في بيان صدر في 14 حزيران/يونيو حذر منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة روبيرت بايبر من "تبعات كارثية" جراء الخفض المتزايد في تزويد الكهرباء في قطاع غزة على الظروف المعيشية لسكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة.
أبرز أحداث الأسبوعين الماضيين
في أعقاب إعلان الحكومة الفلسطينية في رام الله عن نيتها خفض تمويل الدفعات الشهرية بنسبة 30 بالمائة لإسرائيل نظير ما تزوده من كهرباء لقطاع غزة، صادق مجلس الوزراء الإسرائيلي في 11 حزيران/يونيو على تقليص تزويد الكهرباء للقطاع. وإذا ما تمّ تطبيق هذا الخفض فإنّ من شأن ذلك أن يخفض إلى ساعتين فقط تزويد الكهرباء للقطاع من أربع ساعات حاليا، مما يعرض القدرة على توفير الخدمات الأساسية إلى الانهيار. وفي منتصف نيسان/أبريل أغلقت محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة، والتي توفر ثلث ما يحتاجه القطاع من كهرباء، بعد خلاف بين سلطات رام الله وغزة حول دفعات الضرائب وجمع رسوم الكهرباء.
في 1 حزيران/يونيو أصابت القوات الإسرائيلية رميا بالرصاص فتاة فلسطينية تبلغ من العمر 15 عاما بعد قيامها بطعن جندي عند مدخل مستوطنة ميفو دوتان (جنين): وتوفيت الفتاة متأثرة بجروحها في اليوم التالي في مستشفى إسرائيلي. وبالتالي يصل عدد الأطفال الفسطينيين الذين قتلوا على يد القوات الإسرائيلية في سياق الهجمات الفلسطينية، والهجمات المزعومة إضافة إلى الاشتباكات مع القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية إلى تسعة منذ مطلع عام 2017.
قتل فلسطينيان وأصيب 58 آخرين من بينهم ستة أطفال في اشتباكات مختلفة مع القوات الإسرائيلية في مختلف أنحاء الضفة الغربية. وسجلت حالتا القتل (20 و25 عاما) إلى جانب 39 إصابة، من بينهم خمسة أطفال، بالقرب من السياج الحدودي لغزة خلال مظاهرة ضد الحصار. ويعد هذا أعلى عدد من الإصابات على يد القوات الإسرائيلية في غزة منذ كانون الثاني/ديسمبر 2015. أما الإصابات الـ19 المتبقية فسجلت في الضفة الغربية ومعظمها في سياق عمليات تفتيش واعتقال. وأصيب جندي إسرائيلي جراء رشقه بالحجارة خلال أحد الاشتباكات في مدينة الخليل.
أصيب ثمانية فلسطينيين، من بينهم ثلاثة أطفال، بعد أن كان أحد الاطفال يعبث بذخيرة غير منفجرة (UXO( مما أسفر عن انفجارها. ووقع الحادث في 4 حزيران/يونيو في منطقة المغراقة جنوب مدينة غزة.
وقع خلال الفترة ثمانية هجمات نفذها مستوطنون إسرائيلون أدت إلى إلحاق أضرار في ممتلكات الفلسطينيين. وتضمنت ثلاثة من الهجمات التي نفذها مستوطنون من مستوطنتي يتسهار وبراخا (نابلس) إشعال النار في أراض فلسطينية تعود لمزارعين من قرى عصيرة القبلية وبورين وحوارة مما أدى إلى تدمير 30 دونما من المحاصيل وما لا يقل عن 20 شجرة. وسجلت سلسلة من الهجمات أدت إلى إصابة في صفوف الفلسطينيين ودمار واسع للمتلكات خلال الأسبوع السابق. وفي أربع حوادث وقعت في القدس الشرقية تمّ شق إطارات 17 سيارة فلسطينية وتكسير زجاج نوافذها وكتابة شعارات عدائية بالقرب منها. وأبلغت عائلة من تجمّع خربة سمارة الرعوي (طوابس) أن مستوطنين إسرائيليين دخول التجمّع ودمروا حظيرة للماشية وما يقرب من 20 برميل مياه.
وأفادت مصادر إعلامية إسرائيلية عن وقوع حوادث متعددة إلقيت فيها الحجارة والزجاجات الحارقة على يد فلسطينيين باتجاه سيارات إسرائيلية مما أسفر عن إصابة مستوطن إسرائيلي وإلحاق أضرار بثلاثة سيارات بالقرب من مستوطنتي أدورا وكريات أربع في الخليل.
سمح لما يقرب من 65,000 فلسطيني بالدخول إلى القدس الشرقية عبر الحواجز المحيطة بالمدينة لأداء صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان و85,000 لأداء صلاة الجمعة الثانية وفق مصادر رسمية إسرائيلية. ويأتي هذا في أعقاب الرفع المؤقت لمتطلب التصاريح المفروض على حملة هوية الضفة الغربية: للرجال الذي تبلغ أعمارهم فوق 40 عاما والنساء من جميع الأعمار. إضافة إلى ذلك سمح لما يقرب من 100 فلسطيني من قطاع غزة تبلغ أعمارهم فوق 55 عاما من الدخول إلى القدس الشرقية لأداء صلاة الجمعة و300 آخرين خلال أيام الأسبوع.
هدمت السلطات الإسرائيلية ثلاثة مبان تعود لمصنع فحم تقليدي في بلدة يعبد في جنين الواقعة في المنطقة (ب) بحجة أنه يخالف التنظيمات البيئية وصادرت ما يزيد عن 150 طن من الفحم مما أدى إلى تضرر مصدر رزق 24 عائلة. وخلال الحادث اندلع حريق ضخم في الموقع واستغرق طواقم الإطفاء ساعات لإخماده. ونفذت عمليات هدم ومصادرة مشابهة في الموقع ذاته أحدثها في تشرين الثاني/نوفمبر 2016. إضافة إلى ذلك قطعت السلطات الإسرائيلية 27 شجرة زيتون في قرية حسان (بيت لحم) بحجة أنها كنت تستخدم غطاء لراشقي الحجارة الفلسطينيين باتجاه السيارات الإسرائيلية المارة من الموقع.
في 11 حزيران/يونيو دعت لجنة الصليب الأحمر الدولية السلطات الإسرائيلية إلى الكشف عن مصير 19 فلسطيني فقدوا خلال الصراع في عام 2014، وكانت السلطات الإسرائيلية أعلنت أنها تحتجز جثامينهم. وأطلقت دعوة مشابهة إلى سلطات حماس في غزة قبل ذلك بعدة أيام فيما يتعلق بمصير خمسة إسرائيليين مفقودين.
في الأول من حزيران، اكتشفت الأونروا جزءا من نفق يمر تحت مدرستين تابعتين للوكالة في غزة, و أعلنت بأنها تعتزم إغلاق النفق تحت مبانيها، على سبيل الأولوية العاجلة. وقد احتجت الأونروا بقوة لدى حماس في غزة وأبلغتها بانها تدين وجود مثل هذه الأنفاق بأقوى العبارات الممكنة قائلة "ومن غير المقبول أن يتعرض الطلاب والعاملون للخطر وبهذه الطريقة. إن بناء الأنفاق ووجودها تحت مباني الأمم المتحدة يتناقض مع احترام الامتيازات والحصانات المستحقة للأمم المتحدة بموجب القانون الدولي الساري، والذي ينص على حرمة مباني الأمم المتحدة وعلى ضرورة الحفاظ على حيادية وحرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات".
وسعت السلطات الإسرائيلية حدود صيد الأسماك على طول الساحل الجنوبي في غزة من ستة أميال بحرية إلى تسعة لمدة ثلاثة أسابيع أخرى. وكانت إسرائيل تتذرع بحجج أمنية لفرض حدود صيد تبلغ ستة أميال بحرية على طول ساحل غزة منذ عام 2013، مما أدى إلى تقويض كبير في مصادر كسب الرزق من صيد الأسماك.
أغلق معبر رفح الذي تتحكم به السلطات المصرية في الاتجاهين خلال الفترة التي شملها التقرير. وتفيد السلطات في قطاع غزة أن ما يزيد عن 20,000 شخص من بنيهم حالات إنسانية مسجلين وينتظرون العبور عند فتح المعبر. وكانت آخر مرة فتح فيها المعقر بصورة استثنائية في 9 أيار/مايو مما أوصل عدد أيام فتح المعبر منذ بداية عام 2017 إلى 16 يوما.