فتيات فلسطينيات يستخدمن كرسيًا متحركًا لنقل المياه في مدينة خانيونس، جنوب قطاع غزة. تصوير اليونيسف/إياد البابا
فتيات فلسطينيات يستخدمن كرسيًا متحركًا لنقل المياه في مدينة خانيونس، جنوب قطاع غزة. تصوير اليونيسف/إياد البابا

آخر مستجدّات الحالة الإنسانية رقم 179 | قطاع غزة

يُنشر التقرير الموجز بالمستجدّات الصادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلّة ثلاث مرات في الأسبوع، بحيث يغطي قطاع غزة في يومي الاثنين والجمعة والضفة الغربية في يوم الأربعاء. ويُعدّ «التقرير بآخر المستجدّات حول الحالة الإنسانية» إعادة تسمية «للتقرير الموجز بالمستجدّات.» وسوف يصدر التقرير بآخر المستجدّات المقبل في 19 حزيران/يونيو بسبب عطلة عيد الأضحى المقبلة. وسيغطي كلاً من الضفة الغربية وقطاع غزة.

النقاط الرئيسية

  • حذّرت وكالات الأمم المتحدة من أنه لا يعمل سوى مركزين من مراكز تحقيق الاستقرار للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد في جميع أنحاء قطاع غزة حيث يعاني جزء كبير من السكان من الجوع الكارثي.
  • تواجه الأسر النازحة تحديات جمّة في سبيل الحصول على الخدمات الأساسية، مع تدني إمكانية الحصول على المياه بشكل كبير، وفقًا للتقييمات الإنسانية الأخيرة.
  • نظّم الأردن ومصر والأمم المتحدة مؤتمر بعنوان «نداء للعمل» لتعزيز الاستجابة الإنسانية العاجلة في غزة، حيث لا يزال نقص الوقود والقيود المفروضة على الوصول يعرقل بشدة إيصال المساعدات المنقذة للحياة.

المستجدّات على صعيد الحالة الإنسانية

  • لا تزال التقارير تشير إلى استمرار عمليات القصف الإسرائيلي من البرّ والبحر والجو على معظم أنحاء قطاع غزة، مما أسفر عن سقوط المزيد من الضحايا بين المدنيين ونزوح عدد أكبر منهم وتدمير المنازل وغيرها من البنى التحتية المدنية. كما يتواصل الاجتياح البرّي والقتال العنيف في شتّى أرجاء غزة، حسبما تنقله التقارير، ولا سيما في بيت حانون، جنوب مدينة غزة، وشرق دير البلح، وشمال شرق خانيونس، وكذلك في شرق رفح ووسطها وغربها.
  • وفقًا لوزارة الصحة في غزة، قُتل 142 فلسطينيًا وأُصيب 396 آخرين بين ساعات ما بعد الظهر من يومي 10 و14 حزيران/يونيو. وبين يومي 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و14 حزيران/يونيو 2024، قُتل ما لا يقل عن 37,266 فلسطينيًا وأُصيب 85,102 آخرين في غزة، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.
  • كانت الأحداث التالية من بين الأحداث الدامية التي نقلتها التقارير بين يومي 10 و12 حزيران/يونيو:
    • عند نحو الساعة 12:20 من يوم 10 حزيران/يونيو، أفادت التقارير بمقتل ما لا يقل عن خمسة فلسطينيين وإصابة 30 آخرين عندما قُصفت بنايات سكنية في القرارة، شمال مدينة خانيونس.
    • عند نحو الساعة 13:20 من يوم 10 حزيران/يونيو، أفادت التقارير بمقتل خمسة فلسطينيين، من بينهم أربع نساء ورجل، وإصابة آخرين عندما قُصف منزل في منطقة الفخاري، جنوب شرق مدينة خانيونس.
    • في صباح يوم 11 حزيران/يونيو، أفادت التقارير بمقتل ثمانية فلسطينيين وإصابة آخرين عندما قُصف منزل في حي الدرج في البلدة القديمة بغزة.
    • عند نحو الساعة 1:30 من يوم 12 حزيران/يونيو، أفادت التقارير بمقتل سبعة فلسطينيين وإصابة آخرين عندما قُصف منزل في حي الشجاعية، شرق مدينة غزة.
    • عند نحو الساعة 2:30 من يوم 12 حزيران/يونيو، أفادت التقارير بمقتل ثمانية فلسطينيين، من بينهم عدد مجهول من الأطفال، وإصابة آخرين عندما قُصف منزل في حي الدرج في البلدة القديمة بغزة.
    • في صباح يوم 12 حزيران/يونيو، أفادت التقارير بمقتل ما لا يقل عن أربعة فلسطينيين وإصابة آخرين عندما قُصفت بناية سكنية في حي الزيتون جنوب مدينة غزة.
    • عند نحو الساعة 23:55 من يوم 12 حزيران/يونيو، أفادت التقارير بمقتل أربعة فلسطينيين، من بينهم رجل وامرأة وطفلاهما، وإصابة ستة آخرين على الأقل عندما قُصف منزل في منطقة الحصينة غرب مخيم النصيرات للاجئين في دير البلح.
  • بين ساعات ما بعد الظهر من يومي 10 و14 حزيران/يونيو، أشارت التقارير إلى مقتل أربعة جنود إسرائيليين في غزة. ووفقًا للجيش الإسرائيلي، قُتل 299 جنديًا وأُصيب 1,940 آخرين في غزة أو على امتداد الحدود في إسرائيل منذ بداية العملية البرّية وحتى يوم 14 حزيران/يونيو. وفضلًا عن هؤلاء، وحسبما نقلته الوسائل الإعلامية الإسرائيلية عن المصادر الرسمية الإسرائيلية، قُتل أكثر من 1,200 إسرائيلي وأجنبي، من بينهم 33 طفلًا، في إسرائيل. وقد قُتلت الغالبية العظمى من هؤلاء في 7 تشرين الأول/أكتوبر. وحتى يوم 14 حزيران/يونيو، تشير التقديرات إلى أن 120 إسرائيليًا وأجنبيًا ما زالوا في عداد الأسرى في غزة. ويشمل هؤلاء الموتى الذين لا تزال جثامينهم محتجزة.
  • أجبرت أوامر الإخلاء الصادرة عن إسرائيل والعمليّات العسكرية التي نفذتها منذ مطلع شهر أيار/مايو وحتى تاريخه نحو مليون شخص على النزوح من رفح وما يزيد عن 100,000 شخص في شمال غزة. وقد سلّطت التقييمات التي أجرتها المنظمات الإنسانية خلال الشهر الماضي الضوء على الظروف القاسية التي تواجهها الأسر النازحة، مشيرة إلى العقبات الهائلة التي تحول دون حصولهم على الخدمات الأساسية.
    • بين يومي 14 و16 أيار/مايو، خلّص تقييم سريع أجراه الفريق العامل المعني بإدارة المواقع إلى أن أكثر من نصف المواقع التي تم تقييمها (51 بالمائة) من أصل 47 موقعًا في جميع محافظات غزة الخمس أفادت بأن السكان قد نزحوا إلى مواقع جديدة، و31 بالمائة نزحوا إلى مواقع قائمة، و16 بالمائة عادوا إلى منازلهم المدمرة. وقد التمس غالبية النازحين من رفح اللجوء في محافظتي خانيونس ودير البلح اللتين تعانيان من الاكتظاظ واستنزاف الموارد في الأصل. وأشار المشاركون الرئيسيون الذين شملهم التقييم إلى أن الوافدين الجدد يواجهون العديد من التحديات التي تحول دون حصولهم على الخدمات الأساسية، وحدّدوا الغذاء كأولوية قصوى يليها المياه والصرف الصحي والصحة. ومن بين العوائق الرئيسية التي تم الإبلاغ عنها أمام إمكانية الحصول على المياه والخدمات الصحية عدم وجود عدد كافٍ من نقاط المياه، وبُعد المسافة للوصول إلى نقاط المياه والمنشآت الصحية المتاحة، واكتظاظ المنشآت الصحية، ونقص خزانات المياه وصهاريج التخزين والأدوية ووسائل النقل.
    • في 7 حزيران/يونيو، أجري تقييمان مشتركان بين المجموعات بقيادة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في موقعين غير رسميين للنزوح في دير البلح. وأفادت الأسر في كل من موقعي أبو دلال وأرض الغصين للنازحين، اللذين يأويان 3,000 و7,000 نازح على التوالي، بأن عمليات توزيع الغذاء غير منتظمة ومراكز الإيواء مكتظة ومتهالكة حيث يمكنها إيواء ما بين ثمانية إلى عشرة أفراد فقط في المتوسط لكل مأوى، كما أشارت إلى أنها تفتقر إلى البنية التحتية للصرف الصحي، وتواجه مجموعة من المشاكل الصحية كالأمراض الجلدية والتهاب الكبد الوبائي (أ) والتهاب المعدة والأمعاء وأمراض الجهاز التنفسي. كما تم تسليط الضوء على العنف المنزلي وقضايا الصحة النفسية باعتبارها قضايا سائدة، حيث يفتقر الأطفال إلى المساحات الصديقة للأطفال أو الأنشطة التعليمية. وأفيد أيضا بأن الانخفاض الشديد في إمكانية الحصول على المياه يشكل مصدر قلق رئيسي، حيث بلغ متوسط توافر المياه للشخص الواحد في اليوم أقل من لترين في موقع أبو دلال للنازحين و0.7 لتر فقط في موقع أرض الغصين للنازحين. ويمثل هذا معدلاً يقل عن الحد الأدنى المعترف به دوليًا للبقاء على قيد الحياة والذي يبلغ ثلاثة لترات في اليوم الواحد، وهو أقل بكثير من الحد الأدنى البالغ 15 لترًا في اليوم الواحد واللازم في حالات الطوارئ لأغراض الشرب والغسيل والطهي.
  • لا تزال البنية التحتية للمياه والصرف الصحي في غزة تتعرض لأضرار فادحة. ووفقًا لمجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، أدى احتدام العمليات العسكرية مؤخرًا إلى خسائر إضافية في منشآت المياه والصرف الصحي الحيوية، من بينها خمسة آبار لإنتاج المياه في جباليا، وبئري مياه، وخط الإمداد من محطة تحلية المياه في مصر ومحطتين لتحلية المياه، وتقع جميعها في رفح. وتشير تقديرات المنظمات الشريكة في مجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية إلى أن ما يقرب من 67 بالمائة من منشآت المياه والصرف الصحي والبنية التحتية قد دُمرت أو تضرّرت بسبب الأنشطة المرتبطة بالنزاع خلال الأشهر الثمانية الماضية، ولم يتم بعد تقييم الأضرار التي لحقت بالمنشآت المتنقلة. ومن بين المنشآت المتضررة 194 بئرًا لإنتاج المياه، و40 خزانًا للمياه كبير الحجم، و55 محطة لضخ مياه الصرف الصحي، و76 محطة تحلية مياه تابعة للبلديات، وأربع محطات لمعالجة مياه الصرف الصحي، وتسعة مستودعات. كما خرجت العديد من المنشآت الأخرى عن العمل نتيجة لعدد من التحديات، من بينها انعدام الأمن ومحدودية إمكانية الوصول، ونقص إمدادات الطاقة والوقود اللازمة لتشغيل المولدات، ومحدودية أو انعدام توافر قطع الغيار والمواد الاستهلاكية ومواد البناء الأساسية والمعدات. ولذلك، على الرغم من أن كميات المياه التي تنتجها مصلحة مياه بلديات الساحل/سلطة المياه الفلسطينية ومقدمو الخدمات البلدية قد ارتفعت إلى مستويات تتراوح بين 95,000 و108,000 متر مكعب في اليوم في شتّى أرجاء قطاع غزة، إلا أنها لا تشكل سوى 28 بالمائة من المستويات التي كانت عليها قبل شهر تشرين الأول/أكتوبر 2023، وهي موزعة بصورة غير متساوية بين مختلف مواقع الإنتاج. وتشير المجموعة كذلك إلى أنه ثمة فاقد للمياه بنسبة 50 بالمائة في شبكة التوزيع بسبب الأضرار واسعة النطاق، مما يحد من التوافر الفعلي للمياه. وتواجه الأسر في مواقع النزوح غير الرسمية تحديات إضافية نظرًا لغياب البنية التحتية التي تتطلب إعادة تأهيلها لضمان تقديم الخدمات. وتشدّد المجموعة على أن الأشخاص يواجهون تحديات شديدة في التأقلم مع ظروفهم. حيث تجمع الفئات الأكثر ضعفًا المياه من مصادر غير مأمونة في أوعية غير ملائمة ويفتقرون إلى مستلزمات النظافة الصحية كالصابون أو مرافق لغسل اليدين وغيرها من ممارسات النظافة الصحية الأساسية. وقد أسفر تضافر هذه العوامل معًا عن ارتفاع مستويات الإسهال المائي الحاد والأمراض الجلدية وتفشي التهاب الكبد الوبائي (أ).
  • أفادت منظمة الصحة العالمية بأنه لا توجد فرق طوارئ طبية دولية متواجدة حاليًا في رفح أو في شمال غزة بسبب تزايد انعدام الأمن. كما لا تزال عمليات الإجلاء الطبي للمرضى ذوي الحالات الحرجة إلى خارج غزة معلّقة، ولا يزال النقص المستمر في الوقود يهدّد عمل البنية التحتية والمعدات الطبية الحيوية. وفي حين أن 17 من بين 36 مستشفى في غزة تعمل بصورة جزئية، لا يمكن الوصول إلى 14 مستشفى منها إلا بصورة جزئية بسبب انعدام الأمن والعوائق المادية، كالأضرار التي لحقت بمداخل قسم المرضى وسيارات الإسعاف والطرق المحيطة بها. وفي رفح، حيث لا توجد مستشفيات تعمل حاليًا، يمثّل المستشفى الميداني التابع للجنة الدولية للصليب الأحمر شريان الحياة للسكان، في حين لا يزال المستشفى الميداني الإماراتي يعمل جزئيًا وسط تحديات شديدة أمام القدرة على الوصول. وفي تطور إيجابي، استأنف مستشفى الخير عمله بصورة جزئية في خانيونس، وجرى تزويد مجمع ناصر الطبي بـ15 جهاز لغسيل الكلى لخدمة 250 مريضًا بدعم من البنك الدولي. ومع ذلك، لا يزال جهاز التصوير بالأشعة المقطعية في مستشفى ناصر خارج الخدمة وقد تضاءلت قدرته على تقديم خدمات التشخيص بشكل ملحوظ. وفي أعقاب انسحاب القوات الإسرائيلية من شمال غزة في 31 أيار/مايو، استعيدت إمكانية الوصول إلى مستشفيات العودة وكمال عدوان والإندونيسي بصورة جزئية، حيث بات المستشفى الإندونيسي يقدم خدمات الطوارئ الأساسية فقط، بينما استؤنف تقديم خدمات المرضى الداخليين في كل من مستشفى كمال عدوان (144 سريرًا) ومستشفى العودة (40 سريرًا)، كما يقدم مستشفى العودة رعاية الأمومة الحرجة. وفي 9 حزيران/يونيو، وصلت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها إلى كلتا المنشأتين، حيث قدمت 24,000 لتر من الوقود واللوازم الطبية لدعم ما يقدر بنحو 2,000 مريض. كما تم تزويد مستشفى العودة بخيمتين بهدف توسيع طاقته الاستيعابية.
  • يزيد عدم القدرة على توفير الخدمات الصحية بشكل آمن، بالاقتران مع نقص المياه النظيفة والصرف الصحي، من تفاقم مخاطر سوء التغذية في غزة. ففي 12 حزيران/يونيو، شدّد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، على أن «نسبة كبيرة من سكان غزة تواجه الآن جوعًا كارثيًا وظروفًا شبيهة بالمجاعة.» وفي حين أنه جرى بالفعل تشخيص إصابة ما يزيد عن 8,000 طفل دون سن الخامسة بسوء التغذية الحاد، إلا أن استمرار انعدام الأمن والقيود المفروضة على الوصول والنزوح على نطاق واسع لا يزال يعيق التوسع الحاسم في تحديد حالات سوء التغذية لدى الأطفال على مستوى المجتمع المحلي، حسبما أوضحت مجموعة التغذية. وفي 11 حزيران/يونيو، حذّرت اليونيسف كذلك من أن ما يقرب من 3,000 طفل، كانوا يتلقون العلاج من سوء التغذية الحاد في الجنوب قبل التصعيد العسكري في رفح، قد فقدوا إمكانية الحصول على الخدمات المنقذة للحياة بسبب النزوح وتضاؤل إمكانية تلقي العلاج. ولا يعمل الآن سوى مركزين لتحقيق الاستقرار للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد في غزة، أحدهما في شمال غزة والآخر في دير البلح. وصرّحت المديرة الإقليمية لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أديل خضر بأن «تحذيراتنا من تزايد وفيات الأطفال بسبب سوء التغذية والجفاف والأمراض، وكلها عوامل يمكن الوقاية منها، كان ينبغي أن تستدعي تدابير فورية لإنقاذ حياة الأطفال، ولكن لا يزال هذا الدمار متواصلاً.» وفي 14 حزيران/يونيو، أدلى مدير مستشفى كمال عدوان في شمال غزة بتصريح لوسائل الإعلام بأنهم سجّلوا مؤخرًا أعراضًا متعددة لسوء التغذية لدى أكثر من 200 طفل.
  • يكشف تقييم جديد أعدته مجموعة التعليم، استنادًا إلى صور الأقمار الصناعية التي تم التقاطها في يومي 3 و7 أيار/مايو، زيادة ملحوظة في نطاق الضرر والدمار اللذين حلا بالمدارس في قطاع غزة، بالمقارنة مع التحليل الذي أجري في 1 نيسان/أبريل. ويشير هذا التقييم إلى أن أكثر من 76 بالمائة من المباني المدرسية باتت الآن في حاجة إلى إعادة بناء بالكامل أو إعادة تأهيل شاملة لكي تعاود عملها من جديد، وذلك بزيادة تصل إلى 73 بالمائة. كما يسلط التقييم الضوء على «تصاعد وتيرة استهداف المدارس بشكل مباشر ومتواصل،» حيث تأثرت 23 منشأة كانت قد صُنفت ضمن فئة «المنشآت المتضررة» في التحليل السابق بإصابات مباشرة إضافية في شهر نيسان/أبريل. ومن بين المباني المدرسية التي تستخدم كمراكز لإيواء النازحين، تعرّضت 69 بالمائة منها للقصف المباشر أو أصابتها الأضرار، بالمقارنة مع 65 بالمائة في آذار/مارس. وفي الإجمال، تعرّضت نحو 54 بالمائة (307 من أصل 563 مدرسة) «للقصف المباشر»، و 22 بالمائة (123 مدرسة) «أصابتها الأضرار.» وتصنف 15 بالمائة من المدارس الأخرى (86 مدرسة) ضمن فئة «أضرار راجحة أو ممكنة». ومن الجدير بالملاحظة أن أكثر من 96 بالمائة (296 مدرسة) من جميع المدارس التي قصفت بشكل مباشر تقع في مناطق تخضع لأوامر الإخلاء الصادرة عن السلطات الإسرائيلية. ومن بين جميع المدارس المتضررة، دُمرت 61 مدرسة تدميرًا كاملا وفقدت 39 مدرسة ما لا يقل عن نصف مبانيها. وكانت محافظتا شمال غزة وغزة الأكثر تضررًا، حيث قُصفت نحو 90 بالمائة وتضررت نحو 89 بالمائة من مبانيهما المدرسية بشكل مباشر.
  • في شهر أيار/مايو، أُعيقت إمكانية وصول المساعدات الإنسانية في غزة بشدة بسبب الأنشطة العسكرية المكثفة، وإغلاق المعابر، والظروف الأمنية المتقلبة، والذخائر غير المنفجرة، وإجراءات الإخطار والتنسيق المعقدة وغير المتسقة بشأن التنقل، والطرق المتضررة والمكتظة والإجراءات غير المتسقة عند الحواجز. وقد تواصلت هذه التحديات على حالها في شهر حزيران/يونيو. وبين يومي 1 و13 حزيران/يونيو، يسّرت السلطات الإسرائيلية 23 بعثة (52 بالمائة) من أصل 44 بعثة كانت مقررة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة، ورفضت وصول أربع بعثات (9 بالمائة)، وعرقلت 10 بعثات (23 بالمائة)، وألغيت سبع بعثات (16 بالمائة) لأسباب لوجستية أو عملياتية أو أمنية. كما يسّرت السلطات الإسرائيلية 108 بعثات (71 بالمائة) من أصل 151 بعثة كانت مقررة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق الواقعة جنوب غزة، في حين رفضت وصول سبع بعثات (5 بالمائة)، وعرقلت 24 بعثة (16 بالمائة) وألغيت 12 بعثة (8 بالمائة). وشهدت العديد من البعثات التي صُنفت ضمن فئة «جرت عرقلتها» تأخيرات طويلة فرضها الجيش الإسرائيلي. وخلال الفترة نفسها، تأخرت قافلة مساعدات إنسانية لأكثر من تسع ساعات عند حاجز غير آمن يؤدي إلى شمال غزة، مما منع المنظمة من إيصال الأدوية والإمدادات الغذائية الضرورية لأكثر من 10,000 طفل. وواجهت بعثة إنسانية أخرى تضمنت إيصال إمدادات طبية حيوية إلى المستشفيات في شمال غزة، ونقل مريض واحد، تأخيراً لأكثر من خمس ساعات عند احد الحواجز، مما أدى إلى تقويض هذه الأنشطة الطبية الحيوية.
  • في 11 حزيران/يونيو، شدّد برنامج الأغذية العالمي على أنه في حين تمكن من الوصول إلى أكثر من مليون شخص في قطاع غزة خلال الشهر الماضي، إلا أن عمليات تقديم المساعدات قد تأثرت بشدة بسبب تصاعد القتال وباتت بحاجة ماسة إلى «إتاحة إمكانية الوصول بشكل منتظم، والقدرة على نقل المساعدات بأمان، وإلى وضع حدّ للقتال.» وفي اليوم نفسه، اتّخذ برنامج الأغذية العالمي إجراءً احترازيًا بوقف العمليات مؤقتًا في الميناء العائم، ريثما يتم إجراء تقييم أمني شامل ضروري لضمان سلامة وأمن الموظفين والشركاء. وفي 12 حزيران/يونيو، أفادت منظمة الإنسانية والشمول بأن الجيش الإسرائيلي قام بتجريف مستودع المنظمة غير الحكومية في رفح، «حيث تم تخزين ما يقرب من 200 منصة نقالة من المعدات الإنسانية،» وأشارت إلى أنه تم إبلاغ السلطات الإسرائيلية عن موقع المستودع ووظيفته.
  • عقد مؤتمر رفيع المستوى بعنوان «نداء للعمل: الاستجابة الإنسانية العاجلة من أجل غزة» في الأردن في 11 حزيران/يونيو. وهدف المؤتمر، الذي شارك في تنظيمه كل من الأردن ومصر والأمم المتحدة، إلى تحديد سبل تعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة، بما فيها الظروف العملياتية واللوجستية والحماية وغيرها من الظروف اللازمة لإنشاء خطوط مستدامة لإيصال المساعدات بشكل كافٍ وعلى الفور. وتطرق المؤتمر أيضًا إلى الاستعدادات اللازمة للإنعاش المبكر وحشد الالتزامات من أجل استجابة جماعية منسقة. وحضر المؤتمر رؤساء الدول وممثلو الحكومات والمنظمات الدولية، بمن فيهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث، ومنسق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلّة مهند هادي. ووجه غوتيريش في كلمته خلال المؤتمر التحية «للعاملين في المجال الإنساني الذين يتحلون بالشجاعة في غزة ويعملون في ظروف أشبه بالكابوس للحد من المعاناة،» ودعا إلى المساءلة الكاملة عن مقتل 193 من موظفي الأونروا، وشدّد على أن الأونروا هي بمثابة العمود الفقري للاستجابة الإنسانية. كما أضاف الأمين العام للأمم المتحدة «أن عمليات التوصيل تتطلب مسارات آمنة وآليات فعّالة لتفادي النزاع ولضمان حمايتها. وتتطلب وصول معدات الأمن والاتصالات دون عوائق بما يتناسب مع مخاطر العمل في منطقة حرب. كما تستلزم بذل جهود فورية لإزالة الألغام والذخائر غير المنفجرة من الطرقات داخل غزة. ويجب السماح للمدنيين بالبحث عن الأمان. ويتحتم عدم عسكرة أو استهداف المدنيين والبنية التحتية التي يعتمدون عليها.» وحتى 12 حزيران/يونيو، قُتل ما لا يقل عن 273 عاملاً في مجال تقديم المعونات في غزة، بمن فيهم 197 من موظفي الأمم المتحدة و33 من موظفي ومتطوعي جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني و43 من العاملين الآخرين في مجال تقديم المساعدات الإنسانية. ووفقًا لوزارة الصحة والدفاع المدني الفلسطيني، قُتل 498 من العاملين في مجال الصحة و70 من موظفي الدفاع المدني.

التمويل

  • حتى يوم 13 حزيران/يونيو، صرفت الدول الأعضاء نحو 1.06 مليار دولار من المبلغ المطلوب وقدره 3.4 مليار دولار (31 بالمائة) للوفاء بالاحتياجات الأكثر إلحاحًا لدى 2.3 مليون نسمة في غزة و800,000 آخرين في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، للفترة الواقعة بين شهري كانون الثاني/يناير وكانون الأول/ديسمبر 2024. ولقراءة تحليل هذا التمويل، يُرجى الاطّلاع على لوحة المتابعة المالية للنداء العاجل.
  • يدير الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلّة 109 مشاريع بمبلغ إجمالي قدره 78.9 مليون دولار من أجل الوفاء بالاحتياجات الماسة في قطاع غزة (86 بالمائة) والضفة الغربية (14 بالمائة). وينفذ 69 مشروعًا من هذه المشاريع من جانب المنظمات غير الحكومية الدولية و26 مشروعًا من جانب المنظمات غير الحكومية الوطنية. ومن الجدير بالملاحظة أن 43 من أصل 83 مشروعًا يجري تنفيذها بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية الوطنية. ومنذ يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، جمع الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلّة أكثر من 100 مليون دولار من الدول الأعضاء والجهات المانحة الخاصة، وهذا المبلغ مخصص للبرامج التي يجري تنفيذها في شتّى أرجاء غزة. ويحوي هذا الرابط ملخصًا بالأنشطة التي ينفذها الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلّة والتحديات التي واجهها في شهر أيار/مايو 2024، ويمكن الاطلاع على التقرير السنوي للصندوق الإنساني لسنة 2023 من خلال هذا الرابط. وتُجمع التبرعات الخاصة مباشرة من خلال الصندوق الإنساني.