قصة نجاح سجلها الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة
تثير فادية ذات الأعوام الخمسة الإعجاب في كفاحها للشفاء من جرحها الذي لم يلتئم بعد بسبب فقدان أفراد أسرتها في ضربة عسكرية.
في 10 أيار/مايو، سقطت قذيفة إسرائيلية قرب بلدة بيت حانون، شمال غزة، مما أدى إلى مقتل ثمانية فلسطينيين. وكانت أكبر الضحايا فتاة في العشرين من عمرها والبقية كانوا أطفالًا تراوحت أعمارهم بين عامين إلى 16 عامًا. وكان ذلك هو المساء الأول من تصعيد الأعمال القتالية التي دامت 11 يومًا بين الجماعات المسلحة الفلسطينية والقوات الإسرائيلية في غزة.
وكان اثنان من الضحايا شقيقيْ فادية، وقد رأتهم ملقون على الأرض هناك. ركضت فادية وهي تصرخ وتبحث في يأس عن بقية أفراد أسرتها، ولم تجد غير ابن عمها ذي العامين، الذي نزف حتى الموت. وحاولت أن تسحب الطفل من المنزل المدمر، ولكنها لم تستطع. وبعد ذلك، ابتعدت فادية وهي تصرخ تحت تأثير الصدمة حتى وصلت إلى منزل عمها عندما وصلت سيارات الإسعاف إلى المكان. وفي ذلك الوقت، بدأ جيرانها يفرون إلى أماكن أكثر أمنًا.
وتنتاب الصدمة الأطفال في شتى أرجاء غزة بسبب هذه الجولة من الأعمال القتالية. ويعاني الكثير منهم من الخوف والتوتر أو لا يحظون بقسط وافر من النوم أو تظهر عليهم علامات الاضطراب التي تثير القلق، كالارتجاف والتبول اللاإرادي.
وبعد هذا الحادث، عزلت فادية نفسها عن محيطها. فالعالم الذي كانت تعرفه بات عالمًا يسوده الخوف والرعب وانعدام الأمن، ولم تشعر أنها تنتمي إليه. ورفضت فادية، وفقًا لأسرتها، مغادرة المنزل أو الخروج إلى الشارع للعب مع الأطفال الآخرين. وحيث كانت تبكي كثيرًا، بدأت الاضطرابات النفسية والسلوكية تظهر عليها، كاضطرابات النوم وشرود الذهن. كانت فادية الصغيرة تعاني.
وعقب وقف إطلاق النار، قدمت جمعية رياح الأرض (فينتو دي تيرا) الإيطالية، وبدعم من الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة، المساندة للأطفال في مجال التعليم والدعم النفسي والاجتماعي بالشراكة مع منظمة غير حكومية محلية، وهي مركز التعليم العلاجي. ورممت الجمعية خمس روضات ومدرسة لحقت أضرار طفيفة بها، ونظمت الأنشطة الترويحية للأطفال ودربت المعلمين على دعمهم في أوضاع ما بعد حالات الطوارئ.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2021، بدأت فادية تتلقى الدعم النفسي والاجتماعي الفردي والجماعي والأسري من خلال هذا المشروع وشاركت في أنشطة لامنهجية. واشتركت روضتها أيضًا في تقديم بعض أنواع الأنشطة والدعم النفسي والاجتماعي لها. وتلقت والدتها التعليمات بشأن الطرق التي تستطيع من خلالها دعم ابنتها في تجاوز الصدمة.
وفي المحصلة، زادت ثقة فادية في نفسها وتغلبت على اضطرابات النوم. وعلى الرغم من أن قدرتها على المضي قدمًا كانت ملموسة، فسوف تواصل الاستفادة من الخدمات التي تقدمها جمعية رياح الأرض إلى أن تتعافى بالكامل.