(نيويورك، 12 حزيران/يونيو 2024) في الوقت الذي تجتمع فيه مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في إيطاليا غدًا، تستعر الصراعات في السودان وغزة وغيرها من المناطق خارج نطاق السيطرة. إذ تدفع الحرب الملايين من السكان إلى حافة المجاعة. ولا يحول دون إعلان المجاعات سوى الجوانب الفنية فقط، حيث يموت الكثير بالفعل من الجوع.
إن المجاعة في القرن الحادي والعشرين آفة يُمكن تفاديها. وبإمكان قادة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى أن يمارسوا نفوذهم للمساعدة في وقفها، بل ويجب عليهم القيام بذلك. إن انتظار الإعلان الرسمي عن وقوع المجاعة قبل اتخاذ أي إجراء سيكون بمثابة حكم بالإعدام على مئات الآلاف من الأشخاص وسيشكل انتهاكًا للمبادئ الأخلاقية.
فالصراع يؤجج الجوع في العديد من أرجاء العالم - من مالي إلى ميانمار - ولكن ما من مكان آخر يكون فيه الخيار بين التقاعس عن العمل والتجاهل واضحًا للغاية كما هو الحال في غزة والسودان.
من المتوقع أن يواجه نصف سكان قطاع غزة، البالغ تعدادهم ما يزيد عن مليون نسمة، الموت والمجاعة بحلول منتصف شهر تموز/يوليو.
وفي السودان، يقف ما لا يقل عن خمسة ملايين شخص على حافة المجاعة. كما تواجه التجمعات السكانية الواقعة في أكثر من 40 بؤرة جوع ساخنة خطر التعرض للمجاعة في الشهر المقبل، ومن بينها مناطق مزقتها الحرب في الجزيرة ودارفور والخرطوم وكردفان.
ويحول القتال الضاري والقيود غير المقبولة والتمويل الضئيل في كل من غزة والسودان دون تقديم العاملين في المجال الإنساني الغذاء والماء والبذور والرعاية الصحية وغيرها من المساعدات المنقذة للحياة على نطاق كافٍ لمنع المجاعة الجماعية. ولا بد أن يتغير هذا الوضع، فلا يمكننا تحمل أي خسارة ولو لدقيقة واحدة.
وعلى الرغم من أننا سنواصل الالتزام بدورنا في إنقاذ الأرواح حيثما أمكننا ذلك، إلا أن المساعدات الإنسانية في نهاية المطاف لا تمثل الحل للصراعات التي تسلب ملايين الأشخاص الحياة التي يستحقونها.
ويتعين على الدول الأعضاء في مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى أن تسخّر نفوذها السياسي ومواردها المالية على الفور حتى تتمكن منظمات تقديم المساعدات من الوصول إلى جميع المحتاجين. كما يجب علينا أن ننقل كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية عبر الحدود وخطوط القتال اليوم، وأن نحشد تمويلاً كبيرًا لمواصلة تقديم الاستجابة غدًا.
ولكن قبل أي شيء آخر، يجب على العالم أن يتوقف عن تغذية آليات الحرب التي تجوّع المدنيين في غزة والسودان. لقد حان الوقت عوضًا عن ذلك لإيلاء الأولوية للدبلوماسية التي من شأنها أن تعيد للناس مستقبلهم. وغدًا ستكون مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى على رأس هذه الجهود.