اختتم انسحاب القوات الإسرائيلية من مخيم جنين للاجئين ومدينة جنين في ليلة 5 تموز/يوليو عملية واسعة النطاق استمرت على مدى يومين. وأفضت هذه العملية التي بدأت في 3 تموز/يوليو إلى سقوط ضحايا، وتهجير السكان وإلحاق الأضرار بالبنايات والبنية التحتية. ووفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، قُتل 12 فلسطينيًا، من بينهم أربعة أطفال، في جنين خلال العملية. كما تفيد الوزارة بإصابة 143 فلسطينيًا بجروح. وتؤكد المصادر الرسمية الإسرائيلية مقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخر بجروح.
ولحقت الأضرار بالمئات من الوحدات السكنية في مخيم جنين، حيث بات بعضها لا يصلح للسكن. وأسفرت العملية عن تهجير ما يربو على 500 أسرة فلسطينية، تضم أكثر من 3,500 فرد.
وأفضى ما أقدمت عليه القوات الإسرائيلية من تدمير نحو 3.9 كيلومتر من الطرق داخل المخيم وفي محيطه إلى تقويض قدرة المركبات على الوصول، بما يشمل الوصول إلى الخدمات الأساسية.
وفي 4 تموز/يوليو، نفذت الجهات الفاعلة الإنسانية الدولية مهمة ميدانية مشتركة بين الوكالات في مدينة جنين في الوقت الذي كانت العملية لا تزال جارية فيه. وزارت البعثة بلدية جنين ومستشفى جنين الحكومي وقدمت اللوازم الطبية الأساسية. وحالما تيسر الوصول إلى المخيم في 5 تموز/يوليو، استهلت الفرق الإنسانية العمل على إعداد تقييم سريع ومتعدد القطاعات. واستهلت هذه الفرق تقديم المساعدات الأساسية، بما فيها المياه، مع السلطات المحلية.
وفي 7 تموز/يوليو، أنجزت وكالة الأونروا ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية تقييمًا أوليًا للأضرار، أشار إلى أن 460 وحدة سكنية أصابتها الأضرار في المخيم وحوله. وتعرضت 23 وحدة من هذه الوحدات السكنية للدمار وغدت 47 وحدة أخرى غير صالحة للسكن. وبينما عاد معظم المهجرون إلى المخيم، لم يزل ما لا يقل عن 40 أسرة، تضم 173 فردًا (من بينهم 64 طفلًا)، مهجرين لأن منازلهم غدت غير صالحة للسكن. وأسفرت العملية الإسرائيلية التي استمرت يومين في مخيم جنين عن إلحاق أضرار فادحة بشبكات المياه والصرف الصحي، حيث طال الدمار ما لا يقل عن ثماني كيلومترات من الأنابيب البالغة الأهمية وغيرها من البنية التحتية الأساسية. ونتيجة لذلك، لا يزال المخيم ومحيطه يفتقران إلى إمدادات المياه، وما عاد نحو 100 أسرة مربوطة بشبكة الصرف الصحي.
وفي 8 تموز/يوليو، زارت المنسقة الإنسانية، لين هاستينغز، مخيم جنين مع ممثلين دبلوماسيين عن 25 من الدول الأعضاء.
وفي 11 تموز/يوليو، تمكنت سلطة المياه الفلسطينية، وبالتنسيق مع بلدية جنين، من ربط نحو 60 بالمائة من أسر المخيم بشبكة توزيع المياه من خلال حل مؤقت. ولا تزال الأسر المتبقية، ونسبتها 40 بالمائة، تعتمد على المياه المنقولة بالصهاريج بسبب الضرر الذي حل بأنابيب شبكة التوزيع في أحيائها. ولا يشكل الحل المؤقت الذي نفذ لصالح جزء من المخيم حلًا دائمًا لمشكلة شبكة المياه التي تواجهها هذه الأسر. فالسكان في حاجة إلى إعادة المياه النظيفة على الفور، إلى جانب خدمات الصرف الصحي المناسبة.
وتركز أشكال الاستجابة الإنسانية الآن على تصليح البنية التحتية الأساسية واستئناف الخدمات الأساسية، والتخفيف من المخاوف الناشئة عن الذخائر غير المنفجرة، وتقديم الرعاية الصحية وتقديم المساعدات النقدية للأسر المهجرة، من جملة أمور أخرى.
للاطلاع على نشرات موضوعية تعرض لقطات من احتياجات الناس، التي جرى تحديدها حتى الآن، وأشكال الاستجابة الفورية، انظر هذا التقرير بكامله بالإنجليزية.