بيان مشترك صادر عن عملية العقبة بشأن الحالة الإنسانية في غزة

06 ديسمبر 2023

أن الحالة الإنسانية في غزة كارثية. فهي من أسوأ ما شهدناه، ومن المرجّح أن تزداد سوءًا مع استمرار الأعمال القتالية. والغالبية العظمى من السكان المدنيين في حاجة ماسّة إلى المساعدات الإنسانية والحماية.

فالتقديرات تشير إلى أن نحو 1.8 مليون شخص في غزة، أو ما يقارب 80 في المائة من سكانها، باتوا مُهجّرين. ويلتمس معظم هؤلاء المأوى في منشآت وكالة الأونروا التي تشهد اكتظاظًا شديدًا في شتّى أرجاء غزة ولا تُتاح لهم فيها سوى إمكانية ضئيلة للغاية للوصول إلى منشآت النظافة الصحية. ويفتقر جميع سكان غزة البالغ تعدادهم 2.3 مليون نسمة إلى ما يكفيهم من الأغذية والمياه النظيفة ويواجهون سوء التغذية.

وبالنظر إلى مدى الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية المدنية في غزة، بما فيها المنشآت الصحية ومنشآت المياه والصرف الصحي، فإن خطر تفشي الأمراض بلغ حدًا مرتفعًا للغاية. كما يزيد تعطيل أنشطة التطعيم والافتقار إلى الأدوية الضرورية لمعالجة الأمراض السارية من خطر تسارُع انتشار الأمراض المُعدية.

وقد التقينا نحن، الموقعين أدناه، خلال الاجتماع غير الرسمي لعملية العقبة حول تنسيق الإغاثة الطارئة لغزة، الذي عُقد في عمان بالمملكة الأردنية الهاشمية في 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2023، وأجرينا مناقشات صريحة تناولت الفجوات والتحديات التي تواجه الاستجابة الراهنة وبعض الآليات والأنظمة والقيود القائمة التي تعيق جهود الإغاثة.

إن الحياد والنزاهة من المبادئ الأساسية التي تحكم عملنا بوصفنا جهات تعمل في المجال الإنساني. والهدف الذي يوجّهنا يتمثل في التخفيف من وطأة المعاناة الإنسانية. ولا يدّخر جميع المنظمات والوكالات الإنسانية التي تشارك في أعمال الاستجابة الإغاثية المتواصلة أي جهد كان، ولكن النطاق الراهن للمساعدات لا يسدّ سوى جزء ضئيل من الاحتياجات المتنامية.

إننا ندعو، أولاً وقبل كل شيء، إلى إنهاء الأعمال القتالية للحيلولة دون المزيد من المعاناة الإنسانية. وإلى أن يحين ذلك الوقت، يجب زيادة حجم المعونات الإنسانية وتوسيع نطاقها بقدر هائل والمحافظة عليها.

وتشمل أولوياتنا القصوى:

توسيع نطاق الجهود الإغاثية كافة من خلال زيادة نقاط الوصول إلى غزة – بطرق منها فتح معبر كرم أبو سالم – وتبسيط إجراءات الموافقة والتفتيش. ولهذا أهميته الحاسمة بالنظر إلى أن معبر رفح لم يُشيَّد لاستيعاب هذه الإمكانية.
الاستمرار في إيلاء الأولوية لتقديم المياه الآمنة للشرب والأغذية – بما فيها المنتجات الطازجة – والمأوى على نحو آمن ودون عوائق ودون شروط.
تسريع وتيرة تصنيف المصابين بجروح حرجة، وخاصة الأطفال، ونقلهم إلى المنشآت الطبية خارج غزة.
توسيع نطاق إيصال الأدوية الأساسية واللوازم والمعدات الطبية وإعادة إمدادها بانتظام وبكميات كبيرة، بما يشمل ودون الاقتصار على ضمادات الجروح وأدوية التخدير والمضادات الحيوية.
توسيع نطاق إيصال الوقود إلى غزة بالنظر إلى أنه شرط مسبق لا تستغني عنه أعمال الإغاثة الإنسانية في جميع المجالات ذات الأولوية تقريبًا.
الوفاء باحتياجات المياه والصرف الصحي في غزة من خلال إعادة تأهيل البنية التحتية القائمة، فضلًا عن تزويد المراحيض والحمامات لمراكز الإيواء التي تشهد الاكتظاظ الشديد والوحدات الصغيرة لتحلية المياه والشاحنات الضاغطة لجمع النفايات الصلبة.
رفع مستوى قدرات الخدمات الصحية وغرف العمليات الجراحية في غزة من خلال إقامة مستشفيات ميدانية جديدة وإعادة تأهيل المنشآت الصحية القائمة، حيثما كان ذلك ممكنًا.
الوفاء بالاحتياجات الخاصة بالنساء، كرعاية الأمومة، وضمان حقوق الأطفال بما يشمل حقهم في التعليم والحماية والتغذية والصحة.
مع انخفاض درجات الحرارة، إيلاء الأولوية لتقديم الألبسة الدافئة والبطانيات وغيرها من المواد الضرورية لاستقبال فصل الشتاء.
تسهيل التناوب المنتظم للموظفين العاملين في المجالين الإنساني والطبي ودخولهم إلى غزة وخروجهم منها.
توفير شبكات اتصالات يمكن الاعتماد عليها لتمكين العاملين في المجال الإنساني وموظفي الطوارئ للبقاء على تواصل فيما بينهم في أثناء تنسيق جهود الاستجابة.

لقد كانت غزة تواجه تحديات إنسانية جسيمة حتى قبل حالة التصعيد الأخيرة، وقد تصاعد الوضع الآن إلى أن بلغ مستويات غير مسبوقة. إن الأولويات المقترحة معقولة وعملية وسوف تخفف من وطأة المعاناة عن كاهل 2.3 مليون مدني. وما من سبب يدعو إلى الإحجام عن وضعها موضع التنفيذ. علينا أن نقدم للسكان في غزة المعونات الإنسانية الأساسية والخدمات التي يحتاجون إليها وبالقدر الذي يحتاجون إليه.