استمر القصف الإسرائيلي الشديد من الجو والبحر والبر دون انقطاع تقريبًا. واستهدفت بنايات سكنية متعددة في المناطق المكتظة بالسكان ودمرت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وكانت المناطق الأشد تضررًا منطقتي المقوسي والمشتل في الجزء الشمالي من مدينة غزة، والمنطقتين الوسطى والجنوبية من رفح، والنصيرات ودير البلح في المنطقة الوسطى في غزة. ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، قتل 317 فلسطينيًا وأصيب 929 آخرين بين الساعة 18:30 من يوم أمس والساعة 14:00 اليوم. ومن بين هؤلاء الضحايا 16 أسرة قتل معظم أفرادها في حادث واحد، مما يرفع العدد الكلي لهذه الأسر إلى 44 أسرة منذ بد الأعمال القتالية.
ولا يزال العديد من الضحايا محاصرين تحت الأنقاض، حيث تعجز فرق الدفاع المدني والفرق الطبية عن الوصول إلى هذه المناطق بسبب شواغل الحماية ونقص المعدات والشوارع التي طالتها أضرار جسيمة.
كما أفادت المصادر الإعلامية الإسرائيلية بأن السلطات الإسرائيلية تحتجز جثامين أكثر من 1,000 فرد من أفراد الجماعات المسلحة الفلسطينية الذين قتلوا في إسرائيل، ومعظمهم في 7 و8 تشرين الأول/أكتوبر.
ووفقًا للمصادر العسكرية الإسرائيلية، استمرت الاشتباكات المتقطعة بين القوات الإسرائيلية وأفراد الجماعات المسلحة الفلسطينية الذين بقوا في جنوب إسرائيل منذ الهجوم الأول في 7 تشرين الأول/أكتوبر، حيث قتل خمسة فلسطينيين على الأقل منذ ظهيرة يوم أمس.
وحسب وزارة الأشغال العامة والإسكان في غزة، دمرت 752 بناية سكنية، تضم 2,835 وحدة سكنية. وأصيبت 1,791 وحدة أخرى بأضرار لا يمكن إصلاحها وباتت غير صالحة للسكن.
ومن جملة البنايات الأخرى التي قصفت ولحقت الأضرار بها ما لا يقل عن 90 منشأة تعليمية، بما فيها 20 مدرسة تابعة للأونروا، تستخدم اثنتان منها كمراكز لإيواء المهجرين في حالات الطوارئ، و70 مدرسة تابعة للسلطة الفلسطينية، حيث دمرت إحداها. وجرى استهداف وتدمير 11 مسجدًا، ولحقت الأضرار بسبع كنائس ومساجد وأخرى.
وقصفت منشآت المياه والصرف الصحي. فمنذ بدء الأعمال القتالية، ألحقت الغارات الجوية الأضرار بست آبار مياه وثلاثة محطات لضخ الماء وخزان مياه ومحطة لتحلية المياه تخدم أكثر من 1,100,000 شخص.
حتى الساعة 23:00 من هذا اليوم، طرأت زيادة قدرها 84,444 شخص على عدد المهجرين، حيث وصل تعدادهم إلى 423,378 مهجرًا. وتستضيف وكالة الأونروا نحو 64 بالمائة منهم في 102 من مدارسها التي جرى تشغيلها كمراكز إيواء في حالات الطوارئ. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 153,000 مهجر دُمرت منازلهم أو أصابتها الأضرار أو تركوها بسبب الخوف يقيمون لدى أقاربهم أو جيرانهم وفي غيرها من المنشآت العامة. ولا يزال نحو 3,000 فلسطيني في غزة مهجرين بسبب حالات التصعيد السابقة.
وقد ترك بعض المهجرين منازلهم بعد إنذارات الإخلاء التي أصدرها الجيش الإسرائيلي إليهم بين 8 و12 تشرين الأول/أكتوبر بشأن عشر مناطق بعينها في مختلف أنحاء غزة. ووفقًا لهذه الإنذارات، يتعين على السكان الانتقال إلى مراكز المدن القريبة أو مراكز الإيواء لتفادي تعرض حياتهم للخطر.
منذ الساعة 14:00 من يوم أمس، تشهد غزة انقطاع إمدادات الكهرباء انقطاعًا كاملًا، وهو ما أوصل خدمات الصحة والمياه والصرف الصحي الأساسية إلى حافة الانهيار، وزاد من تفاقم انعدام الأمن الغذائي. وجاء ذلك بعد قطع إسرائيل إمدادات الكهرباء والوقود عن غزة في 8 تشرين الأول/أكتوبر، وهو ما أسفر كذلك عن إغلاق محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة بعدما نفدت احتياطيات الوقود منها. وفقًا لمسؤولين في المحطة، حذرت السلطات الإسرائيلية بأنها سوف تستهدفها إذا ما حاولت استئناف عملها. وأشار وزير الدفاع الإسرائيلي إلى أن إمدادات الكهرباء والوقود والمياه لغزة لن تعود حتى يطلق سراح الرهائن الإسرائيليين.
تعمل البنية التحتية للخدمات الأساسية الآن من خلال المولدات الاحتياطية، التي تعتمد على احتياطيات الوقود التي يجري استنفادها بوتيرة سريعة. وقد توقفت أربع من محطات معالجة مياه الصرف الصحي عن العمل بسبب انقطاع الكهرباء. ولا تعمل 53 من أصل 63 محطة لضخ مياه الصرف الصحي، مما يزيد من خطوة فيضان هذه المياه. وفي بعض المناطق، باتت مياه الصرف الصحي والنفايات الصلبة تتراكم في الشوارع، مما يشكل مخاطر صحية وبيئية.
وأوقفت محطات تحلية المياه الثلاث، التي كانت تنتج في السابق 21 مليون لتر من مياه الشرب في اليوم، عملها بالكامل. ولم تزل إمدادات مياه الشرب مقطوعة من إسرائيل منذ مساء 9 تشرين الأول/أكتوبر، مما يسبب نقصًا حادًا في مياه الشرب لدى عدد يزيد عن 650,000 شخص. وتقدر مجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية بأن نصف سكان قطاع غزة لا تصلهم مياه الصنابير منذ يوم أمس، بسبب إغلاق محطة الضخ الأخيرة. وتحث بلديات قطاع غزة السكان على تقليص استهلاك المياه.
كما يُلحق انقطاع الكهرباء أثرًا ضارًا بالأمن الغذائي، حيث عطل أجهزة التبريد والري والتفريخ وأفرز أثرًا وخيمًا على سبل العيش الزراعية (الدواجن والأبقار والأسماك وغيرها من المنتجات). وأصاب الدمار مزارع الدواجن بسبب القيود المفروضة على الوصول إلى العلف. وطرأت زيادة كبيرة على أسعار الخضار الطازجة بسبب محدودية الإمدادات. وفي هذه الأثناء، يملك نصف المخابز مخزونًا يقل عن أسبوع واحد من إمدادات دقيق القمح، ويتوقع عدد من هذه المخابر أنها لم تملك القدرة على الاستمرار في إنتاج الخبز الطازج بسبب نفاد مخزونها من دقيق القمح.
ومع أن مستشفيات قطاع غزة البالغ عددها 13 مستشفى تزاول عملها جزئيًا وتواصل تقديم العلاج للمصابين، فهي تعتمد على المولدات الاحتياطية، حيث بلغت احتياطيات الوقود مستويات تنذر بالخطر، في الوقت الذي تواجه فيه نقصًا حادًا في اللوازم الطبية الأساسية والأضرار التي لحقت بها بفعل الغارات الجوية. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن انقطاع الكهرباء عن المستشفيات يعرض حياة المواليد الخدج في الحاضنات والمرضى من كبار السن للخطر، كما يتوقف غسيل الكلى ولا يمكن إجراء التصوير بالأشعة السينية. ولذلك، تشير اللجنة إلى أن «المستشفيات عرضة لخطر التحول إلى مشارح دون كهرباء.»
لا يزال معبرا بيت حانون (إيريز) وكرم أبو سالم مغلقين بسبب الأعمال القتالية. ولا تزال إحالة المرضى ومرافقيهم من قطاع غزة للوصول إلى المواعيد الطبية المقررة لهم في الضفة الغربية وإسرائيل متوفقة بالكامل منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر. كما علق العمال من أبناء غزة داخل إسرائيل ونقلوا إلى الضفة الغربية مؤخرًا.
وبقي معبر رفح مع مصر مغلقًا أمام حركة الأفراد والبضائع لليوم الثالث على التوالي. وفي 9 و10 تشرين الأول/أكتوبر، شنت القوات الإسرائيلية عددًا من الغارات الجوية على الجانب الفلسطيني من المعبر، مما أدى إلى إغلاقه. وأصدرت مصر بيانًا اليوم وضحت فيه بأنها لم تغلق المعبر منذ بدء التصعيد.
وما زال الوصول إلى البحر محظورًا، وتوقفت كل أنشطة الصيد منذ بدء الأعمال القتالية. ولا يزال الوصول ضمن مساحة تبعد 1,000 متر عن السياج الحدودي الإسرائيلي محظورًا، مما يؤثر في وصول المزارعين إلى مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية ويفاقم بالتالي من نقص المنتجات من الخضار.
تواجه جميع الوكالات الإنسانية وموظفوها قيودًا كأداء في تقديم المساعدات الإنسانية. ويحول انعدام الأمن السائد دون الوصول الآمن إلى الناس المحتاجين والمنشآت الأساسية، كالمستودعات. وقد قتل ما لا يقل عن 23 عاملًا من العاملين في المجال الإنساني، بمن فيهم 11 عاملًا صحيًا، و12 من موظفي الأونروا منذ بدء الأعمال القتالية. كما تعطلت العمليات بفعل القيود المفروضة على التنقل وحظر الواردات وانقطاع الكهرباء ونقص الوقود وإمدادات المياه وغيرها من المواد الأساسية. ويتسم توزيع المساعدات على المهجرين الذين ليسوا في مراكز الإيواء التابعة للأونروا بالتعقيد على نحو خاص.
وعلى الرغم من هذه الظروف التي تفرض التحديات، تمكنت الجهات الفاعلة في المجال الإنساني من العمل على مدار الساعة على تقديم الدعم للفئات الأكثر ضعفًا. وتنطوي العملية الرئيسية على استضافة المهجرين ورعايتهم في مدارس الأونروا ومساندة أولئك الذين تستضيفهم منشآت أخرى. وشملت التدخلات الأخرى توزيع المساعدات الغذائية على المهجرين ووقود الطوارئ على منشآت المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية وتفعيل خطوط المساعدة لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي وإطلاق حملة للإعلام الجماهيري للتوعية بالمخاطر التي تشكلها الذخائر غير المنفجرة (للمزيد من التفاصيل، انظر الفصل الذي يتناول المجموعات أدناه).
ومع ذلك، سوف يظل نطاق العمليات محدودًا دون التوصل إلى هدنة إنسانية وفتح المعابر وتأمين قدر معتبر من التمويل.
في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، تواصلت المواجهات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية لليوم السادس على التوالي. فمنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، قتل 33 فلسطينيًا، من بينهم خمسة أطفال. ومن بين هؤلاء، قتل خمسة على يد المستوطنين و28 على يد القوات الإسرائيلية.
وأصابت القوات الإسرائيلية ما مجموعه 500 فلسطيني، بمن فيهم 81 طفلًا، بجروح. وأفادت التقارير بأن معظم هؤلاء (426) أصيبوا في الاشتباكات التي اندلعت خلال مظاهرات التي جرت تضامنًا مع سكان قطاع غزة. وأصيب أكثر من 35 بالمائة من جميع المصابين بالذخيرة الحية.
ما زال عنف المستوطنين في شتى أرجاء الضفة الغربية، وخاصة في التجمعات السكانية الفلسطينية القريبة من المستوطنات الإسرائيلية، يشهد تزايدًا. فمنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، سُجل ما مجموعه 49 هجمة شنها المستوطنون على الفلسطينيين وأسفرت عن سقوط ضحايا أو إلحاق أضرار بالممتلكات، بما فيها بعض الهجمات التي شاركت القوات الإسرائيلية فيها. وهذا يمثل متوسطًا يصل إلى ثمانية حوادث في اليوم، بالمقارنة مع متوسط يومي كان يبلغ ثلاثة حوادث منذ مطلع هذا العام.
وعند نحو الساعة 16:00 من يوم أمس، اقتحمت مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين المسلحين، الذين أشارت التقارير إلى أنهم من بؤرة إيش كوديش الاستيطانية وساندتهم القوات الإسرائيلية في وقت لاحق، قرية قصرة (نابلس)، حيث أطلقوا النار وألقوا الحجارة على منازل الفلسطينيين. وقتل هؤلاء المستوطنون ثلاثة فلسطينيين وقتل جندي فلسطينيًا آخر. وفي اليوم التالي، أطلق المستوطنون الإسرائيليون النار على والد وابنه من القرية نفسها وقتلوهما خلال مشاركتهما في جنازة المتوفين.
ويوم أمس كذلك، شرعت 35 أسرة فلسطينية تضم 214 فردًا من تجمعي وادي السيق والمعرجات البدويين (رام الله) في هجر منازلها في أعقاب المضايقات والهجمات الممنهجة التي شنها المستوطنون الإسرائيليون عليها، مما يثير القلق إزاء الترحيل القسري.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، وثّقت منظمة الصحة العالمية 42 هجومًا في الضفة الغربية، 28 هجومًا شملت عرقلة تقديم الرعاية الصحية، وأثرت على 20 سيارة إسعاف، و20 هجومًا ينطوي على عنف جسدي تجاه الفرق الصحية؛ أحد عشر حادثًا يتضمن احتجاز الطواقم الصحية وسيارات الإسعاف؛ وسبعة تنطوي على تفتيش عسكري للأصول الصحية.
الاحتياجات ذات الأولوية والاستجابة لها
الاستجابة حتى تاريخه
الاحتياجات ذات الأولوية
الاستجابة حتى تاريخه
الاحتياجات ذات الأولوية
الاستجابة حتى تاريخه
الاحتياجات ذات الأولوية
الاستجابة حتى تاريخه
الاحتياجات ذات الأولوية
الاستجابة حتى تاريخه
الاحتياجات ذات الأولوية
الاستجابة حتى تاريخه
لا تزال الحماية من الاعتداء والاستغلال الجنسيين تشكل أولوية مشتركة لدى المجموعات كافة. ويعمل خط المساعدة الذي تشغّله مؤسسة سوا على الرقم 121 وعبر تطبيق الواتساب على الرقم +972 59-4040121 (القدس الشرقية على الرقم 1-800-500-121) يعمل على مدار الساعة. وقد عُمم هذا الرقم المجاني على نطاق واسع في شتى مناطق التدخل للإبلاغ عن حالات الاعتداء والاستغلال الجنسيين وتسهيل الاستشارات والإحالات الطارئة لتمكين التجمعات السكانية المتضررة من الوصول إلى الخدمات المنقذة للحياة. وتتابع شبكة الحماية من الاعتداء والاستغلال الجنسيين المكالمات الهاتفية يوميًا وسوف تزيد عدد المرشدين إذا اقتضت الضرورة ذلك.