إخلاء طبي لـ24 مريضًا من مستشفى الأمل وسط الأعمال القتالية في خانيونس، 25 شباط/فبراير 2024. كما أكملت الأمم المتحدة وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إخلاء 72 حالة حرجة من مستشفى ناصر في خانيونس، تصوير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
الأعمال القتالية في قطاع غزة وإسرائيل | تقرير موجز بالمستجدّات رقم 126
النقاط الرئيسية
أنجزت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إخلاء 72 حالة حرجة من مستشفى ناصر في خانيونس بدعم من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ومنظمة الصحة العالمية.
أشارت التقارير إلى مقتل أحد موظفي الأمم المتحدة ومسعف متطوع لدى الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة، مما يزيد من المخاوف القائمة إزاء سلامة العاملين في المجال الإنساني وأفراد الطواقم الطبية.
يفيد صندوق الأمم المتحدة للسكان بأن المواليد الجدد يموتون في غزة لأن أمهاتهم لا يستطعن متابعة فحوصات ما قبل وما بعد الولادة، على حين تفضي عمليات القصف المستمر والفرار من أجل السلامة والتوتر إلى وضع المواليد قبل أوانهم.
يؤكد تقرير جديد صدر عن البنك الدولي أن النشاط الاقتصادي في غزة قد توقف تمامًا وأن كل واحد من سكانها سيعيش في دائرة الفقر، على المدى القصير على الأقل.
آخر المستجدّات في قطاع غزة
تشير التقارير إلى تواصل عمليات القصف الإسرائيلي الكثيف من البرّ والبحر والجو في معظم أنحاء قطاع غزة، مما أسفر عن سقوط المزيد من الضحايا بين المدنيين ونزوح عدد أكبر منهم وتدمير البنية التحتية المدنية. كما أفادت التقارير باستمرار العمليات البرّية والقتال الضاري بين القوات الإسرائيلية والجماعات المسلّحة الفلسطينية، وخاصة في خانيونس ومدينة غزة ودير البلح. وبين 23 و26 شباط/فبراير، أطلقت الجماعات المسلّحة الفلسطينية عشرات الصواريخ باتجاه إسرائيل.
بين ساعات ما بعد الظهر من يوم 23 شباط/فبراير والساعة 10:30 من يوم 26 شباط/فبراير، أشارت وزارة الصحة في غزة إلى مقتل 268 فلسطينيًا وإصابة 418 آخرين بجروح، من بينهم 90 قُتلوا و164 أُصيبوا خلال الساعات الـ24 الماضية. وبين يومي 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 والساعة 10:30 من يوم 26 شباط/فبراير 2024، قُتل ما لا يقل عن 29,782 فلسطينيًا وأُصيب 70,043 آخرين في غزة، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.
بين ساعات ما بعد الظهر من يومي 23 و26 شباط/فبراير، أفادت التقارير بمقتل ثلاثة جنود إسرائيليين في غزة. ووفقًا للجيش الإسرائيلي، قُتل 238 جنديًا وأُصيب 1,400 آخرين في غزة منذ بداية العملية البرّية حتى يوم 26 شباط/فبراير. كما قُتل أكثر من 1,200 إسرائيلي وأجنبي في إسرائيل وفقًا للسلطات الإسرائيلية. وقد قُتلت الغالبية العظمى من هؤلاء في 7 تشرين الأول/أكتوبر. وفي يوم 25 شباط/فبراير، أشارت التقارير إلى أسر جندي إسرائيلي ومقتله في 7 تشرين الأول/أكتوبر بناءً على معلومات استخباراتية جديدة، ولا يزال جثمانه محتجز في غزة. وحتى يوم 26 شباط/فبراير، تقدّر السلطات الإسرائيلية بأن نحو 134 إسرائيليًا وأجنبيًا ما زالوا في عداد الأسرى في غزة. ويشمل هؤلاء الموتى الذين لا تزال جثامينهم محتجزة، حسبما تشير التقارير.
لا تزال حماية العاملين في المجال الإنساني وأفراد الطواقم الطبية تشكل مصدر قلق بالغ وسط انتشار الأعمال القتالية والهجمات. ففي 22 شباط/فبراير، قُتل أحد موظفي الأمم المتحدة وأفراد عدة من أسرته في غارة جوية على دير البلح، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق المشاريع. كما أفادت التقارير بمقتل مسعف متطوع في مركز إسعاف تابع للهلال الأحمر الفلسطيني في رفح، وذلك عندما قُصف منزل أسرته الواقع شرقي رفح في 23 شباط/فبراير. ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، قُتل 161 من موظفي الأمم المتحدة. وبين يومي 7 تشرين الأول/أكتوبر و12 شباط/فبراير، شنّت 378 هجمة على منظومة الرعاية الصحية في شتّى أرجاء غزة، مما ألحق الأضرار بـ98 منشأة صحية و98 سيارة إسعاف، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
لا تزال التقارير ترد بشأن الهجمات التي تستهدف المدارس التي تستضيف الأشخاص النازحين أو المناطق القريبة منها، وفقًا لوكالة الأونروا. ففي 22 شباط/فبراير، قُتل شخصان على الأقل جراء إطلاق النار على البوابة الرئيسية لمدرسة في حي الأمل غرب خانيونس، حسبما أفادت التقارير. وفي 23 شباط/فبراير، فر عدة نازحون كانوا يلتمسون المأوى في مدرسة بمدينة غزة بعد أن قُصفت بقذائف المدفعية، حسبما نقلته التقارير. وحتى 24 شباط/فبراير، قُتل ما لا يقل عن 403 نازح في مراكز الإيواء التابعة للأونروا وأُصيب 1,385 آخرين على الأقل، وفقًا للأونروا.
كانت الأحداث التالية من بين أكثر الأحداث الدموية التي نقلتها التقارير بين 23 و25 شباط/فبراير:
عند نحو الساعة 10:40 من يوم 23 شباط/فبراير، أشارت التقارير إلى مقتل تسعة فلسطينيين وإصابة آخرين عندما قُصفت مجموعة من الأشخاص قرب مدرسة عسقلان شرق خانيونس.
عند نحو الساعة 19:00 من يوم 23 شباط/فبراير، قُتل 24 فلسطينيًا، من بينهم ثلاثة أطفال على الأقل، وأُصيب العشرات عندما قُصفت بناية سكنية في حي البشارة بدير البلح، حسبما أفادت التقارير.
عند نحو الساعة 3:20 من يوم 24 شباط/فبراير، قُتل ثمانية فلسطينيين وأُصيب العشرات عندما قُصفت بناية سكنية في مدينة رفح، حسبما نقلته التقارير.
عند نحو الساعة 12:30 من يوم 24 شباط/فبراير، أفادت التقارير بأن ثلاثة فلسطينيين قُتلوا وأن آخرين أُصيبوا عندما قُصف موقع في منطقة الزوايدة بدير البلح.
في 24 شباط/فبراير، أشارت التقارير إلى مقتل أربعة فلسطينيين وإصابة آخرين عندما اندلعت النيران في بناية سكنية بعد قصفها في بيت لاهيا بشمال غزة.
عند نحو الساعة 7:00 من يوم 25 شباط/فبراير، قُتل ثلاثة فلسطينيين وأُصيب آخرون عندما قُصفت بناية سكنية في حي الصبرة بمدينة غزة، حسبما ورد في التقارير.
في 23 شباط/فبراير، نفذ الهلال الأحمر الفلسطيني مهمة رابعة لإخلاء المصابين والمرضى من مستشفى ناصر في خانيونس، بدعم من منظمة الصحة العالمية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. ونُقلت هذه الحالات إلى المستشفيات في دير البلح وخانيونس ورفح، وكان من بينها مولودان جديدان فقدا والدتيهما، وفقًا للهلال الأحمر. وفي الإجمال، جرى إخلاء 72 حالة حرجة من هذا المستشفى، الذي لا يزال يكافح في سبيل مزاولة عمله في ظل انقطاع إمدادات الكهرباء والمياه الجارية وتراكم النفايات الصلبة وفيضان مياه الصرف الصحي منذ 18 شباط/فبراير. ووفقًا للسلطات الإسرائيلية، اعتقل الجيش الإسرائيلي نحو 200 شخص من المستشفى قبل انتهاء العملية. وفي 25 شباط/فبراير، حذّرت وزارة الصحة في غزة من أن الوقود بات ينفذ من المستشفيات في شمال غزة، بما فيها المستشفى الأهلي العربي. ويعمل هذا المستشفى الذي يستطيع إجراء 13 عملية جراحية في اليوم وتقديم الرعاية لـ300 مريض في عياداته الخارجية بما لا يزيد عن 30 في المائة من قدراته بسبب انقطاع إمدادات الكهرباء عنه. كما صرّحت وزارة الصحة بأن مرضى غسيل الكلى والعناية المركزة معرضون لخطر الموت نتيجة لنفاد الوقود اللازم لتشغيل المولدات وسيارات الإسعاف، فضلًا عن نقص الأدوية.
يشير صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى أنه لا يوجد سوى خمسة أسرّة لحالات الولادة في مستشفى الهلال الإماراتي للولادة في رفح، وهو أحد المستشفيات القليلة التي لم تزل تزاول عملها في غزة. وعلى الرغم من نقص الاحتياجات الأساسية من قبيل الشراشف، اضطر المستشفى إلى التعامل مع 78 حالة ولادة في ليلة واحدة. وقالت إحدى القابلات التي وردت أقوالها في التقرير إنه «بينما تلد امرأة، نستقبل حالة أخرى مع أنه ليس ثمّة سرير لها.» ويموت المواليد الجدد لأن أمهاتهم غير قادرات على متابعة فحوصات ما قبل وما بعد الولادة، على حين تفضي عمليات القصف المستمر والفرار من أجل السلامة والتوتر إلى وضع المواليد قبل أوانهم. ويفضي نقص الإمدادات والأدوية وانقطاع الكهرباء إلى وضع أربعة أو خمسة مواليد جدد في حاضنة واحدة. ويقتبس التقرير عن أحد الأطباء في المستشفى قوله: «إن معظمهم لا تكتب له النجاة.» وتتفشى الأمراض المعدية بسبب المراحيض والحمامات غير الصحية، مما يعرض الحوامل والأطفال لمخاطر بعينها. وتشير التقديرات إلى أن 5,500 امرأة سيضعن مواليدهن في غضون الشهر المقبل، دون أي إمكانية تذكر لحصولهن على المساعدة الطبية، وأكثر من 155,000 حامل ومرضع معرضات بشدة لخطر سوء التغذية. ووزع صندوق الأمم المتحدة للسكان الأدوية والمعدات الأساسية على المنشآت الصحية في شتّى أرجاء غزة، بما فيها مستشفى الهلال الإماراتي، حيثما سمح له بالوصول إليها، ولكنه يحذّر من أن «هذه المنشأة الصغيرة غير مجهزة بالقدر الذي يسمح لها بالتعامل مع كارثة بهذا المستوى.»
وفقًا لتقرير جديد صدر عن البنك الدولي، شهد الاقتصاد الفلسطيني إحدى أكبر الصدمات في التاريخ الحديث، حيث انخفض الناتج المحلي الإجمالي في غزة بنسبة تتجاوز 80 في المائة خلال الربع الرابع من سنة 2023، وتراجع بنسبة مجموعها 24 في المائة خلال السنة نفسها. وتوقفت كل أوجه النشاط الاقتصادي تقريبًا في غزة توفقًا تامًا، في ظل مؤشرات ضئيلة على حصول تحسن ملموس. فالنزوح على نطاق واسع وتدمير المنازل والأصول الثابتة والقدرات الإنتاجية، وما يقترن بها من مستويات الفقر المرتفعة والقائمة من قبل، «يعني من الناحية الواقعية أن كل فرد من أفراد سكان غزة تقريبًا سوف يعيش في دائرة الفقر على المدى القصير على الأقل.» كما شهد اقتصاد الضفة الغربية انخفاضًا نسبته 22 في المائة خلال الفترة ذاتها، بسبب مجموعة تنطوي على القيود المتزايدة التي تفرضها السلطات الإسرائيلية على التنقل والوصول والتي تعوق العمال عن الوصول إلى أماكن عملهم، وتراجع التبادل التجاري ونشاط القطاع الخاص وإلغاء تصاريح العمل التي كان يحملها حوالي 170,000 عامل فلسطيني. ويحذّر التقرير من أن الانكماش الذي يشهده الاقتصاد الفلسطيني قد يمسي أكثر حدة بكثير في حال بقيت حدة النزاع مرتفعة لفترة تتجاوز الأشهر الأولى من سنة 2024 ولم تجر إزالة القيود المفروضة على التنقل والوصول في الضفة الغربية.
آخر المستجدّات في الضفة الغربية
في 26 شباط/فبراير، توفي رجل فلسطيني متأثرًا بالجروح التي أُصيب بها في 22 شباط/فبراير بفعل صاروخ أطلقته طائرة مسيرة واستهدف مركبة كانت تسير في مخيم جنين للاجئين، حيث قُتل خلال هذا القصف فلسطينيان آخران، أحدهما طفل. وكان الرجل في محل الحلاقة الذي يملكه في وقت الهجوم.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى 26 شباط/فبراير 2024، قُتل 400 فلسطيني، من بينهم 102 من الأطفال، وأُصيب 4,575 آخرين بجروح، بمن فيهم 707 من الأطفال، في أحداث مرتبطة بالنزاع في شتّى أرجاء الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وإسرائيل. وخلال هذه الفترة نفسها، قُتل 13 إسرائيليًا، من بينهم أربعة من أفراد القوات الأمنية، وأُصيب 80 آخرين في حوادث مرتبطة بالنزاع في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وإسرائيل.
في 20 شباط/فبراير، أُجبرت أسرة فلسطينية تضم ستة أفراد، من بينهم ثلاثة أطفال، على الرحيل عن تجمع عين سامية البدوي في محافظة رام الله بسب هجمات المستوطنين الإسرائيليين التي شملت سرقة رؤوس الأغنام وإطلاق النار على الرعاة. وهذه الأسرة هي واحدة من ثلاث أسر لم تبرح التجمع بعدما هُجّرت 27 أسرة أخرى قسرًا منه في أيار/مايو 2023. وقبل ذلك، أجبرت التهديدات والاعتداءات الجسدية التي تعرض لها الرعاة على يد المستوطنين الذين يقيمون في بؤرة استيطانية جديدة قرب مستوطنة أسفر في الخليل أسرة تعتاش على الرعي قرب قرية كيسان على الرحيل عن تجمعها مع 100 رأس من أغنامها في 13 شباط/فبراير. ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، هُجّر ما لا يقل عن 200 أسرة فلسطينية تضم 1,222 فردًا، من بينهم 595 طفلًا، بسبب عنف المستوطنين والقيود المفروضة على الوصول. وتنحدر الأسر المهجرة من 19 تجمعًا رعويًا أو بدويًا. وتمثل حصيلة المهجرين نحو 80 في المائة من جميع حالات التهجير الناجمة عن مختلف الممارسات الإسرائيلية في شتّى أرجاء الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، هُجر 576 فلسطينيًا، من بينهم 276 طفلًا، في أعقاب هدم منازلهم بحجة افتقارها إلى الرخص التي تصدرها السلطات الإسرائيلية ويكاد يكون الحصول عليها من ضرب المستحيل في المنطقة (ج) والقدس الشرقية.
تشير آخر التقييمات الميدانية إلى أن 848 فلسطينيًا، من بينهم 397 طفلًا، تعرضوا للتهجير منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 بعد تدمير 132 منزلًا خلال العمليات التي نفذتها القوات الإسرائيلية في شتّى أرجاء الضفة الغربية. وتفيد التقارير بأن مخيمات جنين ونور شمس وطولكرم للاجئين شهدت نحو 95 في المائة من حالات التهجير.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، سجّل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية 586 هجمة شنّها المستوطنون الإسرائيليون على الفلسطينيين وأسفرت عن سقوط ضحايا (53 حادثًة) أو إلحاق أضرار بالممتلكات (468 حادثًة) أو سقوط ضحايا وإلحاق أضرار بالممتلكات معًا (65 حادثًة).
في أعقاب هجوم قاتل شنّه فلسطينيون بإطلاق النار على الطريق 1 قرب حاجز الزعيم، منعت السلطات الإسرائيلية المركبات التي تحمل لوحات تسجيل فلسطينية من السير على الطريق 1 خلال ساعات الذروة بين الساعتين 6:00 و9:00 لمدة 15 يومًا، مما يؤثر على تنقل آلاف الفلسطينيين.