فتاة عمرها عامان يجري قياس محيط منتصف الجزء العلوي من عضدها. ويقل محيط عضدها عن 10، وهو ما يشير إلى حالة سوء التغذية الحاد الوخيم وانخفاض كبير في الوزن وضمور في العضلات. تصوير اليونيسف/إياد البابا.
الأعمال القتالية في قطاع غزة وإسرائيل | تقرير موجز بالمستجدّات رقم 123
النقاط الرئيسية
تشير التقارير إلى تواصل عمليات القصف الإسرائيلي الكثيف من البرّ والبحر والجو في معظم أنحاء قطاع غزة، مما أسفر عن سقوط المزيد من الضحايا بين المدنيين ونزوح عدد أكبر منهم وتدمير البنية التحتية المدنية. كما أفادت التقارير باستمرار العمليات البرّية والقتال الضاري بين القوات الإسرائيلية والجماعات المسلّحة الفلسطينية، وخاصة في جنوب مدينة غزة ومنطقة المواصي شمال غرب خانيونس، حيث يوجد عشرات الآلاف من النازحين حاليًا.
بين ساعات ما بعد الظهر من يومي 20 و21 شباط/فبراير، أشارت وزارة الصحة في غزة إلى مقتل 118 فلسطينيًا وإصابة 163 آخرين بجروح. وبين يومي 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وظهر يوم 21 شباط/فبراير 2024، قُتل ما لا يقل عن 29,313 فلسطينيًا وأُصيب 69,333 آخرين في غزة، وفقًا لوزارة الصحة في غزة. وليس ثمة أرقام متاحة عن عدد من يحتجزهم الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة.
بين ساعات ما بعد الظهر من يومي 20 و21 شباط/فبراير، أشارت التقارير إلى مقتل جندي إسرائيلي في غزة. ووفقًا للجيش الإسرائيلي، قُتل 235 جنديًا وأُصيب 1,395 آخرين في غزة منذ بداية العملية البرّية حتى يوم 21 شباط/فبراير. كما قُتل أكثر من 1,200 إسرائيلي وأجنبي في إسرائيل وفقًا للسلطات الإسرائيلية. وقد قُتلت الغالبية العظمى من هؤلاء في 7 تشرين الأول/أكتوبر. وحتى يوم 21 شباط/فبراير، تقدّر السلطات الإسرائيلية بأن نحو 134 إسرائيليًا وأجنبيًا ما زالوا في عداد الأسرى في غزة. ويشمل هؤلاء الموتى الذين لا تزال جثامينهم محتجزة، حسبما تشير التقارير.
تشير التقارير إلى تزايد المستويات الكارثية لانعدام الأمن الغذائي الحاد في شتّى أرجاء غزة، حيث يرد عدد متنامٍ من التقارير عن الأسر التي تكافح في سبيل إطعام أطفالها وتصاعد خطر الوفيات الناجمة عن الجوع في شمال غزة. وتشير مجموعة التغذية العالمية إلى ارتفاع حاد في سوء التغذية بين الأطفال والحوامل والمرضعات في قطاع غزة. ويُعدّ الوضع خطيرًا بوجه خاص في شمال غزة، حيث وُجد أن واحدًا من كل ستة أطفال تحت سن الثانية (15.6 في المائة)، ممن خضعوا للفحص في مراكز إيواء النازحين والمراكز الصحية في شهر كانون الثاني/يناير، يعاني من سوء التغذية الحاد، وهو ما يشير إلى تراجع الحالة التغذوية للسكان على نحو لم يسبق له مثيل على مستوى العالم في غضون ثلاثة أشهر. وفي المقابل، وُجد أن 5 في المائة من الأطفال تحت سن الثانية في رفح يعانون من سوء التغذية الحاد، وثمّة أدلة تثبت أن إمكانية الحصول على المعونات الإنسانية من شأنه أن يساعد في الحيلولة دون وقوع النتائج الأسوأ. وفضلًا عن ذلك، كان 70 في المائة من الأطفال الذين جرى فحصهم يعانون من الإسهال في الأسبوعين السابقين، وهو ما يشكل زيادة تبلغ 23 ضعفًا بالمقارنة مع خط الأساس في العام 2022. وحذّر د. مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية في منظمة الصحة العالمية، من أن «الجوع والمرض يشكلان مزيجًا فتاكًا. فالأطفال الجوعى والضعفاء والمصابون بصدمات عميقة يرجَّح أن يصابوا بالمرض، والأطفال المصابون بالأمراض، وبالإسهال بصفة خاصة، لا يستطيعون امتصاص المغذيات على نحو جيد. وهذا أمر خطير ومأساوي ويحصل أمام أعيننا.» وفي وقت سابق من هذا الشهر، سلطت منظمة أنيرا الضوء على «الأزمة الصامتة» التي تخلفها الوفيات الناجمة عن الجوع: «في الظروف المأساوية التي يسببها الجوع في غزة، ثمّة مشكلة متفاقمة: لا يجري توثيق الكثيرين ممن يقضون نحبهم جراء الأعراض المرتبطة بالجوع على وجه الدقة. فغالبًا ما تُعزى وفاتهم إلى عوامل مادية أخرى، مما يخفي الحصيلة الحقيقية لضحايا الجوع.»
حذّرت مجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية ومجموعة الصحة في الأرض الفلسطينية المحتلة في 20 شباط/فبراير من أن كارثة صحية عامة تتكشف فصولها في قطاع غزة على الرغم من التحذيرات المتكررة، وهو ما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة. ووفقًا لهذين المصدرين نفسهما، يعمل خط المياه الوحيد الشغّال في هذه الآونة والذي يورد إمدادات المياه من إسرائيل بنسبة تصل إلى 47 في المائة من طاقته القصوى، وتوقفت محطة تحلية المياه في شمال غزة عن العمل في تشرين الأول/أكتوبر، وما عاد جميع محطات تحلية المياه تزاول عملها ولا يعمل ما نسبته 83 في المائة من آبار المياه الجوفية. كما تزيد الظروف المتردية في قطاع المياه والصرف الصحي من تفاقم الحالة الصحية في غزة، حيث جرى الإبلاغ عن 300,000 حالة من التهابات الجهاز التنفسي الحادة وأكثر من 200,000 حالة من الإسهال المائي الحاد، ما يقارب نصفها من الأطفال تحت سن الخامسة، وذلك من جملة أمراض متفشية أخرى. وبناءً على ذلك، تُشدّد مجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية ومجموعة الصحة على ضرورة الكشف المبكر والفعّال عن الأمراض المعدية، وتتطلب الوقاية من حالات الوفاة التي يمكن تجنبها زيادة القدرات إلى حد كبير وإزالة العقبات التي تحول دون دخول المعونات، بما فيها الوقود، وتوزيعها، بالإضافة إلى ضمان حركة العاملين في المجالين الطبي والإنساني بحرية وأمان وتنقلهم إلى قطاع غزة وفي مختلف أنحائه، من جملة أمور أخرى.
لا تزال العمليات الإنسانية تواجه تحديات هائلة، حيث يتعرّض العاملون في مجال تقديم المعونة أنفسهم للقتل. ففي 21 شباط/فبراير، أفادت منظمة أطباء بلا حدود بأن مركز إيواء يستضيف موظفين تابعين للمنظمة وأسرهم في منطقة المواصي غرب خانيونس تعرّض للقصف. ونتيجة لذلك، قُتل على الأقل فردان ينتميان لعائلات موظفي المنظمة وأُصيب ستة آخرون بجروح، من بينهم طفلان أُصيبا بحروق. وأخلت الفرق الطبية التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني جميع المصابين إلى المستشفى الميداني الذي تقيمه الهيئة الطبية الدولية في رفح بالتنسيق مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، قُتل 160 موظفًا من موظفي الأمم المتحدة في غزة.
لا تزال الأعمال القتالية الضارية والقيود المفروضة على دخول المعونات وإيصالها وتزايد مستويات انعدام الأمن تعوق بشدة تقديم الخدمات المنقذة للحياة في شتى أرجاء غزة. ففي 20 شباط/فبراير، أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأن مستشفى الأمل في خانيونس لم يزل يتعرض لإصابات مباشرة بفعل القصف المدفعي الذي أسفر عن إلحاق أضرار فادحة بمنشآته وإلى سقوط ضحايا فيه. ويواجه المستشفى في الأصل نقصًا في احتياطيات الوقود اللازم لتوليد الكهرباء لصالح المرضى المُخطرين واقتراب الإمدادات الغذائية من النفاد منه. وفي 20 شباط/فبراير، أخلى الهلال الأحمر 21 مصابًا من مستشفى ناصر، الذي يقع في خانيونس أيضًا، إلى مستشفيين ميدانيين في رفح، وذلك بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. وفي اليومين السابقين، أخلى هؤلاء الشركاء أنفسهم 32 مريضًا في حالة حرجة من مستشفى ناصر إلى ثلاثة مستشفيات أخرى في غزة في أعقاب الحصار الذي فرضه الجيش الإسرائيلي على مجمّع المستشفى واقتحامه. ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، لا يزال نحو 110 مريضا ومصابًا وما يقدر عددهم بـ15 طبيبًا وممرضًا في المستشفى، الذي ما عاد فيه كهرباء ولا مياه جارية، وتغمر مياه الصرف الصحي بعض أقسامه وتتراكم النفايات الطبية فيه وتتحلل في داخله جثامين ثمانية مرضى توفوا في وحدة العناية المركزة بسبب نقص الأوكسجين. وحتى 21 شباط/فبراير، ثمّة 12 مستشفى تزاول عملها جزئيًا في قطاع غزة، بما فيها ستة في الشمال وستة في الجنوب، فضلًا عن ثلاثة مستشفيات ميدانية تعمل بصورة جزئية، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. وحسب وكالة الأونروا، لا يعمل الآن سوى سبعة من مراكزها الصحة البالغ عددها 23 مركزًا حتى يوم 18 شباط/فبراير.
في 20 شباط/فبراير، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أنه أوقف إيصال المعونات الغذائية إلى شمال غزة. ويعود جانب كبير من الأسباب وراء ذلك إلى انهيار النظام المدني وما يقترن به من غياب نظام فعّال للإبلاغ عن حركة قوافل المساعدات الإنسانية. وفي 21 شباط/فبراير، صرّحت مديرة البرنامج سيندي ماكين بقولها: «لقد اضطررنا إلى الإقدام على هذا الخيار المستحيل بوقف توزيع المعونات في شمال غزة. ثمة مستوى لا يصدق من اليأس الناجم عن الحاجة الإنسانية الهائلة. ينبغي ألا تقع مجاعة. ولكن إذا لم تشهد الأمور تغييرًا، فإنها سوف تقع.» وبين يومي 1 كانون الثاني/يناير و15 شباط/فبراير، يسّرت السلطات الإسرائيلية ما تقل نسبته عن 20 في المائة من البعثات (15 من أصل 77 بعثة) قرّرت المنظمات الشريكة في مجال العمل الإنساني إرسالها لتقديم المعونات وإجراء التقييمات في المناطق الواقعة إلى الشمال من وادي غزة بصورة كاملة أو جزئية، ورُفضت 51 بعثة (39 من أصل 77 بعثة). وكانت البعثات الميسّرة تنطوي أساسًا على توزيع المواد الغذائية، على حين بقي وصول البعثات المقررة لدعم المستشفيات والمنشآت الحيوية التي تقدم خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية من جملة البعثات التي رفضت الأغلبية الساحقة منها.
كانت الأحداث التالية من بين أكثر الأحداث الدموية التي نقلتها التقارير في 19 شباط/فبراير:
عند نحو الساعة 13:00 من يوم 19 شباط/فبراير، أشارت التقارير إلى مقتل خمسة فلسطينيين وإصابة آخرين عندما قُصفت مجموعة من الأشخاص غرب خانيونس.
عند نحو الساعة 20:00 من يوم 19 شباط/فبراير، قُتل ستة فلسطينيين وأُصيب آخرون عندما قُصف منزل في حيّ الزيتون شرق مدينة غزة، حسبما أفادت التقارير.
عند نحو الساعة 20:30 من يوم 19 شباط/فبراير، أفادت التقارير بمقتل أربعة فلسطينيين وإصابة آخرين عندما قُصف مربع سكني غرب النصيرات في دير البلح. وما زالت جثامين أخرى تحت الأنقاض حسبما ورد في التقارير.
آخر المستجدات في الضفة الغربية
في 20 شباط/فبراير، أطلقت وحدة متخفية تابعة للقوات الإسرائيلية النار على رجل فلسطيني وقتلته بعدما حاصرت منزلًا في مخيم جنين. وأُصيب فلسطيني آخر. وجاءت القوات والجرافات الإسرائيلية في إثر هذه الوحدة. واندلعت الاشتباكات بين الجماعات المسلّحة الفلسطينية والقوات الإسرائيلية، حيث أشارت التقارير إلى تبادل إطلاق عندما اكتشف الفلسطينيون تلك الوحدة. وتفيد المعلومات الأولية بأن مقاطع متعددة من الطرق في المخيم جرى تجريفها، مما ألحق أضرارًا فادحة بالبنية التحتية. ولحقت أضرار بالغة بمنزلين على الأقل بعدما قصفتهما طائرة مسيرة إسرائيلية. وانتهت العملية في ساعات الصباح الأولى من اليوم التالي.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى يوم 20 شباط/فبراير، قُتل 394 فلسطينيًا، من بينهم 100 طفل، وأُصيب 4,528 آخرين بجروح، بمن فيهم 702 من الأطفال، في أحداث مرتبطة بالنزاع في شتّى أرجاء الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وإسرائيل. وخلال هذه الفترة نفسها، قُتل 12 إسرائيليًا، من بينهم أربعة من أفراد القوات الأمنية، وأُصيب 80 آخرين في أحداث مرتبطة بالنزاع في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وإسرائيل.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى يوم 20 شباط/فبراير، سجّل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية 573 هجمة شنّها المستوطنون الإسرائيليون على الفلسطينيين وأسفرت عن سقوط ضحايا (51 حادثًة) أو إلحاق أضرار بالممتلكات (459 حادثًة) أو سقوط ضحايا وإلحاق أضرار بالممتلكات معًا (63 حادثًة).
أسفر هدم خمسة منازل بسبب افتقارها على الرخص التي تصدرها إسرائيل في يومي 19 و20 شباط/فبراير عن تهجير 25 فلسطينيًا، من بينهم ثمانية أطفال، في قرية الولجة (بيت لحم) ومنطقة راس العامود في القدس الشرقية. وقد هدم أحد المنزلين على يد أصحابه لتفادي دفع الغرامات التي تفرضها السلطات الإسرائيلية. ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى يوم 20 شباط/فبراير، هُجّر 551 فلسطينيًا، من بينهم 264 طفلًا، في أعقاب هدم منازلهم بحجة افتقارها إلى الرخص التي تصدرها السلطات الإسرائيلية ويكاد يكون الحصول عليها من ضرب المستحيل في المنطقة (ج) والقدس الشرقية.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، هُجّر 830 فلسطينيًا، من بينهم 337 طفلًا، بعد تدمير 131 منزلًا خلال العمليات التي نفذتها القوات الإسرائيلية في شتّى أرجاء الضفة الغربية. وتشير التقارير إلى أن مخيمات جنين ونور شمس وطولكرم للاجئين شهدت نحو 95 في المائة من حالات التهجير.
التمويل
تم تمديد النداء العاجل من أجل الأرض الفلسطينية المحتلة، الذي يطلب تقديم مبلغ قدره 1.2 مليار دولار لتلبية الاحتياجات الماسة لدى 2.7 مليون نسمة في شتّى أرجاء الأرض الفلسطينية المحتلة (2.2 مليون نسمة في قطاع غزة و500,000 آخرين في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية)، حتى نهاية آذار/مارس 2024. وحتى 19 شباط/فبراير، صرفت الدول الأعضاء ما مجموعه 901 مليون دولار لصالح النداء العاجل المحدّث (73 في المائة)، ويشمل هذا المبلغ 612 مليون دولار من المبلغ المطلوب وقدره 629 مليون دولار (97 في المائة) للفترة الواقعة بين شهري تشرين الأول/أكتوبر وكانون الأول/ديسمبر 2023، فضلا عن 289 مليون دولار من المبلغ المطلوب وقدره 600 مليون دولار (48 في المائة) للفترة الممتدة بين شهري كانون الثاني وآذار/مارس 2024. وللاطلاع على تحليل لهذا التمويل، يُرجى الاطلاع على لوحة المتابعة المالية للنداء العاجل.
يمول الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة وصندوق التمويل المركزي للاستجابة لحالات الطوارئ أكثر من 94 مشروعًا لا يزال العمل جاريًا على تنفيذها في قطاع غزة للوفاء بالاحتياجات الإنسانية العاجلة على الرغم من القيود المفروضة على دخول المعونات إلى قطاع غزة وتقديمها في داخله. وتغطي هذه التدخلات، التي يبلغ مجموعها نحو 88 مليون دولار، الاحتياجات في مجالات الأمن الغذائي والمأوى والمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية والصحة والحماية. ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، تلّقى الصندوق الإنساني ما مجموعه 88 مليون دولار من المساهمات التي قدمتها الدول الأعضاء والجهات المانحة الخاصة. وتجمع التبرعات الخاصة من خلال الصندوق الإنساني.