في يوم 23 أيار/مايو، توفي طفل فلسطيني، يبلغ من العمر 15 عامًا، متأثرًا بالجروح التي أصيبَ بها في يوم 15 أيار/مايو خلال مظاهرة اندلعت بالقرب من حاجز بيت إيل/الدي سي أو في البيرة/رام الله، في الذكرى السبعين لما يشير إليه الفلسطينيون بـ"النكبة" التي حلّت بهم في العام 1948 واحتجاجًا على افتتاح سفارة الولايات المتحدة في القدس.
أبرز أحداث الأسبوعين الماضيين
في يوم 14 أيار/مايو، قتلت القوات الإسرائيلية 59 فلسطينيًا، من بينهم سبعة أطفال، وأصابت 2,900 آخرين بجروح في قطاع غزة، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية، وهو أكبر عدد من الضحايا الذين يسجَّلون في يوم واحد في الأرض الفلسطينية المحتلة منذ الأعمال القتالية التي شهدها العام 2014. وأصاب المتظاهرون جنديًا إسرائيليًا واحدًا بجروح. ومن بين الجرحى الفلسطينيين في هذا اليوم، أصيبَ 1,322 فلسطينيًا (45 في المائة) بالذخيرة الحية. وسقط الضحايا في سياق ’مسيرة العودة الكبرى‘ التي انطلقت في يوم 30 آذار/مارس. كما تزامن ذلك مع نقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس بصورة رسمية. للمزيد من التفاصيل، انظر التحديث العاجل الصادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
قتلت القوات الإسرائيلية ثلاثة فلسطينيين آخرين وأصابت 1,283 غيرهم في مظاهرات مماثلة خلال الفترة التي يغطيها التقرير، بينما توفي أربعة أشخاص خلال هذه الفترة بسبب الإصابات التي تعرضوا لها في وقت سابق، وفقًا لوزارة الصحة. ومن المتوقع أن تستمر المظاهرات حتى يوم 5 حزيران/يونيو، الذي يصادف ذكرى احتلال إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة في العام 1967. للاطّلاع على الأعداد المجمعة للضحايا وتوزيعهم، انظر اللمحة الصادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وأثار العدد الكبير من الضحايا والنسبة المرتفعة من الإصابات بالذخيرة الحية القلق بشأن الاستخدام المفرط للقوة. ففي يوم 18 أيار/مايو، أدان مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان "الاستخدام غير المتناسب والعشوائي للقوة" من قبل القوات الإسرائيلية، ودعا إلى تشكيل "لجنة تحقيق دولية ومستقلة" للتحقيق في قتل الفلسطينيين خلال الاحتجاجات. كما أدان المنسق الخاص لعملية السلام، نيكولاي ملادينوف، في الإحاطة التي قدّمها لمجلس الأمن في يوم 23 أيار/مايو، "الأعمال التي أدت إلى خسائر كثيرة في الأرواح في غزة،" وقال إن حماس "يجب ألا تستخدم الاحتجاجات كغطاء لزرع قنابل عند السياج الحدودي والقيام بأعمال استفزازية."
وخلال المظاهرات التي نُظمت في يوميْ 11 و14 أيار/مايو، اقتحم متظاهرون فلسطينيون الجانب الفلسطيني من معبر كرم سالم، الذي يُعَدّ النقطة الوحيدة تقريبًا لدخول البضائع إلى غزة، مما ألحق أضرارًا جسيمة به وأدى إلى توقفه عن العمل. وقد أُضرمت النار في غرفة التحكم والحزام المتحرك الرئيس وأنابيب الوقود وغاز الطهي، حيث لحقت بها أضرار فادحة. وأعيدَ فتح المعبر جزئيًا في يوم 16 أيار/مايو لإدخال البضائع على لوحات التحميل، وفي يوم 17 أيار/مايو لإدخال الوقود.
في يوم 16 أيار/مايو، أطلق فلسطينيون النار من أسلحة رشاشة من قطاع غزة باتجاه القوات الإسرائيلية وبلدة سديروت الإسرائيلية، وفقًا للجيش الإسرائيلي. ونتيجةً لذلك، أطلقت القوات الإسرائيلية قذائف الدبابات وشنّت عدة غارات جوية استهدفت مواقع عسكرية. وفي وقت سابق، شنت إسرائيل في يوميْ 12 و14 أيار/مايو، سلسلة من الغارات الجوية التي استهدفت أراضٍ مفتوحة ومواقع تدريب عسكري في غزة وشمال غزة. ووفقًا لمصادر إسرائيلية رسمية، فقد جاءت الغارات الجوية الأخيرة ردًا على أعمال عنف خلال المظاهرات التي نُظمت بالقرب من السياج الحدودي. ومع أن هذه الغارات التي تتسبب في وقوع أي ضحايا، فقد ألحقت الضرر ببعض المواقع العسكرية في غزة.
في 16 مناسبة على الأقل، أطلقت القوات الإسرائيلية النار باتجاه المزارعين وصيادي الأسماك في سياق فرض القيود على الوصول إلى الأراضي والبحر. وقد أصيب مزارع شرق مدينة غزة. وأصيبَ فلسطينيان آخران خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية في سياق عمليات تجريف وحفر على مقربة من السياج الحدودي في خانيونس.
وفي الضفة الغربية، أصابت القوات الإسرائيلية 641 فلسطينياً، من بينهم 126 طفلًا، خلال الاحتجاجات والاشتباكات. ووقع نحو 88 في المائة من الإصابات في يوميْ 14 و15 أيار/مايو خلال الاشتباكات التي اندلعت في سياق المظاهرات التي نُظمت تضامنًا مع غزة، واحتجاجًا على نقل سفارة الولايات المتحدة وإحياءً للذكرى السبعين لما يشير إليه الفلسطينيون بـ"النكبة" التي حلّت بهم في العام 1948. وسُجل العدد الأكبر من الإصابات في الاشتباكات التي اندلعت في مدينة نابلس، تلتها الاشتباكات التي وقعت عند حاجزيْ الدي سي أو وحوارة (في رام الله ونابلس). وأصيبَ 13 شخصًا خلال عمليات تفتيش واعتقال. ووقع ما يزيد على 60 في المائة من الإصابات خلال الفترة التي يغطيها التقرير عن استنشاق الغاز المسيل للدموع، الذي استلزم الحصول على علاج. ومن بين الجرحى رجل يبلغ من العمر 58 عامًا ويعاني من مشاكل في القلب، حيث توفي لاحقًا في مستشفى بالخليل.
نفذت القوات الإسرائيلية 177 عملية تفتيش واعتقال في الضفة الغربية، واعتقلت 220 فلسطينيًا. وسجلت محافظة القدس العدد الأكبر من العمليات (41) والاعتقالات (56).
أعلنت السلطات الإسرائيلية عن تخفيف القيود المفروضة على الوصول بمناسبة حلول شهر رمضان الفضيل، الذي استهلّ في يوم 17 أيار/مايو. وتشمل هذه الإجراءات إصدار نحو 2,000 تصريح لزيارة الأُسر في القدس الشرقية وإسرائيل، بينما يُسمح للرجال الذين تزيد أعمارهم على 40 عامًا والأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 عامًا والنساء من جميع الأعمار بدخول القدس الشرقية لأداء صلاة الجمعة دون تصاريح. ووفقًا لمكتب الارتباط والتنسيق الإسرائيلي، فقد سُمح لـ39,300 فلسطيني بالدخول إلى القدس الشرقية عبر ثلاثة حواجز لأداء صلاة الجمعة في يوم 18 أيار/مايو، وهو عدد يقل عمن سُمح لهم بالدخول في الجمعة الأولى من شهر رمضان في العام 2017، والذين بلغ عددهم 65,000 شخص.
هدمت السلطات الإسرائيلية ثلاثة مبانٍ فلسطينية في المنطقة (ج) والقدس الشرقية بحجة الافتقار إلى رخص البناء. وكان من بين المنشآت المستهدفة جزء من طريق زراعي موّله المانحون لتمكين المزارعين من الوصول إلى أراضيهم في قرية حارس (سلفيت). كما هُدم مبنيان يستخدمهما أصحابهما في تأمين سبل عيشهم في حي العيساوية في القدس الشرقية وقرية دوما (نابلس).
وفي مناسبة واحدة، هجّرت القوات الإسرائيلية خمس أسر من تجمّع حمصة البقيعة الرعوي شمال غور الأردن لمدة ثماني ساعات لإجراء تدريب عسكري. ويواجه هذا التجمع عمليات هدم منتظمة وقيودًا على الوصول. وإلى جانب عمليات التهجير المؤقتة والمتكررة بسبب التدريب العسكري، تثير هذه الإجراءات القلق إزاء خطر الترحيل القسري للسكان.
في يوم 11 أيار/مايو، أضرم جناة مجهولون النار في منزل فلسطيني في قرية دوما (نابلس). ومع أن سكان المنزل تمكنوا من الهرب، تشير التقارير إلى تعرُّض الأثاث والمنزل للضرر. ونتيجةً لذلك، فقد هُجِّر خمسة من أفراد الأسرة، بمن فيهم طفلان. وفتحت السلطات الفلسطينية والإسرائيلية تحقيقات مستقلة في هذه الحادثة. وقد نفذ مستوطنون إسرائيليون هجومين مشابهين بالحرائق المتعمدة في قرية دوما في شهر تموز/يوليو 2015 وشهر آذار/مارس 2016، حيث أدى الهجوم الأول إلى مقتل رضيع ووالديه.
أفادت التقارير بأن مستوطنين إسرائيليين نفذوا ما لا يقل عن سبع هجمات أدت إلى إصابة فلسطينيين بجروح أو إلحاق أضرار بممتلكات فلسطينية. ففي ثلاثة حوادث منفصلة، أقدم مستوطنون إسرائيليون على تخريب 450 شجرة زيتون وعنب في ترمسعيا (رام الله) وحلحول (الخليل) وبرقا (نابلس)، وفقًا لمصادر محلية فلسطينية. وفي ثلاث حوادث أخرى، أعطب مستوطنون إسرائيليون إطارات 30 مركبة تعود ملكيتها لفلسطينيين وخطّوا عبارات "دفع الثمن" على جدران منازل في شعفاط (القدس الشرقية) ووادي قانا (سلفيت) وصَرّة (نابلس). وأفادت التقارير بأن مستوطنين أقدموا على سرقة ثلاثة جياد يملكها مزارعون من مدينة نابلس. وما يزال عنف المستوطنين في تصاعد مستمر منذ مطلع العام 2018، حيث ارتفع المتوسط الأسبوعي لهجمات المستوطنين التي أفضت إلى إصابات بين صفوف الفلسطينيين أو إلحاق الضرر بالممتلكات الفلسطينية إلى خمس هجمات بالمقارنة مع ثلاث في العام 2017، واثنتين في العام 2016.
أفادت التقارير بأن فلسطينيين ألقوا الحجارة والزجاجات الحارقة على مركبات تحمل لوحات تسجيل إسرائيلية في خمسة حوادث على الأقل، مما أدى إلى إصابة خمسة إسرائيليين، من بينهم امرأة، وإلحاق الضرر بثلاث مركبات خاصة. ووقعت هذه الحوادث على طرق قريبة من نابلس ورام الله وبيت لحم والخليل والقدس. كما أشارت التقارير إلى تعرُّض القطار الخفيف للضرر في منطقة شعفاط بالقدس الشرقية.
تعطلت قدرة نحو 7,000 فلسطيني يعيشون في ثلاثة تجمعات في الضفة الغربية على الوصول إلى الخدمات وسبل العيش بسبب القيود التي تفرضها إسرائيل على الوصول. فقد أغلق الجيش الإسرائيلي بوابة تربط حيًا في المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية في الخليل (حارة السلايمة) ببقية أنحاء المدينة لمدة سبعة أيام، كما أغلق الطريق بين قريتيْ مادما وبورين (نابلس) لمدة ثلاثة أيام. وأفادت التقارير بأن السلطات الإسرائيلية اتخذت هذه التدابير ردًا على إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة على مركبات المستوطنين وعلى برج عسكري.
أعلنت السلطات المصرية عن استمرار فتح معبر رفح الذي يربط بين غزة ومصر طيلة شهر رمضان. ومنذ فتح المعبر في يوم 12 أيار/مايو ولغاية نهاية الفترة التي يغطيها هذا التقرير، تنقل 4,865 فلسطينيًا من المعبر في الاتجاهين. وهذه هي أطول فترة يُفتح فيها معبر رفح بصورة متواصلة منذ العام 2014.