الانتهاء من جزء كبير من عمليات إزالة الذخائر الجوية التي لم تنفجر في غزة

أزالت دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام في نيسان/أبريل 2017 آخر الذخائر الجوية التي لم تنفجر المعروفة حيث يمكن الوصول إليها في غزة، مما يمثل معلما هاما في معالجة إرث تلوث غزة بالذخائر التي لم تنفجر. وقامت دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام منذ حرب عام 2014، بإزالة وتدمير 29 طنا من المواد المتفجرة من 149 قنبلة ألقيت من الجو ولم تنفجر. ويوفر هذا العمل الهام الحماية للمجتمعات المحلية في غزة التي تتضرر مباشرة بوجود الذخائر غير المنفجرة والمجتمع الأوسع من خلال إزالة وتدمير المواد المتفجرة التي يمكن جمعها وإعادة استخدامها للعبوات الناسفة.

وقد بلغ عدد ضحايا الحوادث المتعلقة بمخلفات الحرب في غزة 280 ضحية وفق ما تحققت منه دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام منذ عام 2009 على النحو المبين أدناه. ومعظم ضحايا مخلفات الحرب من المتفجرات الذين تحققت منهم دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام متصلة بالتلوث بعد حرب عام 2014.

يعيق وجود مخاطر المواد المتفجرة داخل المباني المدمرة أو التي لحقت بها أضرار عملية إزالة المباني المدمرة، وإعادة الإعمار والتنمية الاجتماعية الاقتصادية. ومع مشاريع إعادة الإعمار وإعادة التأهيل الجارية، كان من الضروري إزالة القنابل التي ألقيت جوا المدفونة أو على السطح على حد سواء لتجنب انفجار الذخائر التي لم تنفجر عرضاً. وقامت دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام بتنظيف 136 موقعا خطرا يشتبه في أنها تحوي ذخائر أسقطت من الجو مدفونة عميقا لتسمح لعملية إعادة الإعمار أن تتقدم بطريقة آمنة ودون إبطاء. 

وفي حين تعتبر إزالة آخر القنابل التي أسقطت من الجو التي يمكن الوصول إليها إنجازا هاما، كما هو الحال في أي بيئة بعد الحرب، يظل إخراج الذخائر التي لم تنفجر من الأرض واكتشافها مستمرا بعد عقود عديدة من انتهاء الحرب.ويستدعي هذا التهديد المتبقي الناجم عن التلوث الذي لم يكتشف واحتمال تجدد التصعيد في الأعمال القتالية استمرار قدرة دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام، حتى وإن كانت متدنية. ولهذا السبب، ستحتفظ دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام بالحد الأدنى من التواجد لمواصلة دعم المجتمع الإنساني والإنمائي، بما في ذلك التأهب لحالات الطوارئ. 

خبير التخلص من المتفجرات التابع لدائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام يزيل قنبلة أسقطت من الجو وزنها 925 كيلوجراما في غزة، المنطقة الوسطى، أيلول/سبتمبر 2016. صورة مقدمة من دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام

وأتاحت إزالة القنابل التي لم تنفجر إحساسا بالأمن لعودة الأسر والمجتمعات التي تعيش وتزرع وتبني في المناطق التي عرفوا  أنها ملوثة - أو خشوا أن تكون ملوثة. على سبيل المثال، كان عمال إعادة الإعمار غير قادرين على تنظيف بقايا مبنى منهار مكون من ثلاثة طوابق يمتلكه ابراهيم محفوظ الفرا بطريقة آمنة، مما أبقى ثلاث أسر كانت تعيش هناك نازحة. وحددت دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام أن قنابل متعددة قد سقطت على المبنى. وبعد أسابيع من الإزالة الدقيقة للأنقاض، وصل فني تابع لدائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام يعمل في الموقع للتخلص من الذخائر المتفجرة إلى الجزء الخلفي من قنبلة أسقطت من الجو لم تنفجر وزنها 227 كيلوجراما لمسافة 11 مترا عموديا تحت الأرض. ووجد أن وحدة الصمامات "مسلحة" وملتصقة بقوة في جسم القنبلة نتيجة للتشويه الناتج عن الأضرار. وبعد إزالة هذه القنبلة وقنبلة أخرى عثر عليها في نفس الموقع، تمكن الفرا وجيرانه من البدء في إعادة بناء منازلهم. وكما أشار الأمين العام السابق بان كي مون: "إن الأعمال المتعلقة بالألغام هي استثمار في الإنسانية. فهي تساعد في رعاية المجتمعات السلمية حيث يمكن للمحتاجين الحصول على المساعدة، ويمكن للاجئين والنازحين داخليا العودة إلى منازلهم بأمان، ويمكن للأطفال الذهاب إلى المدرسة".