التصعيد في القدس الشرقية، وقطاع غزة وإسرائيل | تقرير موجز بالمستجدات رقم 1 حتى الساعة 5:00 مساءً، 11 أيار/مايو 2021

  • Palestinian casualtiesلا يزال التوتر في القدس الشرقية يتصاعد على مدى الأسابيع القليلة الماضية، حيث تركّز في حي الشيخ جراح والبلدة القديمة. ففي الفترة الواقعة بين 7 و10 أيار/مايو وحدها، أصابت القوات الأمنية الاسرائيلية 1,000 فلسطيني بجروح، من بينهم 735 أصيبوا بالأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط. 
  • منذ الساعة 6:00 من مساء 10 أيار/مايو، أُطلق أكثر من 250 صاروخًا من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، وقد نفذت القوات الإسرائيلية عددًا كبيرًا من الغارات الجوية. وحتى الساعة 5:00 من مساء 11 أيار/مايو، أشارت التقارير إلى مقتل 28 فلسطينيًا وإصابة 154 آخرين في. وقُتلت امرأتان في إسرائيل نتيجة للصواريخ التي أُطلقت من غزة وأصيب عشرات آخرون، حسبما أفادت التقارير. 
  • يواصل مجتمع العمل الإنساني، بما فيه وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الشريكة، تقديم المساعدات لمن يحتاج إليها، حيث تحتل حماية المدنيين أهمية قصوى. ويهدد التصعيد الحالي بتفاقم الوضع الإنساني المتردي أصلًا، وخاصة في غزة، حيث تثقل جائحة كورونا كاهل القطاع الصحي الضعيف. ومن الشواغل الملحّة إغلاق المحطة الوحيدة لتوليد الكهرباء في غزة بحلول نهاية هذا الأسبوع بسبب نقص الوقود، مما يفرز آثارًا سلبية على تقديم الخدمات الحيوية.

نظرة عامة على الوضع

لا تزال الاضطرابات التي تشهدها القدس الشرقية تتزايد منذ مطلع شهر رمضان في 13 نيسان/أبريل، بعدما أقامت السلطات الإسرائيلية حواجز حديدية أمام باب العامود، مما أدى إلى منع الفلسطينيين من الوصول إلى هذه الساحة العامة. وعلى الرغم من عودة الهدوء النسبي في 25 نيسان/أبريل بعد إزالة هذه الحواجز، ازدادت حدة التوتر بسبب الإخلاء الوشيك الذي طال أربع أسر فلسطينية لاجئة كبيرة من منازلها على يد السلطات الإسرائيلية في حي الشيخ جراح. ومنذ 28 نيسان/أبريل، ما فتئ الفلسطينيون ينظمون الاحتجاجات اليومية في منطقة الشيخ جراح للتضامن مع الأسر المعرضة لخطر الإخلاء، مما يثير اشتباكات مع المستوطنين الإسرائيليين وقوات الشرطة الإسرائيلية. وبناءً على طلب من النائب العام الإسرائيلي، أجلت المحكمة العليا الإسرائيلية في 9 أيار/مايو جلسة استماع بشأن عمليات الإخلاء لمدة شهر وأصدرت توجيهاتها للسلطات الإسرائيلية بتأجيل الإخلاء حتى إشعار آخر.

اشتباكات في المسجد الأقصى، 10 أيار/مايو 2021.
اشتباكات في المسجد الأقصى، 10 أيار/مايو 2021.

وبين 7 و10 أيار/مايو، اندلعت اشتباكات واسعة النطاق في القدس الشرقية، وخاصة في المسجد الأقصى ومنطقة باب العامود. وأسهم الوجود المكثف للقوات الأمنية الإسرائيلية والأعداد الكبيرة من المصلين في هذا التوتر. وفي 10 أيار/مايو، أصيب 657 فلسطينيًا بجروح، معظمهم في الأجزاء العلوية من أجسامهم، وفقدَ فلسطيني واحد على الأقل عينه. ووفقًا لوسائل الإعلام الإسرائيلية وتقرير للشرطة الإسرائيلية، أصيب 32 شرطيًا إسرائيليًا في 10 أيار/مايو، من بينهم 21 شرطيًا في باحات المسجد الأقصى.

وفي سياق الاضطرابات التي شهدتها القدس الشرقية، أشارت مصادر إسرائيلية إلى أن ما يقدر بـ45 صاروخًا أطلق من غزة بين 23 و25 نيسان/أبريل، مما ألحق أضرارًا غير مباشرة بأربعة أشخاص، وتلا ذلك غارات جوية وقصف إسرائيلي استهدف مختلف أنحاء غزة. ومنذ مساء 10 أيار/مايو، أطلقت الجماعات المسلحة الفلسطينية نحو 250 صاروخًا باتجاه إسرائيل وشنت إسرائيل العديد من الغارات الجوية على غزة. ولا تزال أعداد الإصابات في غزة وإسرائيل في ازدياد. وفي غزة، أُغلق معبرا إيريز وكرم أبو سالم حتى إشعار آخر وحُظرت جميع أعمال الصيد في المنطقة المقيد الوصول إليها قبالة ساحل غزة.

القانون الدولي

فيما يتعلق بعمليات الإخلاء في القدس الشرقية، صرّح منسق الأمم المتحدة الخاص، تور وينسلاند، في إحاطته التي قدمها لمجلس الأمن في 10 أيار/مايو، «لقد دعوت إسرائيل مرارًا وتكرارًا ا – بما في ذلك في هذا المجلس – إلى وقف جميع عمليات الإخلاء والهدم، وفقًا لالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني. وأؤكد أن القدس الشرقية لا تزال جزءًا من الأرض الفلسطينية المحتلة التي يسري عليها القانون الدولي الإنساني وأشير إلى أن قرارات الأمم المتحدة التي تتناول الوضع في القدس الشرقية ترفض جميع التدابير التي ترمي إلى تغيير التركيبة الديموغرافية للأرض الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967، بما فيها القدس الشرقية، وطابعها ووضعها.»

ودعت المفوضية السامية لحقوق الإنسان القوات الأمنية الإسرائيلية إلى السماح بممارسة الحق في حرية التعبير وتكوين الجمعيات والتجمع وضمانه. ولا يجوز استخدام القوة ضد أولئك الذين يمارسون حقوقهم سلميًا. ويجب أن يمتثل استخدام القوة، عندما يكون ضروريًا، لمعايير حقوق الإنسان امتثالاً كاملاً. وهذا يشمل حظر الاستخدام غير المبرر أو غير المتناسب للقوة. وعلى إسرائيل كذلك الامتناع عن التدابير العقابية، كفرض المزيد من تدابير الإغلاق والقيود التي تعاقب جميع السكان المدنيين في غزة.

وصرحت لين هاستينغز، المنسقة الإنسانية، في بيانها بشأن التصعيد الأخير إنه «تقع على الأطراف كافة التزامات بموجب القانون الدولي الإنساني، وينبغي الالتزام بمبادئ التمييز والحيطة والتناسب في استخدام القوة. وتشكّل الغارات الجوية التي تستهدف المناطق المأهولة بالسكان انتهاكًا لهذه المبادئ. وتُعَدّ الصواريخ عشوائية بطبيعتها وتخالف القانون الدولي بحكم ذلك.»

الاستجابة الإنسانية والاحتياجات المتواصلة

الحماية

الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية: قدمت المنظمات الشريكة في المجموعة المساعدة القانونية، ورصد الانتهاكات وتوثيقها، إلى جانب الاستجابة لحماية الطفولة وخدمات الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي. وسوف يُنظر في تقديم الخدمات عن بعد في حال طرأ المزيد من التدهور على الوضع. وأُرسل المزيد من العاملين النفسيين والاجتماعيين إلى القدس الشرقية لتقديم المساعدة القانونية للأطفال قبل التحقيق معهم. ومن المتوقع زيادة احتياجات الحماية لدى القاصرين والشبان في سياق المظاهرات الإضافية التي تساند الأسر المعرضة للتهديد الوشيك بإخلائها في الشيخ جراح.

غزة: تعمل المجموعة على تقييم الأثر المترتب على الفئات الضعيفة، وخاصة الأسر التي تعولها نساء والأطفال، وتستشرف الحاجة إلى توسيع نطاق خدمات الصحة العقلية. وتعمل دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام على بث الرسائل المتعلقة بالتخفيف من مخاطر مخلَّفات الحرب المتفجرة من أجل تقليص الإصابات الثانوية عندما يبدأ الناس في إزالة الأنقاض. وحاليًا، تراقب المنظمات الشريكة الحاجة المتزايدة إلى خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي. وسوف تنظر المجموعة في تفعيل نظام رصد الحماية في حال افتتاح مراكز إيواء في حالات الطوارئ.

الصحة

الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية: قدمت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية وجمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية وشبكة مستشفيات القدس الشرقية الإسعاف الأولي والعلاج للضحايا الذين عانوا من الإصابات الناجمة عن الأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط واستنشاق الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت والاعتداءات الجسدية المباشرة على مدى الأسابيع القليلة المنصرمة. وتلقى المرضى العلاج في الميدان في الأماكن التي أصيبوا فيها، وتم تحويلهم إلى أقسام الطوارئ في مستشفيي المقاصد ومار يوسف عند الحاجة. وأُدخل ستة مرضى إلى المستشفى في حالة حرجة. وأنشأت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وبدعم من منظمة أطباء بلا حدود التي قدمت المعدات واللوازم والطواقم الطبية، عيادة ميدانية في جبل الزيتون لتقديم العلاج الميداني. وقدم مستشفى المطّلع الخدمات لعدد محدود وغير مؤكد من المرضى.

ومنذ مطلع شهر رمضان، ما زالت القدس الشرقية تشهد اعتداءات متزايدة على نظام الرعاية الصحية، حيث سجلت منظمة الصحة العالمية ما لا يقل عن 30 اعتداءً، بما شمله ذلك من ضرب المسعفين واعتقالهم، ومنع وصول سيارات الإسعاف وفرق المسعفين، والاعتداء على سيارات الإسعاف واقتحام منشآت الرعاية الصحية. وفي 7 أيار/مايو، احتجزت سيارات الإسعاف التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني لمدة زادت عن 30 دقيقة ومنعتها من الوصول إلى باب الأسباط لإخلاء المصابين من المسجد الأقصى. وفي 10 أيار/مايو، تعرض مسعف يعمل في الجمعية للضرب واعتُقل وصودرت المركبة التي كان يستخدمها للوصول إلى المسجد الأقصى، على الرغم من إطلاق سراحه بعد التنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

غزة: تدير مستشفيات وزارة الصحة حالات المرضى على نحو ملائم. وخصصت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أسرة وحدات العناية المركزة في مستشفى القدس (مدينة غزة) وعيادة الأمل (خانيونس)، وفي سياق تدابير التأهب، نصبت الخيام للتعامل مع الحالات في مرحلة ما قبل تحويلها إلى المستشفيات، وأقيمت النقاط الطبية لإسعاف المصابين في جباليا ودير البلح ورفح. ولم تحدَّد احتياجات بعينها بعد.

ضحايا سقطوا في أعقاب غارة جوية على غزة، 11 أيار/مايو 2021. تصوير سمر أبو العوف
ضحايا سقطوا في أعقاب غارة جوية على غزة، 11 أيار/مايو 2021. تصوير سمر أبو العوف

المأوى

غزة: أفادت وزارة التنمية الاجتماعية بأن منازل خمس أسر لاجئة تعرضت للتدمير، مما أدى إلى تهجير 30 شخصًا، وهو ما يستلزم تقديم المأوى والمواد غير الغذائية. ويجري تقييم الاحتياجات الأخرى.

المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية

غزة: اضطرت محطة تحلية مياه البحر في شمال غزة إلى وقف عملها بسبب الخطر الذي يتعرض له عمالها والضرر الذي أصاب أحد خطوط إمدادات الكهرباء فيها، مما ألحق الضرر بنحو 250,000 شخص. ولحقت الأضرار بخط التغذية الكهربائي الرئيسي من إسرائيل إلى رفح قبل يومين، مما أثر على نحو 65 في المائة من منشآت المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في غزة ، بما فيها الآبار وخزانات المياه ومحطة معالجة مياه الصرف الصحي المعطلة حاليًا. ويواجه المشغلون مشاكل في الوصول إلى منشآت المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية بسبب المخاوف الأمنية.

التعليم

غزة: لحقت الأضرار بمدرسة تابعة لوكالة الأونروا وبخمس مدارس أخرى على الأقل في مناطق مختلفة.