تقرير حماية المدنيين | 27 شباط/فبراير – 12 آذار/مارس 2018
أبرز أحداث الأسبوعين الماضيين
قُتل رجل فلسطيني وأصيبَ 50 آخرون على يد القوات الإسرائيلية خلال الاشتباكات التي اندلعت بعدما دخل المستوطنون الإسرائيليون المسلحون إلى تجمعات فلسطينية في منطقة نابلس في خمس مناسبات. ووقعت أربعة من هذه الحوادث في المناطق المحيطة بمستوطنتيّ يتسهار وبراخا، اللتين تشكّلان منذ وقت طويل مصدرًا للعنف المنهجي والمضايقات ضد سكان ستّ قرى تحيط بهما. وقد سُجل مقتل الرجل الذي يبلغ من العمر 22 عامًا، بالإضافة إلى إصابة طفل يبلغ 15 عامًا من عمره بالذخيرة الحية، في يوم 10 آذار/مارس في قرية عوريف (نابلس). واندلعت اشتباكات مماثلة، أدّت إلى إصابة 44 فلسطيني بجروح على مدى الأيام التي سبقت هذه الحادثة في عوريف نفسها، وفي بورين وعينابوس. وسُجلت الإصابات الأربعة الأخرى خلال الاشتباكات التي أعقبت دخول المستوطنين الإسرائيليين، الذين رافقتهم القوات الإسرائيلية، إلى مدينة نابلس لزيارة موقع ديني (قبر النبي يوسف).
أدّت الاشتباكات الأخرى التي اندلعت بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية إلى مقتل رجل فلسطيني وإصابة 478 شخصًا آخر، من بينهم 219 طفلًا، بجروح في مختلف أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة. وقد أُصيبَ القتيل، وهو رجل أصمّ يبلغ من العمر 24 عامًا، في يوم 12 آذار/مارس خلال مظاهرة في مدينة الخليل. ووفقًا للجيش الإسرائيلي، فقد وقعت عملية إطلاق النار التي أدت إلى مقتل الرجل ردًا على إلقاء زجاجات حارقة. وقد أفاد شهود عيان فلسطينيون بأن القتيل لم يكن يشارك في الاشتباكات عندما أُطلِقت النار عليه. ووقعت 50 إصابة من مجموع الإصابات، خلال هذه الفترة، في سياق الاشتباكات التي اندلعت بالقرب من السياج الحدودي المحيط بغزة، وما تبقى منها في الضفة الغربية. واندلعت غالبية الاشتباكات التي شهدتها الضفة الغربية خلال المظاهرات الأسبوعية ضد توسيع المستوطنات والقيود المفروضة على الوصول في كفر قدوم (قلقيلية) والنبي صالح والمزرعة القبلية (وكلاهما في رام الله)، وخلال المظاهرات المناهضة لاعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمةً لإسرائيل، والتي وقع أكبرها في البيرة/حاجز بيت إيل/الدي سي أو (رام الله)، وفي مدينة الخليل، وعلى حاجز حوارة (نابلس)، وخلال مظاهرة ضد عملية عسكرية نفذتها القوات الإسرائيلية في جامعة بيرزيت (رام الله). كما اندلعت اشتباكات أخرى لم تُفضِ إلى إصابات في مدرسة اللُّبَّن الشرقية (نابلس) بعدما منعت القوات الإسرائيلية الطلاب من دخول مدرستهم كإجراء عقابي على إلقاء الحجارة على المركبات الإسرائيلية، حسبما أفادت التقارير.
نفذت القوات الإسرائيلية 457 عملية تفتيش واعتقال واعتقلت 243 فلسطينيًا، من بينهم 21 طفلًا، في الضفة الغربية. وسُجل العدد الأكبر من الاعتقالات في محافظة القدس (60)، من بينهم اثني عشرة طفلاً، بينما شهدت محافظة رام الله العدد الأكبر من العمليات (84)، والتي شملت العملية المذكورة أعلاه في جامعة بيرزيت (رام الله).
تعرّض ثمانية فلسطينيين لإصابات مباشرة على يد المستوطنين الإسرائيليين، وتعرّضت ممتلكات فلسطينية للتخريب أو السرقة في عشر حوادث شهدت عنف المستوطنين في مختلف أنحاء الضفة الغربية، وذلك بالإضافة إلى الاقتحامات الواردة أعلاه. وقد وقعت ثلاث من هذه الحوادث في المناطق المحيطة بمستوطنتيّ يتسهار وبراخا في نابلس كذلك، حيث شملت الاعتداء الجسدي على ثلاثة مزارعين وإلحاق الضرر بمركبة في عينابوس، وتخريب 115 شجرة زيتون في مادما، وسرقة حمار في بورين. وأدت ثلاث حوادث أخرى شهدت إلقاء الحجارة على مركبات فلسطينية إلى إصابة ثلاثة طلاب بجروح وهم على متن حافلة مدرسية بالقرب من سلفيت، وإلحاق الضرر بمركبتين. وفي ثلاث حوادث منفصلة، أقدم مستوطنون إسرائيليون، أفادت التقارير بأنهم من بؤرة هافات ماعون الاستيطانية، على تخريب 18 شجرة يملكها فلسطينيون في قرية التواني (الخليل). وقد ارتفع المعدل الأسبوعي لهجمات المستوطنين، التي أدت إلى وقوع إصابات في أوساط الفلسطينيين أو إلحاق الأضرار بممتلكاتهم، بنسبة 50 في المائة منذ مطلع العام 2018 بالمقارنة مع العام 2017، وبنسبة 67 في المائة بالمقارنة مع العام 2016.
في يوم 4 آذار/مارس، وفي سياق القيود التي تواصل إسرائيل فرضها على الوصول، أطلقت القوات الإسرائيلية النار باتجاه مزارع فلسطيني وقتلته وهو يعمل في أرضه بالقرب من السياج الحدودي المحيط بغزة، شرق خان يونس. ووفقًا لإحدى منظمات حقوق الإنسان، وقعت هذه الحادثة على مسافة تقدَّر بـ200 متر من السياج. وفي 31 حادثة أخرى على الأقل، أطلقت القوات الإسرائيلية النيران التحذيرية باتجاه المزارعين وصيادي الأسماك في المناطق المحاذية للسياج الحدودي وفي عرض البحر. ولم يبلَّغ عن وقوع إصابات. ومنذ مطلع العام 2018، تشير التقارير إلى وقوع 142 حادثة إطلاق نار على الأقل باتجاه المزارعين وصيادي الأسماك الفلسطينيين في المناطق المقيَّد الوصول إليها، حيث أدت إلى مقتل فلسطينيين وإصابة 11 آخرين بجروح. وفي إحدى هذه الحوادث، أُجبر أحد عشر صياد أسماك، بمن فيهم طفل، على خلع ملابسهم والسباحة إلى زوارق البحرية الإسرائيلية، حيث اعتُقلوا وصودرت مراكبهم والشباك التي يستخدمونها في صيد الأسماك. وفي خمسة حوادث، نفذت القوات الإسرائيلية عمليات تجريف وحفر بالقرب من السياج الحدودي في غزة. وأفاد مزارعون فلسطينيون بأن الطائرات الإسرائيلية رشّت مبيدات للأعشاب على الأراضي الزراعية القريبة من السياج الحدودي في شمال غزة، وذلك في يوم 4 آذار/مارس.
في يوم 10 آذار/مارس، قُتل فلسطيني وأصيب اثنان آخران بجروح، وكلهم أفراد في جماعة مسلحة، جراء انفجار صاروخ كانت الجماعات المسلحة الفلسطينية تحاول أن تطلقه من بيت لاهيا (شمال غزة) باتجاه جنوب إسرائيل.
هدمت السلطات الإسرائيلية أو صادرت ثمانية مبانٍ تعود ملكيتها لفلسطينيين في الضفة الغربية. ومع أن هذه العمليات لم تؤدِّ إلى تهجير أحد، فقد ألحقت الضرر بسبل عيش نحو 50 شخصًا. ونُفذت جميع العمليات المذكورة بحجة الافتقار لرخص البناء. وتقع أربعة من المباني المستهدفة في القدس الشرقية (سلوان، وبيت حنينا والعيسوية) والأربعة الأخرى في المنطقة (ج)، وفي العوجا (أريحا) وحزما (القدس).
بعد إجراءات قضائية مطوّلة، أمرت المحكمة العليا الإسرائيلية بإخلاء المستوطنين الإسرائيليين من أجزاء من مبنى يملكه فلسطينيون (وهو مبنى عائلة أبو رجب) في المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية في مدينة الخليل، والتي استولوا عليها في شهر تموز/يوليو 2017. وكان المستوطنون قد استولوا على أجزاء أخرى من المبنى في العامين 2012 و2013. وتؤدي السياسات والممارسات التي تنفذها السلطات الإسرائيلية بحجة الشواغل الأمنية إلى ترحيل الفلسطينيين قسرًا عن منازلهم في مدينة الخليل، حيث باتت المنطقة التي كانت مزدهرة في السابق بمثابة "مدينة أشباح".
وفقاً لتقارير إعلامية إسرائيلية، ألقى فلسطينيون الحجارة والزجاجات الحارقة على مركبات تحمل لوحات تسجيل إسرائيلية في ثماني حوادث على الأقل، مما أدى إلى إصابة إسرائيلي بجروح وإلحاق الضرر بسبع مركبات. ووقعت هذه الحوادث على طرق بالقرب من الخضر وحوسان (بيت لحم) وتقوع ومخيم العروب للاجئين (الخليل) وعلى مقربة من أريحا. وفضلًا عن ذلك، أشارت التقارير إلى تعرّض القطار الخفيف للضرر في منطقة شعفاط بالقدس الشرقية.
خلال الفترة التي يغطيها التقرير، فُتح معبر رفح الذي يخضع للسيطرة المصرية ليوم واحد وباتجاه واحد فقط، حيث سُمح لـ22 فلسطينيًا بالدخول إلى قطاع غزة. وتفيد السلطات الفلسطينية في القطاع بأن ما يزيد على 23,000 شخص، من بينهم حالات إنسانية، مسجلين وينتظرون العبور عند فتح المعبر. وقد فُتح المعبر لمدة 7 أيام فقط منذ مطلع العام 2018، حيث فُتح لأربعة أيام في الاتجاهين ولثلاثة أيام في اتجاه واحد.