تقرير حماية المدنيين | 6-19 تشرين الثاني/نوفمبر 2018
أبرز أحداث الأسبوعين الماضيين
أدّى يومان من الأعمال القتالية الضارية في قطاع غزة وجنوب إسرائيل إلى مقتل 15 فلسطينيًا وإسرائيلي واحد، وتدمير العشرات من المنازل أو إلحاق أضرار بها. وجاء هذا التصعيد، الذي وقع بين يوميْ 11 و13 تشرين الثاني/نوفمبر، عقب الاشتباكات التي اندلعت بين وحدة سرية إسرائيلية نفّذت عملية في خانيونس ومجموعة عسكرية تابعة لحماس، حيث قُتل خلالها سبعة أفراد من هذه المجموعة وضابط إسرائيلي. وتلى هذه الحادثة إطلاق كثيف للصواريخ باتجاه إسرائيل وشنّ غارات جوية على مختلف أنحاء قطاع غزة. وجرى التوصل إلى وقف غير رسمي لإطلاق النار في يوم 13 تشرين الثاني/نوفمبر بدعم من مصر والأمم المتحدة، وهو ما يزال قائمًا حتى نهاية الفترة التي يغطيها هذا التقرير.
أطلقت الجماعات المسلحة الفلسطينية أكثر من 400 صاروخ على مواقع مختلفة جنوبي إسرائيل، مما أدى إلى مقتل رجل من سكان الضفة الغربية وإصابة امرأة إسرائيلية واحدة على الأقل بجروح خطيرة. وسقط معظم الصواريخ في مناطق مفتوحة أو جرى اعتراضها، ولكن ألحق بعضها أضرارًا بعدد من المنازل وروضة أطفال ومبنًى صناعي ومستودع للغاز في مواقع إسرائيلية مختلفة. ووفقًا للمصادر الإسرائيلية، فقد جرى إخلاء أكثر من 20 مدنيًا إسرائيليًا أصيبوا بجروح طفيفة أو متوسطة، بما فيها استنشاق الدخان، إلى المستشفيات، وتعرضت 15 أسرة على الأقل للتهجير بعدما تعرضت منازلها للأضرار. وفضلًا عن ذلك، أصيبَ جندي إسرائيلي بجروح حرجة بعدما أطلق الفلسطينيين قذيفة مضادة للدروع باتجاه حافلة تابعة للجيش بالقرب من السياج الحدودي المحيط بقطاع غزة.
تسببت الغازات الجوية الإسرائيلية المكثفة التي شُنَّت على مختلف أنحاء قطاع غزة في مقتل سبعة فلسطينيين، بمن فيهم مدنيان على الأقل، وإصابة 27 آخرين بجروح، من بينهم خمسة أطفال. وتعرض 33 وحدة سكنية للتدمير أو لأضرار بالغة وهُجَّر سكانها منها. ومن بين القتلى المدنيين رجلان، أحدهما مزارع قُتل بينما كان يعمل في أرضه. وأصيب ثلاثة أفراد من أسرة واحدة بجروح نتيجة لشظايا صاروخ إسرائيلي سقط على منزلهم. ووزعت المنظمات الشريكة في مجموعة المأوى الفرشات والبطانيات وأدوات الطهي وغيرها من المواد على 39 أسرة مهجَّرة أو متضرّرة. ووفقًا للمصادر الإسرائيلية، فقد جرى استهداف وتدمير نحو 150 موقعًا ومنشأة تؤدي وظائف عسكرية، بما فيها عدد من المباني الواقعة في مناطق سكنية، ومنها محطة تلفزيون تابعة لحماس.
قُتل رجل فلسطيني في مظاهرات "مسيرة العودة الكبرى" المتواصلة بالقرب من السياج الحدودي الإسرائيلي المحيط بقطاع غزة، وأصيبَ 265 آخرين بجروح ونُقلوا إلى المستشفيات. وقد أطلقت القوات الإسرائيلية النار باتجاه الرجل المذكور خلال مظاهرة نُظمت شرق رفح في يوم 9 تشرين الثاني/نوفمبر. وتوفي فلسطيني آخر في يوم 7 تشرين الثاني/نوفمبر متأثرًا بالجروح التي أصيبَ بها خلال الاحتجاجات التي اندلعت في أواخر شهر تشرين الأول/أكتوبر. وأصيبَ أكثر من 50 فلسطينيًا بجروح خلال المظاهرات التي نُظمت احتجاجًا على الحصار البحري على شاطئ البحر شمال منطقة بيت لاهيا، بينما أصيبَ معظم من تبقّى منهم خلال المظاهرات الأسبوعية التي تنظَّم أيام الجمعة. وقد أصيبَ نحو نصف المصابين الذين أُدخلوا إلى المستشفيات بالذخيرة الحية، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية. ومنذ مطلع شهر تشرين الثاني/نوفمبر، طرأ تراجع على أعمال العنف خلال الاحتجاجات، بما شمله من انخفاض في حالات إطلاق المواد الحارقة ومحاولات اختراق السياج، حيث دعت اللجنة المنظِّمة المتظاهرين إلى تجنُّب الوصول إلى السياج أو الاشتباك مع القوات الإسرائيلية. وأطلقت القوات الإسرائيلية النار باتجاه رجل فلسطيني آخر، لم يكن يشارك في المظاهرات، وقتلته في يوم 8 تشرين الثاني/نوفمبر شرق مخيم المغازي للاجئين، بعدما اقترب من السياج الحدودي.
في يوميْ 7 و14 تشرين الثاني/نوفمبر، أطلقت قوات البحرية المصرية والإسرائيلية النار وقتلت صياديْ أسماك فلسطينييْن في حادثتين منفصلتين. ووقعت الحادثتان قبالة ساحل غزة في رفح وبيت لاهيا.
في الضفة الغربية، أصابت القوات الإسرائيلية 63 طفلًا وتسعة بالغين فلسطينيين بجروح خلال أربعة اقتحامات منفصلة للمدارس، والتي شارك المستوطنون الإسرائيليون في إحداها. وتقع المدارس المستهدفة في المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية في مدينة الخليل (مدرستان)، وفي قريتيْ تقوع (بيت لحم) وعوريف (نابلس). وشارك نحو 50 مستوطنًا إسرائيليًا، أفادت التقارير بأنهم من مستوطنة يتسهار، في اقتحام مدرسة عوريف، حيث اقتحموها بمرافقة القوات الإسرائيلية. ووفقًا لتقرير إعلامي إسرائيلي، جاء هذا الاقتحام ردًّا على هجمات شنّها فلسطينيون من قبل. ومن بين المصابين، أصيبَ شخصان (بالغان) بالذخيرة الحية، وتسعة بالأعيرة المعدنية المغلقة بالمطاط، وتلقّى البقية العلاج من استنشاق الغاز المسيل للدموع. ومنذ مطلع العام 2018، طرأت زيادة ملموسة على الحوادث التي تشهد دخول القوات الإسرائيلية والمستوطنين إلى المدارس الفلسطينية.
أصابت القوات الإسرائيلية 73 فلسطينيًا آخر في اشتباكات متعددة وعمليات تفتيش واعتقال نفّذتها في مختلف أنحاء الضفة الغربية. ومن بين المصابين، سُجِّلت إصابة 27 شخصًا خلال المظاهرات التي اندلعت في قرية راس كركر (رام الله) احتجاجًا على شقّ طريق جديد على أراضٍ يملكها الفلسطينيون لخدمة المستوطنين الإسرائيليين. واندلعت الاشتباكات، التي أدت إلى إصابة 15 شخصًا آخر، بعدما دخل المستوطنون الإسرائيليون إلى مدينة نابلس لزيارة موقع ديني (قبر النبي يوسف). وأدت عمليات التفتيش والاعتقال في مدينة البيره وقرية أبو قش في رام الله، وفي مخيميْ جنين وبلاطة (نابلس) للاجئين إلى إصابة 17 شخصًا آخر.
في يوم 14 تشرين الثاني/نوفمبر، طعن فتًى فلسطيني يبلغ 17 عامًا من عمره شرطيًا إسرائيليًا في القدس الشرقية وأصابه بجروح، وأُطلقت النار على الفتى بعد ذلك، وتوفي متأثرًا بالجروح التي أصيبَ بها بعد ستة أيام. وفي حادثة منفصلة وقعت في يوم 6 تشرين الثاني/نوفمبر، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على امرأة فلسطينية وأصابتها بجروح بعدما حاولت أن تطعن جنودًا إسرائيليين على مدخل مستوطنة كفار أدوميم (القدس)، حسبما أفادت التقارير.
أصيبَ أربعة رجال فلسطينيين بالذخيرة الحية بعدما أطلق جنود إسرائيليون، كانوا يتمركزون على برج مراقبة بالقرب من قرية عابود (رام الله)، النار باتجاههم. ووقعت هذه الحادثة في يوم 18 تشرين الثاني/نوفمبر عندما تجاهل هؤلاء الرجال أوامر القوات الإسرائيلية بإيقاف مركبتهم، حسبما أفادت التقارير.
توفي رجل فلسطيني متأثرًا بالجروح التي أصيبَ بها في اشتباكات اندلعت في السابق مع القوات الإسرائيلية، بعدما هاجم المستوطنون الإسرائيليون قرية فلسطينية. واندلعت هذه الاشتباكات في يوم 26 تشرين الأول/أكتوبر في قرية المزرعة القِبلية (رام الله)، بعدما دخل المستوطنون الإسرائيليون إلى متنزه عام شُيد مؤخرًا في المنطقة (ب) من القرية، حيث كان الفلسطينيون يتجمعون لحمايته في أعقاب هجمات شنّها المستوطنون عليه في السابق. وهذا هو الفلسطيني الثاني الذي يُقتل في هذه الحادثة.
تسبّب ما لا يقل عن 11 هجومًا شنّه المستوطنون الإسرائيليون في إصابة فلسطينيين بجروح و/أو إلحاق أضرار بممتلكات فلسطينية. ففي إحدى الحوادث التي وقعت في البلدة القديمة من مدينة الخليل، أغلق المستوطنون الطريق أمام سيارة إسعاف فلسطينية، وهي في طريقها إلى إخلاء مريض بعد التنسيق مع السلطات الإسرائيلية، وألقوا الحجارة عليها. وهذه ثالث حادثة تقع من هذا القبيل في غضون الأشهر الثلاثة المنصرمة. كما شملت الهجمات الاعتداء الجسدي على ثلاثة مزارعين، بينما كانوا في أرضهم في قرية سوسيا (الخليل)، وإعطاب 21 مركبة في كفر الديك (سلفيت)، وبورين وزعترة وحوارة (نابلس)، وبيت سكاريا (بيت لحم)، وإلقاء الحجارة على عدد من المنازل في عوريف (نابلس). وعقب سلسلة من الحوادث المماثلة على مدى الأسابيع الماضية، أقدم المستوطنون الإسرائيليون على تخريب متنزه في قرية المزرعة القِبلية (انظر الفقرة أعلاه)، حيث أفادت التقارير بأنهم حاولوا إضرام النار فيه. وفي حادثة أخرى وقعت في القدس الغربية (ولا يشملها العدد الكلي أعلاه)، اعتدى أشخاص مجهولو الهوية جسديًا على امرأة فلسطينية وطفليها وأصابهم بجروح.
هُدم 20 مبنًى يملكه فلسطينيون أو صودِر في القدس الشرقية والمنطقة (ج) بحجة افتقارها لرخص البناء التي تصدرها السلطات الإسرائيلية، مما أدى إلى تهجير 20 شخصًا. وكانت أربعة من المباني المستهدفة، والتي تقع في ثلاثة تجمعات بالمنطقة (ج)، قُدِّمت كمساعدات إنسانية في سياق الاستجابة لعمليات هدم سابقة.
في يوم 18 تشرين الثاني/نوفمبر، رفعت سلطات حماس في غزة القيود عن خروج حملة التصاريح والرعايا الأجانب عبر معبر إيرز. وقد فُرضت هذه القيود في يوم 12 تشرين الثاني/نوفمبر في أعقاب العملية السرية الإسرائيلية، حيث عطّلت وصول العاملين في الإغاثة الإنسانية ورجال الأعمال والصحفيين وغيرهم. ومع ذلك، فما تزال شروط التسجيل القائمة من قبلُ سارية.
فُتح معبر رفح الخاضع للسيطرة المصرية بين غزة ومصر في كلا الاتجاهين خلال الفترة التي يشملها هذا التقرير، باستثناء أربعة أيام، حيثدخل ما مجموعه 1,356 شخصًا إلى غزة وغادرها 2,545 آخرين. وما يزال المعبر مفتوحًا على الدوام تقريبًا على مدار خمسة أيام في الأسبوع منذ يوم 12 أيار/مايو 2018.