في ظل الخطر الوشيك لوقوع مجاعة، أدى اليأس والندرة إلى انهيار شبه كامل في النظام المدني. فلسطينيون يأخذون الإمدادات من شاحنة في شمال غزة، 25 شباط/فبراير 2024. تصوير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية
الأعمال القتالية في قطاع غزة وإسرائيل | تقرير موجز بالمستجدّات رقم 129
النقاط الرئيسية
أفادت وزارة الصحة في غزة بمقتل ما يزيد عن 100 فلسطيني في 29 شباط/فبراير. ووفقًا لمصادر إعلامية، وقع الحدث عندما تجمع آلاف الفلسطينيين حول شاحنات محمّلة بالإمدادات.
تجاوز العدد الكلي للفلسطينيين الذين قُتلوا في قطاع غزة منذ بداية الأعمال القتالية 30,000 فلسطيني.
يحذر مسؤولو الأمم المتحدة من خطرًا داهمًا بوقوع مجاعة في غزة. وأفادت وزارة الصحة في غزة بأن ستة أطفال رضع توفوا نتيجة لسوء التغذية والجفاف.
تستقبل النقطة الطبية التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في جباليا شمال قطاع غزة متوسط يومي يتراوح من 100 إلى 150 حالة من التهاب الكبد الفيروسي (أ).
قُتل طفل فلسطيني في قرية بيت فوريك في نابلس. وبذلك، ارتفع العدد الكلي للفلسطينيين الذين قُتلوا في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، إلى 406 فلسطينيين، بينهم 103 أطفال، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر.
آخر المستجدّات في قطاع غزة
تشير التقارير إلى تواصل عمليات القصف الإسرائيلي الكثيف من البرّ والبحر والجو في معظم أنحاء قطاع غزة، مما أسفر عن سقوط المزيد من الضحايا بين المدنيين ونزوح عدد أكبر منهم وتدمير البنية التحتية المدنية. كما أفادت التقارير باستمرار العمليات البرية والقتال الضاري بين القوات الإسرائيلية والجماعات المسلّحة الفلسطينية، وخاصة في شمال غزة ودير البلح وخانيونس.
بين ساعات ما بعد الظهر من يوم 28 شباط/فبراير والساعة 11:30 من يوم 29 شباط/فبراير، أشارت وزارة الصحة في غزة إلى مقتل 81 فلسطينيًا وإصابة 132 آخرين بجروح. وبين يومي 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 والساعة 11:30 من يوم 29 شباط/فبراير 2024، قُتل ما لا يقل عن 30,035 فلسطينيًا وأُصيب 70,457 آخرين في غزة، وفقًا لوزارة الصحة في غزة. وبشكل منفصل، أفادت وزارة الصحة بمقتل 104 فلسطينيين وإصابة 760 آخرين في ساعات الصباح الباكر من يوم 29 شباط/فبراير على طريق الرشيد جنوب مدينة غزة، محذّرة من أن عدد القتلى الفعلي من المرجح أن يكون أعلى حيث تكافح الفرق الطبية للتعامل مع الوضع وسط محدودية موارد الرعاية الحرجة. ووقع الحدث بينما كان آلاف الفلسطينيين يتجمعون حول شاحنات محمّلة بالإمدادات، حيث زُعم أنهم تعرضوا لقصف مدفعي وإطلاق نار، وفقًا للتقارير الإعلامية الأولية. ووفقًا لوسائل الإعلام، أقرّ الجيش الإسرائيلي بأنه جرى إطلاق النار من قِبل قواته، كما صرّح بأن معظم الضحايا وقعوا نتيجة الازدحام وأحداث انطوت على دهس الأشخاص بالشاحنات.
بين ساعات ما بعد الظهر من يومي 28 و29 شباط/فبراير، لم ترد تقارير تفيد بمقتل جنود إسرائيليين في غزة. ووفقًا للجيش الإسرائيلي، قُتل 240 جنديًا وأُصيب 1,431 آخرين في غزة منذ بداية العملية البرية وحتى يوم 29 شباط/فبراير. كما قُتل أكثر من 1,200 إسرائيلي وأجنبي في إسرائيل وفقًا للسلطات الإسرائيلية. وقد قُتلت الغالبية العظمى من هؤلاء في 7 تشرين الأول/أكتوبر. وحتى يوم 29 شباط/فبراير، تقدّر السلطات الإسرائيلية بأن نحو 134 إسرائيليًا وأجنبيًا ما زالوا في عداد الأسرى في غزة. ويشمل هؤلاء الموتى الذين لا تزال جثامينهم محتجزة، حسبما تشير التقارير.
في حدثين منفصلين وقعا في 26 شباط/فبراير، أفادت الأونروا بأن النازحين، بما في ذلك موظفي الأونروا، الذين يلتمسون المأوى في مدرستين في خانيونس أُجبروا على الإخلاء واعتقلت القوات الإسرائيلية بعضهم. كما ألحقت دبابات وجرافات الجيش الإسرائيلي أضرارًا بالبوابة الرئيسية، وغرفة الحراسة، ومولد إحدى المدارس، حسبما نقلته التقارير. وأشارت التقارير إلى مقتل امرأة من النازحين خلال الحدث – ولم تتضح الظروف حتى وقت كتابة هذا التقرير. وحتى 28 شباط/فبراير، أفادت الأونروا بمقتل ما لا يقل عن 404 نازحين، وإصابة 1,385 آخرين، خلال أكثر من 330 حادثة أثرت على مباني الأونروا ومراكز الإيواء التابعة لها والتي تستضيف النازحين منذ تصعيد الأعمال القتالية في تشرين الأول/أكتوبر.
تفيد التقارير بأن خطر الموت جوعًا آخذ في الارتفاع في غزة، مما يؤثر بشكل غير متناسب على الأطفال والنساء الحوامل، ويتفاقم بسبب عدم كفاية خدمات المياه والصرف الصحي والخدمات الصحية، وانقطاع إمدادات الطاقة والوقود، وتدمير إنتاج الأغذية والزراعة. وأفادت زارة الصحة في غزة بأن ستة أطفال رضّع توفوا نتيجة لسوء التغذية والجفاف، من بينهم اثنان في مستشفى الشفاء في 28 شباط/فبراير. كما أشارت التقارير إلى ارتفاع في حالات فقر الدم بين النساء الحوامل في عيادة مشروع الأمل في دير البلح. وظهرت علامات سوء التغذية على 21 بالمائة من أصل 416 امرأة من النساء الحوامل اللواتي ذهبن للعيادة في الفترة الواقعة بين 5 و24 شباط/فبراير. ونجمت علامات سوء التغذية «عن نقص البروتين والحديد والمغذيات الدقيقة الأخرى، والتي يمكن أن تزيد من خطر حدوث نزيف ما بعد الولادة الذي يهدد الحياة، والولادات المبكرة، وولادة أطفال يعانون من انخفاض الوزن.» ووفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة، تعطلت سلسلة الإمدادات الغذائية بأكملها في غزة بشدة، حيث أفادت التقارير بأن 97 بالمائة من المياه الجوفية غير صالحة للاستهلاك البشري، وأن نحو 27 بالمائة من الدفيئات الزراعية باتت مدمرة. كما لحقت الأضرار بما يزيد عن 40 بالمائة من الأراضي الزراعية وعشرات الحظائر المنزلية ومزارع الدواجن ومزارع الأغنام. ولحقت الأضرار بما يزيد عن 600 بئر من الآبار الزراعية، كما توقف نشاط صيد الأسماك. وفي 28 شباط/فبراير، أشارت لجنة الإنقاذ الدولية وجمعية العون الطبي للفلسطينيين إلى أن الأضرار الفادحة التي لحقت بالقطاع الزراعي في غزة فضلا عن محدودية الواردات الغذائية التجارية قد أدّت إلى نقص الغذاء وارتفاع الأسعار في الوقت الذي انخفضت فيه القوة الشرائية للناس. ولمنع حدوث مجاعة في غزة، شدّدت منظمتا المساعدات على أهمية تدفق المساعدات بشكل آمن ودون عوائق عبر جميع الطرق الممكنة، فضلا عن إعادة تنشيط الخدمات الأساسية في غزة، وتوسيع نطاق الاستجابة للمساعدات نحو الاستعادة المبكرة لأنظمة الأغذية الزراعية.
صرّح المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني، مشيرًا إلى خطر «المجاعة من صنع الإنسان التي تلوح في الأفق،» بأن الوكالة لم تتمكن من إيصال الغذاء إلى شمال غزة منذ أواخر كانون الثاني/يناير بسبب الأحداث الأمنية التي أثرت على قوافل المساعدات القليلة المسموح لها بالوصول إلى شمال غزة من الجنوب عبر الحواجز العسكرية الإسرائيلية، وبسبب تزايد الأحداث التي تعم فيها الفوضى والسرقات. وفي 20 شباط/فبراير، أعلن برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة عن توقف تقديم المساعدات الغذائية إلى شمال غزة مؤقتا، في أعقاب الأحداث التي لم تتمكن فيها قوافل برنامج الأغذية العالمي من إيصال المساعدات إلى حد كبير بسبب انهيار النظام المدني. وقد استؤنفت القوافل في 18 شباط/فبراير بعد توقف دام ثلاثة أسابيع في أعقاب قصف شاحنة تابعة للأونروا وبسبب غياب نظام فعّال للإبلاغ عن عمليات المساعدات الإنسانية. وفي الخطاب الذي وجهه إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 27 شباط/فبراير، تطرق راميش راجاسينغهام، مدير التنسيق في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إلى تحذير خبراء الأمن الغذائي من «انهيار زراعي كامل في شمال غزة بحلول شهر أيار/مايو إذا استمرت الظروف الحالية، مع تضرر الحقول والأصول الإنتاجية أو تدميرها أو تعذر الوصول إليها.» وكرر راجاسينغهام دعوة الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار، وحذّر من أنه «إذا لم يتم فعل أي شيء، فإننا نخشى أن تكون المجاعة واسعة النطاق في غزة أمرًا لا مفر منه تقريبا.»
يكافح نظام الرعاية الصحية في غزة من أجل مواصلة عمله، وسط نقص حاد في الوقود والأدوية، وانتشار الأمراض المعدية، والقيود المفروضة على الوصول. وفي 28 شباط/فبراير، أفادت وزارة الصحة في غزة بأن مستشفى كمال عدوان شمال غزة قد خرج عن الخدمة بسبب انقطاع الكهرباء وشح الوقود اللازم لتشغيل المولد. ووفقًا لليونيسف، يُعد مستشفى كمال عدوان المستشفى الرئيسي الذي يقدم خدمات للأطفال وخدمات رعاية الأمومة في شمال غزة، وقد تعرض لأضرار جسيمة وسط الأعمال القتالية المتزايدة. ولا يزال مئات الآلاف من الفلسطينيين في المنطقة، بما في ذلك النازحين، يواجهون تزايدًا في انعدام الأمن الغذائي والاكتظاظ ونقص المياه النظيفة. أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأن نقطتهم الطبية في جباليا شمال غزة، والتي يديرها متطوعو الجمعية، تستقبل متوسط يومي يتراوح من 100 إلى 150 حالة من التهاب الكبد الفيروسي (أ)، فضلا عن العديد من حالات الأمراض الجلدية المعدية.
آخر المستجدّات في الضفة الغربية
في 29 شباط/فبراير، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على فتى فلسطيني يبلغ من العمر 17 عامًا وقتلته أثناء عملية تفتيش واعتقال في قرية بيت فوريك في نابلس، شهدت اشتباكات بين القوات الإسرائيلية وراشقي الحجارة الفلسطينيين.
في 29 شباط/فبراير، توفي رجل فلسطيني متأثرًا بجراحه التي أُصيب بها في 19 تشرين الأول/أكتوبر 2023 خلال عملية عسكرية إسرائيلية في مخيم نور شمس للاجئين بالقرب من مدينة طولكرم، والتي أسفرت عن مقتل 13 فلسطينيًا آخرين، من بينهم ابن الرجل البالغ من العمر 12 عامًا.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، قُتل 406 فلسطينيين، من بينهم 103 من الأطفال، وأُصيب 4,606 آخرين بجروح، بمن فيهم 709 من الأطفال، في أحداث مرتبطة بالنزاع في شتّى أرجاء الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وإسرائيل. ومنذ بداية هذه السنة، قُتل 93 فلسطينيًا، 26 منهم في مخيمات اللاجئين. وخلال هذه الفترة نفسها، قُتل 13 إسرائيليًا، من بينهم أربعة من أفراد القوات الأمنية، وأُصيب 86 آخرين في أحداث مرتبطة بالنزاع في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وإسرائيل.
في 28 شباط/فبراير، هدمت السلطات الإسرائيلية ثلاثة منازل في قرية الولجة في بيت لحم بحجة افتقارها إلى الرخص التي تصدرها السلطات الإسرائيلية، مما أفضى إلى تهجير ثلاثة أسر تضم 16 فردًا، من بينهم ستة أطفال. منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، هُجّر 592 فلسطينيًا، من بينهم 282 طفلًا، في أعقاب هدم منازلهم بحجة افتقارها إلى الرخص التي تصدرها السلطات الإسرائيلية ويكاد يكون الحصول عليها من ضرب المستحيل في المنطقة (ج) والقدس الشرقية.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، سجّل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية 601 هجمة شنّها المستوطنون الإسرائيليون على الفلسطينيين وأسفرت عن سقوط ضحايا (53 حادثًة) أو إلحاق أضرار بالممتلكات (481 حادثًة) أو سقوط ضحايا وإلحاق أضرار بالممتلكات معًا (67 حادثًة).
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، لم تزل القيود المفروضة على الحركة تؤثر على ما يقدر بنحو 7,000 من سكان المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية في الخليل، حيث لا تفتح الحواجز التي تتحكم في الوصول إلى المنطقة إلا للمشاة الفلسطينيين بين الساعة 7:00 والساعة 19:00. كما أفاد السكان بأنهم يواجهون قيودًا أثناء التنقل بين الأحياء داخل المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية في الخليل.