وكالات الأمم المتحدة تزوّد الوقود للمستشفيات في شمال غزة. ومنذ بداية الهدنة، ارتفع عدد المستشفيات العاملة في الشمال إلى خمسة* مستشفيات، على الرغم من عدم قدرتها تقديم سوى خدمات محدودة للغاية. تصوير منظمة الصحة العالمية، 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023
الأعمال القتالية في قطاع غزة وإسرائيل | تقرير موجز بالمستجدات رقم 54
النقاط الرئيسية
في 29 تشرين الثاني/نوفمبر، دخلت الهدنة الإنسانية يومها السادس على التوالي. وقد مكّنت الهدنة جمعيات الهلال الأحمر المصري والفلسطيني ووكالات الأمم المتحدة، من توسيع نطاق إيصال المساعدات إلى غزة وفي شتّى أرجائها. ولكن، كما أكد الأمين العام للأمم المتحدة في جلسة لمجلس الأمن، إن مستوى المساعدات «لا يزال غير مناسب على الإطلاق لتلبية الاحتياجات الضخمة لأكثر من مليوني شخص.»
في 29 تشرين الثاني/نوفمبر، استمرت قوافل المساعدات بالدخول إلى المناطق الواقعة إلى الشمال من وادي غزة (فيما يلي: الشمال)، والتي كان دخولها شبه معدوم قبل الهدنة. قامت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ووكالة الأونروا بتوزيع المواد الغذائية وغير الغذائية والإمدادات الطبية والوقود على مراكز الإيواء التي تستضيف المُهجّرين، وكذلك على المستودعات والمستشفيات. ومن بين تلك المستشفيات، تلّقى مستشفى الأهلي ومستشفى الصحابة ما مجموعه 10,500 لتر من الوقود، وهو ما يكفي لتشغيل الموّلدات لمدة سبعة أيام تقريبا.
وعلى الرغم من الهدنة، لم يطرأ أي تحسن تقريبا إزاء قدرة وصول السكان في الشمال إلى المياه، حيث لا تزال معظم منشآت إنتاج المياه الرئيسية مغلقة بسبب نقص الوقود والأضرار التي لحقت بها. ولا يزال ثمة شواغل خطيرة إزاء التجفاف والأمراض المنقولة بالمياه بسبب تناول المياه من مصادر غير مأمونة.
كما استمر توسيع نطاق إيصال المساعدات، بما فيها الوقود، إلى المستشفيات ومنشآت المياه والصرف الصحي ومراكز إيواء المُهجّرين، في المناطق الجنوبية من وادي غزة (فيما يلي: الجنوب)، حيث تقيم الغالبية العظمى من المُهجّرين. وتوفر غاز الطهي، الذي دخل من مصر بشكل يومي منذ بداية الهدنة، في السوق في أحد مراكز التوزيع في خان يونس، وإن كان بكميات أقل بكثير من الطلب.
بات مستشفى كمال عدوان في جباليا، وهو أحد المستشفيات التي تعمل جزئيا في الشمال، بحاجة ماسة إلى اللوازم والطواقم الطبية في مجالات طب التوليد وطب الأطفال ورعاية المواليد والجراحة وطب العظام. وتستدعي حالة 80 مريضًا نقلهم الفوري إلى منشأة مجهزة تجهيزًا أفضل في الجنوب لضمان بقائهم على قيد الحياة. وفي 28 و29 تشرين الثاني/نوفمبر، لم يتم إجلاء المرضى والجرحى من المستشفيات الواقعة في الشمال إلى المستشفيات الواقعة في الجنوب.
جدّد الأمين العام للأمم المتحدة دعوته إلى «فتح معابر إضافية وتبسيط آليات التفتيش لتيسير إيصال المساعدات المنقذة للحياة.»
في 29 تشرين الثاني/نوفمبر، أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية مجددا عن قلقه إزاء ارتفاع مخاطر الإصابة بالأمراض المعدية في مراكز ايواء المُهجّرين، بسبب الاكتظاظ الشديد وتعطل النظام الصحي وشبكات المياه والصرف الصحي. وأشار إلى أنه تم تسجيل أكثر من 111,000 حالة من أمراض الجهاز التنفسي الحادة، و36,000 حالة إسهال لدى الأطفال دون سن الخامسة، و24,000 حالة من الالتهابات الجلدية، منذ بداية الأزمة.
في 29 تشرين الثاني/نوفمبر، أُطلق سراح 12 إسرائيليا وأربعة أجانب كانوا محتجزين كرهائن في غزة، و30 أسيرًا فلسطينيًا من المعتقلين في السجون الإسرائيلية. وكان من بين الرهائن الذين أُفرج عنهم سبع نساء وخمسة أطفال. وكان من بين المعتقلين الفلسطينيين 15 امرأة و15 طفلا. ومنذ بداية الهدنة، أُطلق سراح 210 فلسطينيًا و68 إسرائيليًا و20 أجنبيًا، حسبما أفادت التقارير.
الأعمال القتالية والضحايا (قطاع غزة)
منذ أن دخلت الهدنة الإنسانية حيز التنفيذ في الساعة 7:00 من يوم 24 تشرين الثاني/نوفمبر، توقفت الغارات الجوية وعمليات القصف والاشتباكات البرّية إلى حد كبير. ولكن في الصباح الباكر من يوم 29 تشرين الثاني/نوفمبر، قصفت زوارق حربية إسرائيلية شاطئ بحر جنوب قطاع غزة بقذائف صاروخية، ولم ترد تقارير تفيد بوقوع إصابات.
في 27 و28 تشرين الثاني/نوفمبر، تم انتشال 160 جثة من تحت الأنقاض، وفقا للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة. وذكر المكتب أيضا أنه منذ نشوب الأعمال القتالية، قُتل أكثر من 15,000 فلسطيني في غزة، من بينهم حوالي 6,150 طفلا و4,000 امرأة. ولا يزال هذا المكتب الذي يتبع السلطات المحلية الموجودة في غزة يصدر التقارير بشأن الضحايا بعدما توقفت وزارة الصحة عن الاضطلاع بهذا الدور في 11 تشرين الثاني/نوفمبر عقب انهيار الخدمات والاتصالات في المستشفيات في الشمال.
تشمل حصيلة القتلى منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر ما لا يقل عن 198 مسعفا فلسطينيا، وفقا لوزارة الصحة في غزة، و112 موظفا من موظفي الأمم المتحدة و70 صحفيا وإعلاميا، وفقا لنقابة الصحفيين الفلسطينيين، وما لا يقل عن 15 موظف من موظفي الدفاع المدني، وفقا للدفاع المدني الفلسطيني.
في الإجمال، قُتل 75 جنديا إسرائيليا في غزة منذ بداية العمليات البرّية الإسرائيلية، وفقًا للمصادر الرسمية الإسرائيلية.
التهجير (قطاع غزة)
حاول بعض المُهجّرين في الجنوب العودة إلى ديارهم في الشمال، على الرغم من إعلان القوات الإسرائيلية عن منع انتقال الناس إلى الشمال. وفي 24 و25 و26 تشرين الثاني/نوفمبر، أشارت التقارير إلى أن القوات الإسرائيلية أطلقت النار باتجاه هؤلاء المُهجّرين، مما أسفر عن وقوع عدة إصابات.
وفي الأسابيع الأخيرة، قام الجيش الإسرائيلي بدعوة السكان في الشمال وممارسة الضغط عليهم للتوجه نحو الجنوب عبر «ممر» أقامه على طول طريق المرور الرئيسي، وهو شارع صلاح الدين، بين الساعتين 9:00 و16:00. وما من تقديرات متاحة حول عدد الاشخاص الذين تمكنوا من العبور في 29 تشرين الثاني/نوفمبر.
ما زالت حركة الأطفال الذين لا يصحبهم ذووهم والأسر التي انفصل أفرادها عن بعضهم بعضًا على طول «الممر» أمرًا ملحوظًا في الأيام الأخيرة. وتعمل الجهات الفاعلة الإنسانية على مساعدة هؤلاء الأطفال، بطرق منها تسجيل حالاتهم. ومع ذلك، هناك حاجة إلى تدابير عاجلة لتعزيز وجود فرق حماية الطفولة في مراكز الإيواء، وزيادة فعّالية عمليات التسجيل ومعالجة الاحتياجات المحددة لدى هؤلاء الأطفال.
تشير التقديرات إلى أن 1.8 مليون شخص في غزة، أو نحو 80 بالمائة من سكانه، باتوا مُهجّرين. ولكن يُشكّل الحصول على إحصاءات دقيقة تحديا بسبب الصعوبات في متابعة عدد المُهجّرين الذين يقيمون لدى عائلات تستضيفهم وعدد أولئك الذين عادوا إلى ديارهم خلال فترة الهدنة ولكنهم ما زالوا مسجلين في سجلات وكالة الأونروا ومراكز الإيواء الأخرى.
تم تسجيل نحو 1.1 مليون مُهجّر في 156 منشأة تابعة للأونروا في شتّى أرجاء غزة، نحو 86 بالمائة منهم (946,000) في 99 مركز إيواء تابع لوكالة الأونروا في الجنوب. وتشير التقديرات إلى أن 191,000 مُهجّر يقيمون في 124 مدرسة ومستشفى حكومي، وكذلك في أماكن أخرى مثل قاعات الأفراح والمكاتب والمراكز المجتمعية. أما الباقون فيقيمون لدى عائلات تستضيفهم.
بسبب الاكتظاظ وتردّي الظروف الصحية في مراكز الإيواء التابعة للأونروا، طرأت زيادة كبيرة على بعض الأمراض والحالات السارية، كالإسهال وأمراض الجهاز التنفسي الحادة والالتهابات الجلدية والحالات المتعلقة بالنظافة الصحية مثل تفشي القمل. كما هناك تقارير أولية تفيد عن تفشي الأمراض، بما فيها التهاب الكبد.
ثمة شواغل إزاء الفئات المستضعفة من الأشخاص الذين يعانون من ظروف المأوى الصعبة. وهذا يشمل الأشخاص من ذوي الإعاقة والنساء الحوامل أو اللواتي ولدن مؤخرا أو المرضعات؛ والأشخاص الذين يتعافون من الإصابات أو العمليات الجراحية وأولئك الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي.
في شتّى أرجاء قطاع غزة، دُمّر أكثر من 46,000 منزل ولحقت الأضرار بأكثر من 234,000 وحدة سكنية، وهو ما يبلغ نسبة أكثر من 60 بالمائة من رصيد المساكن، حسبما أفادت مجموعة المأوى في 24 تشرين الثاني/نوفمبر.
وصول المساعدات الإنسانية (قطاع غزة)
في 29 تشرين الثاني/نوفمبر، كما في الأيام السابقة، دخلت إلى غزة من مصر قوافل أكبر بكثير من تلك التي دخلت قبل الهدنة، حيث تضم مجموعة متنوعة من الإمدادات الإنسانية والوقود وغاز الطهي.
في 29 تشرين الثاني/نوفمبر، تم فتح معبر رفح في كلا الاتجاهين لإجلاء عشرة مصابين ومرضى وتسعة من مرافقيهم، فضلا عن دخول 74 شخصا من سكان غزة العالقين في الخارج.
الكهرباء
منذ 11 تشرين الأول/أكتوبر، لم يزل قطاع غزة يشهد انقطاع الكهرباء بعدما قطعت السلطات الإسرائيلية إمدادات الكهرباء والوقود ونفاد احتياطيات الوقود من محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع.
الرعاية الصحية، بما يشمل الهجمات عليها (قطاع غزة)
لا يزال النظام الصحي في شتّى أرجاء قطاع غزة يعمل فوق طاقته وسط نقص حاد في الإمدادات الطبية.
في 29 تشرين الثاني/نوفمبر، سلّمت وكالات الأمم المتحدة إلى المستشفى الأهلي ومستشفى الصحابة في مدينة غزة، الأدوية المنقذة للحياة والإمدادات الجراحية (بالإضافة إلى الوقود) التي تقُدر بأنها تكفي لتلبية الاحتياجات الصحية العاجلة لـ100 مريض في كل منشأة. ويُشكّل هذان المستشفيان بالإضافة إلى ثلاثة مستشفيات أخرى، المستشفيات الخمسة الوحيدة (من أصل 24 مستشفى قبل نشوب الأعمال القتالية) التي ما زالت تزاول عملها في الشمال، وإن كان ذلك بشكل جزئي، وتستقبل بعض المرضى.
كما أعلنت وزارة الصحة في غزة في 29 تشرين الثاني/نوفمبر إعادة تشغيل أجزاء من قسم غسيل الكلى بمستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا في الشمال. وعلى مدى الأسابيع التي سبقت الهدنة، تعرّض المستشفى لأضرار جسيمة خلال عمليات القصف والعمليات الإسرائيلية داخل المُجمّع. ويأتي ذلك في أعقاب إعلان مماثل بشأن قسم غسيل الكلى في مستشفى الشفاء في مدينة غزة في 27 تشرين الثاني/نوفمبر.
في 28 تشرين الثاني/نوفمبر، سلّمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إمدادات طبية إلى مستشفى غزة الأوروبي في رفح، جنوب القطاع، وشملت الإمدادات الأدوية ومسكنات الألم وأكياس الدم.
المياه والصرف الصحي (قطاع غزة)
حذّرت بلدية غزة من احتمال حدوث فيضانات في مناطق واسعة في حي الشيخ رضوان بسبب ارتفاع منسوب المياه في بركة مخصّصة للمياه العامدة ومياه الأمطار في المدينة، عقب تجمع الأمطار على مرّ الأيام الأخيرة. توقف ضخّ المجاري لعدة أسابيع بسبب نفاذ الوقود اللازم لتشغيل المضخات، فضلا عن الأضرار التي لحقت بالعديد من الخطوط الناقلة.
في 28 تشرين الثاني/نوفمبر، واصلت وكالة الأونروا واليونيسف إيصال الوقود إلى منشأة المياه الرئيسية في غزة، التي عملت بدورها على توزيع المياه على منشآت المياه والصرف الصحي في الجنوب: محطتان لتحلية مياه البحر، و79 بئرًا من آبار المياه، و15 محطة لضخ المياه، و18 محطة لضخ مياه الصرف الصحي، ومحطة واحدة لمعالجة مياه الصرف الصحي. واستمر توريد إمدادات مياه الشرب في الجنوب عبر خطين ممدودين من إسرائيل.
وفي الجنوب، واصلت الأونروا تشغيل ثمانية آبارا من آبار المياه التي توفر مياه الشرب والمياه المستخدمة للأغراض المنزلية لمراكز إيواء المُهجّرين، فضلا عن عمليات نقل المياه بالصهاريج. تواصلت عمليات جمع النفايات الصلبة التي كانت متراكمة داخل المخيمات ومراكز الإيواء الطارئة ونقلها إلى مكب النفايات في الجنوب.
الأمن الغذائي
في 28 تشرين الثاني/نوفمبر، أفاد الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن غزة تتكبد الخسائر اليومية في الإنتاج الزراعي بمبلغ قدره 1.6 مليون دولار. وتقدر المؤسسة أنه من المرّجح أن تكون الخسائر أعلى نظرا إلى الدمار الذي لحق بالمعدّات والأراضي الزراعية، واتلاف آلاف الأشجار، ولا سيما أشجار الزيتون. وهذا يؤثر أيضا على الاقتصاد بشكل ملحوظ، حيث أن 55 بالمائة من المنتجات الزراعية يتم تصديرها إلى خارج القطاع الساحلي، حسبما أفاد الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
تبلغ كمية غاز الطهي التي أفادت التقارير بأنها دخلت غزة من مصر منذ بداية الهدنة (نحو 85 طنا يوميا) ثلث المتوسط اليومي الذي دخل بين شهر كانون الثاني/يناير وشهر آب/أغسطس 2023. وأشارت التقارير إلى أن الطوابير التي اصطفت أمام محطة للتعبئة في خانيونس امتدت على مسافة بلغت حوالي كيلومترين، حيث انتظر الناس أمامها خلال الليل. وفي هذه الأثناء، تشير التقارير إلى أن الناس باتوا يحرقون إطارات الأبواب والنوافذ من أجل الطهي.
منذ 25 تشرين الثاني/نوفمبر، استأنف أحد المخابز المتعاقدة مع برنامج الأغذية العالمي عمله بشكل غير منتظم، مما أتاح تقديم الخبر لنحو 90,000 شخص في مراكز الإيواء التابعة للأمم المتحدة في الجنوب. تعمل المخابز الأخرى بشكل متقطع.
الأعمال القتالية والضحايا (إسرائيل)
في 28 تشرين الثاني/نوفمبر، ولليوم السادس على التوالي، لم تشر التقارير إلى إطلاق الصواريخ من غزة باتجاه إسرائيل. وفي الإجمال، قُتل أكثر من 1,200 إسرائيلي وأجنبي في إسرائيل، وفقًا للسلطات الإسرائيلية. وقد قُتلت الغالبية العظمى من هؤلاء في 7 تشرين الأول/اكتوبر.
بعد إطلاق سراح 88 رهينة منذ 24 تشرين الثاني/نوفمبر، بقي 159 شخصا في عداد الأسرى في غزة، بمن فيهم إسرائيليون وأجانب، وفقا لمصادر إسرائيلية. كما أعلن في 28 تشرين الثاني/نوفمبر عن مقتل مدني إسرائيلي وثلاثة جنود كانوا من ضمن عداد المفقودين في البداية. وقبل الهدنة، أفرجت حماس عن أربعة رهائن مدنيين وأنقذت القوات الإسرائيلية مجندة إسرائيلية واحدة واستعادت جثامين ثلاث رهائن، حسبما أفادت التقارير.
العنف والضحايا (الضفة الغربية)
في الفترة ما بين الساعة 19:00 من يوم 28 تشرين الثاني/نوفمبر والساعة 18:00 من يوم 29 تشرين الثاني/نوفمبر، قتلت القوات الإسرائيلية أربعة فلسطينيين، من بينهم طفلان، في عملية في مخيم جنين للاجئين، شملت اندلاع اشتباكات مسلّحة مع الفلسطينيين وشن غارات جوية، مما ألحق أضرارًا فادحة بالبنية التحتية والمباني السكنية. وخلال انسحاب القوات الإسرائيلية، أطلقت القوات الإسرائيلية النار باتجاه طفل يبلغ من العمر ثماني سنوات وطفل يبلغ من العمر 15 عاما وقتلتهما. ووفقا لمصادر طبية، أعاقت القوات الإسرائيلية خلال العملية عمل المسعفين، ومنعتهم من الوصول إلى المستشفى، واعتقلت شخصا مصابا بينما كان المسعفون ينقلونه إلى مستشفى. ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، قتل 51 فلسطينيا في مخيم جنين للاجئين، وهو ما يمثل 22 بالمائة من مجموع الوفيات التي أفادت بها التقارير.
بين 7 تشرين الأول/أكتوبر و29 تشرين الثاني/نوفمبر، قُتل 238 فلسطينيا، من بينهم 63 طفلا، في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. ومن بين القتلى، قُتل 229 فلسطينيًا على يد القوات الإسرائيلية، وثمانية على يد المستوطنين الإسرائيليين، وقُتل واحد آخر إما على يد القوات الإسرائيلية وإما على يد المستوطنين. وتُمثّل حصيلة الأسابيع السبعة أكثر من نصف جميع الفلسطينيين الذين قُتلوا في الضفة الغربية هذا العام. حتى الآن، كان العام 2023 الأكثر دموية بالنسبة للفلسطينيين في الضفة الغربية منذ أن بدأ مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في توثيق عدد الضحايا في العام 2005.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، قُتل نحو ثلثي القتلى خلال عمليات التفتيش والاعتقال الإسرائيلية وغيرها من العمليات التي نفذتها القوات الإسرائيلية التي انطوت بعضها على تبادل لإطلاق النار مع الفلسطينيين، ولاسيما في محافظتي جنين وطولكرم. ووقع أكثر من نصف الضحايا في عمليات لم تشمل اشتباكات مسلّحة، حسبما أفادت التقارير.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، أصابت القوات الإسرائيلية 3,128 فلسطينيين، من بينهم 508 طفلًا على الأقل. وقد أُصيب 45 بالمائة من هؤلاء في سياق المظاهرات و46 بالمائة في سياق عمليات التفتيش والاعتقال وغيرها من العمليات. كما أُصيب 78 فلسطينيّا على يد المستوطنين، وأُصيب 18 آخرين إما على يد القوات الإسرائيلية وإما على يد المستوطنين. وكان نحو 33 بالمائة من هذه الإصابات بالذخيرة الحيّة، مقارنة بمتوسط شهري قدره تسعة بالمائة من الإصابات بالذخيرة الحيّة في الضفة الغربية في الأشهر التسعة الأولى من العام 2023.
بين 27 و29 تشرين الثاني/نوفمبر، تحقق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من أربع هجمات شنّها المستوطنون أسفرت عن إلحاق أضرار بممتلكات الفلسطينيين. ووفقا لشهود عيان فلسطينيين، أتلف مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين 135 شجرة زيتون، وسرقوا محاصيل الزيتون، ومعدات زراعية، وألواح شمسية، ومعدات بناء، وأضرموا النار في ثلاث خيام في ضواحي يانون (نابلس) ودير استيا (سلفيت) والجانية (رام الله) وعين الحلوة (طوباس).
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، سجّل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية 295 هجمة شنّها المستوطنون على الفلسطينيين وأسفرت عن سقوط ضحايا (33 حدثًا) أو إلحاق أضرار بالممتلكات (223 حدثًا) أو سقوط ضحايا وإلحاق أضرار بالممتلكات معًا (39 حدثًا). وهذا يعكس متوسطًا يوميًا قدره خمسة أحداث بالمقارنة مع ثلاثة منذ مطلع هذه السنة. وانطوى أكثر من ثلث هذه الأحداث على التهديد بالأسلحة النارية، بما شمله ذلك من إطلاق النار. وفي نصف الأحداث تقريبًا، رافقت القوات الإسرائيلية أو أمّنت الدعم الفعلي للمستوطنين الإسرائيليين وهم يشنّون هجماتهم.
التهجير (الضفة الغربية)
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، هُجّر ما لا يقل عن 143 أسرة تضم 1,014 فردًا، من بينهم 388 طفلًا، بسبب عنف المستوطنين والقيود المفروضة على الوصول. وتنحدر الأسر المُهجّرة من 15 تجمعًا رعويًا أو بدويًا.
في 27 و28 تشرين الثاني/نوفمبر، هدمت السلطات الإسرائيلية أو أجبرت الأشخاص على هدم ثمانية مبان، من بينها ستة منازل، في القدس الشرقية (ثلاثة مبان) والمنطقة (ج) (خمسة مبان) بحجة افتقارها إلى رخص البناء التي تصدرها السلطات الإسرائيلية والتي يكاد حصول الفلسطينيين عليها مستحيلًا. ونتيجة لذلك، هُجّر 35 شخصا، من بينهم 21 طفلا.
في 28 تشرين الثاني/نوفمبر، هدمت القوات الإسرائيلية على أساس عقابي منزل أسرة في مخيم دير عمار للاجئين (رام الله) اتُهم أحد أفرادها بقتل إسرائيلي في آب/أغسطس 2023 في مخيم دير عمار للاجئين (رام الله). ونتيجة لذلك، هُجّر تسعة أشخاص، من بينهم ستة أطفال. وتُعدّ عمليات الهدم العقابي شكلًا من أشكال العقوبات الجماعية التي يحظرها القانون الدولي.
وفضلًا عن هؤلاء، هُجّر 181 فلسطينيًا، من بينهم 93 طفلًا، في أعقاب عمليات الهدم التي طالت منازلهم منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر في المنطقة (ج) والقدس الشرقية بحجة افتقارها إلى الرخص. كما هُجّر 54 فلسطينيًا آخرين، من بينهم 25 طفلًا، في أعقاب عمليات الهدم العقابي.
التمويل
حتى يوم 29 تشرين الثاني/نوفمبر، صرفت الدول الأعضاء 262.8 مليون دولار لصالح النداء العاجل المحدَّث الذي أطلقته الأمم المتحدة وشركاؤها لتنقيد خطة الاستجابة التي وضعوها من أجل دعم 2.2 مليون شخص في قطاع غزة و500,000 آخرين في الضفة الغربية. ويشكل هذا المبلغ نحو 21 بالمائة من المبلغ المطلوب وقدره 1.2 مليار دولار. كما جرى التعهد بتقديم مبلغ إضافي قدره 250 مليون دولار حتى يوم 23 تشرين الثاني/نوفمبر. وتجمع التبرعات الخاصة من خلال الصندوق الإنساني.