مراكز إيواء مؤقتة أقامها مُهجّرون في منطقة الفخاري جنوب غزة. وتُنصب الخيام والمنشأت المؤقتة أينما تيسّر ذلك، بما يشمل إقامتها على الأرصفة وفي الميادين وحتى وسط الشوارع. تصوير وكالة الأونروا/محمد حناوي، 10 كانون الثاني/يناير 2024
الأعمال القتالية في قطاع غزة وإسرائيل | تقرير موجز بالمستجدّات رقم 91
النقاط الرئيسية
تواصل القصف الإسرائيلي الكثيف من البرّ والبحر والجو في معظم أنحاء قطاع غزة في 12 كانون الثاني/يناير، مما أسفر عن سقوط المزيد من الضحايا بين المدنيين والتسبب بالمزيد من الدمار. وواصلت الجماعات المسلّحة الفلسطينية إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، فضلًا عن استمرار العمليات البرّية والقتال بين القوات الإسرائيلية والجماعات المسلّحة الفلسطينية في معظم أرجاء قطاع غزة.
في ساعات ما بعد الظهر من يومي 11 و12 كانون الثاني/يناير، أفادت وزارة الصحة في غزة بأن 151 فلسطينيًا قُتلوا وأن 248 آخرين أُصيبوا بجروح. وبين يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 والساعة 12:00 من يوم 12 كانون الثاني/يناير 2024، قُتل ما لا يقل عن 23,708 فلسطينيين وأصيب 60,005 آخرين في غزة وفقًا لوزارة الصحة.
منذ 11 كانون الثاني/يناير وحتى 12 كانون الثاني/يناير، لم ترد تقارير تُفيد بمقتل جنود إسرائيليين في غزة وفقًا للسلطات الإسرائيلية. وقد قُتل 184 جنديًا وأُصيب 1,099 آخرين في غزة منذ بداية العمليات البرّية، وفقًا للجيش الإسرائيلي.
شهدت حالات رفض وصول البعثات الإنسانية والقيود العسيرة المفروضة على الوصول من جانب السلطات الإسرائيلية ارتفاعًا منذ بداية هذه السنة، حيث لم ينجح سوى 21 في المائة (5 من أصل 24 شحنة) من شحنات المساعدات التي كانت مقرّرة لإيصال المواد الغذائية والأدوية والمياه وغيرها من الإمدادات المنقذة للحياة في الوصول إلى وجهاتها في شمال غزة. ويشلّ هذا الرفض قدرة المنظمات الشريكة في مجال العمل الإنساني على تقديم الاستجابة على نحو مجدٍ ومنتظم وعلى نطاق واسع للاحتياجات الإنسانية المستشرية.
في 12 كانون الثاني/يناير، صرّح وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، بأن «المساعي التي نبذلها في سبيل إرسال القوافل الإنسانية إلى الشمال واجهت حالات التأخير والرفض وفرض ظروف يستحيل تجاوزها. إن غياب احترام نظام الإبلاغ عن عمليات المساعدات الإنسانية يعرّض كل حركة يتحركها العاملون في مجال تقديم المعونات للخطر، وهذا هو حال الأعداد غير الكافية على الإطلاق من المركبات المصفّحة ومعدّات الاتصالات المحدودة التي سُمح لنا بإدخالها... لقد بات تقديم المساعدات الإنسانية في شتّى أرجاء غزة مهمة شبه مستحيلة.»
على وجه الإجمال، يمثّل معدل حالات رفض وصول البعثات المرسلة إلى شمال وادي غزة والتي سُجّلت حتى يوم 12 كانون الثاني/يناير 2024 زيادة كبيرة عند مقارنتها مع الحالات التي شهدها شهر كانون الأول/ديسمبر 2023، حينما جرى تنسيق وتنفيذ أكثر من 70 في المائة (13 من أصل 18) من بعثات الأمم المتحدة التي كان من المقرّر أن تتوجه إلى الشمال، الذي تشير التقديرات إلى أن الاحتياجات فيه تعد الأعلى والأشد من غيره. ويؤدي كل يوم لا يتم توفير المساعدات فيه إلى سقوط الضحايا والتسبب بالمعاناة لمئات الآلاف من الأشخاص الذين ما زالوا في شمال غزة. وتعد إمكانية الوصول إلى الشمال شبه مستحيلة، كما باتت القدرة على الوصول إلى منطقتي دير البلح وخانيونس تتضاءل يومًا بعد يوم.
منذ 1 كانون الثاني/يناير، لا تزال السلطات الإسرائيلية تفرض القيود على البعثات الإنسانية الست التي تعمل على إعادة إمداد محطات المياه والصرف الصحي بالوقود في الشمال من أجل تقديم المساعدات المنقذة للحياة في مجالات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية. وهذا يشير إلى تحوّل من الفترة الواقعة بين شهري تشرين الأول/أكتوبر وكانون الأول/ديسمبر 2023، حيث فُرضت القيود على ما لا تتجاوز نسبته 33 في المائة من البعثات (بعثتين). ولم تتمكن المنظمات الشريكة في مجال العمل الإنساني من تقييم إمدادات الوقود أو إعادة توريدها في منطقة جباليا منذ أن تلقت تقارير أولية تفيد بفيضان المياه ومياه الصرف الصحي في مخيم جباليا في 5 كانون الثاني/يناير. وتشير التقديرات إلى أن 100,000 مهجر على الأقل يقيمون في مراكز الإيواء التابعة للأمم المتحدة وفي مراكز الإيواء العامة في تلك المنطقة. وكانت آخر بعثة إنسانية وصلت إلى هناك في 29 تشرين الثاني/نوفمبر، وذلك خلال الفترة التي شهدت وقف إطلاق النار.
تُشكّل الفيضانات وتلوث المياه تهديدات صحية خطيرة. فبالنظر إلى أن المئات من المُهجّرين يتقاسمون مرحاضًا واحدًا، غدا التعجيل في الوصول إلى المناطق المذكورة أمرًا ضروريًا لا بد منه. ففضلات البشر وما يختلط بها من فيضان المياه ومياه الصرف الصحي لا تزيد من المخاطر الصحية فحسب، بل تلحق ضررًا دائمًا بصيانة البنية التحتية العامة وتسفر عن مخاطر بيئية.
منذ 1 كانون الثاني/يناير، لم تصل سوى بعثة واحد من أصل عشر بعثات كان من المقرّر إرسالها لدعم الأنشطة الصحية وعمليات الطوارئ المنقذة للحياة (بما تشمله من تقديم الأدوية) إلى شمال غزة، ولم يتيسر تنفيذ هذه البعثة على أكمل وجه. ونتيجة لذلك، لم تزل المستشفيات العاملة في شمال غزة دون إمكانية للحصول على ما يكفيها من الإمدادات والمعدات الطبية المنقذة للحياة.
في 12 كانون الثاني/يناير، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن المنظمات الشريكة في مجال العمل الإنسانية تمكنت بعد ما يزيد عن أسبوعين من الوصول إلى مستشفى الشفاء في شمال غزة. وقدّمت هذه المنظمات 9,300 لتر من الوقود والإمدادات الطبية التي تغطي احتياجات 1,000 مصاب و100 مريض يحتاجون إلى غسيل الكلى. وقد أعاد مستشفى الشفاء إطلاق بعض من خدماته الطبية، بما تشمله من 60 عاملًا طبيًا، وقسم طبي وجراحي يضم 40 سريرًا، وقسم للطوارئ، وأربعة غرف للعمليات الجراحية، وخدمات الطوارئ الأساسية المتعلقة بالتوليد وأمراض النساء، ووحدة تعمل على نطاق محدود لغسيل الكلى، وحدًا أدنى من الخدمات المختبرية وخدمات التصوير الإشعاعي الأساسية.
حتى 12 كانون الثاني/يناير، أُنجز ما يقل عن نصف البعثات المنسقة التي كانت مقرّرة في شتّى أرجاء غزة (3 من أصل 7 بعثات) وكانت تسعى إلى تقديم المساعدات الغذائية، بما فيها تلك البعثات المشتركة مع قطاعات أخرى. ورفضت السلطات الإسرائيلية وصول بعثتين، وكان لا بد من إلغاء بعثتين أخريين بسبب انعدام إمكانية الوصول عبر المسارات التي حددتها السلطات الإسرائيلية. ولم يُرفض وصول سوى 8 في المائة من البعثات (بعثتين) أو جرى تعليق وصولها لدواعٍ أمنية بين شهري تشرين الأول/أكتوبر وكانون الأول/ديسمبر 2023. وبسبب تزايد القيود المفروضة على الوصول، ولا سيما في منطقتي الشمال والوسط، تمكن برنامج الأغذية العالمي من تقديم المساعدات الغذائية، بما فيها الطرود الغذائية والقمح والدقيق والخبز، لنحو 900,000 شخص في 91 موقعًا، وهو ما شكّل جزءا صغيرا من احتياجات المواد الغذائية في كانون الأول/ديسمبر.
بين الساعتين 15:30 و16:00 في 12 كانون الثاني/يناير، أعلنت شركات الاتصالات في غزة عن تعطل خدماتها. وهذه هي المرة السابعة التي تتوقف الاتصالات فيها عن العمل في قطاع غزة منذ يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر.
في 12 كانون الثاني/يناير، دخلت 178 شاحنة محمّلة بالمواد الغذائية والأدوية وغيرها من الإمدادات قطاع غزة عبر معبري رفح وكرم أبو سالم. وصرّح وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، غريفيث، اليوم بأنه «بينما نرى شيئًا من الزيادة البسيطة في عدد الشاحنات التي تدخل عبر معبري رفح وكرم أبو سالم، فإن الإمدادات الإنسانية وحدها لن تتمكن من أن تقيم أود ما يربو على مليوني إنسان. وليس في وسعنا أن نحلّ محل القطاع التجاري في غزة. فيجب السماح بدخول السلع التجارية على نطاق واسع. إن قائمة متنامية من الأصناف المرفوضة تعني أننا عاجزون عن إدخال الإمدادات اللازمة لإعادة تأهيل البنية التحتية التي تلبي الاحتياجات المعيشية الضرورية إلى غزة. كما أن نظام الإخلاء الطبي المعتمد لنقل المرضى إلى مصر غير كافٍ إلى حدٍّ يُرثى له في خضمّ الاحتياجات الهائلة.»
الأعمال القتالية والضحايا (قطاع غزة)
كانت الأحداث التالية من بين أكثر الأحداث الدموية التي نقلتها التقارير بين يومي 11 و12 كانون الثاني/يناير:
عند نحو الساعة 10:50 من يوم 11 كانون الثاني/يناير، تعرّضت مجموعة من الفلسطينيين لغارة في عبسان الكبيرة شرق خانيونس، حيث أفادت التقارير بأن ستة منهم قتلوا.
عند نحو الساعة 19:40 من يوم 11 كانون الثاني/يناير، أشارت التقارير إلى مقتل تسعة أشخاص، أحدهم طفل، عندما قصف منزل في حي الشوكة شرق رفح.
عند نحو الساعة 1:00 من يوم 12 كانون الثاني/يناير، قُتل 14 شخصًا وأُصيب آخرون عندما قصف منزل غرب دير البلح، حسبما أفادت التقارير.
عند نحو الساعة 17:15 من يوم 11 كانون الثاني/يناير، قُصفت سيارة في منطقة المنارة جنوب شرق خانيونس. وأفادت التقارير بأن غارة أخرى قصفت مجموعة من الأشخاص الذين كانوا يحاولون انتشال من قُتلوا من السيارة. وفي الإجمال، أشارت التقارير إلى مقتل عشرة أشخاص
التهجير (قطاع غزة)
في 11 كانون الثاني/يناير، وُجهت أوامر جديدة بالإخلاء إلى السكان في أجزاء من منطقة المواصي وعدة أحياء قريبة من شارع صلاح الدين في جنوب غزة، وتغطي هذه الأوامر مساحة تقدر بنحو 4.6 كيلومتر مربع. وصرّح الجيش الإسرائيلي بأنه يستعد لتنفيذ العمليات في هذه المنطقة وأمر السكان المعنيين بالانتقال إلى دير البلح. ويتوقع أن يتأثر ما يزيد عن 18,000 شخص وتسعة مراكز إيواء، تؤوي عددًا غير معروف من المُهجّرين، بهذه المجموعة الأخيرة من الأوامر.
في 10 كانون الثاني/يناير، أعرب مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن قلقه من «تعريض حياة المدنيين لخطر جسيم من خلال إصدار أوامر للسكان من مختلف أنحاء وسط غزة بالانتقال إلى دير البلح – ومن ثم استمراره في شنّ غارات جوية على المدينة. يجب على جيش الدفاع الإسرائيلي أن يتخذ تدابير فورية لحماية المدنيين تماشيًا مع التزاماته بموجب القانون الدولي. إن إجبار المدنيين على الرحيل لا يعفي الجيش الإسرائيلي بأي حال من الأحوال من التزاماته بموجب القانون الإنساني الدولي فيما يتعلق بحماية المدنيين خلال تنفيذ العمليات العسكرية.»
حتى يوم 8 كانون الثاني/يناير، بات عدد يُقدّر بنحو 1.9 مليون شخص، أو ما يقارب 85 بالمائة من مجموع سكان قطاع غزة، مُهجّرين، بمن فيهم عدد كبير من الأشخاص الذين تعرّضوا للتهجير في مرات متعددة، حيث تُجبر الأسر على الانتقال مرارًا وتكرارًا بحثًا عن الأمان، وفقًا لوكالة الأونروا. ويلتمس نحو 1.72 مليون مُهجّر المأوى في 155 منشأة تابعة للأونروا في محافظات قطاع غزة الخمس، بمن فيهم 160,000 مُهجّر في الشمال ومدينة غزة، حيث تتجاوز المرافق المتاحة في هذه المنشآت طاقتها الاستيعابية المقرّرة لها بأشواط بعيدة. وتشكل محافظة رفح منذ فترة الملاذ الرئيسي لهؤلاء المُهجّرين، حيث يُحشر أكثر من مليون شخص في مساحة مكتظة للغاية عقب اشتداد الأعمال القتالية في خانيونس ودير البلح وأوامر الإخلاء التي أصدرها الجيش الإسرائيلي. ولا تزال التحديات تعتري الحصول على رقم دقيق للعدد الكلي للمُهجّرين.
حتى يوم 11 كانون الثاني/يناير، أفادت التقارير بوقوع نحو 230 حدثًا أثرت على مباني الأونروا وعلى الأشخاص الموجودين فيها منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر (حيث شهد بعضها أحداثًا متعددة أثرت على نفس المباني). فقد شهد ما لا يقل عن 23 حدثًا استخدام مباني الأونروا للأغراض العسكرية و/أو تدخلات عسكرية فيها. وهذه تشمل 66 منشأة تابعة للأونروا أُصيبت إصابة مباشرة، بالإضافة إلى 69 منشأة مختلفة من منشآت الأونروا لحقت بها الأضرار عندما أُصيبت أهداف في مناطق قريبة منها. وفي الإجمال، قُتل ما لا يقل عن 330 مُهجّرًا كانوا يلتمسون المأوى في مراكز الايواء التابعة للأونروا وأُصيب 1,135 آخرين على الأقل فيها منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر. وتشير تقديرات الأونروا إلى أنه قُتل ما لا يقل عن 323 شخصًا كانوا يلتمسون المأوى في مراكز الإيواء التابعة للأونروا وأصيب 1,149 آخرين على الأقل منذ تصعيد الأعمال القتالية.
الكهرباء
منذ 11 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ما زال قطاع غزة يشهد انقطاع الكهرباء عنه بعدما قطعت السلطات الإسرائيلية إمدادات الكهرباء ونفاد احتياطيات الوقود من محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع. ولا يزال انقطاع الاتصالات ونفاد الوقود يعوقان بشدة المساعي التي يبذلها العاملون في مجال تقديم المعونات لتقييم النطاق الكامل للاحتياجات في غزة وتقديم الاستجابة الوافية للأزمة الإنسانية المستفحلة فيهاا. أنظروا لوحة متابعة إمدادات الكهرباء في قطاع غزة للاطّلاع على المزيد من المعلومات.
الرعاية الصحية، بما يشمل الهجمات عليها (قطاع غزة)
في 12 كانون الثاني/يناير، أخلت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وبالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، نحو 28 مصابًا مع مرافقيهم من مستشفى الشفاء ومستشفى كمال عدوان والنقطة الطبية التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني في جباليا إلى جنوب غزة لكي يحصلوا على المزيد من العلاج.
في 10 كانون الثاني/يناير، قُتل أربعة من أفراد طاقم سيارة إسعاف تابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وشخصان مصابان كانا على متنها عندما قصفت في شارع صلاح الدين عند مدخل دير البلح، وفقًا للهلال الأحمر الفلسطيني. وصرّحت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بأن «القانون الدولي الإنساني واضح. يجب ألا يفقد العاملون الطبيون حياتهم أبدًا وهم يقدمون الدعم لمجتمعاتهم. وعلى جميع الأطراف في هذا النزاع احترام المهمة الإنسانية التي تؤديها جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني والمستجيبين الأولين الآخرين.»
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تزاول 15 مستشفى من أصل 36 مستشفى في غزة عملها جزئيًا، منها تسعة في الجنوب وستة في الشمال. وفي دير البلح وخانيونس، تتعرّض ثلاثة مستشفيات – وهي مستشفيات الأقصى وناصر وغزة الأوروبي – لخطر إغلاقها بسبب إصدار أوامر الإخلاء في المناطق التي تجاورها واستمرار سير الأعمال القتالية على مقربة منها. وما زالت المستشفيات العاملة في الشمال تقدم خدمات رعاية الأمومة والإسعاف والطوارئ. ومع ذلك، تواجه هذه المستشفيات تحديات من قبيل نقص الكوادر الطبية، بمن فيهم الجراحون المتخصصون وجراحو الأعصاب والطواقم العاملة في وحدات العناية المركزة، فضلًا عن نقص الإمدادات الطبية. وهذه المستشفيات في حاجة ماسة إلى الوقود والمواد الغذائية ومياه الشرب. وتؤدي المستشفيات التسعة العاملة في الجنوب عملها جزئيًا وتعمل بثلاثة أضعاف طاقتها الاستيعابية، في الوقت الذي تواجه فيه نقصًا حادًا في اللوازم الأساسية وإمدادات الوقود. ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، تصل معدلات الإشغال إلى 206 بالمائة في أقسام المرضى المقيمين و250 بالمائة في وحدات العناية المركزة.
في 11 كانون الثاني/يناير، صرّحت وزارة الصحة بأن 707 مصابين و438 مريضًا آخرين تمكنوا من المرور عبر معبر رفح للحصول على العلاج في الخارج. ولا يزال 6,200 شخص آخرين في انتظار تحويلهم للعلاج في الخارج، على حين يواجه 10,000 مريض بالسرطان خطر الموت بسبب عدم تمكنهم من الحصول على العلاج في الخارج وإغلاق مستشفى الصداقة التركي.
الأعمال القتالية والضحايا (إسرائيل)
قُتل أكثر من 1,200 إسرائيلي وأجنبي في إسرائيل، من بينهم 36 طفلًا، وفقًا للسلطات الإسرائيلية. وقد قُتلت الغالبية العظمى من هؤلاء في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
تُقدّر السلطات الإسرائيلية بأن نحو 136 إسرائيليًا وأجنبيًا ما زالوا في عداد الأسرى في غزة. وخلال فترة الهدنة الإنسانية (24-30 تشرين الثاني/نوفمبر)، أُطلق سراح 86 إسرائيليًا و24 أجنبيًا.
في 12 كانون الثاني/يناير، صرّح وكيل الأمين العام، مارتن غريفيث، بأن «أسر الرهائن لم تزل تنتظر إطلاق سراح أحبتها منذ 100 يوم تقريبًا، أو الحصول على بعض المعلومات على الأقل عن سلامتهم. ولسوء الحظ، لم يُفرج عن أي من هؤلاء الرهائن منذ شهر تشرين الثاني/نوفمبر ولم يجرِ إطلاع أسرهم وأحبائهم على أي معلومات بشأنهم.» كما أكد مجددًا دعوته إلى معاملة جميع الرهائن معاملة إنسانية وإطلاق سراحهم على الفور.
العنف والضحايا (الضفة الغربية)
في 12 كانون الثاني/يناير، توفي رجل فلسطيني متأثرًا بالجروح التي أُصيب بها في وقت سابق من ذلك اليوم بعدما تعرّض للاعتداء الجسدي على يد القوات الإسرائيلية التي اقتحمت قرية زيتا في طولكرم. واندلعت المواجهات وأُصيب فلسطينيان كذلك، حسبما أفادت التقارير.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى الساعة 16:00 من يوم 12 كانون الثاني/يناير 2024، قتل 333 فلسطينيًا، من بينهم 84 طفلًا، في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. كما قُتل فلسطينيان من الضفة الغربية وهما ينفذان هجومًا في إسرائيل في 30 تشرين الثاني/نوفمبر. ومن بين من قُتل في الضفة الغربية (333)، فإن 324 فلسطينيًا قُتلوا على يد القوات الإسرائيلية، وثمانية على يد المستوطنين الإسرائيليين وواحد إما على يد القوات الإسرائيلية وإما على يد المستوطنين. وحتى الآن من هذا العام (حتى الساعة 16:00 من يوم 12 كانون الثاني/يناير)، قُتل 24 فلسطينيًا، من بينهم ثلاثة أطفال. ويمثل عدد الفلسطينيين الذين قُتلوا في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، خلال العام 2023 (507) أعلى عدد من الفلسطينيين الذين قُتلوا فيها منذ أن شرع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تسجيل أعداد الضحايا في العام 2005.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى 12 كانون الثاني/يناير 2024، قُتل خمسة إسرائيليين، من بينهم أربعة من أفراد القوات الإسرائيلية، في هجمات شنّها فلسطينيون في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. وقُتل أربعة إسرائيليين آخرين في هجوم نفذه فلسطينيون من الضفة الغربية في القدس الغربية (حيث قُتل أحد هؤلاء الأربعة على يد القوات الإسرائيلية التي أخطأت في التعرف على هويته). وعدد الإسرائيليين الذين قُتلوا في الضفة الغربية وإسرائيل خلال العام 2023 في هجمات نفذها فلسطينيون من الضفة الغربية (وعددهم 36 قتيلًا) هو الأعلى منذ أن بدأ مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية تسجيل أعداد الضحايا في العام 2005.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى 12 كانون الثاني/يناير 2024، أصيب ما مجموعه 4,176 فلسطينيًا، من بينهم 631 طفلًا على الأقل، في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. وقد أُصيب 4,046 فلسطينيًا من هؤلاء على يد القوات الإسرائيلية و109 على يد المستوطنين، وأُصيب 21 آخرين إما على يد القوات الإسرائيلية وإما على يد المستوطنين. ومن بين هؤلاء جميعًا، أُصيب 52 بالمائة في سياق عمليات التفتيش والاعتقال وغيرها من العمليات و36 بالمائة في سياق المظاهرات و8 بالمائة خلال هجمات المستوطنين على الفلسطينيين. وكان نحو 33 بالمائة من هذه الإصابات بالذخيرة الحيّة، بالمقارنة مع 9 بالمائة خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2023.
عنف المستوطنين
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى 12 كانون الثاني/يناير 2024، سجّل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية 413 هجمة شنّها المستوطنون الإسرائيليون على الفلسطينيين وأسفرت عن سقوط ضحايا (41 حدثًا) أو إلحاق أضرار بالممتلكات (321 حدثًا) أو سقوط ضحايا وإلحاق أضرار بالممتلكات معًا (51 حدثًا). ويعكس ذلك متوسطًا يوميًا يبلغ أربعة أحداث منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 حتى 12 كانون الثاني/يناير 2024.
انطوى ثلث الهجمات التي شنّها المستوطنون على الفلسطينيين بعد يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر على استخدام الأسلحة النارية، بما شمله ذلك من إطلاق النار والتهديد بإطلاقها. وفي نحو نصف الأحداث التي سجّلت بعد يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، رافقت القوات الإسرائيلية أو وردت التقارير بأنها أمّنت الدعم للمهاجمين.
في العام 2023، أسفر 1,229 حدثًا نفذه المستوطنون في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، (مع القوات الإسرائيلية أو دونها) عن سقوط ضحايا فلسطينيين أو إلحاق أضرار بممتلكاتهم أو كلا الأمرين معًا. وقد أفضى نحو 913 حدثًا من هذه الأحداث إلى إصابة الممتلكات بأضرار، و163 حادثًا إلى سقوط ضحايا، و153 حدثًا إلى سقوط ضحايا وإلحاق أضرار بالممتلكات معًا. وهذا هو العدد الأعلى من هجمات المستوطنين على الفلسطينيين في أي سنة من السنوات منذ أن باشر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عمله على تسجيل هذه الأحداث في العام 2006.
التهجير (الضفة الغربية)
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى 12 كانون الثاني/يناير، هُجّر ما لا يقل عن 198 أسرة فلسطينية تضم 1,208 أفراد، من بينهم 586 طفلًا، بسبب عنف المستوطنين والقيود المفروضة على الوصول. وتنحدر الأسر المهجرة من 15 تجمعًّا رعويًا أو بدويًا على الأقل. ونُفذ حوالي نصف عمليات التهجير في أيام 12 و15 و28 تشرين الأول/أكتوبر، حيث طالت سبعة تجمعّات سكانية. وتمثل حصيلة عمليات التهجير التي نفذت منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر ما نسبته 78 في المائة من جميع حالات التهجير التي نقلتها التقارير بسبب عنف المستوطنين والقيود المفروضة على الوصول منذ 1 كانون الثاني/يناير 2023 (1,539 شخصًا، من بينهم 756 طفلًا).
هُجِّر ما مجموعه 453 فلسطينيًا، بمن فيهم 227 طفلًا، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى 12 كانون الثاني/يناير 2024، في أعقاب هدم منازلهم بحجة افتقارها إلى الرخص التي تصدرها السلطات الإسرائيلية ويكاد يكون الحصول عليها من ضرب المستحيل في المنطقة (ج) والقدس الشرقية.
هُدّم ما مجموعه 19 منزلًا وهُجّر 95 فلسطينيًا، من بينهم 42 طفلًا، بسبب عمليات الهدم العقابية التي نفذت خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام 2023. ويفوق هذا العدد عدد المنازل التي أشارت التقارير إلى هدمها خلال الأشهر التسعة السابقة من العام نفسه، حيث هُدّم 16 منزلًا وهُجّر 78 شخصًا.
بين يومي 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و12 كانون الثاني/يناير 2024، هجر 602 من الفلسطينيين، بمن فيهم 263 طفلًا، بعد تدمير 94 منزلًا في أثناء عمليات نفذتها القوات الإسرائيلية في شتّى أرجاء الضفة الغربية. وأشارت التقارير إلى أن نحو 94 في المائة من حالات التهجير جرت في مخيم جنين ومخيمي نور شمس وطولكرم للاجئين (وكلاهما في طولكرم). وهذا يمثّل نسبة تصل إلى 65 في المائة من جميع حالات التهجير التي نقلتها التقارير بفعل تدمير المنازل في أثناء العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ كانون الثاني/يناير 2023 (908 أشخاص). وعلى مدى اليومين الماضيين، اقتحمت القوات الإسرائيلية مخيمي نور شمس وجنين وجرفت البنية التحتية للطرق على نطاق واسع وألحقت الأضرار بمبانٍ أخرى، بما فيها منازل.
التمويل
حتى يوم 10 كانون الثاني/يناير، صرفت الدول الأعضاء 648.1 مليون دولار لصالح النداء العاجل المحدَّث الذي أطلقته الأمم المتحدة وشركاؤها لتنفيذ خطة الاستجابة التي وضعوها من أجل دعم 2.2 مليون شخص في قطاع غزة و500,000 آخرين في الضفة الغربية. ويشكّل هذا المبلغ نحو 54 بالمائة من المبلغ المطلوب وقدره 1.2 مليار دولار. وتجمع التبرعات الخاصة من خلال الصندوق الإنساني.