متطوع يوزع الطعام على الناس في رفح، جنوب غزة. ويواجه ما لا يقل عن 576,000 إنسان في غزة – ربع سكانها – مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي ويتعرّضون لخطر المجاعة. تصوير اليونيسف/عبد زقوت
الأعمال القتالية في قطاع غزة وإسرائيل | تقرير موجز بالمستجدّات رقم 128
النقاط الرئيسية
صرّح الأمين العام للأمم المتحدة بأن هجومًا إسرائيليًا على رفح قد «يدق المسمار الأخير في نعش» برامج المعونة الإنسانية في غزة.
ما زال العاملون الصحيون في شتّى أرجاء غزة يواجهون مخاطر وتحديات هائلة في سبيل إنقاذ حياة الناس، في الوقت الذي يكافح فيه نظام الرعاية الصحية من أجل مواصلة عمله.
أفادت وزارة الصحة في غزة بأن رضيعين توفيا في شمال غزة نتيجة للجفاف وسوء التغذية، على حين يواجه ربع سكان غزة مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي.
وفقًا للأونروا، دخل أكثر من 2,300 شاحنة غزة حتى الآن من شباط/فبراير، وهو ما يمثل انخفاضًا نسبته 50 في المائة بالمقارنة مع كانون الثاني/يناير.
آخر المستجدّات في قطاع غزة
تشير التقارير إلى تواصل عمليات القصف الإسرائيلي الكثيف من البرّ والبحر والجو في معظم أنحاء قطاع غزة، مما أسفر عن سقوط المزيد من الضحايا بين المدنيين ونزوح عدد أكبر منهم وتدمير البنية التحتية المدنية. وفي 27 شباط/فبراير، أطلقت الجماعات المسلّحة الفلسطينية عدة صواريخ باتجاه جنوب إسرائيل، ولم ترد تقارير تفيد بوقوع إصابات أو أضرار. كما أفادت التقارير باستمرار العمليات البرية والقتال الضاري بين القوات الإسرائيلية والجماعات المسلّحة الفلسطينية، وخاصة في خانيونس ومدينة غزة ودير البلح. في 26 شباط/فبراير، أطلع الأمين العام للأمم المتحدة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف على أن هجومًا إسرائيليًا على رفح، التي يقع فيها «محور عملية تقديم المعونات الإنسانية» من شأنه «أن يبث الرعب في نفوس أكثر من مليون مدني فلسطيني يلتمسون المأوى هناك... وأن يدق المسمار الأخير في نعش برامج المعونة الإنسانية.»
بين ساعات ما بعد الظهر من يوم 27 شباط/فبراير والساعة 10:30 من يوم 28 شباط/فبراير، أشارت وزارة الصحة في غزة إلى مقتل 76 فلسطينيًا وإصابة 110 آخرين بجروح. وبين يومي 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 والساعة 10:30 من يوم 28 شباط/فبراير 2024، قُتل ما لا يقل عن 29,954 فلسطينيًا وأُصيب 70,325 آخرين في غزة، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.
كانت الأحداث التالية من بين أكثر الأحداث الدموية التي نقلتها التقارير في يوم 26 شباط/فبراير:
عند نحو الساعة 13:30 من يوم 26 شباط/فبراير، أفادت التقارير بمقتل فلسطينييْن عندما قُصف منزل شرق البريج في دير البلح.
عند نحو الساعة 17:00 من يوم 26 شباط/فبراير، أشارت التقارير إلى مقتل خمسة فلسطينيين عندما قُصف منزل في منطقة القرارة غرب خانيونس.
عند نحو الساعة 19:00 من يوم 26 شباط/فبراير، قتل ثمانية فلسطينيين، من بينهم ثلاثة أطفال، وأصيب آخرون عندما قصف منزل بجوز مستشفى الكويت وسط رفح، حسبما نقلته التقارير.
عند نحو الساعة 21:00 من يوم 26 شباط/فبراير، قُتل ثلاثة فلسطينيين وأُصيب آخرون عندما قُصف منزل في دير البلح، حسبما ورد في التقارير.
بين ساعات ما بعد الظهر من يومي 27 و28 شباط/فبراير، أشارت التقارير إلى مقتل جنديين إسرائيليين في غزة. ووفقًا للجيش الإسرائيلي، قُتل 240 جنديًا وأُصيب 1,429 آخرين في غزة منذ بداية العملية البرية حتى يوم 28 شباط/فبراير. كما قُتل أكثر من 1,200 إسرائيلي وأجنبي في إسرائيل وفقًا للسلطات الإسرائيلية. وقد قُتلت الغالبية العظمى من هؤلاء في 7 تشرين الأول/أكتوبر. وحتى يوم 28 شباط/فبراير، تقدّر السلطات الإسرائيلية بأن نحو 134 إسرائيليًا وأجنبيًا ما زالوا في عداد الأسرى في غزة. ويشمل هؤلاء الموتى الذين لا تزال جثامينهم محتجزة، حسبما تشير التقارير.
ما زال العاملون الصحيون في شتّى أرجاء غزة يواجهون مخاطر وتحديات هائلة في سبيل إنقاذ حياة الناس، في الوقت الذي يكافح فيه نظام الرعاية الصحية من أجل مواصلة عمله وسط استمرار الأعمال القتالية وفرض القيود على الوصول ونقص الإمدادات والأعداد الهائلة من المرضى لكل عامل في المجال الصحي. وتصف د. نهرين أحمد، المديرة الطبية في منظمة ميدغلوبال (MedGlobal)، في تعليقها على التجربة التي خاضتها في مستشفى ناصر بخانيونس في كانون الثاني/يناير، وضعَا «يشهد الموت في حالة يمكن علاجها بالكامل» بسبب نقص الأدوية والإمدادات، ويعمل الأطباء في ظل أصوات إطلاق النار والضربات الصاروخية. كما صرّح د. أحمد بأن أطراف المصابين تُبتر دون تخدير، وأن إيصال الإمدادات الطبية العاجلة «قد يستغرق أسابيع إلى أشهر في حالات كثيرة.» وتفيد التقارير بأن أكثر من 1,000 طفل يعانون من فقدان أحد أطرافهم بسبب القصف منذ نشوب الأعمال القتالية، وفقًا لليونيسف.
في 27 شباط/فبراير، أفادت وزارة الصحة بأن نحو 120 مريضًا ما زالوا في حاجة إلى إخلائهم من مستشفى ناصر، وهو أكبر مستشفى في جنوب غزة وبات لا يعمل ويحتاج إلى أعمال ترميم عاجلة من أجل إعادة إمدادات المياه والكهرباء إليه والتخلص من النفايات الصلبة وفيضان مياه الصرف الصحي منه. كما دعت الوزارة إلى إطلاق سراح 70 عاملًا صحيًا اعتقلتهم القوات الإسرائيلية خلال اقتحام المستشفى عقب أسابيع من القتال الضاري الذي دار بجواره والقصف الذي ألحق الأضرار بقسم العظام. وبين يومي 18 و23 شباط/فبراير، أخلت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني 72 مصابًا ومريضًا في حالة حرجة من المستشفى بدعم من منظمة الصحة العالمية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. وحتى يوم 28 شباط/فبراير، غدا ما نسبته 64 في المائة من المستشفيات في غزة لا تعمل (23 من أصل 36 مستشفى)، على حين يعمل ما تبقى منها جزئيًا أو بالحد الأدنى، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. والوضع حرج بصورة خاصة في رفح حيث يطغى تدفق المهجرين بعبء ثقيل على السعة المتاحة لدى المستشفيات من الأسرَّة، وفي شمال غزة حيث لا يزال وصول الفرق الطبية في حالات الطوارئ تكتنفه التحديات. وبين يومي 7 تشرين الأول/أكتوبر و20 شباط/فبراير، وثّقت منظمة الصحة العالمية 378 هجمة استهدفت منظومة الرعاية الصحية في شتى أرجاء غزة وأسفرت عن مقتل 659 شخصًا وإصابة 843 آخرين.
تشتد أزمة انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية في غزة. ففي 27 شباط/فبراير، أشارت وزارة الصحة في غزة إلى أن رضيعين توفيا في مستشفى كمال عدوان في شمال غزة نتيجة للجفاف وسوء التغذية. وتشير المنظمات الشريكة في قطاع الأمن الغذائي إلى نقص الإمدادات الكافية من الأغذية الأساسية وإلى الحاجة الماسة إلى استيراد المدخلات الزراعية الضرورية من أجل إعادة تفعيل الإنتاج المحلي من الأغذية الطازجة الأساسية، كالبيض والخضار واللحوم والسمك والحليب. ويواجه الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من أوضاع صحية مستبطنة وعشرات الآلاف من المصابين خطرًا كبيرًا يتمثل في سوء التغذية، مثلما هو حال مئات الآلاف من الفلسطينيين الموجودين في شمال غزة، الذي قطعت عنه المساعدات إلى حد بعيد، على الرغم من بعض جهود الإغاثة. وشدّد السيد راميش راجاسينغهام، مدير قسم التنسيق في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في إحاطة قدمها لمجلس الأمن بشأن المخاطر التي تهدد الأمن الغذائي في غزة في 27 شباط/فبراير، على التوصيات التي تضمن من جملة أمور «رفع القيود المفروضة على نشاط الصيد والوصول إلى الأراضي الزراعية وإدخال السلع الزراعية،» وحذر من أن «مجاعة واسعة النطاق في غزة تعد أمرًا شبه حتمي» إذا لم يُتخذ أي إجراء. ووفقًا للتوقعات التي خرج بها النظام المتكامل لتصنيف مراحل الأمن الغذائي للفترة الواقعة بين 8 كانون الأول/ديسمبر و7 شباط/فبراير، يواجه كل سكان غزة أزمة أو مستويات أسوأ من انعدام الأمن الغذائي، بما يشمل أكثر من نصف مليون شخص، أو أسرة من كل أربع أسر تواجه ظروفًا كارثية تنطوي على نقص الغذاء والجوع واستنفاد آليات التأقلم.
وفقًا لمنظمة أطباء بلا حدود، تتسبب «الإجراءات الإدارية المطولة التي لا يمكن التنبؤ بها» والتي تفرضها إسرائيل على إيصال المعونات إلى غزة في عوق إمكانية حصول منشآت الرعاية الصحية على المعدات المنقذة للحياة والإمدادات. فبسبب إجراءات الفحص الصارمة، قد يستغرق الأمر حتى شهر بكامله من أجل إدخال الإمدادات إلى غزة، وفي حال رفضت السلطات الإسرائيلية إدخال هذه الإمدادات أو رفضت إدخال ولو صنف بعينه، تعاد الحمولة برمتها إلى مصر. ودون وجود قائمة رسمية بالبضائع التي تُفرض قيود عليها، تفيد المنظمة بأنها مُنعت بشكل مستمر من استيراد مولدات الكهرباء وأجهزة تنقية المياه واللوحات الشمسية وغيرها من المعدات الطبية. ووفقًا لمنسق المشاريع في المنظمة: «تعني هذه الإمدادات الفرق بين الحياة والموت بالنسبة للكثير من الأشخاص،» بمن فيهم الآلاف الذين يعانون من أمراض مزمنة، كالسرطان والسكري والصرع. وتفيد منظمة الصحة العالمية بأن تحويل المرضى إلى خارج غزة للحصول على الرعاية الطبية الثالثية يشكل تحديًا كذلك، حيث سمح لـ2,293 مريضًا و1,625 من مرافقيهم بالخروج عبر معبر رفح منذ اندلاع الأعمال القتالية، على حين يوجد أكثر من 8,000 مريض حاليًا على قائمة الانتظار. كما تشير الأونروا إلى الصعوبات التي تواجهها في إدخال شاحناتها إلى غزة بسبب القيود الأمنية والإغلاقات المؤقتة التي طالت معبري كرم أبو سالم ورفح. ووفقًا للوكالة، دخل أكثر من 2,300 شاحنة غزة حتى الآن من شباط/فبراير، وهو ما يمثل انخفاضًا نسبته 50 في المائة بالمقارنة مع كانون الثاني/يناير 2024، وهو عدد يقل بشوط بعيد عن التقديرات التي تشير إلى الحاجة إلى 500 شاحنة في كل يوم من أجل الوفاء بالاحتياجات الأساسية لدى الناس. وقد تأثر الأمن تأثرًا شديدًا بسبب مقتل عدة أفراد من الشرطة الفلسطينية في الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت المنطقة القريبة من معبر كرم أبو سالم مؤخرًا، مما أدى إلى انسحاب أفراد الشرطة من الجانب الفلسطيني على المعبر. ويقُدم السكان الذين هم في أمس الحاجة للمساعدة على إيقاف الشاحنات ويسرقون محتوياتها أو يأخذونها منها مباشرة.
آخر المستجدّات في الضفة الغربية
في 27 شباط/فبراير، أطلقت القوات الإسرائيلية النار وقتلت رجلًا فلسطينيًا قرب حاجز النعمان القريب من تجمع الخاص في بيت لحم. وأفادت التقارير بأن الرجل كان يحاول الالتفاف عن الحاجز سيرًا من فتحة في الجدار.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، قُتل 404 فلسطينيين، من بينهم 102 من الأطفال، وأصيب 4,592 آخرين بجروح، بمن فيهم 708 من الأطفال، في حوادث مرتبطة بالنزاع في شتّى أرجاء الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وإسرائيل. ومنذ بداية هذه السنة، قتل 91 فلسطينيًا، 25 منهم في مخيمات اللاجئين. وخلال هذه الفترة نفسها، قُتل 13 إسرائيليًا، من بينهم أربعة من أفراد القوات الأمنية، وأُصيب 86 آخرين في حوادث مرتبطة بالنزاع في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وإسرائيل.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، هُجّر 576 فلسطينيًا، من بينهم 276 طفلًا، في أعقاب هدم منازلهم بحجة افتقارها إلى الرخص التي تصدرها السلطات الإسرائيلية ويكاد يكون الحصول عليها من ضرب المستحيل في المنطقة (ج) والقدس الشرقية.
وفقًا لآخر التقييمات الميدانية، هُجّر 848 فلسطينيًا، من بينهم 397 طفلًا، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 بعد تدمير 132 منزلًا خلال العمليات التي نفذتها القوات الإسرائيلية في شتّى أرجاء الضفة الغربية. وتفيد التقارير بأن مخيمات جنين ونور شمس وطولكرم للاجئين شهدت نحو 95 في المائة من حالات التهجير.
في 26 شباط/فبراير، اقتحمت مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين، الذين يعتقد بأنهم ينحدرون من مستوطنة تولِم، قرية الطيبة في الخليل وكبلوا أيدي ثلاثة مزارعين مسنين واحتجزوهم حينما كانوا يفلحون أرضهم، وفقًا لشهود عيان. ونقل المزارعون إلى قاعدة عسكرية قرب حاجز ترقوميا، حيث بقوا عدة ساعات قبل إطلاق سراحهم. ويشير أصحاب الأراضي إلى أنهم باتوا يمنعون بانتظام من الوصول إلى أراضيهم على يد القوات الإسرائيلية أو المستوطنين أو كليهما منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر. وفي الإجمال، سجّل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية 595 هجمة شنّها المستوطنون الإسرائيليون على الفلسطينيين وأسفرت عن سقوط ضحايا (52 حادثًة) أو إلحاق أضرار بالممتلكات (477 حادثًة) أو سقوط ضحايا وإلحاق أضرار بالممتلكات معًا (66 حادثًة) منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، قدّم الفريق العامل للاستجابة النقدية الدعم للأسر الفلسطينية المتضررة من النزاع في الضفة الغربية من خلال المساعدة النقدية الطارئة المتعددة الأغراض. وتشمل هذه الأسر 98 أسرة تضم 581 فردًا وتعرّضت للتهجير من 15 تجمعًا بسبب عنف المستوطنين، وأكثر من 600 أسرة تضررت بفعل منع التجول في المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية في مدينة الخليل، و131 أسرة تضم 662 فردًا وتضررت من العمليات العسكرية في جنين. وفضلًا عن ذلك، قُدم ما لا يقل عن ثلاث دفعات لمساعدة 457 مريضًا من غزة من العالقين في الضفة الغربية من أجل الوفاء بأشد احتياجاتهم إلحاحًا.
في 27 شباط/فبراير، أقامت القوات الإسرائيلية حاجزا على المدخل الرئيسي لقرية رنتيس، غرب رام الله، مما أثر على التنقل اليومي لحوالي 3,600 شخص. ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، أقام الجيش الإسرائيلي العشرات من العوائق في شتّى أرجاء الضفة الغربية، بما شملته من بوابات الجدار والسواتر الترابية ومتاريس الطرق، مما تسبب في تعطيل قدرة الفلسطينيين على الوصول والتنقل، والذين كانوا يواجهون العراقيل بفعل نحو 645 عائقًا كان مقامًا قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر. وتعزل هذه القيود المدن والقرى والتجمعات السكانية الضعيفة عن بعضها بعضًا وتعطل قدرة التجمعات على الوصول إلى الخدمات الأساسية وتقديم المعونات الإنسانية.