Suhad’s daughter, Muluk (4 years old)
Suhad’s daughter, Muluk (4 years old)

حماية الفلسطينيين في الخليل عن طريق ترميم منازلهم

قصة نجاح سطّرها الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة

سهاد امرأة فلسطينية تبلغ من العمر 38 عامًا تعيش في المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية المباشرة، في مدينة الخليل  والتي تقيم فيها إسرائيل عدة تجمعات استيطانية وتفرض قيودًا مشددة على تنقّل الفلسطينيين فيها بحجة المخاوف الأمنية. على مدى أعوام عديدة، يتعرض الفلسطينيون الذين يعيشون في هذه المنطقة للعنف والاعتداءات على يد القوات الإسرائيلية والمستوطنين الإسرائيليين، من جملة ممارسات أخرى مرتبطة بالاحتلال، ويعتبر سكان هذه المنطقة من الفلسطينيين من بين الفئات الأكثر تهميشاً في الضفة الغربية، ومن بينهم أسرة سهاد.

 فمنذ فترة، كان القلق يساور سهاد من أن أسرتها قد تتعرض للعنف داخل منزلها، حيث لم يكن من الممكن إغلاق الباب الرئيسي للمنزل، وكانت إطارات النوافذ قديمة ومتداعية. حيث تقول سهاد: "كان يمكن أن يقتحم شخص ما المنزل أو يرمي شيئًا ما من النافذة أو السطح ويؤذي أسرتي".

حتى وقت قريب، لم يكن ممكنًا تنفيذ أية أعمال ترميم تجعل المنزل مكانًا آمنًا للأسرة، فزوج سهاد عاطلٌ عن العمل منذ خمسة أعوام بسبب انعدام فرص العمل، وتعمل سهاد في روضة أطفال من خلال برنامج إيجاد فرص العمل في حالات الطوارئ، وتحصل منه على دخل محدود. فتقول سهاد: "يبلغ راتبي 1,500 شيكل [430 دولارًا]، ويكاد لا يغطي مصاريفنا الأساسية".

"لم يعد في وسع ابنتي أن تستخدم الغرفة مرة أخرى، ففي كل مرة كانت تنام فيها كانت تستيقظ وهي تسعل."

في شهر تشرين الأول/أكتوبر 2018، اندلعت النيران في غرفة نوم ابنتها البالغة من العمر أربعة أعوام، "كنت في المطبخ عندما سمعت ابنتي ملوك تصرخ، ولحسن الحظ تمكنت من إنقاذها من النيران. لم يلحق بها أذى، ولكن جميع قطع الأثاث والجدران احترقت بالكامل" قالت سهاد. كان المُ الكهربائي القديم والتمديدات الكهربائية الرديئة داخل المنزل سبّب في نشوب النار . تضيف سهاد: "لم يعد في وسع ابنتي أن تستخدم الغرفة مرة أخرى، ففي كل مرة كانت تنام فيها كانت تستيقظ وهي تسعل."

في العام 2019، كان منزل سهاد واحدًا من بين 60 منزلًا أعيدَ تأهيلها في المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية في مدينة الخليل في سياق مشروع نفذته مؤسسة  العمل ضد الجوع بتمويل من الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة، فمن خلال ترميم المنازل التي لا تستوفي المعايير المطلوبة في تلك المنطقة، سعى هذا المشروع إلى تعزيز الشعور بالأمان في أوساط الأشخاص المعرّضين لهجمات القوات الإسرائيلية أو المستوطنين، ووقاية المساكن من المخاطر الطبيعية. وقد استفاد ما يزيد عن 300 شخص من هذا المشروع.

وتستذكر سهاد: "لقد استبدُل الباب وإطارات النوافذ، وبفضل هذا المشروع، أصبحت غرفة ابنتي صالحة للسكن مرة أخرى، بل إنها تمضي معظم وقتها وهي تلعب في ’الغرفة البيضاء الجديدة‘، كما يحلو لها أن تسمّيها."

لا يستطيع عدد كبير من الفلسطينيين في تلك المنطقة من الخليل تحمُّل تكلفة صيانة منازلهم أو ترميمها على الوجه اللائق، كما تُفرض القيود على وصول العمال ومواد البناء إليها. ونتيجةً لذلك، غالبًا ما تكون المنازل غير مأمونة أو غير صحية أو غير مناسبة لساكنيها، مما يدفع الأسر إلى الانتقال منها إن كان ذلك في مقدورهم.

ابنة سهاد، ملوك (4 أعوام)، تقف في غرفة نومها بعد ترميمها.

خلال العام 2019، سجّل برنامج رصد "حماية المدنيين" التابع لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أكثر من 40 هجمة نفّذها المستوطنون الإسرائيليون وأدت إلى إصابة فلسطينيين بجروح وإلحاق الأضرار بممتلكاتهم في المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية في مدينة الخليل، التي تُعَدّ أيضًا إحدى المناطق التي تشهد أعلى نسبة من القيود المفروضة على التنقل في الضفة الغربية بأسرها.

اسم المشروع: الاستجابة الطارئة لتحسين المأوى لدى الأسر المهمشة في المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية في مدينة الخليل لحمايتها من هجمات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، ومن المخاطر الطبيعية
القطاع: المأوى والمواد غير الغذائية
عدد المستفيدين: 309
التجمعات السكانية المستفيدة: المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية في مدينة الخليل
المبلغ المرصود: 300,000 دولار
المنظمة الشريكة المنفِّذة: العمل ضد  الجوع
سنة البدء:

2018