عبَّر المنسق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة، السيد جيمي ماكغولدريك، عن قلقه اليوم إزاء الوضع الأمني المتفاقم في الضفة الغربية. فمنذ يوم 9 كانون الأول/ديسمبر، قُتل ثلاثة إسرائيليين وخمسة فلسطينيين في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية خلال هجمات واشتباكات وعمليات اعتقال. وأصيبَ ما يربو على 400 فلسطيني وما لا يقلّ عن 13 إسرائيليًا بجروح، واعتُقل أكثر 200 فلسطيني، حسبما أفادت التقارير.
وقال السيد ماكغولدريك "يساورني قلق عميق من تصاعُد العنف في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، والذي ما يزال مستمرًا حتى هذا اليوم. وأنا أدين الهجمات التي شُنَّت على المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين على مدى الأيام السبعة الماضية، والتي أدت إلى الوفاة المأساوية لرضيع إسرائيلي وشابّ فلسطيني يبلغ 18 عامًا من عمره في مخيم الجلزون للاجئين، إلى جانب آخرين. ويجب وقف المزيد من العنف والأعمال المتهورة، التي لن تولِّد سوى المزيد من المآسي والخسائر لدى الأُسر على كلا الجانبين."
وبدأت موجة العنف الراهنة في يوم 9 كانون الأول/ديسمبر، بعدما أطلق فلسطيني النار باتجاه مجموعة من الإسرائيليين على مدخل مستوطنة عوفرا (رام الله)، وأصاب سبعة منهم، بمن فيهم امرأة حامل وأربعة أطفال، بجروح. وقد وُلد الجنين قبل أوانه في وقت لاحق، وتُوفي بعد ثلاثة أيام من ولادته. ومنذ ذلك الحين، شنّ الفلسطينيون عدة هجمات إضافية ضد الجنود الإسرائيليين، وأصابوا مدنيًا إسرائيليًا واحدًا على الأقل بجروح. ونفذت القوات الإسرائيلية عمليات تفتيش واعتقال واسعة في جميع أنحاء الضفة الغربية، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات مع السكان الفلسطينيين، كما أقامت العديد من الحواجز العسكرية المفاجئة بهدف إحكام السيطرة على حركة المركبات في الضفة الغربية. وأشارت التقارير إلى عدة حوادث شملت تأخير سيارات الإسعاف الفلسطينية التي كانت تحاول الوصول إلى المصابين، وحادثة واحدة شهدت إطلاق النار باتجاه سيارة إسعاف أخرى. وفضلًا عن ذلك، نظّمت مجموعات من المستوطنين الإسرائيليين احتجاجات على العديد من مفارق الطرق في الضفة الغربية، وأفادت التقارير بأنهم ألقوا الحجارة على المركبات الفلسطينية المارّة خلال عدد كبير من هذه الاحتجاجات. كما أفادت التقارير بشنّ هجمات على منازل الفلسطينيين وممتلكاتهم، وعلى مدرسة واحدة على الأقل، في مناطق مختلفة من الضفة الغربية.
وقال السيد ماكغولدريك "إنني أدعو جميع الأطراف الفاعلة – بما فيها الجماعات المسلحة، والقوات الأمنية والمدنيين المسلحين – إلى الامتناع عن شنّ الهجمات على المدنيين والأعمال الأخرى التي قد تزيد من تصاعد العنف. كما أدعو القوات الأمنية الإسرائيلية والفلسطينية إلى التأكد من أنها تنفّذ عمليات إنفاذ القانون والنظام على نحو يتسم بضبط النفس وأن تؤمِّن الحماية، بما فيها الحماية من الهجمات التي يشنّها المدنيون المسلحون، لسيارات الإسعاف والأطفال والمدارس والمدنيين بعمومهم. وينبغي للقادة الإسرائيليين والفلسطينيين اتخاذ الإجراءات الفورية الكفيلة باستعادة الهدوء على الأرض."