أكثر من 50 أسرة فلسطينية هُجرت مؤقتا أثناء تدريب عسكري إسرائيلي ضخم في غور الأردن

بعض التجمّعات تم تهجيرها مؤقتا لأكثر من 20 مرة منذ عام 2012.

اضطر، خلال شهر أيار/مايو، 320 شخصا على الأقل نصفهم من الأطفال إلى إخلاء منازلهم لمدة تصل إلى 12 ساعة في ثلاثة أيام متتالية لإفساح المجال للجيش الإسرائيلي ليجري تدريبات عسكرية كبيرة. وتعيش الأسر المتضررة في أربعة تجمّعات رعوية في شمال غور الأردن: حمصة البقيعة، وخربة راس الأحمر، وإبزيق، وحمامات المالح (الأخير قسم إلى ثلاث مناطق منفصلة المالح، والبرج والميتة).

وعلى الرغم من تسليم جميع التجمّعات أوامر إخلاء مكتوبة قبل أيام قليلة من التمرين، لم يتم توفير مكان بديل لها للبقاء فيه خلال فترة التمرين. وأفاد عدد قليل من الأسر المتضررة بوقوع خسائر في الممتلكات نتيجة للتمرين، بما في ذلك حرق أرض الرعي والأراضي الزراعية بالذخيرة الحية ومقتل العديد من الحملان حديثة الولادة التي لا يمكن إخلاؤها أو رعايتها. 

مواطن من حمصةيأتي هذا الحادث بعد فترة ثلاثة أشهر لم يسجل خلالها أي عملية تهجير مماثلة. بالرغم من ذلك، أصبحت التدريبات العسكرية الإسرائيلية التي تنطوي على التهجير المؤقت لتجمّعات بأكملها منهجية في السنوات الأخيرة، حيث سجل أكثر من 100 حادث مماثل منذ بداية عام 2012. وهُجرت بعض التجمّعات في شمال غور الأردن مؤقتا لأكثر من 20 مرة.

تجري التدريبات العسكرية في مناطق أعلن عنها "كمناطق إطلاق نار" تبلغ مساحتها ما يقرب من 18 بالمائة من الضفة الغربية و56 بالمائة من منطقة غور الأردن والبحر الميت. ويُحظر بصورة رسمية وجود المدنيين في هذه المناطق دون الحصول على تصريح من السلطات الإسرائيلية، وهي تصاريح نادراً ما يتم إصدارها. وبالرغم من ذلك، هناك 38 منطقة سكنية بدوية ورعوية على الأقل يقيم فيها أكثر من 6,200 نسمة تقع حاليا في هذه المناطق.[i] إنّ العديد من التجمّعات المتضررة كانت موجودة في هذه المناطق قبل الإعلان عنها مناطق مغلقة خلال السبعينات من القرن الماضي.

بالإضافة إلى ذلك، هناك إحدى عشر بؤرة استيطانية إسرائيلية وبنية تحتية متعلقة بها تقع إما جزئيا أو كليا في مناطق إطلاق النار.[ii] ولكن، لم تكن هناك أي تقارير عن عمليات إجلاء مماثلة تؤثر على سكان هذه المواقع في سياق التدريب العسكري.

هذا النوع من التهجير يعطل سبل العيش في التجمّع، حيث يضطر الناس للتحرك مع ماشيتهم إلى مناطق غير مناسبة. وهم يتكبدون خسائر نتيجة لوفاة الماشية وحرق المراعي. وغالبا ما تثير التدريبات حالة من الذعر بين الأطفال وتعوق الوصول إلى المدارس. وتؤدي هذه الممارسة إلى جانب القيود طويلة الأمد على الوصول إلى الأرض والخدمات، وهدم ومصادرة الممتلكات، والتحرش والعنف الذي يمارسه المستوطنون، إلى بيئة قسرية تساهم في الضغط على السكان الفلسطينيين لمغادرة هذه المناطق بشكل دائم.

ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية العام الماضي أن ضابطا رفيع المستوى في القيادة المركزية للجيش الإسرائيلي أكد أن وتيرة ونطاق التدريب العسكري قد زادت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، وخاصة في غور الأردن، وأن مثل هذه التدريبات تسهم في منع "البناء غير القانوني" في "مناطق إطلاق نار".[iii]

بموجب القانون الإنساني الدولي، يمكن إجراء عمليات الإخلاء المؤقت فقط في سياق الأعمال القتالية الفعلية لحماية أمن السكان أو لأسباب عسكرية قهرية تقتضي ذلك بشدة.

"النساء غادرن التجمّع على جرار زراعي. نحن لا يمكننا أن نمشي كل هذه المسافة الطويلة مع الأطفال؛ إحدى النساء حامل ولدينا نساء كببرات في السن أيضا. وهذه المرة، بقينا في منطقة تبعد مسافة بضعة كيلومترات من تجمّعنا. لم يكن لدينا مأوى أو ظل ليحمينا ويحمي أطفالنا من أشعة الشمس الحارقة في هذا الوقت من السنة".

شمال غور الأردن تجمعّات هجُرت مؤقتا تدريب عسكري إسرائيلي


[i]  ورقة حقائق عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية: التأثيرات السلبية "لمناطق الرماية" المعلنة من جانب إسرائيل في الضفة الغربية، آب / أغسطس 2012.   

[ii]  تشمل البؤر الاستيطانية الواقعة جزئياً أو كلياً في مناطق إطلاق النار جدعونيم 777، هافات بنيامين الشرقية، متسبيه كيراميم، ومعاليه هاجيت؛ وأفيجاييل، وهافات ماعون، ومتسبيه يئير. وتشمل البنية التحتية الإضافية للمستوطنات مدرسة الفضاء والطيران في مستوطنة معاليه ادوميم. وجزء من مستوطنة ميفو حورون؛ وطريق التفافي جديد شرق مستوطنة بيت ارييه (لم تفتح)؛ وجزء من محجر الياكيم بن آري.

[iii]  عميرة هاس "ضابط يعترف، الجيش الإسرائيلي  يستخدم مناطق إطلاق النار بالذخيرة الحية لطرد الفلسطينيين من مناطق الضفة الغربية"، هآرتس، 21 أيار / مايو 2014.