آخر مستجدّات الحالة الإنسانية رقم 180 | قطاع غزة والضفة الغربية

فتاة نازحة تغسل ثيابًا في مخيم للاجئين في خانيونس. تصوير منظمة الصحة العالمية
فتاة نازحة تغسل ثيابًا في مخيم للاجئين في خانيونس. تصوير منظمة الصحة العالمية

يُنشر التقرير الموجز بالمستجدّات الصادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلّة ثلاث مرات في الأسبوع. وترد تغطية قطاع غزة في يومي الاثنين والجمعة والضفة الغربية في يوم الأربعاء. وبسبب عيد الأضحى، يغطي هذا التقرير كلا الضفة الغربية وقطاع غزة. وسوف يصدر التقرير المقبل بآخر المستجدّات في 21 حزيران/يونيو.

النقاط الرئيسية

  • خلص تقييم أجرته بعثات الأمم المتحدة إلى أن مئات الآلاف من النازحين في جنوب غزة يعانون من صعوبة الحصول على المأوى والصحة والمياه والصرف الصحي.
  • تشير تقديرات منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج التطبيقات الساتلية العملياتية (اليونوسات) إلى أن نحو 57 في المائة من الأراضي الزراعية في غزة تعرّضت للأضرار.
  • تفيد منظمة العمل الدولية بأن الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في غزة انخفض بنسبة تزيد عن 83 في المائة.
  • شنّ المستوطنون الإسرائيليون نحو 10 هجمات في الضفة الغربية، مما أسفر عن إصابة 24 فلسطينيًا وإلحاق أضرار بالممتلكات وتهجير أسرة فلسطينية.

المستجدّات على صعيد الحالة الإنسانية في قطاع غزة

  • لا تزال التقارير تشير إلى استمرار عمليات القصف الإسرائيلي من البرّ والبحر والجو على معظم أنحاء قطاع غزة، مما أسفر عن سقوط المزيد من الضحايا بين المدنيين ونزوح عدد أكبر منهم وتدمير المنازل وغيرها من البنى التحتية المدنية. كما يتواصل الاجتياح البرّي والقتال العنيف، حسبما تنقله التقارير، في مناطق منها بيت حانون، وجنوب مدينة غزة، وشرق دير البلح وشمال شرق خانيونس، فضلًا عن وسط رفح وجنوبها.
  • وفقًا لوزارة الصحة في غزة، قُتل 130 فلسطينيًا وأُصيب 421 آخرين بين ساعات ما بعد الظهر من يومي 14 و19 حزيران/يونيو. وبين يومي 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و19 حزيران/يونيو 2024، قُتل ما لا يقل عن 37,396 فلسطينيًا وأُصيب 85,523 آخرين في غزة، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.
  • كانت الأحداث التالية من بين أكثر الأحداث الدامية التي نقلتها التقارير بين يومي 16 و18 حزيران/يونيو:
    • في مساء يوم 16 حزيران/يونيو، أفادت التقارير بمقتل تسعة فلسطينيين، من بينهم ستة أطفال، وإصابة 11 آخرين عندما قُصف منزل بجوار دوار أبو رصاص في مخيم البريج للاجئين في دير البلح.
    • عند نحو الساعة 19:50 من يوم 17 حزيران/يونيو، قُتل تسعة فلسطينيين على الأقل عند قُصفت مجموعة من الأشخاص الذين كانوا ينتظرون شاحنات المعونات على طريق صلاح الدين شرق رفح، حسبما نقلته التقارير.
    • عند نحو الساعة 1:20 من يوم 18 حزيران/يونيو، أشارت التقارير إلى مقتل عشرة فلسطينيين، من بينهم طفل وامرأة على الأقل، وإصابة آخرين عندما قُصف منزل في المخيم الأول بمخيم النصيرات للاجئين في دير البلح.
    • عند نحو الساعة 2:40 من يوم 18 حزيران/يونيو، قُتل ستة فلسطينيين وأُصيب آخرون عندما قُصف منزل في المخيم الخامس بمخيم النصيرات في دير البلح، حسبما أفادت التقارير به.
  • بين ساعات ما بعد الظهر من يومي 14 و19 حزيران/يونيو، أشارت التقارير إلى مقتل 12 جنديًا إسرائيليًا في غزة. ووفقًا للجيش الإسرائيلي، قتل 310 جنود وأصيب 1,947 آخرين في غزة أو على امتداد الحدود في إسرائيل منذ بداية العملية البرّية في شهر تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى يوم 19 حزيران/يونيو. وفضلًا عن هؤلاء، وحسبما نقلته الوسائل الإعلامية الإسرائيلية عن المصادر الرسمية الإسرائيلية، قُتل أكثر من 1,200 إسرائيلي وأجنبي، من بينهم 33 طفلًا، في إسرائيل. وقد قُتلت الغالبية العظمى من هؤلاء في 7 تشرين الأول/أكتوبر. وحتى يوم 19 حزيران/يونيو، تشير التقديرات إلى أن 120 إسرائيليًا وأجنبيًا ما زالوا في عداد الأسرى في غزة. ويشمل هؤلاء الموتى الذين لا تزال جثامينهم محتجزة.
  • تعطّلت سلسلة الإمدادات الغذائية بشدّة، حيث تشير التقارير إلى أن أضرارًا فادحة لحقت بالأراضي الزراعية والبيوت البلاستيكية والمباني الزراعية في شهري نيسان/أبريل وأيار/مايو. وتقدر منظمة الأغذية والزراعية بأن الأراضي الزراعية تغطي 41 في المائة تقريبًا من المساحة الكلية لقطاع غزة (نحو 150 كيلومترًا مربعًا) وتتألف من المحاصيل الحقلية والخضروات والبساتين وغيرها من الأشجار. ومع ذلك، يشير تقييم أجرته منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج التطبيقات الساتلية العملياتية (اليونوسات) مؤخرًا إلى تراجع ملموس في صحة المحاصيل وكثافتها في شتّى أرجاء القطاع بسبب عمليات التجريف وحركة المركبات الثقيلة والقصف الجوي والقصف المدفعي وغيره من العمليات المرتبطة بالنزاع. وتسلط الاستنتاجات الضوء على «الحاجة الماسة إلى تقديم الدعم الطارئ من أجل استئناف الإنتاج المحلي للأغذية الطازجة والأغذية القابلة للتلف.» وحتى شهر أيار/مايو 2024، تشير التقديرات إلى أن نحو 57 في المائة من الأراضي الزراعية في غزة أصابتها الأضرار، بالمقارنة مع أكثر من 40 في المائة منها في منتصف شهر شباط/فبراير 2024. واستحوذت محافظة خانيونس على أكبر مساحة من الأراضي الزراعية المتضررة، وزادت مساحة الأراضي الزراعية المتضررة في رفح عن الضعف في شهر أيار/مايو بالمقارنة مع شباط/فبراير، إذ ارتفعت من 4.52 إلى 9.22 كيلومترًا مربعًا. كما أشار تقييم منظمة الأغذية والزراعية إلى أن نحو ثلث مساحة البيوت البلاستيكية في قطاع غزة لحقت بها الأضرار حتى يوم 23 نيسان/أبريل، وشهدت محافظتا غزة وشمال غزة أشد الأضرار وأفدحها، إذ تضرّر أكثر من 80 في المائة من مساحات البيوت البلاستيكية فيها. كما أفاد تقييم المنظمة بأن مئات المباني الزراعية لحقت الأضرار بها حتى يوم 20 أيار/مايو، بما فيها 537 حظيرة منزلية و484 مزرعة دجاج لاحم و397 حظيرة أغنام و256 مستودعًا زراعيًا، فضلًا عن نحو 46 في المائة من الآبار الزراعية في غزة (1,049 من أصل 2,261 بئرًا).
  • تشهد الحالة في جنوب غزة تدهورًا سريعًا لأن السكان يُحشرون في «منطقة مكتظة للغاية على امتداد الشاطئ في حرارة الصيف القائظ،» على حين أكدّ نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، كارل سكاو، في 14 حزيران/يونيو عقب زيارة دامت يومين إلى غزة، أن النزاع الدائر وحالة انعدام القانون جعلا من «شبه المستحيل» على البرنامج وشركائه الوفاء بالاحتياجات المتزايدة. وفي شمال غزة، لاحظ سكاو أن عمليات إيصال الأغذية شهدت تحسنًا، ولكن الناس في حاجة إلى أطعمة مغذية تتسم بقدر أكبر من التنوع. وبيّن سكاو أن العاملين في المجال الإنساني يواجهون المزيد من الصعوبات في إنجاز عملهم: «فالموظفون يمضون خمس إلى ثماني ساعات وهم ينتظرون على الحواجز كل يوم. والصواريخ تصيب مقراتنا على الرغم من أنها خارج دائرة النزاع. ويعني انهيار القانون والنظام أننا نواجه أعمال النهب والعنف أيضًا وسط فراغ أمني كبير.» وشدد نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، في معرض وصفه مشاهد الدمار الواسع النطاق وأنهار مياه الصرف الصحي ومدى الصدمة والإرهاق اللذين ألمّا بالسكان «من الجنوب حتى أقصى شمال القطاع» على أن بلوغ حالة مستقرة من الأمن الغذائي في جميع أنحاء غزة يستدعي توسيع نطاق إمدادات الأغذية الطازجة والحصول على المياه النظيفة والرعاية الصحية وتأمين الوقود للمخابز على نحو مستدام، وفوق هذا وذاك «يريد الناس أن تنتهي هذه الحرب، وكذلك نحن.» وأكدّ سكاو أن برنامج الأغذية العالمي يدرس الآن طرقًا لتقديم المزيد من الدعم لعمل المخابز والأسواق بطرق من شأنها أن تساعد السكان على البدء في عملية لاستعادة حياتهم وليس مجرد البقاء على قيد الحياة.
  • يفيد الفريق العامل المعني بإدارة المواقع بأن أكثر من مليون شخص أُجبروا على النزوح من رفح منذ بداية العملية البرّية التي شنّتها القوات الإسرائيلية في 7 أيار/مايو، ويقدَّر بأن ما بين 60,000 إلى 75,000 شخص لم يبرحوا أماكنهم في منطقة المواصي و750 شخصًا في مدينة رفح حتى يوم 17 أيار/مايو. وفي مواقع النزوح، يعيش النازحون في مراكز إيواء وخيام مؤقتة تعاني من الاكتظاظ، وتعدّ في حاجة ماسة إلى الإصلاح ولا تؤمّن أي حماية من الحر الشديد، وفقًا للتقييمات المشتركة بين المجموعات التي أجرتها الأمم المتحدة مؤخرًا بقيادة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بين يومي 7 و14 حزيران/يونيو. وغطت هذه التقييمات أربعة من مواقع النزوح غير الرسمية في دير البلح، واثنين في خانيونس واثنين في منطقة المواصي في رفح، ويزيد تعداد سكانها عن 130,000 شخص. ومن جملة الاستنتاجات الرئيسية الأخرى التي خصلت هذه التقييمات إليها:
    • يشير السكان إلى نقص حاد في الرعاية قبل الولادة وبعدها وقلة الفرص المتاحة أمام المصابين بأمراض مزمنة للحصول على العلاج وغياب الأجهزة المساعِدة التي تلزم الأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن. ويوجد في بعض مواقع النزوح نقاط طبية لا تعمل إلا لساعات قليلة في اليوم وتواجه نقصًا في الأدوية. وتعوق المواصلات التي لا يمكن تحمل تكلفتها وغياب خدمات الإسعاف إمكانية الوصول إلى المستشفيات التي تعمل بصورة جزئية، إذ تفيد التقارير بأن عمليات الولادة الطارئة تجرى في الخيام دون دعم طبي في ساعات متأخرة من الليل. وعلى الرغم من علامات الهزال الواضحة على الأطفال، لم يتم إجراء الفحوص التغذوية من أجل تقييم مدى سوء التغذية في أوساطهم ومعالجة الحالات التي يجري تحديدها بسبب الإمكانات المحدودة.
    • فرص الوصول إلى المياه محدودة للغاية، حيث يضطر السكان إلى الانتظار في طوابير لساعات طويلة من أجل الحصول عليها ويجبرون على الاعتماد على مياه البحر لاستخدامها في الأغراض المنزلية، بما يشمل المواليد الجدد في أحد المواقع. ويستعمل الناس المراحيض الحفرية قليلة العمق، وثمة انتشار متواصل للأمراض السارية وسط فيضان مياه الصرف الصحي وانتشار الحشرات والقوارض والأفاعي، وغياب شبه كامل لمواد النظافة الصحية ومرافق الصرف الصحي.
    • يؤدي الأطفال أعمالًا خطيرة تثقل كاهلهم، من قبيل إحضار المياه والمواد الغذائية، ويتعرضون للعنف عند نقاط التوزيع بسبب التنافس على الموارد الشحيحة ولخطر الذخائر غير المنفجرة المنتشرة في كل مكان. وثمة تقارير متزايدة كذلك عن العنف القائم على النوع الاجتماعي، ولا سيما العنف المنزلي والزواج المبكر، مما يزيد من تفاقم التحديات التي تواجه النساء والأطفال.
    • لا يستطيع سوى قلة من النازحين الحصول على الوجبات الساخنة بصورة منتظمة، ولم يتم توزيع أي حصص من الدقيق أو الطرود الغذائية مؤخرًا ولا يمكن تحمل تكلفة المواد الغذائية الأساسية في السوق إلى حد كبير. وثمة أيضًا نقص حاد في حليب الرضع والمكملات التغذوية للأطفال والنساء الحوامل والمرضعات. ومع غياب الوقود، يضطر الناس إلى حرق البلاستيك من النفايات أو الخشب من أجل الطهي. ويشير العديد من الأسر إلى أنها لا تتناول سوى وجبة واحدة في اليوم، وبعضها يتناول وجبة واحدة كل يومين أو ثلاثة أيام، حيث تعتمد في كثير من الأحيان على الخبز وتقاسم الطعام مع أسر أخرى وإدارة مخزوناتها من حصص الإعاشة.
  • لا تزال القيود المفروضة على الوصول تقوض بشدة إيصال المساعدات والخدمات الإنسانية الأساسية في شتّى أرجاء غزة، بما يشمل تقديم المساعدات الغذائية والتغذوية والرعاية الطبية والحماية ودعم المأوى وخدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية لمئات الآلاف من الناس. فمن أصل 61 بعثة إنسانية تم التنسيق لوصولها إلى شمال غزة بين يومي 1 و18 حزيران/يونيو، يسرت السلطات الإسرائيلية 28 بعثة (46 في المائة)، ورفضت وصول ثماني بعثات (13 في المائة) وعرقلت وصول 16 بعثة (26 في المائة)، وألغيت تسع بعثات (15 في المائة) لأسباب لوجستية أو عملياتية أو أمنية. ومن بين 192 بعثة إنسانية كان من المقرر وصولها إلى مناطق في جنوب غزة، يسرت السلطات الإسرائيلية 134 بعثة (70 في المائة)، ورفضت وصول 12 بعثة (6 في المائة) وعرقلت وصول 26 بعثة (14 في المائة)، وأُلغيت 20 بعثة (10 في المائة). وخلال هذه الفترة، شملت البعثات المرفوضة أربع بعثات لنقل النفايات الصلبة إلى مكبات النفايات، وإيصال المياه إلى العديد من المدارس وغيرها من المواقع في شمال غزة ونقل مجموعات النظافة الصحية إلى شمال غزة أيضًا. وفضلًا عن ذلك، لا يزال انعدام الأمن بسبب العمليات العسكرية المتواصلة وانهيار النظام المدني منتشرًا على نطاق واسع، حيث تشير تقارير متعددة إلى سرقة إمدادات الإغاثة وإطلاق النار الذي يشكل مخاطر كبيرة على السكان والعاملين في المجال الإنساني.
  • سبّب تصاعد الأعمال القتالية «دمارًا لم يسبق له مثيل في سوق العمل الفلسطيني والاقتصاد بعمومه،» وفقًا لتحليل صدر مؤخرًا في 7 حزيران/يونيو عن منظمة العمل الدولية والجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني. فبين شهري تشرين الأول/أكتوبر 2023 وأيار/مايو 2024، انخفض الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في غزة بنسبة هائلة بلغت 83.5 في المائة، بالمقارنة مع الفترة المقابلة قبل اندلاع الحرب، وانكمش الاقتصاد إلى نسبة لا تتعدى 4.1 في المائة من الاقتصاد الفلسطيني، بعدما كانت نسبته تقارب 17 في المائة. كما شهدت البطالة ارتفاعًا هائلًا زاد عن 79 في المائة وسط خسائر مدمرة في الأرواح وسبل العيش، وتكرار النزوح وتدمير البنية التحتية. كما زادت الضغوط التي يسببها التضخم المرتفع من تفاقم المعاناة وتقويض القدرة الشرائية لدى السكان وقدرتهم على الوفاء حتى بأبسط احتياجاتهم الأساسية، حيث بلغ التضخم على أساس كل سنة ذروة تخطت ما نسبته 153 في المائة في القطاع خلال شهر نيسان/أبريل 2024. وفي الضفة الغربية، انخفض الناتج المحلي الإجمالي بما يقرب من 23 في المائة وارتفعت البطالة إلى نحو 32 في المائة. ومن بين العمال الذين لا يزالون يعملون في الضفة الغربية، تعرّض 51 في المائة منهم لتقليص ساعات العمل ونحو 63 في المائة لخفض أجورهم. ومن الجدير بالذكر أن جميع منشآت القطاع الخاص في غزة و29 في المائة منها في الضفة الغربية إما أوقفت عملها أو قلصت إنتاجها، ويشكل ذلك خسارة كلية تقدَّر بنحو 2.3 مليار دولار في قيمة الإنتاج (وهذا لا يشمل الخسائر في الأصول الثابتة)، بما فيها 1.5 مليار دولار في الضفة الغربية و810 مليون دولار في قطاع غزة.

المستجدّات على صعيد الحالة الإنسانية في الضفة الغربية

بسبب عطلة عيد الأضحى، لا يزال يتعين التحقق من بعض المستجدّات في الضفة الغربية خلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير. ولذلك، فقد لا يتضمن هذا التقرير بآخر المستجدّات الأرقام الكلية للمؤشرات الرئيسية التي رصدها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

  • بين يومي 11 و18 حزيران/يونيو، قتلت القوات الإسرائيلية 11 فلسطينيًا، من بينهم طفلان، في الضفة الغربية، منهم تسعة في محافظة جنين وواحد في محافظة نابلس وواحد في محافظة بيت لحم (انظر التفاصيل أدناه).
    • في 11 حزيران/يونيو، أطلقت القوات الإسرائيلية النار وقتلت ستة فلسطينيين، من بينهم فتى يبلغ من العمر 17 عامًا، خلال عملية في قرية كفر دان، شمال غرب جنين. وقُتل ثلاثة من هؤلاء عندما حاصرت وحدة متخفية تبعتها تعزيزات عسكرية بناية سكانية وأطلقت القذائف عليها وتبادلت إطلاق النار مع فلسطينيين داخلها. كما هجرت أسرة تضم خمسة أفراد، من بينهم طفلان، وفضلًا عن ذلك، أسفرت الاشتباكات التي اندلعت بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين الذين ألقوا الحجارة والعبوات الناسفة عليها عن مقتل ثلاثة فلسطينيين. وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأن القوات الإسرائيلية منعت في بادئ الأمر سيارة الإسعاف التابعة لها من نقل المصابين وأطلقت النار عليها. وحسبما نقلته وسائل الإعلام عن الجيش الإسرائيلي، قُتل ستة مسلّحون فلسطينيون في هذه العملية.
    • في 13 حزيران/يونيو، حاصرت قوة إسرائيلية متخفية تبعتها تعزيزات عسكرية بناية قيد الإنشاء في قباطية (جنين) وتبادلت إطلاق النار مع فلسطينيين كانا بداخلها. ثم قُصف المنزل بعدة قذائف. وأظهرت تسجيلات الفيديو جرافة عسكرية إسرائيلية ترفع جثتي فلسطينيين قتيلين مع الركام من داخل المنزل. وأطلقت النار على فلسطيني ثالث وقُتل خلال المواجهات التي اندلعت في وقت لاحق بين القوات الإسرائيلية التي أطلقت الذخيرة الحيّة والفلسطينيين الذين ألقوا الحجارة والزجاجات الحارقة على تلك القوات في البلدة.
    • في 15 حزيران/يونيو، أطلقت القوات الإسرائيلية الذخيرة الحيّة وقتلت فتى يبلغ من العمر 15 عامًا وأصابت اثنين آخرين خلال عملية تفتيش واعتقال في قرية بيت فوريك (نابلس).
    • في 18 حزيران/يونيو، أطلقت القوات الإسرائيلية النار وقتلت رجلًا فلسطينيًا يبلغ من العمر 39 عامًا بحجة أنه حاول طعن جنود إسرائيليين على مدخل بلدة بيت فجار (بيت لحم) واحتجزت جثمانه.
  • في 14 حزيران/يونيو، أصابت القوات الإسرائيلية 16 فلسطينيًا بجروح خلال اقتحام مدينة البيرة والمنطقة المجاورة لها. وقد أُصيب ستة فلسطينيين بالذخيرة الحيّة، من بينهم طفلان، وواحد أُصيب بعيار معدني مغلّف بالمطاط وتسعة جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع. كما اعتُقل فلسطيني واحد.
  • بين يومي 11 و18 حزيران/يونيو، شنّ المستوطنون الإسرائيليون ما لا يقل عن 11 هجمة أسفرت عن إصابة 24 فلسطينيًا وإلحاق أضرار بممتلكات الفلسطينيين، بما شملته من إتلاف الأشجار والأشتال والمحاصيل. وفيما يلي بعض الأحداث التي سُجلت خلال هذه الفترة:
    • في 12 حزيران/يونيو، أطلق المستوطنون الإسرائيليون النار على صاحب متجر فلسطيني وأصابوه بجروح واعتدوا على آخر وجرحوه في البلدة القديمة بالقدس. وأفادت التقارير بأن المستوطنين خرجوا في مسيرة جابت البلدة القديمة ورددوا شعارات معادية للفلسطينيين وهاجموا بعض المحلات التجارية.
    • في 17 حزيران/يونيو، هاجم المستوطنون الإسرائيليون المسلّحون، الذين أقاموا في الآونة الأخيرة ملحقًا ببؤرة جفعات أساف الاستيطانية على الأطراف الشرقية لقرية دير دبوان تجمع خلة المغارة الرعوي (رام الله). وبينما كان الفلسطينيون يخلون هذا التجمع مع أغنامهم، هاجمتهم مجموعة أخرى من المستوطنين الإسرائيليين المسلّحين شرق قرية دير دبوان، حيث أطلقوا النار تجاه هؤلاء الفلسطينيين واعتدوا جسديًا عليهم واستخدموا الهراوات في الاعتداء عليهم. ونتيجة لذلك، أُصيب 15 فلسطينيًا، من بينهم خمسة أطفال أُصيبوا بكسور وكدمات وجروح بشظايا الزجاج. ونُقل جميع المصابين إلى مركز طبي في القرية للعلاج. وبالإضافة إلى ذلك، أعطب المستوطنون الإسرائيليون سيارة إسعاف وعشر مركبات أخرى. وبسبب هذه الحالة من حالات الترويع والهجمات المتكررة الأخرى التي يشنها المستوطنون الإسرائيليون على هذا التجمع الرعوي، هجرت أسرة تضم أربعة أفراد، من بينهم طفل. وقد اضطرت هذه الأسرة إلى ترك مسكنين وثلاث سقائف للمواشي وحظيرتين للمواشي وجميع مقتنياتها الشخصية. ولا تزال عشر أسر تضم أكثر من 50 فردًا تعيش في التجمع، ولكنها انتقلت مؤقتًا إلى مواقع أخرى في سياق تنقلها الموسمي، باستثناء الأسرة التي باتت مهجرة الآن.
    • في 18 حزيران/يونيو، هاجم نحو 20 مستوطنًا إسرائيليًا، أفادت التقارير بأنهم من مستوطنة يتسهار قرية بورين (نابلس) وهم يحاولون إضرام النار في مركبة كان سائقها لا يزال في داخلها. وسحب رجل وامرأة يملكان كشكًا قريبًا الرجل من السيارة، ثم اعتدى المستوطنون عليهما وألقوا الحجارة باتجاههما. وأُصيب الزوجان بجروح، ولحقت أضرار جزئية بالكشك واندلعت النيران في المركبة في نهاية المطاف. وبعد ذلك، أضرم المستوطنون الإسرائيليون النار في أراضٍ بالقرية وألقوا الحجارة على سكانها. ووفقًا للمعلومات الأولية، لحقت الأضرار بأكثر من 200 شجرة زيتون. وبعد هذه الحادثة، أشارت التقارير إلى أن الجنود الإسرائيليين اقتحموا القرية ونفذوا عملية تفتيش.
  • بين يومي 11 و18 حزيران/يونيو، هدمت السلطات الإسرائيلية ثمانية مبانٍ يملكها فلسطينيون أو أجبرت أصحابها على هدمها بسبب افتقارها إلى رخص البناء التي تصدرها إسرائيل، مما أدى إلى تهجير 21 شخصًا، من بينهم 14 طفلًا. وكانت جميع المباني تقع في المنطقة (ج) بالضفة الغربية وكان من جملتها خيمتان وحظيرة للمواشي ومطبخ في قرية بردلة (طوباس)، ومسكن في قرية أم قصة (الخليل)، وغرفة زراعية ومخزن وسياج في قرية خربثا المصباح (رام الله).
  • في 13 حزيران/يونيو، ألحقت الجرافات العسكرية الإسرائيلية الأضرار بأربعة مساكن خلال عملية استمرت 10 ساعات في مخيم جنين للاجئين ومناطق من مدينة جنين، مما أسفر عن تهجير 11 أسرة تضم 48 فردًا، من بينهم 17 طفلًا، وعدة مقاطع من الطرق، مما تسبب في انقطاع الكهرباء. وأفادت التقارير بوقوع تبادل لإطلاق النار وأشارت مصادر في المجتمع المحلي إلى أن جيبات الجيش الإسرائيلي حاصرت المنطقة المجاورة لمستشفى جنين الحكومي ونفذت عمليات تفتيش واسعة لسيارات الإسعاف التي كانت تدخل المستشفى وتخرج منه. ووفقًا للهلال الأحمر الفلسطيني، منعت القوات الإسرائيلية إحدى سيارات الإسعاف التابعة له من إخلاء فلسطيني مصاب واعتقلته، كما اعتدت جسديًا على مسعف فلسطيني وأصابته بجروح.
  • في 14 حزيران/يونيو، أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها إزاء تصاعد الأزمة الصحية في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، منذ يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر. فبين يومي 7 تشرين الأول/أكتوبر و28 أيار/مايو، وثّقت المنظمة 480 هجمة طالت مؤسسات الرعاية الصحية في الضفة الغربية، غالبيتها (59 في المائة) في مدن طولكرم وجنين ونابلس. وفي 19 حزيران/يونيو، صرّحت منظمة أطباء بلا حدود، التي رددت مخاوف مشابهة، بأن «الموظفين الطبيين والمساعدين الطبيين [في الضفة الغربية] يتعرضون للهجوم والمضايقات بصورة متكررة ويجري منعهم وعرقلتهم وهم يحاولون تقديم العون للمصابين.» ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يجري تقييد إمكانية الحصول على الرعاية الصحية من خلال عقبات متنوعة، بما فيها إغلاق الحواجز واحتجاز العاملين الصحيين وفرض الحصار والإغلاق على بلدات بأكملها. وفضلًا عن ذلك، رفض 44 في المائة من 28,292 طلبًا قُدم للحصول على التصاريح من أجل الوصول إلى المنشآت الصحية في القدس الشرقية وإسرائيل بين شهري تشرين الأول/أكتوبر وأيار/مايو 2024 أو لا تزال معلقًا، وهو ما يشير إلى انخفاض نسبته 56 في المائة في عدد الطلبات وتراجع نسبته 22 في المائة في الموافقات الصادرة بشأنها بالمقارنة مع الفترة الممتدة بين شهري تشرين الأول/أكتوبر 2022 وأيار/مايو 2023. وسلّطت منظمة الصحة العالمية الضوء كذلك على أثر الآزمة المالية التي تواجهها السلطة الفلسطينية على النظام الصحي، حيث «لم يحصل العاملون في المجال الصحي إلا على نصف رواتبهم منذ ما يقرب من سنة ونفدت 45 في المائة من الأدوية الأساسية من المخزون.» كما يعاني معظم المناطق في الضفة الغربية من خدمات محدودة بالنظر إلى أن «عيادات الرعاية الصحية الأولية والعيادات الخارجية التخصصية تعمل الآن لمدة يومين في الأسبوع، والمستشفيات تعمل بنحو 70 في المائة من طاقتها.»

التمويل

  • حتى يوم 14 حزيران/يونيو، صرفت الدول الأعضاء نحو 1.06 مليار دولار من المبلغ المطلوب وقدره 3.42 مليار دولار (31 في المائة) للوفاء بالاحتياجات الأكثر إلحاحًا لدى 2.3 مليون نسمة في غزة و800,000 آخرين في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، للفترة الواقعة بين شهري كانون الثاني/يناير وكانون الأول/ديسمبر 2024. ولقراءة تحليل هذا التمويل، يُرجى الاطّلاع على لوحة المتابعة المالية للنداء العاجل.
  • يدير الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلّة 109 مشاريع بمبلغ إجمالي قدره 78.9 مليون دولار من أجل الوفاء بالاحتياجات الماسة في قطاع غزة (86 في المائة) والضفة الغربية (14 في المائة). وينفذ 69 مشروعًا من هذه المشاريع من جانب المنظمات غير الحكومية الدولية و26 مشروعًا من جانب المنظمات غير الحكومية الوطنية و14 مشروعًا من جانب وكالات الأمم المتحدة. ومن الجدير بالملاحظة أن 43 من أصل 83 مشروعًا يجري تنفيذها بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية الوطنية. ومنذ يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، جمع الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة أكثر من 100 مليون دولار من الدول الأعضاء والجهات المانحة الخاصة، وهذا المبلغ مخصص للبرامج التي يجري تنفيذها في شتّى أرجاء غزة. ويحوي هذا الرابط ملخصًا بالأنشطة التي ينفذها الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلّة والتحديات التي واجهها في شهر أيار/مايو 2024، ويمكن الاطلاع على التقرير السنوي للصندوق الإنساني لسنة 2023 من خلال هذا الرابط. وتُجمع التبرعات الخاصة مباشرة من خلال الصندوق الإنساني.