قصة نجاح سجلها الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة
غدت لين الآن فتاة تنعم بالصحة والنشاط بفضل والديها واسعيْ الحيلة وبعض الدعم الإنساني الذي قُدِّم في الوقت المناسب.
شُخصت حالة لين، وهي في الثالثة من عمرها، بأنها تعاني من سوء التغذية الحاد. وهذه الحالة شائعة إلى حد ما في الأرض الفلسطينية المحتلة، وخاصة في غزة التي تعيش فيها. وعادةً ما يجري تحديد الأطفال على أنهم أكثر عرضة من الآخرين لسوء التغذية، الذي يفرض تحديات جسيمة أمام الصحة والرفاه.
وعلى الرغم من أن غزة ترزح تحت الحصار الإسرائيلي، فالمواد الغذائية متوفرة في الأسواق، ولكن لا يستطيع الكثيرون تحمّل تكلفتها. ففرص العمل في هذا الجيب المحاصر محدودة، وخاصة أمام النساء. ولم تتمكن إسلام، والدة لين، من العثور على فرصة عمل. ووالد لين، محمد، هو المعيل الوحيد للأسرة، حيث يعمل عامل نظافة في وظيفة جزئية، ويكافح في سبيل إعالة إسلام ولين وشقيقتيها. أخبرنا محمد: «لم تتناول أسرتي الفواكه والخضار منذ وقت طويل. ولا أتذكر آخر مرة تناولت فيها بناتي وجبة مغذية. وتكون ثلاجتنا فارغة على مدى أيام عديدة، وتظل بناتي جائعات طيلة اليوم.»
ومنزل الأسرة صغير. وهو مبني من الطوب الذي لا يغطيه شيء ومسقوف بصفائح الحديد. وعندما تصاعدت الأعمال القتالية في أيار/مايو 2021، لحقت الأضرار بهذا المأوى الهش وأصابت الصدمة الأسرة كلها. وشهد حالها المزيد من السوء وصارت البنات يفتقرن إلى وجبات الطعام. وكلما تدهور وضع لين الطبي، زاد همّ والديها. وكانا يرزحان تحت أعباء الديون لتغطية المصاريف الطبية، التي لم يستطيعا تحمّل تكلفتها.
وتمكنت إسلام ومحمد، أخيرًا، من تحسين وضع أسرتهما بفضل المساعدة التي قدمتها منظمة خدمات الإغاثة الكاثوليكية، بدعم من الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة. وكانا من بين 1,067 شخصًا جرى تحديدهم على أنهم مؤهلون لتلقي المساعدات النقدية على مدى شهرين، والتي سمحت لهم بالوفاء بالاحتياجات الأساسية عقب القتال المسلح المدمِّر. وتلقت كل أسرة مبلغًا قدره 645 شيكلًا (ما يعادل 200 دولار) في الشهر.
ويستذكر محمد: «غمرتنا الفرحة عندما تلقينا الرسالة التي تؤكد أننا مؤهلون. وبدأتُ أنا وزوجتي نفكر فيما سنشتريه. كان ينبغي أن نحدد أولوياتنا بعناية.» وبالفعل، أتاح تقديم النقود في الوقت المناسب، على خلاف أشكال المساعدات الأخرى، للأسر أن تضع خططها بناءً على احتياجاتها المتنوعة.
وللمرة الأولى منذ شهور عديدة، أحضر محمد السمك والمواد الغذائية المتنوعة والمغذية لأسرته. واستطاع هو وإسلام أخيرًا أن يغطيا المصاريف الطبية للين، التي تعافت من حالتها بعد ذلك بوقت وجيز. ويختتم محمد بقوله: «ما يسعدني أكثر من أي شيء آخر أن أرى لين وهي تركض وتلعب مع قريناتها دون أي مخاوف على صحتها.»