في 8 حزيران/يونيو أطلق شابان فلسطينيان يبلغان من العمر 21 عاما من مدينة يطا (الخليل) النار في مجمّع تجاري في تل أبيب (إسرائيل) مما أسفر عن مقتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة سبعة آخرين؛ وتوفيت امرأة أخرى في سياق الهجوم بنوبة قلبية، وفق مصادر إعلامية إسرائيلية. واعتقلت الشرطة الإسرائيلية المهاجمين، وكان أحدهما أطلقت النار عليه وأصيب قبل اعتقاله. وأدان الأمين العام للأمم المتحدة الهجوم. وبعد هذا الهجوم وصل عدد القتلى الإسرائيليين جراء الهجمات التي نفذها فلسطينيون في الضفة الغربية منذ مطلع عام 2016 إلى 9 مقارنة بمقتل 23 إسرائيليا في الثلث الأخير من عام 2015.[1]
وفي أعقاب الهجوم أغلقت القوات الإسرائيلية جميع مداخل بلدة يطا لمدة ثلاثة أيام، ومنعت أي تنقل من البلدة وإليها، باستثناء الحالات الإنسانية التي تمّ تنسيقها مسبقا. بالإضافة إلى ذلك مُنع 350 شخص يحملون التصاريح من الدخول إلى إسرائيل أو المنطقة المغلقة خلف الجدار ("منطقة التماس") طوال الأسبوع لأن اسماء عائلاتهم تتطابق مع اسم عائلة المشتبه به بتنفيذ محاولة طعن في 2 حزيران/يونيو في منطقة طولكرم، مع العلم أنه قُتل خلال الحادث.
وفي السياق ذاته أعلنت السلطات الإسرائيلية عن تعليق سريان مفعول 83,000 تصريح أصدرت لفلسطينيين من الضفة الغربية وبضعة مئات من التصاريح لسكان قطاع غزة بمناسبة شهر رمضان، معظمها تصاريح لزيارات عائلية في إسرائيل. وعبّر المبعوث السامي لحقوق الإنسان، الذي كان قد أدان الهجوم، عن قلقه من أنّ إلغاء التصاريح قد يعتبر عقابا جماعيا.
بالإضافة إلى ذلك، فرضت السلطات الإسرائيلية خلال عطلة عيد تنزيل التوراة (شفوعوت) اليهودي إغلاقا على الضفة الغربية وقطاع غزةومنعت حملة التصاريح من الدخول إلى إسرائيل والقدس الشرقية، باستثناء موظفي المنظمات الإنسانية، وطواقم المنظمات الدولية وحملة تصاريح لم الشمل.
وبالرغم من الإجراءات المذكورة أعلاه، سمح لما لا يقل عن 30,000فلسطيني من حملة هوية الضفة الغربية من الوصول إلى القدس الشرقية لأداء صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان (10 حزيران/يونيو). ويعود هذا أساسا بسبب الإعلان المسبق عن إلغاء متطلب التصاريح لجميع الرجال البالغة أعمارهم فوق 45 عاما، والفتيان البالغة أعمارهم أقل من 12 عاما والنساء من جميع الأعمار.
هدمت السلطات الإسرائيلية في 11 حزيران/يونيو في بيت عمرة (الخليل) منزل عائلة فتى يبلغ من العمر 15 عاما، تجري حاليا محاكمته في قضية طعن وقتل امرأة إسرائيلية في مستوطنة عتنائيل في كانون الثاني/يناير 2016. ونتيجة لذلك تمّ تهجير ستة أشخاص من بينهم طفل. ومنذ أن استأنفت السلطات الإسرائيلية العمل بإجراء الهدم العقابي في تموز/يوليو 2014، هدمت السلطات الإسرائيلية أو أغلقت 48 منزلا لأسباب عقابية مما أدى إلى تهجير 288 شخص، من بينهم 133 طفلا. وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2015 دعا منسق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة روبيرت بايبر السلطات الإسرائيلية إلى وقف هذا الإجراء الذي يمثل شكلا من أشكال العقاب الجماعي المحظور بموجب القانون الدولي.
أطلقت القوات الإسرائيلية الأعيرة الحية وأصابت بجراح خطيرة فلسطينيا يعاني من إعاقة عقلية عند حاجز عورتا (نابلس) خلال محاولة طعن مزعومة؛ ولم يبلغ عن إصابة أي جندي إسرائيلي. وأبلغ أنّ الرجل تُرك ينزف على الأرض لمدة ساعة إلى أن نقلته سيارة إسعاف إسرائيلية لتلقي العلاج الطبي. وإجمالا، أصيب على يد القوات الإسرائيلية 15 فلسطينيا من بينهم طفلان في حوادث مختلفة في الضفة الغربية. ويمثل هذا انخفاض بنسبة 82 بالمائة مقارنة بالمتوسط الأسبوعي لعدد الإصابات الفلسطينية منذ مطلع عام 2016.
وفي 8 حزيران/يونيو أصابت قوات الأمن الإسرائيلية خمسة فلسطينيين خلال اشتباكات اندلعت احتجاجا على دخول إسرائيليين إلى موقع مقدس في مدينة نابلس (قبر النبي يوسف)؛ وأدت مثل هذه الزيارات سابقا إلى اشتباكات مع القوات الإسرائيلية وإلى وفاة شاب فلسطيني في 6 حزيران/يونيو. ووقعت مظاهرة مشابهة أدت إلى اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن الفلسطينية في 4 حزيران/يونيو وأسفرت عن وقوع عشر إصابات جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع.
وخلال عملية تفتيش في مدينة قلقيلية أطلقت القوات الإسرائيلية قنابل ضوئية أدت إلى اشتعال النار وتدمير ما لا يقل 50 شجرة زيتون. وإجمالا نفذت القوات الإسرائيلية 87 عملية تفتيش واعتقال في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية واعتقلت 128 فلسطينيا؛ ما يقرب من 30 بالمائة منهم من محافظة الخليل.
رش مستوطنون إسرائيليون رذاذ الفلفل في وجه طفل فلسطيني يبلغ من العمر 13 عاما في المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل في مدينة الخليل. بالإضافة إلى ذلك سُجلت خلال الفترة التي شملها التقرير خمس هجمات نفذها مستوطنون إسرائيليون أدت إلى إلحاق أضرار بممتلكات الفلسطينيين، بما فيها إتلاف 13 شجرة زيتون في ترمسعيا (رام الله)؛ ورشق الحجارة وإلحاق أضرار بما لا يقل عن 21 سيارة فلسطينية في حادثين في القدس الشرقية ومنطقة نابلس؛ وتجريف 15 دونم من الأراضي في قرية الخضر (بيت لحم)؛ ودهس وقتل 30 رأس من الخراف التي يمتلكها فلسطينيون في قرية الزبيدات (أريحا).
وأصيب خمسة إسرائيليين، من بينهم طفل، وتعرضت سيارة إسرائيلية لأضرار في سياق أربعة حوادث رشق بالحجارة نفذها فلسطينيون ضد سيارات إسرائيلية في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وفق تقارير إعلامية إسرائيلية.
وفي 10 حوادث على الأقل وقعت خلال الأسبوع أطلقت القوات الإسرائيلية النار على الفلسطينيين المتواجدين في المناطق المقيد الوصول إليها براً وبحراً في قطاع غزة دون الإبلاغ عن وقوع إصابات. وفي إحدى هذه الحوادث تعرض قارب صيد فلسطيني لأضرار واحتجز ثلاثة فلسطينيين.
أغلق معبر رفح الذي تتحكم به السلطات المصرية بالاتجاهين خلال الفترة التي شملها التقرير. ومنذ مطلع عام 2016 فتحت السلطات المصرية معبر رفح جزئيا لتسعة أيام فقط. وتفيد السلطات في قطاع غزة أن ما يزيد عن 30,000 شخص مسجلين وينتظرون العبور عند فتح المعبر.
[1] وقتل ثلاثة إسرائيليين آخرين في كانون الأول/يناير 2016، وواحد في تشرين الأول/أكتوبر 2015 في هجمات نفذها فلسطينيان يحملان الجنسية الإسرائيلية، وقد قُتلا هما أيضا.