(جنيف، 13 شباط/فبراير 2024) إن السيناريو الذي طالما خشيناه غدا يتكشف اليوم بسرعة تثير الفزع.
فأكثر من نصف سكان غزة – ما يزيد عن مليون إنسان – مكدّسون في رفح، يرون الموت بأعينهم: ليس لديهم سوى القليل من الطعام، وتكاد لا تتيسر لهم أي إمكانية للحصول على الرعاية الطبية، وليس لديهم مكان ينامون فيه ولا مكان آمن يذهبون إليه.
هم ضحايا هجوم لم يسبق له مثيل في شدّته وقسوته ونطاقه، وحالهم في ذلك حال جميع سكان غزة.
لقد قُتل ما يقارب 28,000 إنسان – معظمهم من النساء والأطفال – في جميع أنحاء غزة، وفقًا لوزارة الصحة.
وعلى مدى فترة تزيد عن أربعة أشهر، لا يزال العاملون في المجال الإنساني يفعلون ما يشبه المستحيل في سبيل مساعدة الأشخاص المحتاجين على الرغم من المخاطر التي يواجهونها والصدمات التي يعانون منها هم أنفسهم.
ولكن لا يكفي أي مقدار من التفاني وحسن النية للإبقاء على حياة الملايين من الناس وتقديم المأكل والحماية لهم – في الوقت الذي تسقط فيه القنابل ويقطع أوصال المعونات.
أضيفوا إلى هذا استشراء اليأس وانهيار القانون والنظام ووقف تمويل وكالة الأونروا.
تتمثل العواقب في العاملين في المجال الإنساني الذين يتعرضون لإطلاق النار والاحتجاز تحت تهديد السلاح والهجوم والقتل.
ما زلت أردّد منذ أسابيع إن استجابتنا الإنسانية باتت في حالة يرثى لها.
مرة أخرى، أنا أدق ناقوس الخطر اليوم: قد تؤدي العمليات العسكرية في رفح إلى مذبحة في غزة. وقد تقضي بالعملية الإنسانية الهشّة بالفعل إلى الفناء.
إننا نفتقر إلى ضمانات السلامة وإمدادات المعونات وقدرة الطاقم على مواصلة هذه العملية والإبقاء عليها.
وقد حذّر المجتمع الدولي من العواقب الخطيرة لأي غزو برّي في رفح. ولا يمكن لحكومة إسرائيل أن تستمر في تجاهل هذه الدعوات.
لن يكون التاريخ رحيمًا.
يجب أن تنتهي هذه الحرب.