القدس، 1 آب/أغسطس 2018 – يساورنا القلق البالغ إزاء الاستمرار في انتهاك حقوق الأطفال، ونطالب باتخاذ خطوات ملموسة وفورية للسماح للأطفال بممارسة حياتهم دون خوف وتجسيد حقوقهم كافة.
وعلى الرغم من تحذيرات ونداءات المتواصلة للأمم المتحدة وغيرها من المؤسسات لوضع حماية الأطفال موضع الصدارة، فأسبوعًا بعد أسبوع، ترد التقارير من قطاع غزة ومن مناطق أخرى في الأرض الفلسطينية المحتلة عن أطفال يُقتَلون أو يُصابون بجروح خطيرة، وبعضهم لا يتجاوز 11 عامًا من عمره. وفي هذه الأثناء، يتعرّض الأطفال في إسرائيل للخوف والصدمات والإصابة بجروح جسيمة. ففي هذا الشهر وحده، قُتل سبعة أطفال فلسطينيين بالذخيرة الحية والقصف من إسرائيل. وتفيد التقارير بأن طفلتين إسرائيليتين، تبلغان من العمر 14 و15 عامًا، أصيبتا بجروح جراء الصواريخ والقذائف التي أُطلقتها الجماعات المسلحة الفلسطينية بشكل عشوائي باتجاه إسرائيل.
ومنذ بداية المظاهرات التي اندلعت احتجاجًا على تدهور الأوضاع المعيشية في غزة في يوم 30 آذار/مارس 2018 بمحاذاة السياج الحدودي بين إسرائيل وغزة، قُتل 26 طفلًا فلسطينيًا، من بينهم 21 طفلًا قُتلوا خلالها، وخمسة آخرون قُتلوا بسبب القصف الإسرائيلي أو خارج سياق تلك المظاهرات. وفي الفترة نفسها، أصيبَ مئات آخرون من الأطفال بجروح بالذخيرة الحية. وسوف يعاني عدد من هؤلاء الأطفال بإعاقات طيلة حياتهم، بما فيها إعاقات نجمت عن بتر في أطرافهم. ويحتاج الآلاف من الأطفال إلى المساعدة النفسية والاجتماعية العاجلة، والرعاية الطبية المتخصصة والدعم من أجل إعادة تأهيلهم.
ونحن نرى الأطفال مسلوبين من كل حق واجب لهم في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة، ولا سيما في قطاع غزة، حيت تتكيّف الأسر مع أربع ساعات من إمدادات الكهرباء في اليوم في حرارة الصيف القائظ. كما ان مياه الشرب النظيفة غالية الثمن ويصعب العثور عليها. وسوف تواجه عشرات الآلاف من الأُسر، التي لا تستطيع تحمُّل تكاليف اللوازم المدرسية الأساسية لأبنائها، صعوبات جمة مع بدء العام المدرسي الذي يُستهلّ في غضون شهر واحد.
إننا نستهجن الاستخدام الشائن للأطفال وبصورة متواترة في الخطاب والدعاية السياسية من جميع الأطراف. ومما يثير القلق على نحو خاص الدعوة التي أطلقتها اللجنة المنظمة لـ"مسيرة العودة الكبرى" خلال الأسبوع الماضي للفلسطينيين للتظاهر تحت شعار "جمعة أطفالنا الشهداء" وتعريض الأطفال للعنف، حسبما أفادت التقارير. فينبغي ألا يكون الأطفال هدفًا للعنف على الإطلاق، وينبغي ألا يتم وضعهم في دائرة الخطر أو تشجيعهم على المشاركة في العنف.
إننا ندعو إسرائيل، والسلطة الفلسطينية وسلطات حماس في غزة، إلى تقديم حقوق الأطفال على أي اعتبارات أخرى واتخاذ خطوات فورية للتخفيف من معاناتهم. ويجب أن يشكّل احترام حقوق الأطفال والإحجام عن الانتفاع من محنتهم أولويةً لدى الجميع. وهذا السياق ليس استثناءً.