التصعيد في القدس الشرقية، وقطاع غزة وإسرائيل | تقرير موجز بالمستجدات رقم 3 حتى الساعة 5:00 مساءً، 13 أيار/مايو 2021

• لا يزال عدد الضحايا يشهد ارتفاعًا نتيجة لأخطر حالة تصعيد بين الجماعات المسلحة في غزة والقوات الإسرائيلية منذ الأعمال القتالية التي نشبت العام 2014. وتفيد المصادر العسكرية الإسرائيلية بأن العملية سوف تتواصل بقدر ما تقتضيه الضرورة. 
• في الليلة الماضية وهذا الصباح، واصلت الجماعات المسلحة الفلسطينية في غزة إطلاق رشقات من الصواريخ وقذائف الهاون باتجاه إسرائيل، بينما شنت القوات الإسرائيلية غارات جوية وعمليات قصف مكثفة في مختلف أنحاء قطاع غزة. ومنذ 10 أيار/مايو وحتى الساعة 12:00 من مساء هذا اليوم، قتل 83 فلسطينيًا في غزة وأصيب 487 آخرين بجروح، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية. وأفادت التقارير بوقوع أضرار فادحة بالمباني السكنية والتجارية والمدارس والبنية التحتية، كالطرق وشبكة الكهرباء والمنشآت المائية والأراضي الزراعية. وفي إسرائيل، قتل سبعة أشخاص حتى الآن، بمن فيهم طفلان، وأصيب 281 آخرون بجروح. 
• تواصلت الاشتباكات في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية. كما تتواصل الاضطرابات المدنية واسعة النطاق داخل إسرائيل. 
• صرّح منسق الأمم المتحدة الخاص، تور وينسلاند، في إحاطته التي قدمها لمجلس الأمن في 12 أيار/مايو، بأنه «ثمة حاجة إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف تصعيد الأوضاع ومنع نشوب حرب شاملة قد تخلف آثارًا مدمرة على الفلسطينيين والإسرائيليين وتجر تداعيات إقليمية بعيدة المدى... علينا أن نتفادى كارثة إنسانية أخرى... في غزة.»

نظرة عامة على الوضع

وفقًا للسلطات الصحية في غزة، حتى الساعة 5:00 مساءً من يوم 13 أيار/مايو، قتل 83 فلسطينيًا، من بينهم 17 طفلًا وسبع نساء، وأصيب 487 آخرون بجروح منذ بداية التصعيد في 10 أيار/مايو. ويؤكد المسؤولين الإسرائيليين أن القوات الإسرائيلية استهدفت كبار أعضاء الجماعات المسلحة الفلسطينية، وأكدت الجماعات نفسها هذه الوفيات.

ووفقًا للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أصابت الأضرار الفادحة الممتلكات المدنية الواقعة في مناطق مكتظة بالسكان في جميع أنحاء غزة، حيث دمر أكثر من 500 وحدة سكنية أو لحقت الأضرار الجسيمة بها، وأصيبت 2,100 وحدة سكنية على الأقل بأضرار طفيفة. كما أشار المكتب إلى تدمير 14 برجًا سكنيًا ومنزلًا ووقوع أضرار فادحة أو جزئية بـ23 مدرسة وبعض مراكز الرعاية الصحية بسبب القصف المكثف. وتقول السلطات الإسرائيلية إنها استهدفت أكثر من 650 موقعًا أفادت التقارير بأنها تابعة للجماعات المسلحة، بما فيها الأنفاق، ومستودعات الأسلحة، فضلًا عن منشآت الشرطة والأمن ووزارة الداخلية والبنوك. 

ولا تزال محطة تحلية مياه البحر في شمال غزة متوقفة عن العمل لليوم الثالث على التوالي، مما يلحق الضرر بنحو 250,000 شخص. ويعاني 150,000 شخص آخر من محدودية إمكانية الحصول على المياه المنقولة بالأنابيب بسبب تزايد حالات انقطاع الكهرباء. وبالنظر إلى احتياطيات الوقود المحدودة، لا تزال محطة توليد الكهرباء تشغل توربينين من أصل أربعة توربينات، مما أدى إلى تثبيت قطع إمدادات الكهرباء لمدة 8-12 ساعة يوميًا. 

وتفرض حالة انعدام الأمن الراهنة قيودًا كبيرة على تقديم الخدمات الأساسية، بما يشمل الاستجابة المتواصلة لجائحة كورونا، حيث شهد عدد الفحوصات تقليصًا هائلًا، ولا يملك الناس القدرة على الوصول إلى منشآت العلاج والتطعيم بأمان.

ومند 10 أيار/مايو، لا تزال السلطات الإسرائيلية تغلق معبري إيريز حتى أمام العاملين في المجال الإنساني والمساعدات، ومعبر كرم أبو سالم أمام عبور البضائع. وما زالت جميع أعمال الصيد محظورة قبالة ساحل غزة. ومعبر رفح وبوابة صلاح الدين مع مصر مغلقان بسبب عطلة عيد الفطر. 

ووفقًا للمصادر الإسرائيلية، أطلقت الجماعات المسلحة الفلسطينية في غزة 1,500 صاروخ وقذيفة هاون باتجاه إسرائيل منذ 10 أيار/مايو، وسقط عدد كبير منها داخل غزة، مما يوحي بأنه من الممكن أن الضحايا والأضرار في غزة نجمت عن نيران فلسطينية. وفي إسرائيل، تسببت الصواريخ الفلسطينية في مقتل ستة مدنيين، من بينهم ثلاث نساء وفتاة وفتى، وأصيب المئات بجروح. وقتل جندي إسرائيلي في 12 أيار/مايو قرب السياج الحدودي بفعل صاروخ مضاد للدروع أطلق من غزة.

كما تواصلت الاشتباكات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية في مختلف أنحاء الضفة الغربية. وفي القدس الشرقية، اندلعت الاشتباكات في جبل الزيتون والعيساوية وجبل المكبر ومنطقة باب العامود في البلدة القديمة وغيرها من المناطق. وواصل الفلسطينيون الاحتجاج في حي الشيخ جراح تضامنًا مع الأسر التي تواجه الإخلاء، واستخدمت القوات الإسرائيلية الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت والمياه «النتنة» ضد الفلسطينيين. 

وفي مناطق أخرى بالضفة الغربية، أشارت التقارير إلى اندلاع الاشتباكات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية في محافظات الخليل وبيت لحم وقلقيلية ونابلس في مساء 12 أيار/مايو. كما واصل المستوطنون الإسرائيليون شن هجماتهم وإلقاء الحجارة في مواقع مختلفة بالضفة الغربية والقدس الشرقية. وقتل فلسطيني وأطلقت النار على آخر وأصيب بجروح عندما حاول مهاجمة جنود إسرائيليين، كما زعم، وأصيب جنديان في إحدى الهجمات. وفي الإجمال، قتل ثلاثة فلسطينيين وأصيب 1,682 آخرين في الضفة الغربية منذ 10 أيار/مايو. 

كما تواصلت الاضطرابات المدنية، ولا سيما في كبرى المدن بإسرائيل. وأسفرت هذه الاضطرابات عن حالة وفاة والعديد من الإصابات وأضرار لحقت بالممتلكات. ونشرت السلطات شرطة حرس الحدود لاحتواء العنف الطائفي وفرضت منع التجول الليلي على بؤرة التوتر في مدينة اللد المختلطة. وأفادت التقارير باعتقال نحو 374 شخصًا عقب العنف الواسع النطاق في 12 أيار/مايو.

القانون الدولي

صرّح منسق الأمم المتحدة الخاص، تور وينسلاند، في إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن في 12 أيار/مايو، «إن ما تقوم به حماس والمسلحون الآخرون من إطلاق عشوائي للصواريخ والقذائف من أحياء مدنية مكتظة بالسكان باتجاه المراكز السكانية المدنية في إسرائيل يخالف القانون الدولي الإنساني، وغير مقبول ويجب أن يتوقف فورًا. وفي حين ندرك المخاوف الأمنية المشروعة لدى إسرائيل، يتعين على السلطات الإسرائيلية أن تلتزم بمسؤولياتها بموجب القانون الدولي وعلى القوات الأمنية أن تمارس أعلى درجات ضبط النفس وأن تضبط استخدامها للقوة لتحييد المدنيين والأعيان المدنية أثناء سير العمليات العسكرية.»

كما أكد وينسلاند أنه «ليس ثمة ما يبرر قتل المدنيين في أي مكان. إنني أشعر بالفزع بشكل خاص لأن الأطفال ما زالوا يقعون ضحايا للعنف. ويجب منحهم حماية خاصة من أي شكل من أشكال العنف.»

الاستجابة الإنسانية والاحتياجات المتواصلة

الحماية

الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية: تعمل المنظمات الشريكة في المجموعة على رصد الانتهاكات المشتبه فيها وتقديم خدمات المساعدة القانونية وحماية الطفولة وخدمات الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي. 

غزة: تواصل المجموعة تقييم أثر حالة التصعيد على الفئات الضعيفة وتستشرف الحاجة إلى توسيع نطاق خدمات الصحة العقلية. ولا تزال جميع المؤسسات الحكومية مغلقة، بما فيها مؤسسة بيت الأمان لرعاية النساء المعنفات، ومؤسسة الربيع لرعاية الأحداث ومركز احتجاز النساء. وتواصل دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام تثقيف الناس حول المخاطر المرتبطة بمخلَّفات الحرب المتفجرة من أجل تقليص الإصابات الثانوية عندما يشرعون في إزالة الأنقاض. وتلاحظ المنظمات الشريكة حاجة متزايدة إلى خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي والخدمات الصحية. وتشير التقارير إلى أن العديد من الأشخاص يعانون من الخوف والهلع.

الصحة

الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية: تواصل جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية وجمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية وشبكة مستشفيات القدس الشرقية تقديم الإسعاف الأولي والعلاج للمصابين. وترد التقارير بشأن حالات جديدة من الاعتداءات الجسدية والمضايقات ومنع العاملين في المجال الصحي والمسعفين وسيارات الإسعاف من الوصول. 

غزة: يرزح النظام الصحي، المرهق أصلًا من جائحة كورونا الطويلة الأمد، تحت عبء ثقيل. وقد عممت السلطات الصحية قوائم بالمواد الطبية المطلوبة لدعم الاستجابة لحالة الطوارئ. ولا يزال انقطاع الكهرباء يؤثر على بعض منشآت الرعاية الصحية.

المأوى

غزة: عممت وزارة التنمية الاجتماعية قائمة شملت 500 أسرة مهجرة و500 أسرة أخرى متضررة وباتت الآن في حاجة إلى مستلزمات الأسرة وإعانات الإيجار. وتقدم المنظمات الشريكة في المجموعة المواد غير الغذائية والدعم النقدي للأسر المهجرة.

المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية

غزة: أوقفت محطة تحلية مياه البحر في شمال غزة عملها بسبب الخطر الذي يتعرض له عمالها والضرر الذي أصاب أحد خطوط إمدادات الكهرباء فيها، مما أثر على حصول نحو 250,000 شخص على مياه الشرب. ولا يملك 160,000 شخص من سكان مدينة غزة سوى قدرة محدودة على الحصول على المياه المنقولة بالأنابيب بسبب تزايد انقطاع الكهرباء. وما زال نقص إمدادات الكهرباء يؤثر على منشآت المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في مدينة غزة، بما فيها الآبار وخزانات المياه ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي. ولحقت الأضرار بأنابيب المياه في مدينة غزة ومنطقتي تل الهوى والمنطار، ويعمل مقدمو الخدمات على إصلاح الأضرار، ولكن ثمة حاجة إلى المزيد من الطواقم ومعدات الصيانة وأدواتها. ولا يزال المشغلون غير قادرين على الوصول إلى بعض منشآت المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية بأمان.

التعليم

الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية: أغلقت المدارس في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، بسبب عطلة عيد الفطر بين 11 و15 أيار/مايو. وإذا شهد الوضع المزيد من التدهور، فقد لا يعاد فتح المدارس. وفي الأيام المقبلة، سوف توسع المنظمات الشريكة في المجموعة نطاق خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي ورصد الانتهاكات التي تمس التعليم.

غزة: لحقت الأضرار بثماني مدارس ومؤسسة واحدة من مؤسسات التعليم العالي حتى الآن. وتعمل المنظمات الشريكة على توسيع نطاق دعم التعليم عن بعد، وتقديم خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي عن بعد، وتقديم لوازم التعليم في حالة الطوارئ للأطفال الذين فقدوا منازلهم، وسوف تباشر حشد الموارد لإعادة تأهيل المنشآت التعليمية المتضررة.

الأمن الغذائي

غزة: يواصل برنامج الغذاء العالمي رصد أسعار البضائع وتوفرها في الأسواق. وتشير التقارير إلى أن مخزون المواد الغذائية الأساسية يكفي لمدة شهرين، ولكن إغلاق معبر كرم أبو سالم قد يؤدي إلى نقص العلف في السوق المحلي، حيث يتوفر مخزون لأسبوع واحد فقط. والأسواق والمحال التجارية مغلقة، وأفادت التقارير بأن محالًا متعددة أصابتها الأضرار، بما فيها بعض المحال التي أبرمت معها عقود لاستقبال القسائم الإلكترونية من برنامج الغذاء العالمي. وعممت وزارة التنمية الاجتماعية قائمة ضمت 500 أسرة مهجرة و500 أسرة متضررة أخرى وباتت الآن في حاجة إلى السلال الغذائية والإعانات النقدية. وبرنامج الغذاء العالمي مستعد لتقديم قسائم تستخدم لمرة واحدة لـ160,000 أسرة متضررة وتقديم طرود المساعدات الغذائية العينية للمهجرين.