكوى بذلك إلى السلطات الإسرائيلية. وفي حادثة أخرى، دمّر المستوطنون الإسرائيليون من مستوطنة سوسيا (الخليل) مقطعًا من سياج طوله 200 متر حول أرض زراعية، وبوابة وعشرة خزانات مياه في منطقة خربة التوامين، وقدّم المالك شكوى بذلك للشرطة الإسرائيلية. وفي منطقة غور الأردن، هاجم كلب يملكه مستوطن عِجْلًا تعود ملكيته لأُسرة فلسطينية في تجمُّع عين الحلوة وأصابه بجروح. وأشارت التقارير إلى حادثتين أخريين شهدتا إقدام المستوطنين الإسرائيليين على مضايقة النشطاء الدوليين الذين يرافقون الأطفال إلى مدرسة قرطبة في المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية في مدينة الخليل في يوميْ 10 و11 آذار/مارس. وفرّقت الشرطة الإسرائيلية المتواجدة في الموقع المستوطنين والنشطاء.
هُدم ما مجموعه 18 مبنًى يملكه فلسطينيون، مما أدى إلى تهجير 42 شخصًا وإلحاق الضرر بـ67 آخرين. وقد هُدمت هذه المباني، باستثناء مبنًى واحد منها، بحجة افتقارها إلى رخص البناء التي تصدرها السلطات الإسرائيلية. ومن بين هذه المباني، كان 12 مبنًى يقع في المنطقة (ج) وخمسة مبانٍ في القدس الشرقية. وهُدم المبنى الأخير، وهو منزل، في يوم 7 آذار/مارس كإجراء عقابي في المنطقة (ب) في قرية كوبر (رام الله). وتعود ملكية هذا المنزل لأسرة فلسطيني اعتُقل واتُّهِم بتنفيذ هجوم قُتل فيه جنديان إسرائيليان خلال شهر كانون الأول/ديسمبر 2018. وهذا هو المنزل الثاني الذي هُدم على أساس عقابي منذ مطلع العام 2019. وفي العام 2018، هُدمت ستة منازل على هذا الأساس. وفي حادثة وقعت في يوم 7 آذار/مارس، صادرت القوات الإسرائيلية مواد قُدِّمت كتبرُّع لتشييد سبعة مراحيض في تجمُّع عرب الرشايدة البدوي (بيت لحم).
ألحق فلسطينيون الأضرار بثلاث مركبات تعود ملكيتها للمستوطنين الإسرائيليين خلال ثلاث حوادث، وفقًا للتقارير الإعلامية الإسرائيلية. ففي الحوادث التي وقعت في يوميْ 26 شباط/فبراير و6 آذار/مارس، لحقت الأضرار بثلاث مركبات إسرائيلية بسبب الحجارة التي ألقاها فلسطينيون عليها بينما كانت تسير بالقرب من الطور وحِزما (وكلاهما في القدس) ودير قديس (رام الله). ونفّذت القوات الإسرائيلية عمليات تفتيش واعتقال بعد وقوع هذه الحوادث.
سُمح للفلسطينيين المتوجّهين لأداء العمرة في الديار الحجازية بالمغادرة للمرة الأولى منذ خمسة أعوام عبر معبر رفح الخاضع للسيطرة المصرية بين غزة ومصر، حيث فُتِح في كلا الاتجاهين لمدة تسعة أيام خلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير. وقد دخل ما مجموعه 1,413 شخصًا إلى قطاع غزة وغادره 3,948 آخرين، منهم 1,559 معتمرًا.