قصة نجاح سجلها الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة
يُعدّ منزل لينا وعلي، الذي يقع في مخيم للاجئين، منزلًا بسيطًا، ولكنه يؤمّن لهما ولأطفالهما ولوالدة علي المريضة الخصوصية الأساسية والحماية من الأحوال الجوية التي ينبغي أن تتوفر لكل إنسان. ولم يكن الوضع كذلك دائمًا على هذا الحال.*
فعلى مدى سنوات عديدة، لم يزل الفلسطينيون في غزة معزولين تقريبًا عن بقية أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة ويتعرضون لحالات متكررة من تصعيد الأعمال القتالية. ونتيجة لذلك، لا يتمكن الكثير منهم من الحصول على عمل وغدا أكثر من واحد من كل اثنين من السكان اليوم يعاني من الفقر.
لينا وعلي مؤهلان، بصفتهما لاجئين فلسطينيين تنحدر أصول أسرتيهما من مناطق باتت اليوم جزءًا من إسرائيل، للحصول على المساعدات الإنسانية من الأمم المتحدة. ولكنهما رفضا الاعتماد على هذا الدعم وحده، واستغل علي على مر السنين كل فرصة سانحة للعمل وإعالة أسرته.
ولكن ذلك لم يكن كافيًا. فلم تتحمل الأسرة تكاليف حمّام أو مطبخ ملائمين، وكان منزلها يفتقر إلى قطع الأثاث الأساسية، بما فيها الأسرّة. ولم تكن النقود تكفيها كذلك لتغطية تكاليف العزل من الأحوال الجوية القاسية. وأخبرتنا لينا: «أريد منزلًا عاديًا. في كل مرة ينقضي فيها فصل من الفصول، أخشى مما سيجلبه الفصل التالي.»
وقد جعلت حالة تصعيد الأعمال القتالية في أيار/مايو 2021 بين القوات الإسرائيلية والجماعات المسلحة الفلسطينية في غزة الحال أسوء بكثير. لقد كانت مدمِّرة. فعدا عن الوفيات والإصابات، لحقت الأضرار بأكثر من 58,000 وحدة سكنية أو دُمرت بالكامل. وبعد ذلك، بات الناس الذين كانوا يعيشون في الأصل في ظروف متردية يملكون أقل من القليل الذي كان لديهم من قبل.
وألحق القتال ضررًا فادحًا بمنزل لينا وعلي، حيث تضرر سقفه وحُطمت نوافذه وأصيبت جدرانه بتصدعات عميقة.
وتدخلت وكالة التعاون الفني والتنمية (ACTED)، وبدعم من الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة، لتقديم المساعدة، وقدمت المساعدات النقدية للينا وعلي لكي يتمكنا من إصلاح الضرر الذي أصاب منزلهما وتحسينه وأعطتهما بعض المواد التي كانا في حاجة إليها. وبفضل هذا الدعم، أعادت لينا وعلي تأهيل غرفتين وتصليح المطبخ والحمام وتجهيزهما بالمرافق الأساسية، بما فيما خزان مياه. كما أصلحا السقف والنوافذ لحماية أسرتهما من سوء الأحوال الجوية وتأمين شيء من الخصوصية لها.
وهذا الدعم جزء من مشروع أكبر. وفي الإجمال، قُدمت المساعدة لأكثر من 200 أسرة في شتى أرجاء غزة. وتلقت هذه الأسرة المساعدة النقدية لإعادة تأهيل منازلها وتحسينها، كما قُدمت لها الأسرّة ومجموعات التنظيف أو مواد أخرى حسب الحاجة.
وخلصت لينا إلى القول: «كنت أحلم بأن يكون لي منزل يؤمّن لنا الحماية ونعيش حياتنا بكرامة فيه. وقد حققنا هذا الحلم.»
* غُيرت جميع الأسماء لضمان احترام خصوصية الأشخاص.