نقف اليوم على أعتاب لحظة حاسمة للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي ولمصير المنطقة بأسرها.
إن التوصل إلى اتفاق بين حكومة إسرائيل وقيادة حماس أمر أساسي لإنهاء المعاناة التي لا يمكن تحملها والتي يتعرض لها الفلسطينيين في غزة والرهائن وأسرهم.
سيكون من المأساوي ألا تسفر أسابيع من الجهود الدبلوماسية الحثيثة عن وقف لإطلاق النار أو الإفراج عن الرهائن، وأن تبلغ ذروتها في هجوم مدمر على رفح.
أكرر مناشدتي لكلا الطرفين لإبداء الشجاعة السياسية وعدم ادخار أي جهد للتوصل إلى اتفاق الآن.
وذلك من أجل وقف سفك الدماء والإفراج عن الرهائن والمساعدة في تحقيق الاستقرار في المنطقة التي ما زالت تواجه خطر انفجار الوضع.
هذه فرصة حاسمة لا يمكن للمنطقة، بل وللعالم أجمع، أن يتحمل تكلفة تفويتها.
ومع ذلك، فإن الأمور تسير في الاتجاه الخاطئ.
أشعر بالانزعاج والأسى إزاء تجدد الأنشطة العسكرية في رفح من جانب القوات الإسرائيلية.
إن إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم يضر الوضع الإنساني المتردي في الأصل. يجب إعادة فتحهما على الفور. فعلى سبيل المثال، نواجه خطر ملح من نفاد الوقود بحلول مساء اليوم.
أحثّ حكومة إسرائيل على وقف أي تصعيد، والانخراط البناء في المحادثات الدبلوماسية الجارية.
بعد مقتل ما يزيد عن 1,100 إسرائيلي في هجمات حماس الإرهابية في 7 تشرين الأول/أكتوبر…وبعد مقتل ما يزيد عن 34,000 فلسطيني في غزة، ألم نر ما يكفي؟
ألم يعاني المدنيون بما يكفي من الموت والدمار؟
لا شكّ في أن هجوم واسع النطاق على رفح سيؤدي إلى كارثة إنسانية.
كما سيسفر عن عدد لا يحصى من الضحايا المدنيين وإجبار أعداد كبيرة من الأسر على النزوح مرة أخرى دون وجود مكان آمن لتتوجه إليه.
وذلك لأنه ما من مكان آمن في غزة.
وفي الوقت ذاته، ستتردد التداعيات فيما هو أبعد من ذلك، في الضفة الغربية المحتلّة، وفي جميع أنحاء المنطقة.
رفح هي مركز العمليات الإنسانية في غزة.
ومن شأن هجوم على رفح أن يزيد من تقويض جهودنا لدعم المدنيين في ظل الضائقة الإنسانية الشديدة بينما تلوح المجاعة في الأفق.
القانون الإنساني الدولي واضح بشكل لا لبس فيه: يتعين حماية المدنيين- سواء غادروا رفح أو بقوا فيها.
ويجب أن يحترم الطرفان القانون الإنساني الدولي.
كما أُذكّر إسرائيل بالتزامها بتيسير وصول المعونات الإنسانية بأمان ودون عوائق إلى جميع أنحاء غزة.
حتى أفضل أصدقاء إسرائيل واضحون:
إن الهجوم على رفح سيكون خطأ استراتيجيًا وكارثة سياسية وكابوسًا إنسانيًا.
أناشد جميع المتمتعين بالنفوذ لدى إسرائيل أن يفعلوا كل ما في وسعهم للمساعدة في تفادي وقوع المزيد من المآسي.
وتقع على عاتق المجتمع الدولي مسؤولية مشتركة لتعزيز وقف إطلاق النار لدواعٍ إنسانية، والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن، وزيادة المساعدات المنقذة للحياة بشكل هائل.
لقد حان الوقت لكي تغتنم الأطراف الفرصة لتأمين صفقة من أجل شعبها. شكرًا لكم.
- نيويورك، 7 أيار/مايو 2024