امرأة فلسطينية مسنّة على كرسي متحرك تتنقل في شارع مدمر في جنين في طريقها إلى المستشفى، عقب عملية نفذتها القوات الإسرائيلية على مدار عشرة أيام. تصوير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، 8 أيلول/سبتمبر 2024
امرأة فلسطينية مسنّة على كرسي متحرك تتنقل في شارع مدمر في جنين في طريقها إلى المستشفى، عقب عملية نفذتها القوات الإسرائيلية على مدار عشرة أيام. تصوير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، 8 أيلول/سبتمبر 2024

آخر مستجدّات الحالة الإنسانية رقم 216 | الضفة الغربية

يُنشر التقرير الموجز بالمستجدّات الصادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلّة ثلاث مرات في الأسبوع. وترد تغطية قطاع غزة في يومي الاثنين والجمعة والضفة الغربية في يوم الأربعاء. وسوف يصدر التقرير المقبل بآخر المستجدّات في 13 أيلول/سبتمبر 2024.

النقاط الرئيسية

  • بين يومي 3 و9 أيلول/سبتمبر، قتلت القوات الإسرائيلية 10 فلسطينيين، من بينهم ثلاثة أطفال، ومواطن أجنبي، في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. كما قتل مواطن أردني ثلاثة من أفراد الأمن الإسرائيلي ثم أطلقت القوات الإسرائيلية النار عليه وقتلته.
  • انسحبت القوات الإسرائيلية من مدينتي جنين وطولكرم ومخيمات اللاجئين في يومي 5 و6 أيلول/سبتمبر، وبذلك انتهت العملية التي استمرت عشرة أيام، وهي أطول عملية تُنفذ في الضفة الغربية منذ العام 2002. وقد أسفرت هذه العملية عن مقتل 36 فلسطينيًا، من بينهم ثمانية أطفال، وإصابة 87 آخرين، واعتقال ما لا يقل عن 60 شخصًا. كما قُتل جندي إسرائيلي واحد خلال العملية.
  • لا يزال ما لا يقل عن 163 أسرة فلسطينية، تضم 624 فردًا، من بينهم 232 طفلًا، مهجَّرين في أعقاب العملية الواسعة النطاق التي نُفذت مؤخرًا في شمال الضفة الغربية. وحتى يوم 8 أيلول/سبتمبر، لحقت الأضرار بنحو 2,400 وحدة سكنية، من بينها 106 وحدات سكنية باتت غير صالحة للسكن.
  • هُجِّر ثمانون فلسطينيًا، من بينهم 41 طفلًا، بسبب عنف المستوطنين الإسرائيليين ومضايقاتهم واستيلائهم على ممتلكات الفلسطينيين بين يومي 3 و9 أيلول/سبتمبر.

آخر المستجدّات (بعد يوم 9 أيلول/سبتمبر)

  • في 11 أيلول/سبتمبر، أشارت تقارير أولية إلى مقتل خمسة فلسطينيين في غارة جوية إسرائيلية في مدينة طوباس شمال الضفة الغربية.
  • في 11 أيلول/سبتمبر، أشارت التقارير الأولية إلى أن القوات الإسرائيلية أطلقت النار وقتلت فلسطينيًا صدمت مركبته مستوطنًا إسرائيليًا في الضفة الغربية مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة.

المستجدّات على صعيد الحالة الإنسانية (3-11 أيلول/سبتمبر)

  • خلال الفترة التي يغطيها التقرير، قتلت القوات الإسرائيلية 10 فلسطينييا، من بينهم ثلاثة أطفال. وأصابت القوات الإسرائيلية والمستوطنون 59 فلسطينيًا، من بينهم تسعة أطفال. وخلال الفترة ذاتها، قتل مواطن أردني ثلاثة من أفراد الأمن الإسرائيلي، ثم أطلقت القوات الإسرائيلية النار عليه وقتلته عند معبر اللنبي (جسر الملك حسين) بين الأردن والضفة الغربية. وفضلاً عن ذلك، قتلت القوات الإسرائيلية مواطنة أجنبية واحدة.
  • في 3 أيلول/سبتمبر، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على فتاة تبلغ من العمر 16 عامًا وقتلتها في كفر دان جنوب غرب مدينة جنين. ووفقًا لشهود العيان والأسر الفلسطينية التي تم تهجيرها، اقتحمت القوات الإسرائيلية كفر دان وحاصرت منزلًا يتألف من طابقين في الجزء الشرقي من البلدة وأطلقت النار عليه ودعت سكانه إلى الخروج عبر مكبرات الصوت. فخرجت أسرتان من المنزل. وبعد مرور ساعة، وصلت قوات إضافية مع جرافتين إلى مكان الحدث. وأعقب ذلك تبادل لإطلاق النار بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية في محيط المنزل. كما أطلقت القوات الإسرائيلية قاذفات محمولة على الكتف. وحالما توقف تبادل إطلاق النار، شرعت الجرافات في هدم المنزل المحاصر. ووفقًا لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، تم استدعاؤهم لإسعاف فتاة مصابة، إلا أن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على سيارة الإسعاف فور وصولهم. وكانت الفتاة قد فارقت الحياة عندما تمكن الفريق الطبي من الوصول إليها. ووفقًا لشقيق الفتاة الذي كان برفقتها أثناء الحدث، فقد تم إطلاق النار عليها أثناء مرورها بجانب نافذة داخل منزلها. وفي أثناء العملية، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على خمسة فلسطينيين وأصابتهم، من بينهم أربعة صحفيين كانوا في مكان الحدث.
  • في 3 أيلول/سبتمبر، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على فلسطينيين اثنين وقتلتهما خلال عملية شنّتها في حي ذنابة شرق طولكرم. ووفقًا لشهود عيان، حاصرت القوات الإسرائيلية أحد المنازل ودعت النساء والأطفال إلى المغادرة عبر مكبرات الصوت. وغادر ما لا يقل عن امرأتين وأربعة أطفال المنزل وأجبروا على الوقوف مقابل جدار في الخارج. وأفاد شهود العيان أن الرجلين اللذين كانا مسلّحين رفضا الاستسلام وبقيا في ساحة المنزل. ثم أجبرت القوات الإسرائيلية فتى صغير (ابن شقيق أحد المسلّحين) على الدخول إلى المنزل وحثّ الرجلين على الاستسلام، لكنهما رفضا. وخلال المواجهة التي استمرت ساعتين، اندلع تبادل لإطلاق النار بين الرجال المحاصرين والقوات الإسرائيلية. ثم أطلقت القوات الإسرائيلية قذيفتين محمولتين على الكتف على المنزل. وأفاد شهود العيان والأقارب في مكان الحدث أن القوات الإسرائيلية أخذت جثامين الرجال المسلّحين بعد قتلهم.
  • في 5 أيلول/سبتمبر، قُتل خمسة فلسطينيين وأُصيب ثلاثة آخرون في مدينة طوباس في غارة جوية إسرائيلية خلال عملية نفذتها القوات الإسرائيلية في مخيم الفارعة للاجئين. ووفقًا لمصادر محلية، أصابت غارتان جويتان إسرائيليتان مركبتين كانتا مركونتين في مدينة طوباس. وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأنه تم نقل المصابين إلى مستشفى قريب. ووفقًا للجيش الإسرائيلي، أصابت الغارتان فلسطينيين مسلّحين كانوا يشكّلون تهديدًا لقواته.
  • في 5 أيلول/سبتمبر، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على فتى فلسطيني يبلغ من العمر 16 عامًا وقتلته وأصابت فلسطينيًا آخر في مخيم الفارعة للاجئين في طوباس. ووفقًا لمصادر محلية، كان الفتى خارج المخيم ويحاول العودة إلى منزله عندما أُطلقت النار عليه ثلاث مرات في ساقه. ومنعت القوات الإسرائيلية الطواقم الطبية من مساعدة الفتى المصاب. ووفقًا لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني التي شهدت وقوع الحدث، صرخ الفتى قائلاً «لا تطلقوا النار علي» فأمرته القوات الإسرائيلية بخلع ملابسه. وعندما لم يفعل ذلك، أطلقت القوات الإسرائيلية النار عليه في صدره. وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بعد ذلك أنه بعد مقتله، قامت جرافة إسرائيلية بسحب جثته إلى موقع آخر داخل المخيم، مما أدى إلى تشويه جثته. ووفقًا للأونروا، تم الإبلاغ عن تبادل لإطلاق النار بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين، واستخدام عبوات ناسفة من قبل الفلسطينيين.
  • في 6 أيلول/سبتمبر، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على مواطنة أجنبية وأصابت فتىً فلسطينيًا في جبل صبيح في بلدة بيتا جنوب شرق مدينة نابلس. ووفقًا لمصادر محلية، نظّم القرويون الفلسطينيون احتجاجهم الأسبوعي ضد التوسع الاستيطاني في مستوطنة أفيتار، حيث أطلقت القوات الإسرائيلية قنابل الغاز المسيل للدموع والذخيرة الحية على المتظاهرين. ووفقًا لشاهد عيان، تم إطلاق النار على المواطنة الأجنبية بينما كانت تقف على بعد نحو 250 مترًا من المظاهرة. وأفادت مصادر طبية أن الناشطة أُصيبت في رأسها بالذخيرة الحيّة وأن فتى أُصيب بشظايا في ساقه وتم نقله إلى المستشفى.
  • في 8 أيلول/سبتمبر، أطلق سائق شاحنة أردني النار على ثلاثة أفراد من الأمن الإسرائيلي عند معبر اللنبي (جسر الملك حسين) الذي يربط الأردن بالضفة الغربية وأرداهم قتلى. فأطلقت القوات الإسرائيلية النار على الرجل الأردني وقتلته في مكان الحدث. وفي أعقاب إطلاق النار، أغلقت السلطات الإسرائيلية معبر اللنبي في كلا الاتجاهين. ووفقًا لمصادر محلية، اعتدت القوات الإسرائيلية جسديًا على العمّال الفلسطينيين والأردنيين الذين كانوا متواجدين أثناء الحدث واستجوبتهم. وفضلاً عن ذلك، مُنع المسافرون الفلسطينيون الذين حاولوا العبور من المرور وأجبروا على مغادرة المنطقة. وأعيد فتح معبر اللنبي أمام المسافرين في وقت لاحق من ذلك اليوم.
  • بين يومي 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و9 أيلول/سبتمبر، قُتل 669* فلسطينيًا في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، فضلاً عن فلسطينيين اثنين توفيا متأثرين بجروح أُصيبا بها قبل يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر. ومن جملة هؤلاء، قُتل *652 على يد القوات الإسرائيلية، و12* على يد المستوطنين الإسرائيليين، ولا يزال من غير المعروف ما إذا كان سبعة آخرون قد قُتلوا على يد القوات الإسرائيلية أم على يد المستوطنين. وخلال الفترة نفسها، قُتل 156 فلسطينيًا وأُصيب 57 آخرين في 57 غارة جوية إسرائيلية. وفي المقابل، قُتل ستة فلسطينيين في غارات جوية في العام 2023 (حتى تشرين الأول/أكتوبر) ولم يُقتل أي فلسطيني في السنوات الثلاث السابقة. وخلال الفترة ذاتها، قُتل 22 إسرائيليًا، من بينهم 15 من أفراد القوات الإسرائيلية وخمسة مستوطنين، على يد فلسطينيين في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. وأسفرت الهجمات التي نفّذها فلسطينيون من الضفة الغربية في إسرائيل عن مقتل عشرة إسرائيليين، فضلًا عن سبعة فلسطينيين نفّذوا هذه الهجمات.

الاحتياجات الإنسانية والاستجابات للعملية الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية

  • بين يومي 5 و6 أيلول/سبتمبر، انسحبت القوات الإسرائيلية من جنين وطولكرم، بما في ذلك مخيمات اللاجئين داخلهما، في أعقاب عملية واسعة النطاق استمرت عشرة أيام، استخدمت خلالها القوات الإسرائيلية تكتيكات حربية قاتلة أثارت القلق بشأن الاستخدام المفرط للقوة. وفي 7 أيلول/سبتمبر، شرع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ووكالة الأونروا والمنظمات الشريكة في مجال العمل الإنساني في إجراء تقييمات للاحتياجات في محافظتي جنين وطولكرم بهدف تقييم الأثر الإنساني الناجم عن العملية.
    • في كفر دان ومخيم جنين للاجئين، وفي الجانب الشرقي من جنين، أسفرت العملية عن مقتل 19 فلسطينيًا وإصابة 58 آخرين واعتقال ما لا يقل عن 44 فلسطينيًا، فضلاً عن إلحاق أضرار فادحة بالبنية التحتية المدنية والسكنية ومباني يستخدمها أصحابها في تأمين سبل عيشهم. وأسفرت العملية عن نزوح ما يزيد عن 1,000 أسرة فلسطينية. وقد عاد معظم هؤلاء النازحين منذ ذلك الحين، إلا أن ما لا يقل عن 74 أسرة، تضم 297 فردًا، من بينهم 102 طفل، لا تزال نازحة من 45 منزلاً بات غير صالح للسكن. وحتى 8 أيلول/سبتمبر، لحقت الأضرار بما لا يقل عن 1,900 وحدة سكنية. كما تم تجريف ما يقرب من 25 كم (70 بالمائة) من طرقات المدينة وشبكات المياه والصرف الصحي الأساسية مما أثر بشدة على سلامة التنقل والوصول إلى الخدمات الأساسية من المياه والصرف الصحي والرعاية الصحية والتعليم والأسواق. ونتيجة لذلك، انقطعت المياه منذ 28 آب/أغسطس عن نحو 35,000 شخص من سكان المخيم والأحياء المحيطة به، والذين عانوا أيضًا من تدفق مياه الصرف الصحي.
    • في مخيمي طولكرم ونور شمس للاجئين، أدّت العملية إلى مقتل سبعة فلسطينيين وإصابة 14 آخرين، وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية ومراكز الإيواء السكنية. كما لحقت الأضرار بأكثر من 400 وحدة سكنية في المخيمين ومحيطهما. ومن بين هذه الوحدات، باتت 61 وحدة منها غير صالحة للسكن، مما أدى إلى نزوح ما مجموعه 89 أسرة تضم 327 فردًا، من بينهم 123 طفلًا. كما تم تجريف ما يزيد عن 2.6 كيلومتر من شبكات المياه والصرف الصحي في المخيمين، مما أثّر بشدة على سلامة التنقل والوصول إلى الخدمات الأساسية من المياه والصرف الصحي والرعاية الصحية والتعليم والأسواق. ونتيجة لذلك، انقطعت المياه منذ 28 آب/أغسطس عن نحو 33,000 شخص من سكان المخيم والأحياء المحيطة به، والذين عانوا أيضًا من تدفق مياه الصرف الصحي.
  • ما انفكت المنظمات الشريكة في مجال العمل الإنساني، بما في ذلك جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ووكالة الأونروا ووزارة التنمية الاجتماعية، تستجيب لتداعيات العملية. إذ قاموا بتوزيع الطرود الغذائية وزجاجات المياه على السكان المتضرّرين. كما أنهم يقومون بالتنسيق مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية والشركاء الآخرين من أجل تقييم الاحتياجات وتقديم مساعدات إضافية. وفي سياق متصل، بدأت الأونروا وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية عملية توزيع تهدف إلى الوصول إلى 1,500 أسرة في جنين. وفي طولكرم، قام برنامج الأغذية العالمي، بالتنسيق مع الأونروا ووزارة التنمية الاجتماعية، بتوزيع مساعدات نقدية لمرة واحدة بقيمة 1,000 شيكل على 2,300 أسرة في مخيمات اللاجئين في طولكرم. وتشمل الجهود المبذولة تقديم خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي، ودعم سلطات المياه المحلية وتزويد المواد التعليمية. كما تعمل مجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، بالتعاون مع الأونروا وسلطة المياه الفلسطينية، على تنسيق التدخلات العاجلة في جنين وطولكرم، بما في ذلك نقل المياه بواسطة الصهاريج وتوزيع مستلزمات النظافة الصحية وتركيب خزانات البولي إيثيلين وإنشاء نقاط توزيع المياه وتوفير أنابيب المياه ومياه الشرب المعبأة وشفط مياه الصرف الصحي. وتعمل مجموعة الإيواء، بالتنسيق مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ووكالة الأونروا عن كثب مع شركاء مجموعة العمل النقدي لتقديم المساعدات اللازمة للاجئين وغير اللاجئين على حد سواء، بما في ذلك المساعدات النقدية الطارئة متعددة الأغراض، وسوف تستمر هذه الجهود على مدى الأسبوعين أو الثلاثة أسابيع القادمة.
  • خلال العملية الواسعة النطاق التي شنّتها القوات الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية، فرضت قيود مشددة على الوصول إلى المستشفيات والمنشآت الطبية. ففي جنين، حاصرت القوات الإسرائيلية كلاً من مستشفى جنين الحكومي ومستشفى ابن سينا الحكومي، مما أدى إلى منع سيارات الإسعاف من الوصول إلى المستشفى وعرقلة عمل الطواقم الطبية. وفي طولكرم، لم تتمكن الطواقم الطبية من الوصول إلى المصابين في مخيم نور شمس للاجئين. وبالمثل، في طوباس، أدت القيود المفروضة على الوصول في أعقاب وقوع غارة جوية إلى عرقلة وصول المساعدات الطبية، كما تسبب تضرّر مولد كهربائي في انقطاع مؤقت للكهرباء في كافة أنحاء المخيم. وقد أعربت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عن قلقها العميق إزاء تقلص الحيز الإنساني، ولا سيما في جنين ومخيم جنين للاجئين. ووفقًا لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، فقد استهدفت القوات الإسرائيلية سيارات الإسعاف التابعة لها بشكل مباشر، مما أدى إلى إصابة اثنين من أفراد الأفرقة الطبية لحالات الطوارئ وأحد الأطباء المتطوعين. وقد أدت هذه العوائق إلى تقويض القدرة على إيصال الإمدادات الأساسية والخدمات الطبية، مما أدى إلى تفاقم أوضاع المدنيين. وتحث جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني المجتمع الدولي على ضمان الالتزام بالقانون الدولي الإنساني والتصدي للأزمة الإنسانية المتصاعدة.

العنف والتهجير المرتبطان بالمستوطنين

  • خلال الفترة التي يغطيها التقرير، شنّ المستوطنون الإسرائيليون 43 هجومًا ضد الفلسطينيين، مما أسفر عن مقتل شخص واحد وإصابة 10 آخرين، وإلحاق أضرار بالممتلكات. وارتكب الفلسطينيون هجومين ضد المستوطنين خلال هذه الفترة، مما أدى إلى إصابة شخص واحد بجروح. وبين يومي 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و9 أيلول/سبتمبر 2024، سجّل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية نحو 1,350 هجمة شنّها المستوطنون الإسرائيليون على الفلسطينيين، وقد أسفر نحو 130 هجمة منها عن سقوط قتلى وجرحى بين الفلسطينيين، ونحو 1,080 هجمة عن إلحاق أضرار بممتلكات تعود لفلسطينيين، وأكثر من 140 هجمة عن سقوط ضحايا وإلحاق الأضرار بالممتلكات معًا. وخلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير، هُجِّر ما لا يقل عن 17 أسرة فلسطينية تضم ما لا يقل عن 80 فردًا، من بينهم 41 طفلًا، بسبب عنف المستوطنين الإسرائيليين ومضايقاتهم واستيلائهم على ممتلكات تعود لفلسطينيين. ومنذ يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، هُجِّرت 276 أسرة فلسطينية تضم 1,627 فردًا، من بينهم 794 طفلًا، في سياق الأحداث المرتبطة بالمستوطنين الإسرائيليين.
  • فيما يلي بعض الأحداث الرئيسية التي وثّقها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية خلال الفترة التي يغطيها التقرير:
    • في 3 أيلول/سبتمبر، أُجبر ثمانية رعاة بدو فلسطينيين، من بينهم امرأة من تجمّع برية حزما الواقع على المشارف الشرقية لقرية حزما، على النزوح بسبب تصاعد أعمال العنف التي يرتكبها المستوطنون الإسرائيليون. فمنذ إنشاء البؤرة الاستيطانية الإسرائيلية الجديدة في 8 تشرين الأول/أكتوبر، والتي أقيمت على أنقاض مبنى سكني فلسطيني هدمته القوات الإسرائيلية، أبلغ المجتمع عن زيادة في العنف المرتبط بالمستوطنين. وتُظهر لقطات فيديو المستوطنين الإسرائيليين المسلّحين وهم يضايقون السكان الفلسطينيين يوميًا، بما في ذلك إطلاق الذخيرة الحيّة وحرق المركبات وإلحاق الضرر بالممتلكات. وفي يوم 1 آب/أغسطس، بدأ سكان التجمع في الحد من تواجدهم في الساعات ما بين الساعة 17:00 و21:00، بسبب تكثيف هجمات المستوطنين في ساعات الليل. وفي 23 آب/أغسطس، شنّ المستوطنون الإسرائيليون هجومًا عنيفًا ونهبوا المنازل وأضرموا النار في أحد المباني السكنية وألحقوا الأضرار بالممتلكات وسرقوها. وفضلاً عن ذلك، وضع مستوطنون من البؤرة الاستيطانية سواتر ترابية مرتين على مدخل التجمع، ومنعوا السكان من الوصول إليه. ولم تقم الأسر بتفكيك مساكنها وتركت جميع مبانيها على أمل أن تتمكن من العودة إلى موقعها.
    • في 5 أيلول/سبتمبر، هُجّرت أسرتان بدويتان فلسطينيتان تضمان 20 فردًا، من بينهم ثمانية أطفال وسبع نساء، من عين الحلوة، وادي الفوّ، في محافظة طوباس. وفي 4 أيلول/سبتمبر، اقتحم مستوطنون إسرائيليون مسلّحون التجمع مع مواشيهم عنوة، وهدّدوا الأسر بالسلاح وطالبوهم بالمغادرة. كما هاجم المستوطنون الأسر باستخدام رذاذ الفلفل، مما أدى إلى إصابة رجلين. وبعد ساعات، وصلت الشرطة الإسرائيلية واحتجزت أحد الرجال الفلسطينيين وناشطًا أجنبيًا وصادرت هواتفهم المحمولة وأطلقت سراحهم في وقت لاحق من تلك الليلة. وبينما كانت الأسر تنتقل إلى مكان آخر، اعتدت القوات الإسرائيلية جسديًا على فلسطينيين اثنين كانا يساعدان الأسر في الانتقال إلى خربة عاطوف وأصابتهما بجروح، وبعد ذلك اعتقلت أحد الرجلين ونقلته إلى قاعدة عسكرية، حيث أُطلق سراحه لاحقًا.
    • في 6 أيلول/سبتمبر، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على فتاة فلسطينية تبلغ من العمر 13 عامًا وقتلتها في قرية قريوت جنوب مدينة نابلس. ووفقًا لمصادر محلية، فقد هاجم مستوطنون إسرائيليون يُعتقد بأنهم من مستوطنة شيلو، برفقة القوات الإسرائيلية، القرية بإلقاء الحجارة ومحاولة إحراق المنازل. وردّ القرويون الفلسطينيون بإلقاء الحجارة على المستوطنين، وردت القوات الإسرائيلية بإطلاق الذخيرة الحيّة عليهم. وقُتلت الفتاة البالغة من العمر 13 عامًا بعد أن أطلقت النار عليها داخل منزلها الذي كان يبعد نحو 150 مترًا عن مكان المواجهات. وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأنها استجابت لثلاث إصابات، الفتاة التي أصيبت بالذخيرة الحيّة في صدرها، ورجل فلسطيني أصيب بالذخيرة الحيّة ورجل آخر تعرّض للاعتداء الجسدي. وفضلًا عن ذلك، أحرق المستوطنون الإسرائيليون المئات من أشجار الزيتون على مساحة تبلغ نحو 20 دونمًا تعود ملكيتها لأهالي القرية. وقد أفاد المجلس القروي بأنهم غير قادرين على الوصول إلى هذه الأراضي المحترقة لتقييم الأضرار، وهم بصدد تحديد الأضرار التي لحقت بالمنازل.
    • في 7 أيلول/سبتمبر، أصاب مستوطنون إسرائيليون يُعتقد بأنهم من مستوطنة إفياتار أربعة فلسطينيين، أحدهم رجل مسنّ، في بلدة بيتا جنوب شرق نابلس. ووفقًا للبلدية والأسر المتضررّة، ألقت مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين الملثمين الحجارة على منزلين في البلدة. فقد اقتحمت إحدى المجموعتين أحد المنزلين ورشقته بالحجارة وأصابت امرأة تبلغ من العمر 60 عامًا، بينما قام آخرون برشّ رذاذ الفلفل على رجل يبلغ من العمر 68 عامًا ثم ضربوه بحجر. واعتدى مستوطن إسرائيلي آخر على امرأة فلسطينية وأصابها بجروح في رأسها ووجهها. وحطم المستوطنون زجاج أربع مركبات وألحقوا أضرارًا خارجية بإحدى المركبات. وأفادت إحدى الأسر المتضرّرة بأن الحجارة التي ألقيت على منزلها كسرت ثلاث نوافذ.
    • في 7 أيلول/سبتمبر، اعتدى مستوطنون إسرائيليون جسديًا على رجل فلسطيني بالقرب من قرية التواني في محافظة الخليل وأصابوه بجروح. وكان الفلسطيني، وهو رئيس مجلس قروي سوسيا، يقود مركبته على الطريق 316 عندما أجبره ثلاثة مستوطنين يستقلون مركبة على التوقف واعتدوا عليه بعقب البندقية وأخبروه أنهم يعرفون من هو. وترك المستوطنون الرجل مصابًا بكسور، لكنه تمكن من قيادة سيارته إلى أقرب مستشفى.
    • في 8 أيلول/سبتمبر، ألقى فلسطينيون الحجارة وأصابوا مستوطِنة إسرائيلية بجروح بينما كانت تتنقل بالقرب من مستوطنة مسواه على الطريق 90 في محافظة أريحا. كما تضرّرت مركبتها نتيجة للرشق بالحجارة.

عمليات الهدم

  • خلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير، هُجِّر ما لا يقل عن 17 أسرة فلسطينية تضم ما لا يقل عن 80 فردًا، من بينهم 41 طفلًا، بسبب العنف والمضايقات التي يرتكبها المستوطنون الإسرائيليون واستيلائهم على الممتلكات التي تعود لفلسطينيين. ومنذ يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، هُجِّرت 276 أسرة فلسطينية تضم 1,627 فردًا، من بينهم 794 طفلًا، في سياق الأحداث المرتبطة بالمستوطنين الإسرائيليين.
  • بين يومي 3 و9 أيلول/سبتمبر، هدمت السلطات الإسرائيلية أو دمرت أو أجبرت على هدم 38 منشأة يملكها فلسطينيون. وتمّ تجريف منزلين في عملية نفذتها القوات الإسرائيلية في قرية كفر دان (جنين)، مما أدى إلى تهجير 14 شخصًا، من بينهم سبعة أطفال. أمّا المنشآت الـ36 المتبقية فقد تضمنت عمليات الهدم القسري الذاتي في القدس الشرقية و35 عملية هدم في المنطقة (ج) بسبب الافتقار إلى رخص البناء التي تصدرها إسرائيل، والتي يعد الحصول عليها من ضرب المستحيل. وهُجِّر ما مجموعه 42 شخصًا، من بينهم 24 طفلًا.
  • في 3 أيلول/سبتمبر، هدمت القوات الإسرائيلية ستة منشأة، بما فيها ثلاث منشآت سكنية ومنشأتين يستخدمها أصحابها في تأمين سبل عيشهم ومنشأة واحدة للمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في المنطقة (ج) في قرية دوما جنوب نابلس. ونتيجةً لذلك، هُجّرت أسرتان تضمان 15 فردًا، من بينهم تسعة أطفال. وتنحدر هاتان الأسرتان من تجمّع عين الرشاش، وكانتا قد هُجّرتا في وقت سابق. وهذه ثالث عملية هدم تطال هذه الأسر داخل قرية دوما خلال أقل من ستة أشهر.
  • في 5 أيلول/سبتمبر، هدمت الإدارة المدنية الإسرائيلية، إلى جانب القوات الإسرائيلية، بناية سكنية مأهولة وخزان مياه، بحجة افتقارها إلى الرخص التي تصدرها إسرائيل في تجمع قلقس (المنطقة (ج)) بالقرب من مدينة الخليل. ونتيجة لذلك، هُجّرت أسرة واحدة تضم ثمانية أفراد، من بينهم أربعة أطفال، للمرة الثانية. وقد جرى تهجير الأسرة للمرة الأولى في 11 تموز/يوليو 2024. وتم بناء المبنى الجديد بالقرب من المنزل القديم الذي هُدم سابقًا. ولم تُسلَّم أي أوامر هدم خطية إلى المالكين قبل تنفيذ عملية الهدم.
  • بين يومي 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و9 أيلول/سبتمبر 2024، هدمت السلطات الإسرائيلية 1,598 منشأة من المنشآت الفلسطينية أو صادرتها أو أجبرت أصحابها على هدمها في شتّى أرجاء الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، مما أدى إلى تهجير أكثر من 4,023 فلسطينيًا، من بينهم نحو 1,689 طفلًا، وهو ما يزيد عن الضعف بالمقارنة مع الفترة نفسها قبل يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، حيث هُجّر 1,370 فلسطينيًا، بمن فيهم 640 طفلًا. وتشمل عمليات الهدم التي نُفذت بعد يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر أكثر من 500 منشأة مأهولة، وأكثر من 300 منشأة زراعية، وأكثر من 100 منشأة من منشآت المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، و200 منشأة يستخدمها أصحابها في تأمين سبل عيشهم.

التمويل

  • حتى يوم 11 أيلول/سبتمبر، صرفت الدول الأعضاء نحو 1.6 مليار دولار من المبلغ المطلوب وقدره 3.42 مليار دولار (47 بالمائة) للوفاء بالاحتياجات الأكثر إلحاحًا لدى 2.3 مليون نسمة* في غزة و800,000 آخرين في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، للفترة الواقعة بين شهري كانون الثاني/يناير وكانون الأول/ديسمبر 2024. ولقراءة تحليل هذا التمويل، يُرجى الاطّلاع على لوحة المتابعة المالية للنداء العاجل. (*يعكس الرقم 2.3 مليون العدد المتوقع لسكان قطاع غزة عند صدور النداء العاجل في شهري نيسان/أبريل 2024. وحتى شهر تموز/يوليو 2024، تقدر الأمم المتحدة بأن 2.1 مليون شخص لم يزالوا في قطاع غزة، وسوف تستخدم هذا العدد المحدث لأغراض إعداد البرامج).
  • في آب/أغسطس 2024، أدار الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلّة ما مجموعه 93 مشروعًا جاريًا بمبلغ إجمالي قدره 79.7 مليون دولار. وقد هدفت هذه المشاريع إلى الوفاء بالاحتياجات الماسة في قطاع غزة (89 بالمائة) والضفة الغربية (11 بالمائة). وركزت المشاريع من الناحية الإستراتيجية على التعليم والأمن الغذائي والصحة والحماية والمأوى في حالات الطوارئ والمواد غير الغذائية والمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية وخدمات التنسيق والدعم والمساعدات النقدية المتعددة الأغراض والتغذية.
  • ينفَّذ 52 مشروعًا من هذه المشاريع من جانب المنظمات غير الحكومية الدولية و29 مشروعًا من جانب المنظمات غير الحكومية الوطنية و12 مشروعًا من جانب وكالات الأمم المتحدة. ومن الجدير بالذكر أن 32 مشروعًا من أصل المشاريع الـ64 التي تنفذها المنظمات غير الحكومية الدولية أو الأمم المتحدة يجري تنفيذها بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية الوطنية.
  • يمكن الاطّلاع على آخر المستجدات الشهرية، والتقارير السنوية، وقائمة بجميع المشاريع الممولة سنويًا على صفحة الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلّة تحت قسم التمويل.