«ما من مكانٍ آمن في غزة. لا بالمستشفيات، ولا بالملاجئ، ولا بمخيمات اللاجئين. ولا أحد بأمان. لا الأطفال ولا العاملين الصحيين ولا العاملين في المجال الإنساني. ويجب أن يتوقف هذا الاستخفاف الصارخ بالإنسانية الأساسية. يجب أن يتوقف القتال.» (منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث). تصوير الأونروا
الأعمال القتالية في قطاع غزة وإسرائيل | تقرير موجز بالمستجدّات رقم 60
النقاط الرئيسية
اشتدّت عمليات القصف الإسرائيلية من البرّ والبحر والجو في شتّى أرجاء غزة بشكل كبير منذ ساعات ما بعد الظهر من يوم 4 كانون الأول/ديسمبر، إلى جانب القتال العنيف بين القوات الإسرائيلية والجماعات المسلّحة الفلسطينية، لا سيما في الأجزاء الشرقية من مدينة غزة، ومخيم جباليا للاجئين، والمناطق الواقعة شرق خان يونس. كما تصاعدت وتيرة إطلاق الصواريخ من قبل الجماعات المسلّحة الفلسطينية باتجاه إسرائيل.
في 5 كانون الأول/ديسمبر، صرّح منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث بأنـه «ما من مكان آمن في غزة. لا بالمستشفيات، ولا بالملاجئ، ولا بمخيمات اللاجئين. ولا أحد بأمان. لا الأطفال ولا العاملين الصحيين ولا العاملين في المجال الإنساني. يجب أن يتوقف هذا الاستخفاف الصارخ بالإنسانية الأساسية. يجب أن يتوقف القتال.»
وفقا لوزارة الصحة في غزة، قُتل ما لا يقل عن 1,207 فلسطينيًا، 70 بالمائة من هؤلاء هم من النساء والأطفال، منذ استئناف الأعمال القتالية في 1 كانون الأول/ديسمبر وحتى الساعة 18:00 من يوم 5 كانون الأول/ديسمبر. وفي 5 كانون الأول/ديسمبر، ذكر مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن «نمط الهجمات التي تستهدف البنية التحتية المدنية أو تؤثر عليها يثير مخاوف جدية ازاء امتثال إسرائيل للقانون الإنساني الدولي ويزيد بشكل كبير من خطر ارتكاب جرائم فظيعة.»
في 5 كانون الأول/ديسمبر، دخلت عشرات الشاحنات المحمّلة بالإمدادات الإنسانية والوقود من مصر إلى غزة. ولكن حتى الساعة 23:00، لم تكن الأرقام متاحة. تقيدت قدرة الأمم المتحدة على تلقي كميات واردة من المساعدات بشكل كبير خلال الأيام الثلاثة الماضية بسبب عدة عوامل. وتشمل هذه العوامل نقص في عدد الشاحنات داخل غزة، حيث أنه ما زالت بعضها عالقة في المنطقة الوسطى والمفصولة عن الجنوب. فضلا عن انقطاع الاتصالات في 4 كانون الأول/ديسمبر، وتزايد عدد الطواقم الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى معبر رفح بسبب الأعمال القتالية. وفي 4 كانون الأول/ديسمبر، صرّحت لين هاستينغز، نائبة المنسق الخاص ومنسقة الأمم المتحدة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، بأن «استخدام معبر رفح – المخصص لعبور المشاة – وحده من أجل إدخال شاحنات البضائع لا يجدي نفعًا.»
في 5 كانون الأول/ديسمبر، ولليوم الثالث على التوالي، كانت محافظة رفح المحافظة الوحيدة التي شهدت توزيع كميات محدودة من المعونات في غزة. وفي محافظة خانيونس المجاورة، توقف توزيع المعونات إلى حد كبير بسبب كثافة الأعمال القتالية. وكانت المنطقة الوسطى مفصولة في عمومها عن الجنوب بعدما منعت القوات الإسرائيلية الحركة على طول الطرق الرئيسية. وتعطلت إمكانية الوصول إلى المناطق الواقعة إلى الشمال من وادي غزة (فيما يلي: «الشمال») من جهة الجنوب عقب استئناف الأعمال القتالية في 1 كانون الأول/ديسمبر.
منذ 3 كانون الأول/ديسمبر، وصل عشرات الآلاف من المُهجّرين إلى رفح، ويفترض أنهم من المناطق الواقعة في شتّى أرجاء محافظة خان يونس. وبالنظر إلى أن مراكز الإيواء في مدينة رفح قد تجاوزت طاقتها الاستيعابية بكثير، استقر معظم المُهجّرين الوافدين حديثا في الشوارع وفي الأماكن الفارغة في شتّى أرجاء المدينة. وقد وزعت وكالة الأونروا مئات الخيام التي نُصبت في موقعين منفصلين إلى جانب مئات مراكز الإيواء المؤقتة.
في 3 كانون الأول/ديسمبر، حدّد الجيش الإسرائيلي منطقة تغطي نحو 20 بالمائة من مساحة مدينة خانيونس لإخلائها على الفور. وصدرت أوامر إخلاء مماثلة في الأيام السابقة لمنطقة واسعة في شرق خان يونس. وتضم هذه المناطق في محافظة خان يونس حوالي 22 بالمائة من قطاع غزة. وقبل نشوب الأعمال القتالية، كان نحو 381,000 شخص يقطنون في هذه المناطق. كما تضم المناطق المذكورة 71 مركزًا من مراكز الإيواء التي تؤوي قرابة 245,000 مُهجّر، فضلا عن آخرين يقيمون لدى عائلات تستضيفهم. صُدرت تعليمات من قبل الجيش الإسرائيلي تدعو السكان إلى الانتقال إلى منطقتين في رفح وإلى بلدة الفخاري، شرق خانيونس.
بموجب القانون الدولي الإنساني، يتعين على أطراف النزاع اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة من أجل تجنب إلحاق الضرر بالمدنيين، وتقليصه في جميع الأحوال. وقد يشمل ذلك إجلاء المدنيين أو توجيه تحذيرات مسبقة وفعّالة إليهم بشأن الهجمات، مما يتيح لهم وقتًا كافيًا للمغادرة، فضلًا عن تأمين مسار ومكان آمنين لكي يتوجهوا إليه. ويجب تبني جميع التدابير الممكنة التي تكفل السلامة والمأوى والتغذية والنظافة الصحية وتضمن عدم انفصال أفراد الأسر عن بعضهم بعضًا. ولا يفقد المدنيون الذين يختارون البقاء في المناطق التي يتقرر إجلاؤها الحماية الواجبة لهم.
في 4 كانون الأول/ديسمبر، أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها من أن تكثيف الأعمال القتالية في خان يونس وحولها من المرجّح أن يؤدي إلى «تعذّر حصول آلاف الأشخاص على الرعاية الصحية – وخصوصًا تعذُّر الوصول إلى مجمع ناصر الطبي ومستشفى غزة الأوروبي، وهما المستشفيان الرئيسيان في جنوب غزة – مع تزايد عدد الجرحى والمرضى.»
في 5 كانون الأول/ديسمبر، صرّح برنامج الأغذية العالمي بأن «استئناف الأعمال القتالية في غزة لن يؤدي إلا إلى تفاقم أزمة الجوع الكارثية التي تهدد بالفعل بإرهاق السكان المدنيين.» وأشار البيان إلى أن «تجدّد القتال يجعل توزيع المساعدات شبه مستحيل ويُعرّض حياة العاملين في المجال الإنساني للخطر.»
الأعمال القتالية والضحايا (قطاع غزة)
كانت الحوادث التالية من بين أكثر الحوادث الدموية التي أوردتها التقارير منذ ساعات ما بعد الظهر من يوم 4 كانون الأول/ديسمبر، والتي شملت إصابة المباني السكنية:
عند نحو الساعة 14:40 من يوم 4 كانون الأول/ديسمبر، قُتل سبعة أشخاص، من بينهم فتاتان، في دير البلح، حسبما أفادت التقارير.
عند نحو الساعة 15:40 من يوم 4 كانون الأول/ديسمبر، قُتل سبعة أشخاص في خان يونس، حسبما أفادت التقارير.
عند نحو الساعة 7:30 من يوم 5 كانون الأول/ديسمبر، قُتل 15 شخصا في جباليا، حسبما أفادت التقارير.
عند نحو الساعة 8:50 من يوم 5 كانون الأول/ديسمبر، قُتل عشرة أشخاص في المخيم الجديد في النصيرات بالمنطقة الوسطى، حسبما أفادت التقارير.
في 3 كانون الأول/ديسمبر، أصيبت مدرسة تابعة للأونروا في خان يونس تأوي نحو 3,800 مُهجّر جراء غارة بالقرب من المدرسة، مما أسفر عن مقتل أربعة مُهجّرين وإصابة سبعة، في حين لحقت الأضرار بمدرسة أخرى تابعة للأونروا في دير البلح تأوي حوالي 6,170 شخصا. ومنذ 7 تشرين الأول، قُتل ما يقدر بنحو 222 مُهجّر كانوا يلتمسون المأوى في مراكز الإيواء التابعة للأونروا وأصيب 911 آخرين بجروح.
وفقًا لوزارة الصحة في غزة، قُتل ما لا يقل عن 16,248 فلسطينيًا في غزة بين يومي 7 تشرين الأول/أكتوبر و5 كانون الأول/ديسمبر. ويُقال إن نحو 70 بالمائة من هؤلاء هم من النساء والأطفال. وثمة عدد أكبر بكثير من الفلسطينيين في عداد المفقودين، ويسود الافتراض بأنهم لا يزالون تحت الركام في انتظار إنقاذهم أو انتشالهم.
في الإجمال، قُتل 85 جنديًا إسرائيليًا في غزة منذ بداية العمليات البرّية الإسرائيلية، وفقًا للمصادر الرسمية الإسرائيلية.
التهجير (قطاع غزة)
في 1 كانون الأول/ديسمبر، نشر الجيش الإسرائيلي خريطة مفصلة على شبكة الانترنت، يقسَّم قطاع غزة بموجبها إلى مئات المناطق الصغيرة. وتفيد التقارير بأن الخريطة يُقصد منها تسهيل أوامر إجلاء السكان إلى مناطق محددة قبل استهدافها. وفي اليومين التاليين، جرى تحديد مناطق مختلفة تُشكّل ما نسبته 28 بالمائة تقريبًا من مساحة قطاع غزة لغايات إخلائها. وتتأثر قدرة السكان على الوصول إلى هذه المعلومات بسبب الانقطاعات المتكررة في الاتصالات ونقص الكهرباء لشحن الأجهزة الإلكترونية.
ووفقا للأونروا، نحو 1.9 مليون شخص في غزة، أو نحو 85 بالمائة من السكان، باتوا مُهجّرين حتى يوم 3 كانون الأول/ديسمبر. سُجّل نحو 1.2 مليون مُهجّر من هؤلاء في 156 منشأة تابعة للأونروا في شتّى أرجاء غزة، ونحو مليون شخص من هؤلاء مُسجّلون في 99 مركز من مراكز الإيواء التي تديرها الأونروا في الجنوب. وتشير التقديرات إلى أن 191,000 مُهجّر آخرين يقيمون في 124 مدرسة عامة ومستشفى وفي أماكن أخرى أيضًا مثل قاعات الأفراح والمكاتب والمراكز المجتمعية. أما من تبقى منهم فيقيمون لدى عائلات تستضيفهم أو في العراء بالقرب من مراكز الإيواء. ومع ذلك، يُشكّل الحصول على إحصاء دقيق تحديًا بسبب الصعوبات التي تكتنف متابعة عدد المُهجّرين الذين يقيمون لدى عائلات تستضيفهم، وحركة المُهجّرين الذي انتقلوا بعد صدور أوامر الإخلاء منذ 1 كانون الأول/ديسمبر والقيود المفروضة على الوصول.
بسبب الاكتظاظ وتردّي الظروف الصحية في مراكز الإيواء التابعة للأونروا في الجنوب، طرأت زيادة كبيرة على بعض الأمراض والحالات السارية، كالإسهال والتهابات الجهاز التنفسي الحادة والالتهابات الجلدية والحالات المتعلقة بالنظافة الصحية مثل تفشي القمل. وفضلًا عن ذلك، ثمة تقارير أولية تفيد بتفشي الأمراض، بما فيها التهاب الكبد الوبائي (أ).
تثور المخاوف إزاء الفئات المستضعفة من الأشخاص الذين يواجهون ظروفًا صعبة على صعيد المأوى. ومن بين هؤلاء الأشخاص ذوو الإعاقة، والنساء الحوامل أو اللواتي وضعن مواليدهن مؤخرًا أو المرضعات، والأشخاص الذين يتعافون من الإصابات أو العمليات الجراحية وأولئك الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي.
الكهرباء
منذ 11 تشرين الأول/أكتوبر، لم يزل قطاع غزة يشهد انقطاع الكهرباء عنه بعدما قطعت السلطات الإسرائيلية إمدادات الكهرباء والوقود ونفاد احتياطيات الوقود من محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع. وتنتج الموّلدات الكهرباء حسب توفر الوقود، كما يجري توليدها بواسطة اللوحات الشمسية. انظر لوحة متابعة إمدادات الكهرباء في قطاع غزة للاطّلاع على المزيد من المعلومات.
الرعاية الصحية، بما يشمل الهجمات عليها (قطاع غزة)
في الفترة ما بين 4 و5 كانون الأول/ديسمبر، أصابت سلسلتان من الغارات الجوية المنطقة المجاورة لمستشفى كمال عدوان في جباليا، مما أسفر عن وقوع عدد غير معروف من الضحايا. ولا تزال المعارك البرّية بين القوات الإسرائيلية والجماعات الفلسطينية المسلّحة مستمرة بالقرب من المكان. وهناك أكثر من 10,000 مُهجّر يلتمس المأوى داخل المستشفى وحوله، لا يستطيعون المغادرة بسبب القتال. وتشير التقارير الإعلامية إلى أن الجثث تتراكم داخل المنشأة دون التمكن من دفنها.
عند نحو الساعة 11:30 من يوم 5 كانون الأول/ديسمبر، أُصيب عدد من الأشخاص، من بينهم مسعف، جرّاء إصابة سيارتي إسعاف تابعتين لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني كانتا تنقلان أشخاصا أُصيبوا وقُتلوا في جنوب دير البلح.
إن المستشفيات في جنوب غزة بالكاد قادرة على التعامل مع تدفق الإصابات. وأفادت منظمة أطباء بلا حدود أن هذا هو الحال مع مستشفيين تدعمهما – مستشفى الأقصى في المنطقة الوسطى ومستشفى ناصر في الجنوب. ويتفاقم هذا التحدي بسبب وقف الدعم المقدم إلى عيادتين طبيتين تقعان في المناطق الخاضعة لأوامر الإخلاء. وأفادت منظمة أطباء بلا حدود أنه في يومي 3 و4 ديسمبر/كانون الأول، وصل أكثر من 100 قتيل و400 مصاب إلى مستشفى الأقصى. ولمعالجة هذه الزيادة، تم إنشاء وحدة مؤقتة لتضميد الجروح لإدارة وتوفير خدمة العناية بالجروح أو الإصابات المزمنة.
تزاول المستشفيات الاثني عشر المتبقية في الجنوب عملها جزئيًا. وتبلغ الطاقة الاستيعابية للمستشفيات في جميع أنحاء غزة 1,400 سرير، حيث انخفضت من 3,500 سرير قبل الحرب. ويأتي هذا التراجع في خضم الزيادة الهائلة التي تشهدها أعداد من يحتاجون إلى العلاج. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، لا يملك سوى مستشفى واحد من المستشفيات العاملة في الجنوب حاليًا القدرة على معالجة الإصابات الحرجة أو إجراء العمليات الجراحية المعقدة.
المياه والصرف الصحي (قطاع غزة)
تستمر دواعي القلق البالغ حيال تفشي الأمراض المنقولة بالمياه بسبب تناول المياه من مصادر غير مأمونة، ولا سيما في الشمال الذي لا تعمل فيه محطة تحلية المياه ولا خط الأنابيب الإسرائيلي. ولم يطرأ أي تحسن تقريبًا على إمكانية حصول السكان في الشمال على المياه لأغراض الشرب والأغراض المنزلية منذ أسابيع.
تواصل الأونروا تشغيل تسعة من آبار المياه تضخ حوالي 10,000 متر مكعب يوميا من أجل توفير إمدادات مياه الشرب والمياه المستخدمة في الأغراض المنزلية لمراكز الإيواء في شتّى أرجاء غزة. وتتواصل عمليات نقل مياه الشرب بالصهاريج إلى مراكز الإيواء في منطقتي رفح وخان يونس على الرغم من الظروف الخطيرة. بالإضافة إلى ذلك، بدأت مراكز الإيواء في رفح بتلقي مياه الشرب بواسطة صهاريج من مصلحة مياه بلديات الساحل.
تواصل العمل على جمع النفايات الصلبة من المخيمات ومراكز الإيواء في المنطقة الوسطى وخان يونس ورفح ونقلها إلى مكبات النفايات. في 3 كانون الأول/ديسمبر، تم نقل نحو 45 حمولة إلى مواقع مكبات النفايات المؤقتة. وثمَّ حاجة ماسة إلى شاحنات ومركبات صرف صحي إضافية.
الأعمال القتالية والضحايا (إسرائيل)
في 5 كانون الأول/ديسمبر، تواصلت الصواريخ التي تطلقها الجماعات المسلّحة الفلسطينية بصورة عشوائية من غزة باتجاه إسرائيل، ولم ترد تقارير تفيد بسقوط قتلى. قُتل أكثر من 1,200 إسرائيلي وأجنبي في إسرائيل، وفقًا للسلطات الإسرائيلية. وقد قُتلت الغالبية العظمى من هؤلاء في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
خلال فترة الهدنة الإنسانية (24-30 تشرين الثاني/نوفمبر)، أُطلق سراح 86 إسرائيليًا و24 أجنبيًا. وتُشير التقديرات إلى أن نحو 138 شخصًا ما زالوا في عداد الأسرى في غزة، بمن فيهم إسرائيليون وأجانب، وفقًا للمصادر الإسرائيلية. وقبل الهدنة، أفرجت حماس عن أربعة رهائن مدنيين وأنقذت القوات الإسرائيلية مجندة إسرائيلية واحدة واستعادت جثامين ثلاث رهائن، حسبما ورد في التقارير.
العنف والضحايا (الضفة الغربية)
في 4 كانون الأول/ديسمبر، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على رجلين فلسطينيين وقتلتهما في بلدة سعير (الخليل) بجانب منزليهما، ولم ترد تقارير تفيد بوقوع مواجهات وقت إطلاق النار. وفي 5 كانون الأول/ديسمبر، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على رأس رجل فلسطيني وقتلته بعد أن اقتحمت شقته في مخيم قلنديا للاجئين (القدس) خلال عملية تفتيش واعتقال.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، قُتل 249 فلسطينيًا، من بينهم 65 طفلًا، في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. كما قُتل فلسطينيان من الضفة الغربية وهما ينفذّان هجومًا في إسرائيل في 30 تشرين الثاني/نوفمبر. وكان من بين من قُتل في الضفة الغربية 239 فلسطينيًا قُتلوا على يد القوات الإسرائيلية، وثمانية على يد المستوطنين الإسرائيليين واثنان إما على يد القوات الإسرائيلية وإما على يد المستوطنين. وتُمثّل حصيلة الأسابيع الثمانية أكثر من نصف جميع الفلسطينيين الذين قُتلوا في الضفة الغربية خلال هذه السنة. وتُعدّ سنة 2023 السنة الأكثر دموية بالنسبة للفلسطينيين في الضفة الغربية منذ أن شرع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تسجيل عدد الضحايا في سنة 2005.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، قُتل أربعة إسرائيليين، من بينهم ثلاثة من أفراد القوات الإسرائيلية، في هجمات شنّها فلسطينيون في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. كما قُتل أربعة آخرون في القدس الغربية في هجوم فلسطيني (ويبدو أن أحد هؤلاء قُتل على يد القوات الإسرائيلية التي أخطأت في التعرف على هويته).
قُتل ثلثا الضحايا الفلسطينيين الذين سقطوا في الضفة الغربية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر خلال عمليات التفتيش والاعتقال وغيرها من العمليات التي نفذتها القوات الإسرائيلية وشهد بعضها تبادل إطلاق النار مع الفلسطينيين، وخاصة في محافظتي جنين وطولكرم. وقُتل أكثر من نصف الضحايا في عمليات لم تشهد اشتباكات مسلّحة، حسبما أفادت التقارير.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، أصابت القوات الإسرائيلية 3,325 فلسطينيًا، من بينهم 528 طفلًا على الأقل. وقد أُصيب 45 بالمائة من هؤلاء في سياق المظاهرات و46 بالمائة في سياق عمليات التفتيش والاعتقال وغيرها من العمليات. كما أُصيب 84 فلسطينيّا على يد المستوطنين، وأُصيب 18 آخرين إما على يد القوات الإسرائيلية وإما على يد المستوطنين. وكان نحو 33 بالمائة من هذه الإصابات بالذخيرة الحيّة، بالمقارنة مع متوسط شهري بلغ 9 بالمائة خلال الأشهر التسعة الأولى من سنة 2023.
عنف المستوطنين
في 4 كانون الأول/ديسمبر، اقتحم مهاجمون مسلّحون يُعرفون لدى السكان الفلسطينيين بأنهم مستوطنون، وكانوا يرتدون زي الجيش الإسرائيلي في الوقت نفسه، تجمع خربة زنوتا (الخليل)، حيث هدموا مبنى سكني وحظيرتين للماشية ودمروا جزئيا جدران غرفة صفية في المدرسة في التجمع.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، سجّل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية 318 هجمة شنّها المستوطنون على الفلسطينيين وأسفرت عن سقوط ضحايا (35 حدثًا) أو إلحاق أضرار بالممتلكات (241 حدثًا) أو سقوط ضحايا وإلحاق أضرار بالممتلكات معًا (42 حدثًا). وقد وصل المتوسط الأسبوعي لهذه الحوادث خلال هذه الفترة إلى 39 حدثًا، بالمقارنة مع 21 حدثًا شهدته الفترة بين يومي 1 كانون الثاني/يناير و6 تشرين الأول/أكتوبر 2023. ومع ذلك، شهد عدد الأحداث منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر تراجعًا تدريجيًا من 80 حدثًا في الأسبوع الأول (7-14 تشرين الأول/أكتوبر) إلى 18 حدثًا في الأسبوع الأخير (27 تشرين الثاني/نوفمبر-3 كانون الأول/ديسمبر). وانطوى ثلث هذه الأحداث على الأسلحة النارية، بما شمله ذلك من إطلاق النار والتهديد بالأسلحة النارية. وفي نصف الحوادث تقريبًا، رافقت القوات الإسرائيلية أو أمّنت الدعم الفعلي للمستوطنين الإسرائيليين وهم يشنّون هجماتهم.
التهجير (الضفة الغربية)
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، هُجّر ما لا يقل عن 143 أسرة تضم 1,014 فردًا، من بينهم 388 طفلًا، بسبب عنف المستوطنين والقيود المفروضة على الوصول. وتنحدر الأسر المُهجّرة من 15 تجمعًا رعويًا أو بدويًا.
في 2 كانون الأول/ديسمبر، أغلقت القوات الإسرائيلية منازل شقيقين من صور باهر في القدس الشرقية، اتُهموا بقتل ثلاثة إسرائيليين في القدس الغربية في 30 تشرين الثاني/نوفمبر. ونتيجة لذلك، هُجّرت أسرتان تضم خمسة أفراد، من بينهم امرأتان وثلاثة أطفال.
فضلًا عن ذلك، هُجّر 283 فلسطينيًا، من بينهم 149 طفلًا، في أعقاب عمليات الهدم التي طالت منازلهم منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر في المنطقة (ج) والقدس الشرقية بحجة افتقارها إلى الرخص. كما هُجّر 63 فلسطينيًا آخرين، من بينهم 31 طفلًا، في أعقاب عمليات الهدم العقابي.
التمويل
حتى يوم 4 كانون الأول/ديسمبر، صرفت الدول الأعضاء 377.1 مليون دولار لصالح النداء العاجل المحدَّث الذي أطلقته الأمم المتحدة وشركاؤها لتنفيذ خطة الاستجابة التي وضعوها من أجل دعم 2.2 مليون شخص في قطاع غزة و500,000 آخرين في الضفة الغربية. ويُشكّل هذا المبلغ نحو 31 بالمائة من المبلغ المطلوب وقدره 1.2 مليار دولار. وتجمع التبرعات الخاصة من خلال الصندوق الإنساني.