تقرير حماية المدنيين | 5 - 18 كانون الأول/ديسمبر 2017
أبرز أحداث الأسبوعين الماضيين
شهدت الفترة التي يغطيها هذا التقرير موجة من المظاهرات والاشتباكات وإطلاق الصواريخ وشن الغارات الجوية في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة، مما أدى إلى مقتل ثمانية فلسطينيين وإصابة 2,900 آخرين بجروح، بينهم 345 طفلًا على الأقل. كما أُصيبَ سبعة إسرائيليين بجروح. وتثير هذه الاضطرابات، التي جاءت على إثر إعلان الولايات المتحدة بشأن الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل في يوم 6 كانون الأول/ديسمبر، قلقاً بسبب احتمالية تصاعدها إلى جولة جديدة من الأعمال العدائية.
قُتل ثلاثة مدنيين فلسطينيين جراء إطلاق النار عليهم من قبل القوات الإسرائيلية، وجميعهم رجال، وأصيب 658 مدنيًا آخر بجروح، من ببنهم 79 طفلًا، خلال المظاهرات والاشتباكات التي اندلعت في قطاع غزة. وشملت هذه الأحداث، والتي وقعت بصورة يومية بالقرب من السياج الحدودي، إلقاء حجارة على القوات الإسرائيلية المنتشرة على الجانب الإسرائيلي من السياج والتي قامت بإطلاق الذخيرة الحية والأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه المتظاهرين. وقد قُتل الفلسطينيون الثلاثة في حادثتين منفصلتين، وقعت إحداهما في يوم 8 كانون الأول/ديسمبر شرقيّ خانيونس، والثانية في يوم 15 كانون الأول/ديسمبر شرقيّ مدينة غزة. وكان أحدهما في الحادثة الأخيرة رجلًا يبلغ من العمر 29 عامًا كانت رجلاه قد بُترتا بعد إصابته في غارة جوية إسرائيلية في العام 2008. وأصيب ما يزيد على ثلث الجرحى خلال الاشتباكات (223) بالذخيرة الحية، بينما أصيب من تبقى منهم بالأعيرة المطاطية أو بقنابل الغاز المسيل للدموع أو باستنشاق الغاز المسيل للدموع، الذي استلزم الحصول على علاج طبي.
ردًا على القذائف التي أُطلقت من قطاع غزة باتجاه جنوب إسرائيل بصورة يومية تقريبًا، شنّت القوات الجوية الإسرائيلية سلسلة من الغارات التي استهدفت مواقع عسكرية في القطاع، مما أدى إلى مقتل ثلاثة فلسطينيين، من بينهم مدني واحد واثنين من أفراد إحدى الجماعات المسلحة، وإصابة 25 مدنيًا بجروح، من بينهم تسعة أطفال. وكان المدني الذي قُتل رجلًا يبلغ من العمر 54 عامًا، حيث أُصيبَ في يوم 8 كانون الأول/ديسمبر في غارة جوية على موقع في بيت لاهيا، وتُوفي بسبب تعرضه لنوبة قلبية بعد الغارة بوقت قصير. وفضلًا عن المواقع المستهدفة، تعرضت عدة مبانٍ سكنية ومدرستان لأضرار تراوحت من متوسطة إلى طفيفة. ولم تصل غالبية القذائف الفلسطينية إلى أهدافها، حيث سقطت داخل غزة مما أدى إلى إصابة امرأة فلسطينية وطفل وإلحاق الضرر بمدرسة. وسقطت إحدى القذائف في بلدة سديروت في إسرائيل، حيث ألحقت بعض الأضرار بروضة أطفال.
قتلت القوات الإسرائيلية فلسطينيين وأصابت 2,222 آخرين بجروح، من بينهم 254 طفلًا خلال المظاهرات والاشتباكات اليومية التي اندلعت في السياق ذاته في جميع أنحاء الضفة الغربية. وقد قُتل الفلسطينيان، وهما رجلان يبلغان من العمر 19 عامًا و29 عامًا، في يوم 15 كانون الأول/ديسمبر خلال الاشتباكات التي اندلعت على حاجز مستوطنة بيت إيل (رام الله) وبلدة عناتا (القدس). وفي الحادثة الأولى، طعن الشاب الفلسطيني أحد أفراد شرطة حرس الحدود الإسرائيلية وأصابه بجروح، وتم إطلاق النار عليه وقتله بعد ذلك. ونتجت معظم الإصابات (70%؛ 1,556 إصابة) عن استنشاق الغاز المسيل للدموع، الذي استلزم الحصول على علاج طبي، وتلتها الإصابات بالأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط (20%؛ 447 إصابة) والإصابات بالذخيرة الحية (4%، 82 إصابة). وسجلت مدينة أريحا العدد الأكبر من الإصابات، وتلتها طولكرم والبيرة (بالقرب من حاجز مستوطنة بيت إيل، رام الله) وبالقرب من حاجز حوارة (نابلس). وفي القدس الشرقية، اندلعت المظاهرات بصورة يومية تقريبًا، ولا سيما في منطقة باب العامود، وهو المدخل الرئيسي للبلدة القديمة، حيث نُشرت أعداد كبيرة من أفراد الشرطة الإسرائيلية. وقد نجمت الاشتباكات عن إصابة 90 فلسطينيًا.
في يوم 10 كانون الأول/ديسمبر، طعن شاب فلسطيني، يبلغ من العمر 24 عامًا، حارس أمن إسرائيلي وأصابه بجروح في محطة الحافلات المركزية في القدس الغربية. وقد اعتُقل الشاب بعد ذلك.
نفذت القوات الإسرائيلية 162 عملية تفتيش واعتقال في جميع أنحاء الضفة الغربية، واعتقلت 364 فلسطينيًا، من بينهم 63 طفلًا. وقد اندلعت الاشتباكات في 50 عملية على الأقل من هذه العمليات أدت إلى إصابة ستة فلسطينيين. وفي يوم 12 كانون الأول/ديسمبر، توفيت امرأة فلسطينية، تبلغ من العمر 60 عامًا، نتيجة إصابتها بنوبة قلبية في قرية الزبيدات (أريحا) بعدما انفجرت قنبلة صوت أطلقتها القوات الإسرائيلية بجوار منزلها أثناء عملية تفتيش واعتقال.
هدمت القوات الإسرائيلية مبنيين سكنيين قيد الإنشاء لعدم وجود الترخيص في قرية عناتا والتي تقع ضمن حدود بلدية القدس. وقد ألحق الهدم الضرر بثلاث أسر تتألف من 17 فردًا، من بينهم 11 طفلًا. كما هدُم مبنى غير مأهول في منطقة رأس العامود في القدس الشرقية على يد صاحبه لتجنب الغرامات، تضررت على إثر ذلك عائلة فلسطينية.
مع أنه لم تسجَّل أي عمليات هدم في المنطقة (ج) خلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير، أصدرت السلطات الإسرائيلية أوامر هدم ووقف بناء بحق 17 مبنى على الأقل من المباني التي يملكها فلسطينيون بحجة عدم الترخيص. ومن جملة المباني المستهدفة غرفتان صفيتان في تجمع أبو نوار البدوي (القدس)، الذي يتعرض سكانه لخطر التهجير القسري بسبب البيئة القسرية المفروضة عليهم.
في حادثتين منفصلتين، أقدم مستوطنون إسرائيليون أفادت التقارير بأنهم من مستوطنة يتسهار (نابلس)، على تخريب ممتلكات زراعية ومنزل في قريتين فلسطينيتين. ووقعت إحدى هاتين الحادثتين في منطقة زراعية بقرية قصرة، حيث يُشترط الحصول على تنسيق خاص من السلطات الإسرائيلية لوصول الفلسطينيين إليها، مما أدى الى تضرر 45 شجرة زيتون وخزان مياه. وفي الحادثة الأخرى، هاجم المستوطنون الإسرائيليون منزلًا في قرية بورين، مما تسبب في إلحاق أضرار بألواح الطاقة الشمسية. كما اعتدى المستوطنون الإسرائيليون جسديًا على رجل فلسطيني في البلدة القديمة في القدس وأصابوه بجروح، وأُصيبَ رجل آخر بسبب إلقاء الحجارة على مركبته أثناء سفره على طريق 60 بالقرب من مستوطنة يتسهار (نابلس).
أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية بأن فلسطينيين ألقوا الحجارة والزجاجات الحارقة على المركبات التي تحمل لوحات إسرائيلية في سبعة حوادث، مما أدى إلى إلحاق الضرر بخمس مركبات خاصة وحافلتين بالقرب من الخليل ورام الله والقدس، وبالقطار الخفيف في منطقة شعفاط بالقدس الشرقية.
في 19 كانون الأول/ديسمبر، أغلقت السلطات الإسرائيلية معبريّ إيرز وكرم أبو سالم في قطاع غزة ليوم واحد بحجة المخاوف الأمنية، بينما يتم تنفيذ عمليات عسكرية. وكان قد سُمح للعاملين في المجال الإنساني وموظفي المنظمات الدولية وحملة تصاريح لمّ الشمل بالعبور من إيرز، كما سُمح بإدخال غاز الطهي والوقود من معبر كرم أبو سالم.
فُتح معبر رفح الذي يخضع للسيطرة المصرية بشكل استثنائي لمدة أربعة أيام خلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير (16-18 كانون الأول/ديسمبر) في الاتجاهين، حيث سُمح لـ1,827 شخصًا بمغادرة قطاع غزة ولـ630 آخرين بالعودة إليه. وتفيد السلطات الفلسطينية في القطاع بأن ما يزيد عن 20,000 شخص، من بينهم حالات إنسانية، مسجلين وينتظرون العبور من رفح.