يتم دحر معظم الناس في غزة نحو منطقة أصغر فأصغر. لا أحد ولا مكان آمن. تصوير منظمة الصحة العالمية
الأعمال القتالية في قطاع غزة وإسرائيل | تقرير موجز بالمستجدّات رقم 86
النقاط الرئيسية
ازدادت حدّة عمليات القصف الإسرائيلي الكثيف من البرّ والبحر والجو في معظم أنحاء قطاع غزة في 7 كانون الثاني/يناير. وقصفت القوات الإسرائيلية أهدافًا في مدينة غزة، ومخيم جباليا، وتل الزعتر، وبيت لاهيا في شمال غزة، مما أسفر عن وقوع عدد كبير جدا من القتلى في منطقة الفلوجة في مخيم جباليا، حسبما أفادت التقارير (انظروا أدناه). وتواصلت الغارات الإسرائيلية الكثيفة في شتّى أرجاء محافظة دير البلح ومدينتي خانيونس ورفح الجنوبيتين. كما واصلت الجماعات المسلّحة الفلسطينية إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل. وأفادت التقارير بوقوع عمليات برّية وقتالية بين القوات الإسرائيلية والجماعات المسلّحة الفلسطينية في معظم أنحاء قطاع غزة، مما أسفر عن سقوط المزيد من القتلى.
في ساعات ما بعد الظهر من يومي 5 و7 كانون الثاني/يناير، قُتل 225 فلسطينيًا، وأُصيب 296 آخرين، وفقًا لوزارة الصحة في غزة. وفي الإجمال، قُتل ما لا يقل عن 22,835 فلسطينيًا في غزة بين يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر والساعة 12:00 من يوم 7 كانون الثاني/يناير، وفقًا لوزارة الصحة في غزة. ويقال إن نحو 70 بالمائة من هؤلاء الضحايا هم من النساء والأطفال. وخلال الفترة نفسها، أُصيب 58,416 فلسطينيًا، حسبما أفادت التقارير.
منذ 5 كانون الثاني/يناير وحتى 7 كانون الثاني/يناير، أفادت التقارير بمقتل جندي إسرائيلي آخر في غزة. وفي الإجمال، قُتل 174 جنديًا وأُصيب 1,023 آخرين في غزة منذ بداية العمليات البرّية، حسبما أفاد الجيش الإسرائيلي.
في 7 كانون الثاني/يناير، زار طاقم من منظمة الصحة العالمية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية مستشفى الأقصى، وهو المستشفى الوحيد العامل في محافظة دير البلح وسط غزة. ووفقا لمدير المستشفى، اضطر معظم العاملين الصحيين المحليين ونحو 600 مريض ومريضة إلى مغادرة المنشأة إلى أماكن مجهولة بسبب تزايد الأعمال القتالية وأوامر الإخلاء المستمرة. وصرّحت جمعية العون الطبي للفلسطينيين ولجنة الإنقاذ الدولية أن فريق الطوارئ الطبي التابع لهما اضطر إلى وقف الأنشطة المنقذة للحياة وغيرها من الأنشطة الحيوية في المستشفى ومغادرة المنشأة، بسبب تزايد النشاط العسكري الإسرائيلي. ووفقا لمنشور صادر عن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، شهد موظفوه «مشاهد مثيرة للاشمئزاز لأشخاص من جميع الأعمار وهم يعالجون على أرضيات ملطخة بالدماء وفي ممرات تعتريها الفوضى.» وأبلغ المستشفى عن احتياجات هائلة، لا سيما العاملين الصحيين واللوازم الطبية والأسرّة والحاجة إلى الحماية من القصف والأعمال القتالية. وقدم فريق منظمة الصحة العالمية إمدادات طبية كافية لمدة ثلاثة أشهر لدعم 4,500 مريض ومريضة بحاجة إلى غسيل الكلى و500 مريض ومريضة بحاجة إلى رعاية الرضوح. وقال الدكتور غيبريسوس، «إن مستشفى الأقصى هو المستشفى الأكثر أهمية المتبقي في المنطقة الوسطى من غزة ويجب أن يظل عاملاً ومحميًا لتقديم خدماته المنقذة للحياة. لا يمكن السماح بمزيد من التآكل في وظائفه – إن القيام بذلك في مواجهة مثل هذه الصدمات والإصابات والمعاناة الإنسانية سيكون بمثابة غضب أخلاقي وطبي.»
في 5 كانون الثاني/يناير، أعلنت اليونيسيف أن حوالي 90 بالمائة من الأطفال دون سن الثانية يستهلكون مجموعتين غذائيتين أو أقل، وفقاً لمسح أجرته في 26 كانون الأول/ديسمبر. وتُفيد التقارير بأن معظم الأطفال لا يحصلون إلا على الحبوب (بما في ذلك الخبز) أو الحليب، وهو ما يُلبي تعريف «الفقر الغذائي الشديد.» وارتفعت حالات الإسهال لدى الأطفال دون سن الخامسة من 48,000 إلى 71,000 خلال أسبوع واحد فقط بدءًا من 17 كانون الأول/ديسمبر، أي ما يعادل 3,200 حالة إسهال جديدة يوميًا. وقبل تصاعد الأعمال القتالية، تم تسجيل ما متوسطه 2,000 حالة إسهال شهريًا بين الأطفال دون سن الخامسة. صرّحت المديرة التنفيذية لليونيسف بأن «الوقت ينفد. يعاني العديد من الأطفال بالفعل من سوء التغذية الحاد الوخيم في غزة. ومع تزايد خطر المجاعة، قد يصاب مئات الآلاف من الأطفال الصغار قريبا بسوء التغذية الحاد، ويتعرض بعضهم لخطر الموت. لا يمكننا السماح بحدوث ذلك.»
في يومي 6 و7 كانون الثاني/يناير، دخلت 116 و102 شاحنة على التوالي محمّلة بالإمدادات الغذائية والأدوية وغيرها من الإمدادات إلى قطاع غزة عبر معبري رفح وكرم أبو سالم.
في 5 كانون الثاني/يناير، صرّح وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ بقوله: «تُرك مجتمع العمل الإنساني ليواجه المهمة المستحيلة التي تقتضي تقديم الدعم لما يزيد عن مليوني إنسان، على الرغم من تعرُّض العاملين فيه للقتل والتهجير، واستمرار انقطاع الاتصالات، وتدمير الطرق، وإطلاق النار على القوافل وانعدام الإمدادات التجارية التي لا يُستغنى عنها للبقاء على قيد الحياة انعدامًا تامًا تقريبًا... وتتعرض المنشآت الطبية لهجوم لا هوادة فيه. وترزح تحت وطأة الإصابات، وتشهد نقصًا حادًا في جميع اللوازم وتغصّ بالناس اليائسين الذين يبحثون عن الأمان.»
في الضفة الغربية، قتلت القوات الإسرائيلية 11 فلسطينيًا في يومي 6 و7 كانون الثاني/يناير، من بينهم مجموعتان من الأشقاء. وقتل فلسطينيون أحد أفراد القوات الإسرائيلية. كما قُتل فلسطيني آخر على يد منفذ الهجوم الذي يسود الاعتقاد بأنه فلسطيني، حيث أخطأ في التعرف على هويته وظن أنه مستوطن إسرائيلي.
الأعمال القتالية والضحايا (قطاع غزة)
كانت الأحداث التالية من بين أكثر الأحداث الدموية التي نقلتها التقارير بين يومي 5 و7 كانون الثاني/يناير:
عند نحو الساعة 1:30 من يوم 6 كانون الثاني/يناير، أفادت التقارير بمقتل 18 شخصا عندما قُصف مبنى سكني في حي المنارة في خان يونس.
عند نحو الساعة 15:30 من يوم 6 كانون الثاني/يناير، أفادت التقارير بمقتل 16 فردا من عائلة واحدة في مخيم النصيرات في دير البلح عندما تعرض للقصف.
عند نحو الساعة 16:00 من يوم 6 كانون الثاني/يناير، أفادت التقارير بمقتل تسعة أشخاص عند مفترق السرايا، وسط مدينة غزة.
عند نحو الساعة 19:30 من يوم 6 كانون الثاني/يناير، أفادت التقارير بمقتل 25 شخصا، من بينهم 12 طفلا وأربع نساء على الأقل، وإصابة عشرات آخرين، عندما قُصف مبنى سكني في خان يونس.
عند نحو الساعة 22:15 من يوم 6 كانون الثاني/يناير، أفادت التقارير بمقتل 11 شخصا، من بينهم رضيع والعديد من الأطفال، عندما قُصف مبنى سكني في دير البلح.
عند نحو الساعة 22:50 من يوم 6 كانون الثاني/يناير، أفادت التقارير بمقتل أكثر من 70 شخصا عندما قُصف مبنى سكني في منطقة الفلوجة في مخيم جباليا.
عند نحو الساعة 9:30 من يوم 7 كانون الثاني/يناير، أفادت التقارير بمقتل 11 شخصا في منطقة مورج شمال رفح عندما قُصفت سيارة.
التهجير (قطاع غزة)
بحلول نهاية عام 2023، بات عدد يُقدّر بنحو 1.9 مليون شخص في غزة، أو ما يقارب 85 بالمائة من سكانها، مُهجّرين ومنهم أشخاص تعرضوا للتهجير في مرات متعددة، حيث تُجبر الأسر على الانتقال مرارًا وتكرارًا بحثًا عن الأمان، وفقًا للأونروا. ومن بين هؤلاء نحو 1.4 مليون مُهجّر يلتمسون المأوى في 155 منشأة تابعة لوكالة الأونروا في كافة المحافظات الخمس، حيث تفوق المنشآت قدرتها الاستيعابية بكثير. وتُعدّ محافظة رفح الآن الملاذ الرئيسي للمُهجّرين، حيث يُحشر أكثر من مليون شخص من المُهجّرين في مساحات مكتظة للغاية، عقب احتدام الأعمال القتالية في خانيونس ودير البلح، وأوامر الإخلاء التي أصدرها الجيش الإسرائيلي. لا تزال التحديات تعتري الحصول على رقم دقيق للعدد الكلي للمُهجّرين.
في 6 كانون الثاني/يناير، صدرت الأوامر بإخلاء الأحياء في خانيونس، بما فيها حي البطن السمين، وحي قيزان أبو رضوان، وجورة اللوت، والمنارة، وقيزان النجار، والمساكر، وحيّ قاع القرين.
عند نحو الساعة 22:00 من يوم 6 كانون الثاني/يناير، أفادت التقارير بمقتل أربعة مُهجّرين، من بينهم امرأة، وإصابة عشرات الآخرين، عندما تعرّضت مدرسة الأونروا الإعدادية للبنين في مخيم المغازي في دير البلح للقصف.
وبعد حوالي نصف ساعة من منتصف الليل من يوم 7 كانون الثاني/يناير، أفادت التقارير بمقتل سبعة أشخاص جرّاء قصف استهدف مبنيين يأويان مُهجّرين على الساحل شمال رفح.
أفادت التقارير بوقوع نحو 220 حدثا أثّر على مباني الأونروا وعلى الأشخاص الموجودين داخلها منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر (شهد بعضها أحداث متعددة كان لها أثر في نفس الموقع)، بما في ذلك ما لا يقل عن 23 حدثا شمل استخدام عسكري و/أو تدخل عسكري في منشآت الأونروا. وهذه تشمل 63 منشأة تابعة للأونروا أُصيبت إصابة مباشرة بالإضافة إلى 69 منشأة مختلفة تابعة للأونروا تعرّضت لأضرار عندما أُصيب جسم في منطقة قريبة. وفي الإجمال، قُتل ما لا يقل عن 319 مُهجّرًا كانوا يلتمسون المأوى في مراكز الايواء التابعة للأونروا وأُصيب ما لا يقل عن 1,135 آخرين منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر.
الكهرباء
منذ 11 تشرين الأول/أكتوبر، لم يزل قطاع غزة يشهد انقطاع الكهرباء عنه بعدما قطعت السلطات الإسرائيلية إمدادات الكهرباء ونفاد احتياطيات الوقود من محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع. ولا يزال انقطاع الاتصالات والوقود يقوّض بشكل كبير جهود الجهات المقدمة للمعونة لتقييم النطاق الكامل للاحتياجات في غزة والاستجابة بشكل مناسب للأزمة الإنسانية المتفاقمة. أنظروا لوحة متابعة إمدادات الكهرباء في قطاع غزة للاطّلاع على المزيد من المعلومات.
الرعاية الصحية، بما يشمل الهجمات عليها (قطاع غزة)
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، هناك 13 مستشفى من أصل 36 مستشفى في غزة يعمل جزئيًا حتى يوم 3 كانون الثاني/يناير، منها تسعة في الجنوب وأربعة في الشمال. وما زالت المستشفيات التي تعمل في الشمال تقدم خدمات رعاية الأمومة والإسعاف والطوارئ. ومع ذلك، تواجه هذه المستشفيات تحديات مثل نقص الكوادر الطبية، والجراحين المتخصصين وجرّاحي الأعصاب والطواقم في وحدات العناية المركزة، فضلًا عن نقص اللوازم الطبية كالتخدير والمضادات الحيوية والأدوية المسكنة للآلام والمثبتات الخارجية. وعلاوةً على ذلك، ثمة حاجة ماسة إلى الوقود والأغذية ومياه الشرب. ويعتمد وضع المستشفيات ومستوى عملها على قدراتها التي تشهد التقلبات وعلى الحد الأدنى من الإمدادات التي يمكن إيصالها إلى هذه المنشآت. تؤدي المستشفيات التسعة العاملة في الجنوب عملها جزئيًا وتعمل بثلاثة أضعاف طاقتها الاستيعابية، في الوقت الذي تواجه فيه نقصًا حادًا في اللوازم الأساسية وإمدادات الوقود. وحسب وزارة الصحة في غزة، تصل معدلات الإشغال إلى 206 بالمائة في أقسام المرضى المقيمين و250 بالمائة في وحدات العناية المركزة.
في 6 كانون الثاني/يناير، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن عددا من غرف العمليات في مجمّع الشفاء الطبي قد استأنف العمل. وفي 6 كانون الثاني/يناير أيضا، أجلت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني 14 مريضًا من مستشفى الشفاء.
في 7 كانون الثاني/يناير، رفضت السلطات الإسرائيلية طلب صادر من منظمة الصحة العالمية بشأن توفيرالإمدادات الطبية الطارئة لمستودع أدوية غزة المركزي في مدينة غزة ولمستشفى العودة في جباليا، علما بأنها المرة الرابعة على التوالي منذ 26 كانون الأول/ديسمبر لا تتم فيها الموافقة على بعثة إلى مستشفى العودة في جباليا وإلى مستودع أدوية غزة المركزي، مما يعني عدم توفير الإمدادات الطبية الطارئة والمنقذة للحياة وأجهزة لخمسة مستشفيات في شمال غزة.
الأمن الغذائي
تحذر لجنة استعراض المجاعة، التي جرى تفعيلها بسبب الأدلة التي تتجاوز المرحلة الخامسة من مراحل انعدام الأمن الغذائي الحاد (العتبة الكارثية) في قطاع غزة، من أن خطر حدوث مجاعة يزداد يومًا بعد يوم وسط النزاع المحتدم والقيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية. وأضافت اللجنة أن الضرورة تقتضي وقف تدهور الصحة والتغذية والأمن الغذائي والوفيات من خلال استعادة الصحة وخدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، وذلك من أجل القضاء على خطر المجاعة. ويُعدّ وقف الأعمال القتالية واستعادة الحيز الإنساني اللازم لتقديم المساعدات المتعددة القطاعات من الخطوات الأولية الحيوية لاستئصال خطر حدوث المجاعة.
ويخطط برنامج الأغذية العالمي لتوسيع نطاق برنامج الخبز في غزة حيث أن الخيارات الغذائية الجاهزة للأكل الحالية لا تلبي احتياجات الناس من السعرات الحرارية اللازمة. أما الخبز المصنوع من الدقيق المدعم لديه القدرة على تلبية بعض الاحتياجات من الفيتامينات والمعادن الأساسية، والتي تفشل الأغذية الجاهزة للأكل الحالية في تلبيتها. وعلاوة على ذلك، فإن توفير الخبز كخيار غذائي يصبح ضروريًا بشكل خاص عندما تفتقر الأسر إلى وسائل طهي الوجبات وخاصة أنه ليس ثمة حاجة الى طهيه. وهكذا، فإن إدراج الخبز ضمن امدادات المعونة لا يعزى إلى حل عملي فحسب، بل أيضا الى استراتيجية رئيسية لتلبية الاحتياجات الغذائية الفورية بفعّالية.
الأعمال القتالية والضحايا (إسرائيل)
قُتل أكثر من 1,200 إسرائيلي وأجنبي في إسرائيل، من بينهم 36 طفلًا، وفقًا للسلطات الإسرائيلية. وقد قُتلت الغالبية العظمى من هؤلاء في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
تقدّر السلطات الإسرائيلية بأن نحو 136 إسرائيليًا وأجنبيًا ما زالوا في عداد الأسرى في غزة. وخلال فترة الهدنة الإنسانية (24-30 تشرين الثاني/نوفمبر)، أُطلق سراح 86 إسرائيليًا و24 أجنبيًا.
العنف والضحايا (الضفة الغربية)
في 6 و7 كانون الثاني/يناير 2024، قُتل 12 فلسطينيًا وأحد أفراد القوات الإسرائيلية.
في 6 كانون الثاني/يناير، استهدف فلسطينيون مركبة عسكرية إسرائيلية بالمتفجرات، خلال عملية تفتيش واعتقال في مدينة جنين، مما أسفر عن مقتل امرأة من أفراد القوات الإسرائيلية. وفي وقت لاحق، قُتل سبعة فلسطينيين، من بينهم طفل يبلغ من العمر 17 عاما، في غارتين جويتين إسرائيليتين. وكان من بين القتلى أربعة أشقاء من عائلة واحدة وشقيقان من عائلة أخرى.
في 7 كانون الثاني/يناير، قُتل رجل فلسطيني خلال عملية تفتيش واعتقال في قرية عبوين (رام الله). وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على ثلاثة فلسطينيين، من بينهم طفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات، وقتلتهم بينما كانوا يقودون سيارتهم بالقرب من حاجز إسرائيلي في قرية بيت إكسا (القدس). وزُعم أن أحد القتلى حاول دهس القوات الإسرائيلية.
في 7 كانون الثاني/يناير، أُطلق النار على رجل فلسطيني من القدس الشرقية وقُتل بينما كان يقود مركبة على طريق التفافي بين رام الله ونابلس. ويُعتقد أنه أُصيب برصاص فلسطينيين ظنوا أنه مستوطن.
وبذلك يرتفع عدد القتلى الفلسطينيين في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، إلى 326 قتيلا منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى 7 كانون الثاني/يناير 2024. وكان من بين القتلى 84 طفلا. كما قُتل فلسطينيان من الضفة الغربية وهما ينفذان هجومًا في إسرائيل في 30 تشرين الثاني/نوفمبر. ويمثل عدد الفلسطينيين الذين قُتلوا في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية في العام 2023 أكبر عدد فلسطينيين قُتلوا في الضفة الغربية منذ أن شرع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تسجيل عدد الضحايا في عام 2005، حيث قُتل ما مجموعه 507 فلسطينيًا.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى 7 كانون الثاني/يناير 2024، قُتل خمسة إسرائيليين، من بينهم أربعة من أفراد القوات الإسرائيلية، في هجمات شنّها فلسطينيون في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. كما قُتل أربعة إسرائيليين آخرين في هجوم نفّذه فلسطينيون من الضفة الغربية في القدس الغربية (وقُتل أحد هؤلاء على يد القوات الإسرائيلية التي أخطأت في التعرف على هويته). يُمثّل عدد الإسرائيليين الذين قُتلوا في الضفة الغربية وإسرائيل في العام 2023، في هجمات شنّها فلسطينيون من الضفة الغربية، أكبر عدد إسرائيليين قُتلوا في الضفة الغربية منذ أن شرع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تسجيل عدد الضحايا في عام 2005، حيث قُتل ما مجموعه 36 إسرائيليًا.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى 7 كانون الثاني/يناير 2024، أصابت القوات الإسرائيلية 4,042 فلسطينيًا، من بينهم 606 طفلًا في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. وقد أُصيب 3,929 فلسطينيًا من هؤلاء على يد القوات الإسرائيلية، و92 فلسطينيًا على يد المستوطنين، وأُصيب 21 آخرين إما على يد القوات الإسرائيلية وإما على يد المستوطنين. ومن بين جميع الإصابات، أُصيب 51 بالمائة في سياق عمليات التفتيش والاعتقال وغيرها من العمليات و37 بالمائة في سياق المظاهرات و8 بالمائة خلال الهجمات المتعلقة بالمستوطنين ضد الفلسطينيين. وكان نحو 33 بالمائة من هذه الإصابات بالذخيرة الحيّة، بالمقارنة مع متوسط شهري بلغ 9 بالمائة خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2023.
عنف المستوطنين
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى 7 كانون الثاني/يناير 2024، سجّل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية 381 هجمة شنّها المستوطنون على الفلسطينيين وأسفرت عن سقوط ضحايا (36 حدثًا) أو إلحاق أضرار بالممتلكات (297 حدثًا) أو سقوط ضحايا وإلحاق أضرار بالممتلكات معًا (48 حدثًا). ويمثل عدد هذه الأحداث ما يقرب من ثلث جميع هجمات المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية التي تم تسجيلها منذ 1 كانون الثاني/يناير 2023 وحتى الآن.
في العام 2023، أسفر 1,229 حدثًا متعلق بالمستوطنين (مع أو دون تدخل القوات الإسرائيلية) عن سقوط ضحايا فلسطينيين و/أو إلحاق أضرار بالممتلكات في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. وأسفر نحو 913 حدثًا من هذه الأحداث عن إلحاق الأضرار، وأسفر 163 حدثًا عن سقوط ضحايا، وأسفر 153 حدثًا عن سقوط ضحايا وإلحاق أضرار بالممتلكات معًا. ويُمثّل هذا أكبر عدد من الأحداث التي حصلت في أي سنة من السنوات منذ أن شرع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تسجيل الأحداث المتعلقة بالمستوطنين في عام 2006.
وصل المتوسط الأسبوعي لهذه الأحداث منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر إلى 29 حدثًا بالمقارنة مع 21 حدثًا في كل أسبوع بين 1 كانون الثاني/يناير و6 تشرين الأول/أكتوبر 2023. ويعكس ذلك متوسطا يوميا قدره أربعة أحداث، بالمقارنة مع سبعة أحداث كل يوم بين 7 تشرين الأول/أكتوبر و10 تشرين الثاني/نوفمبر 2023، وثلاثة أحداث في الأشهر التسعة الأولى من عام 2023. ويمثل هذا أعلى متوسط يومي للأحداث المتعلقة بالمستوطنين التي تؤثر على الفلسطينيين منذ عام 2006. وانطوى ثلث هذه الأحداث منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر على استخدام الأسلحة النارية، بما شمله ذلك من إطلاق النار والتهديد بإطلاقها. وفي نصف الأحداث المسجّلة تقريبًا بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر، رافقت القوات الإسرائيلية أو وردت التقارير بأنها شوهدت وهي تؤمّن الدعم للمهاجمين.
التهجير (الضفة الغربية)
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى 7 كانون الثاني/يناير 2024، هُجّر ما لا يقل عن 198 أسرة فلسطينية تضم 1,208 فردًا، من بينهم 586 طفلًا، بسبب عنف المستوطنين والقيود المفروضة على الوصول. وتنحدر الأسر المُهجّرة من 15 تجمعًا رعويًا أو بدويًا. ونُفذ حوالي نصف عمليات التهجير في أيام 12 و15 و28 تشرين الأول/أكتوبر، حيث طالت سبعة تجمعّات سكانية. ويُمثّل هذا 78 بالمائة من جميع حالات التهجير التي أفادت بها التقارير الناجمة عن عنف المستوطنين والقيود المفروضة على الوصول منذ 1 كانون الثاني/يناير 2023 (حيث هُجّر ما مجموعه 1,539 شخصًا، من بينهم 756 طفلًا).
فضلا عن هؤلاء، هُجّر 444 فلسطينيًا، من بينهم 224 طفلًا، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، في أعقاب عمليات الهدم التي طالت منازلهم بحجة الافتقار إلى الرخص الإسرائيلية في المنطقة (ج) بالضفة الغربية والقدس الشرقية. ويمثل ذلك 39 بالمائة من جميع حالات التهجير التي أفادت بها التقرير بسبب الافتقار إلى رخص البناء خلال العام 2023 بأكمله، (حيث هُجّر ما مجموعه 1,153 شخصًا).
هدم ما مجموعه 19 منزلًا على أساس عقابي منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، مما أسفر عن تهجير 95 فلسطينيًا، من بينهم 42 طفلًا. وهُدم 16 منزل على أساس عقابي بين شهري كانون الثاني/يناير وأيلول/سبتمبر 2023، مما أفضى إلى تهجير 78 فلسطينيًا. وتُعدّ عمليات الهدم العقابي شكل من أشكال العقاب الجماعي وتنتفي الصفة القانونية عنها، بحكم ذلك، بموجب القانون الدولي.
هُجر 587 فلسطينيًا آخر، من بينهم 257 طفلًا، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر في أعقاب تدمير 92 مبنًى سكنيًا أثناء عمليات أخرى نفذتها القوات الإسرائيلية في شتّى أرجاء الضفة الغربية. وأشارت التقارير إلى أنه من الـ 95 بالمائة من عمليات التهجير، 52 بالمائة جرت في مخيم جنين للاجئين و43 بالمائة في مخيمي نور شمس وطولكرم للاجئين (وكلاهما في طولكرم). ويُمثّل ذلك 65 بالمائة من إجمالي عمليات التهجير، التي أفادت بها التقارير، الناجمة عن تدمير المنازل خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ كانون الثاني/يناير (حيث هُجّر ما مجموعه 908 شخصًا).
التمويل
حتى يوم 5 كانون الثاني/يناير، صرفت الدول الأعضاء 637.6 مليون دولار لصالح النداء العاجل المحدَّث الذي أطلقته الأمم المتحدة وشركاؤها لتنفيذ خطة الاستجابة التي وضعوها من أجل دعم 2.2 مليون شخص في قطاع غزة و500,000 آخرين في الضفة الغربية. ويشكّل هذا المبلغ نحو 53 بالمائة من المبلغ المطلوب وقدره 1.2 مليار دولار. وتجمع التبرعات الخاصة من خلال الصندوق الإنساني.