فلسطينيون يفرّون من خانيونس على عربات تجرها الحمير بحثًا عن الأمان في مدينة رفح في الجنوب. تصوير منظمة الصحة العالمية
الأعمال القتالية في قطاع غزة وإسرائيل | تقرير موجز بالمستجدّات رقم 114
النقاط الرئيسية
تشير التقارير إلى تواصل عمليات القصف الإسرائيلي الكثيف من البرّ والبحر والجو في معظم أنحاء قطاع غزة، مما أسفر عن سقوط المزيد من الضحايا بين المدنيين وتهجير عدد أكبر منهم وتدمير البنية التحتية المدنية. وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في تصريحات أدلى بها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 7 شباط/فبراير، من أن امتداد نطاق الأعمال القتالية نحو رفح، حيث لجأ مئات الآلاف من الفلسطينيين، «سيزيد من تفاقم الوضع على نحو هائل، والذي هو أصلاً كابوس إنساني، مع تداعيات إقليمية لا تحصى.»
بين ساعات ما بعد الظهر من يومي 7 و8 شباط/فبراير، أفادت وزارة الصحة في غزة بأن 130 فلسطينيًا قُتلوا وأن 170 آخرين أُصيبوا بجروح. وبين يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 والساعة 12:00 من يوم 8 شباط/فبراير 2024، قُتل ما لا يقل عن 27,840 فلسطينيًا وأُصيب 67,317 آخرين في غزة وفقًا لوزارة الصحة.
بين ساعات المساء من يومي 7 و8 شباط/فبراير، لم ترد تقارير تفيد بمقتل جنود إسرائيليين في غزة. ووفقًا للجيش الإسرائيلي، قُتل 225 جنديًا وأُصيب 1,314 آخرين في غزة منذ بداية العملية البرّية وحتى يوم 8 شباط/فبراير.
يتزايد خطر المجاعة في غزة يومًا بعد يوم، ولا سيما بالنسبة لمئات الآلاف من الأشخاص في شمال غزة الذين انقطعت عنهم المساعدات بشكل كبير. وتم تحديدهم من خلال تقييمات الأمن الغذائي بأن لديهم أكثر الاحتياجات إلحاحًا. وأفادت التقارير بأن العديد من هؤلاء يطحنون العلف لصنع الدقيق. ومنذ بداية الأزمة، سلم برنامج الأغذية العالمي ما مجموعه 1,940 شاحنة (19 بالمائة من جميع شاحنات المساعدات) محمّلة بما يزيد عن 32,413 طنًا متريًا من الإمدادات الغذائية المنقذة للحياة. وكانت آخر مرة تمكنت فيها الأونروا من تنفيذ عملية توزيع للمواد الغذائية في شمال وادي غزة في 23 كانون الثاني/يناير. وبين 1 كانون الثاني/يناير و8 شباط/فبراير، يسرّت السلطات الإسرائيلية سبع بعثات من أصل 28 بعثة كانت مقرّرة لإيصال المواد الغذائية إلى المنطقة الواقعة إلى الشمال من وادي غزة، على حين يسرّت بعثة جزئيًا، وأعيقت ثماني بعثات، ورفضت وصول سبع بعثات، وأجّلت خمس بعثات بسبب القيود العملياتية الداخلية.
لا يزال وضع الرعاية الصحية في غزة محفوفًا بمخاطر بالغة وسط تواصل عمليات القصف والأعمال القتالية، ونقص الإمدادات والطواقم الطبية، والقيود المفروضة على الوصول، وتدهور الظروف الصحية على نحو سريع. وفي 8 شباط/فبراير، أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بمقتل أحد المسعفين وإصابة شخصين خلال بعثة إنسانية كانت منسقة لإجلاء العديد من المصابين والحالات الإنسانية من مدينة غزة. ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، قُتل 12 موظفًا ومتطوعًا من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أثناء تأدية عملهم الإنساني، وفقًا لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني. ومع ذلك، في كانون الثاني/يناير، كان وصول البعثات لدعم المستشفيات والمنشآت الحيوية التي تقدم خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية إلى المناطق الواقعة شمال وادي غزة من بين معظم تلك البعثات التي رفضتها السلطات الإسرائيلية. وحتى 7 شباط/فبراير، لا يزاول أي مستشفى من المستشفيات في غزة عمله بصورة كاملة، في حين أن 36 بالمائة من المستشفيات تعمل بصورة جزئية فقط، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. وأفادت الأونروا بأنه لا تزاول سوى أربعة منشآت صحية من أصل 22 منشأة تابعة للأونروا عملها بسبب تواصل عمليات القصف والقيود المفروضة على الوصول.
لا يزال القتال العنيف في خانيونس، ولا سيما بالقرب من مستشفيي ناصر والأمل، يعرّض سلامة أفراد الطواقم الطبية والمصابين والمرضى والمُهجّرين للخطر، مما يدفع آلاف الأشخاص إلى الفرار إلى رفح. وفي 8 شباط/فبراير، أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بتواصل عمليات القصف وإطلاق النار الكثيف في محيط مستشفى الأمل، والتي أشارت التقارير إلى أنها محاصرة منذ 17 يومًا. وفي 8 شباط/فبراير، أفادت وزارة الصحة في غزة بأن 300 فردًا من الطواقم الطبية و450 مصابًا و10,000 مُهجّر في مستشفى ناصر يتعرضون لكارثة صحية وإنسانية جراء النقص الحاد في الوقود وأدوية التخدير، فضلًا عن العناية المركزة والمستلزمات الجراحية. كما أفادت وزارة الصحة بأن الجيش الإسرائيلي منع حركة سيارات الإسعاف والتخلص من النفايات الطبية وغير الطبية، ومنع وصول المصابين والمرضى إلى مستشفى ناصر. ولا تزال الادعاءات بإطلاق نيران القناصة في محيط مستشفى ناصر مستمرة. وفي 8 شباط/فبراير، أفادت التقارير بأنه تم إطلاق النار على ممرضة بينما كانت داخل غرفة العمليات في مستشفى ناصر، مما أدى الى إصابتها بجروح خطيرة. كما أشارت التقارير إلى أنه تم إطلاق النار على فلسطينييْن وقتلهم في محيط المستشفى. وفي 7 شباط/فبراير، أفادت التقارير بأنه تم إطلاق النار على امرأة فلسطينية وقتلها، وزعم أنها كانت تجلب المياه من مستشفى ناصر.
لا يزال المُهجرون في شتى أرجاء غزة يواجهون تدهورًا سريعًا في الظروف الإنسانية وسط النقص الحاد في المأوى والوقود والمياه النظيفة والغذاء والدواء. ووفقًا لتقديرات الأونروا، بات نحو 75 بالمائة من سكان غزة (1.7 مليون من أصل 2.3 مليون نسمة)، ومعظمهم في محافظة رفح، مُهجّرين حتى 5 شباط/فبراير. وفي 8 شباط/فبراير، حذّر المجلس النرويجي للاجئين من أن المزيد من التدهور في الظروف الإنسانية في رفح «سيكون كارثيًا مع استمرار المرض والمجاعة الموجودين بالفعل بين السكان المُهجرين،» ومن الممكن أن يفضي ذلك إلى «انهيار الاستجابة الإنسانية.» وتظهر نتائج تقييم أجراه المجلس النرويجي للاجئين لتسعة مراكز إيواء تستضيف 27,400 مدني في رفح أن «الناس يفتقرون إلى مياه الشرب والحمامات ومستلزمات النظافة الشخصية،» كما وأنه في كل موقع تم تقييمه وجدت «حالات من التهاب الكبد الفيروسي (أ) والتهاب المعدة والأمعاء والإسهال والجدري والقمل والإنفلونزا.» وفي 7 شباط/فبراير، شدد المنسق الإنساني المؤقت للأرض الفلسطينية المحتلة، جيمس مكغولدريك، على أنه ثمة حاجة ماسة إلى الوقود والمولدات وقطع الغيار لتعزيز وصول الناس إلى المياه النظيفة، مشيرًا إلى أن محطة تحلية المياه في جنوب غزة لا تعمل إلا بنسبة 14 أو 15 بالمائة من طاقتها.
الأعمال القتالية والضحايا (قطاع غزة)
كانت الأحداث التالية من بين أكثر الأحداث الدموية التي نقلتها التقارير في يومي 7 و8 شباط/فبراير:
عند نحو الساعة 13:00 من يوم 7 شباط/فبراير، أفادت التقارير بمقتل ما لا يقل عن 13 فلسطينيًا وإصابة آخرين عندما قُصفت شاحنة لتوزيع المياه في شارع الثلاثيني في مدينة غزة بينما كان الناس يتجمعون لملء براميل المياه، حسبما أفادت التقارير.
في 7 شباط/فبراير، أفادت التقارير بوقوع عدد من الضحايا عندما قُصفت مجموعة من الأشخاص زعم أنهم كانوا ينتظرون شاحنات المساعدات الإنسانية عند دوار الكويت غرب مدينة غزة. وأفادت التقارير بأن هذا هو الحدث السادس على الأقل الذي انطوى على وقوع ضحايا في صفوف الأشخاص الذين ينتظرون المساعدات الإنسانية في مدينة غزة.
عند نحو منتصف الليل من يوم 7 شباط/فبراير، أفادت التقارير بمقتل صحفي وابنه وإصابة عشرات آخرون، عندما قُصف منزل في دير البلح.
عند نحو منتصف الليل من يوم 8 شباط/فبراير، أفادت التقارير بمقتل 14 فلسطينيًا، من بينهم خمسة أطفال، وإصابة العشرات عندما قُصف منزلان في منطقة تل السلطان وحي السعودي، وكلاهما غرب رفح.
الأعمال القتالية والضحايا (إسرائيل)
قُتل أكثر من 1,200 إسرائيلي وأجنبي في إسرائيل، من بينهم 36 طفلًا، وفقًا للسلطات الإسرائيلية. وقد قُتلت الغالبية العظمى من هؤلاء في 7 تشرين الأول/أكتوبر وفي أعقابه مباشرة.
حتى يوم 7 شباط/فبراير 2024، تقدّر السلطات الإسرائيلية بأن نحو 136 إسرائيليًا وأجنبيًا ما زالوا في عداد الأسرى في غزة. ويشمل هؤلاء الموتى الذين لا تزال جثثهم محتجزة. وخلال فترة الهدنة الإنسانية (24-30 تشرين الثاني/نوفمبر)، أُطلق سراح 86 إسرائيليًا و24 أجنبيًا.
آخر المستجدات في الضفة الغربية
في 8 شباط/فبراير، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على رجل فلسطيني وقتلته عند حاجز إسرائيلي بالقرب من قرية دير شرف في نابلس، أثناء تبادل لإطلاق النار، حسبما أفادت التقارير. وأصيب رجل فلسطيني آخر أثناء الحدث بينما كان في سيارته، وتم إغلاق الحاجز في كلا الاتجاهين لمدة ساعتين. وفي 8 شباط/فبراير، توفي رجل فلسطيني متأثرًا بالجروح التي أصيب بها خلال عملية تفتيش واعتقال إسرائيلية في قرية كفر عين في رام الله في 22 كانون الثاني/يناير 2024. وبين 1 كانون الثاني/يناير و8 شباط/فبراير 2024، قُتل 70 فلسطينيًا، من بينهم 15 طفلًا، وقد قُتل معظم هؤلاء على يد القوات الإسرائيلية.
في 8 شباط/فبراير، أعلن نادي الأسير الفلسطيني عن وفاة أسير فلسطيني يبلغ من العمر 21 عامًا من قرية الظاهرية (الخليل)، كان رهن الاعتقال الإداري منذ أيار/مايو 2022 في سجن عوفر الإسرائيلي بالقرب من رام الله. ولا تزال ظروف وفاته غير واضحة. ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، توفي سبعة أسرى فلسطينيين أثناء احتجازهم لدى إسرائيل في ظروف غامضة.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى يوم 8 شباط/فبراير 2024، قُتل 383 فلسطينيًا، من بينهم 96 طفلًا، وأصيب 4,433 فلسطينيًا، من بينهم 671 طفلًا، في أحداث مرتبطة بالنزاع في شتّى أرجاء الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وإسرائيل. وخلال الفترة ذاتها، قُتل عشرة إسرائيليين، من بينهم أربعة من أفراد قوات الأمن، وأصيب 73 اخرين في أحداث مرتبطة بالنزاع في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وإسرائيل.
في 7 شباط/فبراير، ألقى المستوطنون الإسرائيليون الحجارة على سيارات يقودها فلسطينيون بالقرب من قرية بزاريا في نابلس، على الطريق الرئيسي الذي يربط بين محافظات نابلس وطولكرم وجنين، احتجاجًا على فتح الطريق، حسبما أفادت التقارير. وفي 7 شباط/فبراير، أعيد فتح الطريق الذي كان مغلقًا منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، ولكنه أغلق مرة أخرى في أعقاب الحدث المرتبط بإلقاء الحجارة. وفي 8 شباط/فبراير، اقتحم مستوطنون إسرائيليون قرية حوارة في نابلس، وألقوا مواد حارقة على منزل يملكه فلسطينيون، وأتلفوا مركبة. وفي وقت لاحق، تمكن سكان القرية من إجبار المستوطنين على الخروج من القرية وإخماد الحريق.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى 8 شباط/فبراير 2024، سجّل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية 514 هجمة شنّها المستوطنون الإسرائيليون على الفلسطينيين وأسفرت عن سقوط ضحايا (49 حادثًة) أو إلحاق أضرار بالممتلكات (407 حادثة) أو سقوط ضحايا وإلحاق أضرار بالممتلكات معًا (58 حادثًة). وقد مثّل شهر تشرين الأول/أكتوبر وشهر تشرين الثاني/نوفمبر من بعده، ذروة هذه الأحداث، ثم عاد الاتجاه إلى المستويات التي كان عليها قبل تشرين الأول/أكتوبر. وفي الإجمال، وثق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في العام 2023، 1,264 هجمة شنّها المستوطنون على الفلسطينيين في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. وهذا هو أعلى عدد من هجمات المستوطنين على الفلسطينيين في أي سنة من السنوات منذ أن باشر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عمله على تسجيل هذه الأحداث في العام 2006.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى يوم 8 شباط/فبراير 2024، هُجّر 508 فلسطينيين، من بينهم 248 طفلًا، في أعقاب هدم منازلهم بحجة افتقارها إلى الرخص التي تصدرها السلطات الإسرائيلية ويكاد يكون الحصول عليها من ضرب المستحيل في المنطقة (ج) والقدس الشرقية.
في 8 شباط/فبراير، هدمت السلطات الإسرائيلية على أساس عقابي شقة في بناية تتألف من أربعة طوابق في مدينة الخليل، مما أدى إلى تهجير سبعة أشخاص، من بينهم طفلان. وتعود ملكية المسكن لأسرة أحد الفلسطينيين الثلاثة الذين جرى إطلاق النار عليهم وقتلهم أثناء تنفيذهم هجوما بإطلاق النار على القوات الإسرائيلية على حاجز بيت جالا بالقرب من بيت لحم في 16 تشرين الثاني/نوفمبر. ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى يوم 8 شباط/فبراير 2024، هدمت القوات الإسرائيلية 23 منزلًا يملكه الفلسطينيون على أساس عقابي، مما أسفر عن تهجير 112 فلسطينيًا، من بينهم 47 طفلًا.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى 8 شباط/فبراير 2024، هُجّر 775 فلسطينيًا، بمن فيهم 322 طفلًا، بعد تدمير 123 منزلًا في أثناء عمليات نفذتها القوات الإسرائيلية في شتّى أرجاء الضفة الغربية. وأشارت التقارير إلى أن مخيمات جنين ونور شمس وطولكرم للاجئين شهدت نحو 95 بالمائة من حالات التهجير.
التمويل
حتى يوم 8 شباط/فبراير، صرفت الدول الأعضاء 886.8 مليون دولار لصالح النداء العاجل المحدَّث الذي أطلقته الأمم المتحدة وشركاؤها لتنفيذ خطة الاستجابة التي وضعوها من أجل دعم 2.2 مليون شخص في قطاع غزة و500,000 آخرين في الضفة الغربية. ويشكل هذا المبلغ نحو 72 بالمائة من المبلغ المطلوب وقدره 1.2 مليار دولار.
تجمع التبرّعات الخاصة من خلال الصندوق الإنساني. وقد تبرّعت مؤسسة خاصة من أستراليا بمبلغ قدره 2.2 مليون دولار. وصرف الصندوق الإنساني نحو 55 مليون دولار منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر.