أم فلسطينية ورضيعتها في مدرسة تستخدم كمركز لإيواء المهجرين في قطاع غزة. تقول: «ليس ثمة حمام ولا مياه ولا رعاية مناسبة. ولم أفحص قطب العملية القيصرية ولم أنظفها بعد.» لقطة من فيديو أنتجته اليونيسف.
الأعمال القتالية في قطاع غزة وإسرائيل | تقرير موجز بالمستجدات رقم 32
النقاط الرئيسية
يزداد وضع مئات الآلاف من الفلسطينيين في مدينة غزة وغيرها من المناطق في شمال وادي غزة (فيما يلي: «الشمال») سوءًا. وتتواصل الاشتباكات المسلحة وعمليات القصف المكثف في الوقت الذي يكافح فيه الناس لتأمين الحد الأدنى من المياه والغذاء ليتسنى لهم البقاء على قيد الحياة.
بدءًا من 7 تشرين الثاني/نوفمبر، ما عاد أي من المخابز في الشمال يزاول عمله بسبب نقص الوقود والمياه ودقيق القمح، وبسبب الضرر الذي لحق بالعديد منها. ولم تتمكن المنظمات الشريكة في قطاع الأمن الغذائي من تقديم المساعدات في الشمال على مدى الأيام السبعة الماضية.
في الشمال، تتواصل الهجمات على مقربة من المستشفيات التي تؤوي عشرات الآلاف من المهجرين الذين لا يتلقون سوى الخدمات الأساسية للغاية. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تجري المستشفيات في الشمال العمليات الجراحية المعقدة، بما فيها عمليات بتر الأطراف، دون مخدر بسبب نقص اللوازم الطبية.
لا تملك مراكز الإيواء في جنوب وادي غزة (فيما يلي: «الجنوب») القدرة على استيعاب أي وافدين جدد بسبب ما تعاني منه من اكتظاظ شديد. ففي أحد هذه المراكز، يضطر أكثر من 600 شخص إلى تقاسم مرحاض واحد.
لا تلبي كميات المساعدات الإنسانية التي تدخل من مصر كل يوم سوى قدر ضئيل من احتياجات الناس. ومياه الشرب التي يجري إحضارها لا تطفئ ظمأ سوى 4 بالمائة من سكان غزة، على حين لا يزال الوقود الذي تشتد الحاجة إليه ممنوعًا.
الأعمال القتالية والضحايا (قطاع غزة)
في 7 تشرين الثاني/نوفمبر، تواصلت الاشتباكات المسلحة بين القوات الإسرائيلية والجماعات المسلحة الفلسطينية داخل مدينة غزة وخارجها وفي محافظة شمال غزة كذلك. وفي هذه الأثناء، استمر القصف الإسرائيلي المكثف من البر والبحر والجو على شتى أرجاء قطاع غزة، على حين واصلت الجماعات المسلحة الفلسطينية إطلاق القذائف باتجاه إسرائيل.
بين 6 تشرين الثاني/نوفمبر (ظهرًا) و7 تشرين الثاني/نوفمبر (الساعة 14:00)، قتل 548 فلسطينيًا في غزة، وفقًا لوزارة الصحة في غزة. ومن بين الحوادث الأكثر دموية التي نقلتها التقارير خلال الليل ثلاث غارات متزامنة على البنايات السكنية في مناطق مختلفة شرق رفح، حيث قتل أكثر من 25 فلسطينيًا. وقصفت غارة جوية أخرى حيًا في وسط خانيونس، مما أسفر عن قتل 16 فلسطينيًا، حسب التقارير الواردة.
وبذلك، ترتفع حصيلة الضحايا الفلسطينيين منذ نشوب الأعمال القتالية إلى 10,328 فلسطينيًا، تفيد التقارير بأن 67 بالمائة من الأطفال والنساء، وفقًا لوزارة الصحة في غزة. وتشير التقارير إلى أن نحو 2,450 آخرين، بمن فيهم 1,350 طفلًا، لا يزالون مفقودين وقد يكونون محاصرين أو موتى تحت الأنقاض في انتظار إنقاذهم أو إنعاشهم.
ومن جملة هؤلاء الضحايا الذين وردت التقارير بشأنهم ما لا يقل عن 192 من العاملين في المجال الطبي، وفقًا لوزارة الصحة في غزة. ومن بين هؤلاء، كان 16 عاملًا طبيًا على رأس عمله، حسب منظمة الصحة العالمية. كما يشمل الضحايا 89 من موظفي وكالة الأونروا و18 من أفراد الدفاع المدني الفلسطيني.
لا تزال حصيلة القتلى بين الجنود الإسرائيليين في غزة تبلغ 30 قتيلًا، وفقًا للمصادر الإسرائيلية الرسمية.
صرح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأن العمليات البرية الإسرائيلية وعمليات القصف المستمرة تضرب المدنيين والمستشفيات ومخيمات اللاجئين والمساجد والكنائس ومنشآت الأمم المتحدة، على حين تستخدم حماس والميليشيات الأخرى المدنيين كدروع بشرية وتواصل إطلاق الصواريخ بصورة عشوائية باتجاه إسرائيل.
الوصول والتنقل (قطاع غزة)
في 7 تشرين الثاني/نوفمبر، واصل الجيش الإسرائيلي دعوة سكان الشمال إلى التوجه نحو الجنوب. ولليوم الرابع على التوالي، فتح الحيش «ممرًا» على طول طريق المرور الرئيسي، وهو شارع صلاح الدين، أمام السكان لكي يغادروا الشمال بين الساعتين 10:00 و14:00. ويقدر مراقبو الأمم المتحدة بأن ما لا يقل عن 15,000 شخص عبروا هذا الممر، وهو ما يمثل ثلاثة أضعاف العدد المقدر في 6 تشرين الثاني/نوفمبر. ووصل أغلبية هؤلاء، من فيهم من الأطفال وكبار السن والأشخاص ذوو الإعاقة، على أقدامهم وهم يحملون أقل قدر من مقتنياتهم. وأشار بعض المهجرين إلى أنهم اضطروا إلى عبور حواجز إسرائيلية للوصول إلى المنطقة وشهدوا اعتقالات نفذتها القوات الإسرائيلية.
فتحت الحدود المصرية في 7 تشرين الثاني/نوفمبر لإخلاء نحو 600 مواطن من الأجانب ومزدوجي الجنسية و17 مصابًا. ونقل بعض هؤلاء المصابين في شمال غزة في موكب من سيارات الإسعاف التي قادتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
كما عبرت 81 شاحنة محملة بالمواد الغذائية والأدوية واللوازم الصحية والمياه المعبأة ومنتجات النظافة الصحية من مصر إلى غزة، مما يرفع عدد الشاحنات التي دخلت غزة منذ 21 تشرين الأول/أكتوبر إلى 650 شاحنة. وقبل اندلاع الأعمال القتالية، كانت 500 شاحنة في المتوسط تدخل غزة في المتوسط في كل يوم عمل.
لا يزال معبر كرم أبو سالم مع إسرائيل، الذي كان يعد نقطة الدخول الرئيسية للبضائع قبل نشوب الأعمال القتالية، مغلقا. وما زال مسرب المشاة على معبر إيريز مع إسرائيل مغلقًا كذلك.
التهجير (قطاع غزة)
يعد نحو 1.5 مليون شخص مهجرًا في غزة. ويلتمس 725,000 مهجر من هؤلاء المأوى في مراكز الإيواء التابعة لوكالة الأونروا، والبالغ عددها 149 مركزًا، و122,000 مهجرًا في المستشفيات والكنائس والمباني العامة، و131,134 مهجرًا في 94 مدرسة غير تابعة لوكالة الأونروا، ويقيم من تبقى منهم لدى أسر تستضيفهم.
لا يزال الاكتظاظ يشكل مصدر قلق بالغ. فأكثر من 557,000 شخص يلتمسون المأوى في 92 منشأة تابعة للأونروا في الجنوب ولا تملك مراكز الإيواء القدرة على استيعاب أي وافدين جدد. ويؤوي مركز خانيونس للتدريب، الذي يعد أكثر مراكز الإيواء التابعة للأونروا اكتظاظًا، ما يربو على 22,000 مهجر. وتقل المساحة المتاحة لكل شخص عن مترين مربعين، على حين يتقاسم 600 شخص على الأقل مرحاضًا واحدًا.
تفرز ظروف الصرف الصحي المتردية، إلى جانب انعدام الخصوصية والمساحة الخاصة، مخاطر على الصحة والسلامة. وقد وردت التقارير بشأن آلاف الحالات من التهابات الجهاز التنفسي الحادة والإسهال والجدري في أوساط الناس الذين يلجؤون إلى مراكز الإيواء التابعة للأونروا.
يقدر بأن 160,000 مهجر يقيمون في 57 منشأة تابعة للأونروا في الشمال. ومع ذلك، ما عادت الوكالة تملك القدرة على تقديم الخدمات في هذه المناطق ولا تملك معلومات دقيقة عن احتياجات المهجرين في هذه المنشآت وأحوالهم منذ صدور أمر الإخلاء عن السلطات الإسرائيلية في 12 تشرين الأول/أكتوبر.
في 7 تشرين الثاني/نوفمبر، قصفت مدرسة تابعة للأونروا في خانيونس، مما أسفر عن قتل مهجر وإصابة تسعة آخرين. وبذلك، يرتفع العدد الكلي للمهجرين الذين قتلوا منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر إلى 67 مهجرًا ومن أصيب منهم إلى 549 مصابًا.
منذ 11 تشرين الأول/أكتوبر، يشهد قطاع غزة انقطاعًا كاملًا للكهرباء بعدما قطعت إسرائيل إمدادات الكهرباء والوقود عن غزة، وهو ما أدى إلى إغلاق محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع.
ما انفكت السلطات الإسرائيلية تمنع دخول الوقود الذي تشتد الحاجة إليه لتشغيل مولدات الكهرباء من أجل تسيير عمل الأجهزة المنقذة للحياة.
الرعاية الصحية، بما يشمل الهجمات عليها (قطاع غزة)
في 7 تشرين الثاني/ نوفمبر، تعرضت قافلة تابعة للجنة الدولية للصليب الاحمر كانت في طريقها لإيصال الإمدادات الطبية المنقذة للحياة إلى مستشفيي الشفاء والقدس في مدينة غزة، لإطلاق النار.* ولحقت الأضرار بشاحنتين وأصيب أحد سائقيهما بجروح. ووصلت القافلة إلى مستشفى الشفاء في نهاية المطاف، حيث أوصلت الإمدادات الطبية إليه. وصرح رئيس وفد لجنة الصليب الأحمر الدولية في غزة بقوله إن «ضمان إمكانية وصول المساعدات الحيوية إلى المنشآت الطبية يعد التزامًا قانونيًا بموجب القانوني الدولي الإنساني.»
في 7 تشرين الثاني/نوفمبر، قصفت المناطق القريبة من المستشفى الإندونيسي ومستشفى كمال عدوان (وكلاهما في محافظة شمال غزة)، مما أسفر عن قتل أشخاص وإصابة مباني المستشفيين ومعداتهما بأضرار.
في 7 تشرين الثاني/نوفمبر، ولليوم الثاني على التوالي، أصدر الجيش الإسرائيلي الأمر بإخلاء مستشفى الرنتيسي في مدينة غزة، بحجة أن الجماعات المسلحة كانت تستخدم مبانيه ومحيطه. وهذا هو مستشفى الأطفال الوحيد في شمال غزة، ويؤوي نحو 6,000 مهجر. ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، من شأن إخلاء هذا المستشفى أن يعرض للخطر حياة 15 طفلًا موصولين بأجهزة دعم الحياة و38 طفلًا يجرون عمليات الغسيل الكلوي و10 أطفال يعتمدون على أجهزة التنفس الصناعي وغيرهم من الأطفال المصابين.
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تجري المستشفيات في الشمال عمليات جراحية معقدة، بما فيها عمليات بتر الأطراف، دون تخدير بسبب نقص اللوازم الطبية.
منذ 3 تشرين الثاني/نوفمبر، تفيد التقارير بأن مولدات الكهرباء الرئيسي في مستشفى الشفاء والمستشفى الإندونيسي توقفت عن العمل بسبب نقص الوقود. ويشغل كلا المستشفيين مولدات ثانوية أصغر تزود الكهرباء أساسًا لوحدات الرعاية المركزة وغرف الطوارئ وغرف العمليات.
منذ نشوب الأعمال القتالية، أغلق 14 مستشفى من أصل 35 مستشفى لديها قدرة استيعاب مرضى داخليين عن العمل، فضلًا عن 46 (أو 64 بالمائة من) جميع منشآت الرعاية الصحية الأولية في جميع أنحاء قطاع غزة بسبب الأضرار التي لحقت بها أو نقص الوقود. وسجلت منظمة الصحة العالمية 110 هجمات طالت 39 منشأة من منشآت الرعاية الصحية (بما فيها 22 مستشفى أصابته الأضرار) و36 سيارة إسعاف.
المياه والصرف الصحي (قطاع غزة)
في 6 تشرين الثاني/نوفمبر، وزعت الأونروا واليونيسف كميات محدودة من الوقود على 120 بئرًا من الآبار التي تشغلها البلديات في جميع أنحاء قطاع غزة، بما فيه الشمال، وهو ما يكفي لتشغيل هذه الآبار لمدة تقارب يومين. والمياه المستخرجة من الآبار مياه مالحة ولا تخصص بالتالي إلا لاستخدامها في الأغراض المنزلية، دون الشرب. وكان هذا الوقود مخزنًا في غزة منذ ما قبل اندلاع الأعمال القتالية.
في الشمال، لا تعمل محطة تحلية المياه ولا خط الأنابيب الإسرائيلي. ويكافح موظفو البلديات في سبيل الوصول إلى بعض آبار المياه التي تنتج المياه القليلة الملوحة. وعلى مدى الأسبوع الماضي، لم تتمكن المنظمات الشريكة المتخصصة في قطاع المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية من توزيع المياه المعبأة على المهجرين الذين يقيمون في مراكز الإيواء بالشمال.
في الجنوب، تزاول واحدة من محطتي تحلية المياه الاثنتين عملها، إلى جانب خطي أنابيب يوردان المياه من إسرائيل، حيث يوفر هذان المصدران مياه الشرب لعدد محدود من الأسر المربوطة بالشبكة لساعات محدودة في اليوم.
لا تسد المعونات المائية الحالية التي تدخل من مصر في الزجاجات أو الصفائح سوى 4 بالمائة من احتياجات السكان من المياه في كل يوم، وذلك على أساس تخصيص ثلاث لترات لكل شخص في اليوم لجميع الأغراض، بما فيها الطهي والنظافة الصحية. وتوزيع المساعدات المائية أساسًا في الجنوب، حيث يلتمس أكثر من 700,000 شخص اللجوء في مراكز الإيواء.
الأمن الغذائي
بدءًا من 7 تشرين الثاني/نوفمبر، ما عادت أي مخابز تزاول عملها في الشمال بسبب انقطاع الوقود والمياه ودقيق القمح، فضلًا عن الأضرار التي لحقت بالعديد منها. وخلال هذا اليوم، اقتحم عدد كبير من الأشخاص الذين كانوا يبحثون دون أمل عن الغذاء آخر ثلاثة مخابز تبقى لديها مخزون من دقيق القمح وأخذوا نحو 38 طنًا متريًا منه. وفي هذه الأثناء، تشير التقارير إلى دقيق القمح ما عاد متوفرًا في السوق في جميع أنحاء الشمال.
لم تتمكن المنظمات الشريكة في قطاع الأمن الغذائي من تقديم المساعدات في الشمال على مدى الأيام السبعة الماضية. وتشير التقارير التي أفاد المهجرون بها إلى أنه لا تقدم أي أغذية في مراكز الإيواء وأن الناس لا يعيشون إلا على مساعدات محدودة تقدمها المنظمات غير الحكومية المحية والمؤسسات المجتمعية، إلى جانب آليات التأقلم السلبية التي يعتمدون عليها، من قبيل تناول الطعام الذي يتسم بقيمته الغذائية المحدودة أو لا يصلح للاستهلاك البشري.
كما يشكل الحصول على الخبز تحديًا في الجنوب. ولا تملك المطحنة الوحيدة العاملة في غزة القدرة على طحن القمح بسبب انقطاع الكهرباء والوقود. وقد قصف 11 مخبزًا ودمر منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر. ولا يزاول غير مخبز واحد من المخابز التي يتعاقد معها برنامج الأغذية العالمي وثمانية مخابز أخرى في الجنوب عملها، حيث تقدم الخبز على فترات متقطعة لمراكز الإيواء حسب توفر دقيق القمح والوقود لديها. ويصطف الناس في طوابير لساعات طويلة أمام المخابز، حيث يتعرضون لخطر الغارات الجوية.
يفيد برنامج الأغذية العالمي وشركاؤه بأن بعض المواد الغذائية الأساسية، كالأرز والبقوليات والزيوت النباتية، نفدت من السوق تقريبًا. واختفت المواد الأخرى، بما فيها دقيق القمح ومشتقات الألبان والبيض والمياه المعدنية، عن الرفوف في المحلات التجارية في شتى أرجاء قطاع غزة خلال اليومين الماضيين. وعلى الرغم من المخزون المتاح بكميات محدودة على مستوى محلات البيع بالجملة، فإنه لا يمكن وصول هذه المواد إلى محلات البيع بالمفرق بسبب الأضرار الواسعة النطاق والمسائل الأمنية ونقص الوقود.
بينما يخزن نحو 9,000 طن من حبوب القمح في المطاحن في غزة، لا يمكن استخدام كمية كبيرة منها بسبب الدمار الهائل والمخاوف الأمنية وانقطاع الوقود والكهرباء.
تشمل الإمدادات الغذائية التي تدخل من مصر أساسًا الأطعمة الجاهزة للأكل (التونا المعلبة وألواح التمر) وتوزع بصورة رئيسية على المهجرين والأسر التي تستضيفهم في الجنوب، ولا يقدم غير الدقيق للمخابز.
الأعمال القتالية والقتلى (إسرائيل)
تواصلت الصواريخ التي تطلقها الجماعات المسلحة الفلسطينية في غزة بصورة عشوائية باتجاه المراكز السكانية الإسرائيلية خلال الساعات الـ24 الماضية، ولم ترد تقارير تفيد بوقوع إصابات بسببها. وفي الإجمال، قُتل نحو 1,400 إسرائيلي وأجنبي في إسرائيل، وفقًا للسلطات الإسرائيلية. وقد قتلت الغالبية العظمى من هؤلاء في 7 تشرين الأول/اكتوبر. وحتى 3 تشرين الثاني/نوفمبر، نشرت أسماء 1,159 من هؤلاء القتلى، بمن فيهم 828 مدنيًا. وثمة 31 طفلًا من بين أولئك الذين جرى تحديد أعمارهم.
وفقًا للسلطات الإسرائيلية، يعد 240 شخصًا في عداد الأسرى في غزة، بمن فيهم إسرائيليون وأجانب. وتشير التقارير الإعلامية إلى أن نحو 30 من الرهائن هم من الأطفال. وقد أفرجت حماس عن أربعة رهائن مدنيين وأنقذت القوات الإسرائيلية مجندة إسرائيلية واحدة حتى الآن. وادعت حماس أن 57 رهينة قتلوا بفعل الغارات الجوية الإسرائيلية.
العنف والضحايا (الضفة الغربية)
أطلقت القوات الإسرائيلية النار وقتلت ثلاثة فلسطينيين بين فترة ما بعد الظهر من يوم 6 تشرين الثاني/نوفمبر وظهر يوم 7 تشرين الثاني/نوفمبر خلال ثلاثة حوادث شهدت اندلاع المواجهات مع الفلسطينيين، وخلال عملية تفتيش واعتقال في سعير (الخليل) وخلال الاحتجاجات التي جرت تضامنًا مع غزة في بيت عنان (القدس) وبيت فجار (بيت لحم).
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، قتلت القوات الإسرائيلية 150 فلسطينيًا، من بينهم 44 طفلًا، وقتل المستوطنون الإسرائيليون ثمانية آخرين، أحدهم طفل. وقتل ثلاثة إسرائيليين على يد فلسطينيين.
يمثل عدد الفلسطينيين الذين قتلوا في الضفة الغربية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر أكثر من ثلث جميع الفلسطينيين الذين قتلوا فيها خلال العام 2023 (397). فمنذ ذلك اليوم، قتل نحو 55 بالمائة من هؤلاء خلال المواجهات التي أعقبت عمليات التفتيش والاعتقال الإسرائيلية، ولا سيما في محافظتي جنين وطولكرم، ونحو 30 بالمائة في سياق المظاهرات التي خرجت للتضامن مع غزة، و8 بالمائة خلال الهجمات التي شنها المستوطنون على الفلسطينيين وقتل معظم من تبقى منهم، ونسبتهم 7 بالمائة، خلال الهجمات التي شنها الفلسطينيون أو زعم أنهم شنوها على القوات الإسرائيلية أو المستوطنين الإسرائيليين.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، أصابت القوات الإسرائيلية 2,375 فلسطينيًا، من بينهم 251 طفلًا على الأقل. وقد أصيب أكثر من نصف هؤلاء في سياق المظاهرات. كما أصيب 64 فلسطينيّا على يد المستوطنين. وكان نحو 27 بالمائة من هذه الإصابات بالذخيرة الحية.
بين 5 و7 تشرين الثاني/نوفمبر، تحقق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من خمس هجمات شنها المستوطنون. ففي ثلاثة من هذه الحوادث، اقتحم مهاجمون مسلحون معروفون لدى الفلسطينيين بأنهم مستوطنون مع أنهم كانوا يرتدون الزي الرسمي للقوات الإسرائيلية تجمعات الركيز وأم فغارة (وكلاهما في الخليل) وحزما (القدس)، حيث ألحقوا الأضرار بمبنى سكني وخزانات مياه وأعطبوا عجلات المركبات. وفي الحادثين الآخرين، أتلف ما لا يقل عن 70 شجرة يملكها الفلسطينيون في المناطق المقيد الوصول إليها قرب المستوطنات في برقة (رام الله) وكفر الديك (سلفيت).
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، سجل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية 218 هجمة شنها المستوطنون على الفلسطينيين وأسفرت عن سقوط ضحايا (28 حادثًا) أو إلحاق أضرار بالممتلكات (157 حادثًا) أو سقوط ضحايا وإلحاق أضرار بالممتلكات معًا (33 حادثًا). وهذا يعكس متوسطًا يوميًا يبلغ سبعة حوادث بالمقارنة مع ثلاثة حوادث منذ مطلع هذه السنة. وانطوى أكثر من ثلث هذه الحوادث على التهديد بالأسلحة النارية، بما شمله ذلك من إطلاق النار. وفي نصف الحوادث تقريبًا، رافقت القوات الإسرائيلية أو أمنت الدعم الفعلي للمستوطنين الإسرائيليين وهم يشنون هجماتهم.
التهجير (الضفة الغربية)
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، هجر ما لا يقل عن 111 أسرة تضم 905 أفراد، من بينهم 356 طفلًا بسبب عنف المستوطنين والقيود المفروضة على الوصول. وتنحدر الأسر المهجرة من أكثر من 15 تجمعًا رعويًا أو بدويًا.
هجر 120 فلسطينيًا آخرين، من بينهم 55 طفلًا، في أعقاب عمليات الهدم التي شهدتها المنطقة (ج) والقدس الشرقية، بحجة افتقار منازلهم للرخص، وهجر 27 آخرين، بمن فيهم 13 طفلًا، في أعقاب عمليات الهدم العقابي منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر.
التمويل
في 7 تشرين الثاني/نوفمبر، أصدرت الأمم المتحدة وشركاؤها خطة تبيّن الحد الأدنى الضروري لتوسيع نطاق العمليات الإنسانية اللازمة لدعم 2.2 مليون شخص في قطاع غزة و500,000 آخرين من أشد الفئات ضعفًا في الضفة الغربية. وثمة حاجة إلى مبلغ قدره 1.2 مليار دولار لتقديم الخدمات الإنسانية الحالية وسط استمرار الأعمال القتالية. وقد أطلعت الأمم المتحدة المانحين والشركاء المحتملين على خطة الاستجابة التي وضعتها باعتبارها جزءًا من نداء عاجل محدَّث.