<p>لغاية الساعة 20:00 من اليوم، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية أن القوات الإسرائيلية قتلت فلسطينيان وأصابت 417 خلال المظاهرات المنظمة بالقرب من السياج الحدودي. وعلى الرغم من أن مظاهرات اليوم كان قد أعلن أنها ستكون ذروة مظاهرات "مسيرة العودة الكبرى" التي بدأت في 30 آذار، هنالك مؤشرات بأن المظاهرات ستتواصل لغاية 5 حزيران.</p>
<p>كما ونظمت عدة مظاهرات في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية اليوم إحياءً لذكرى "النكبة"، وتطورت بعض هذه المظاهرات إلى مواجهات مع القوات الإسرائيلية، تحديداً عند الحواجز العسكرية. وتشير الأرقام الأولية إلى إصابة 166 فلسطينياً، من بينهم أربعة أطفال.</p>
<p>وسُجل بالأمس، 14 أيار، العدد الأكبر من الضحايا في قطاع غزة خلال يوم واحد منذ عدوان سنة 2014، حيث قتلت القوات الإسرائيلية 60 فلسطينياً، من بينهم ثمانية أطفال، وقُتل بعضهم في ظروف غامضة، كما وأصيب 2,770 أخرين، نصفهم تقريباً بالذخيرة الحية.</p>
<p>وقد أعلن اليوم يوم حداد في الأرض الفلسطينية المحتلة، وتوقفت الحياة في قطاع غزة بشكل تام في ظل الصدمة الكبيرة والحزن الشديد. وفي وقت الظهيرة تقريباً، شارك عشرات الآلاف في مراسيم التشييع وزاروا العائلات المفجوعة لمواساتها. وبعد الظهيرة، استجاب مئات الأشخاص للدعوات التي طالبت بالتجمع عند مواقع الخيام الخمس على امتداد السياج الحدودي للمشاركة في مظاهرات اليوم إحياءً للذكرى الـ70 لما يطلق عليها فلسطين ذكرى "نكبة" سنة 1948، وذلك على خلاف التقديرات التي أشارت إلى مشاركة 35,000 شخص في مظاهرات الأمس.</p>
<p>وقُتل منذ 30 آذار 104 فلسطينيين، من بينهم 12 طفلاً، في سياق المظاهرات. وعلاوة على ذلك، قُتل 12 فلسطيني آخر، من بينهم طفلان في ظروف أخرى. وتجاوز إجمالي عدد الجرحى 12,600 جريح، أدخل 55 في المائة منهم إلى المستشفيات. وأصيب جندي إسرائيلي واحد.<a id="ftn_ref1" name="ftn_ref1"></a><a href="#ftn1">[1]</a></p>
<p>وأثار هذا العدد الكبير من الضحايا في أوساط المتظاهرين، تحديداً النسبة العالية من الإصابات بالذخيرة الحية، المخاوف بشأن الاستخدام المفرط للقوة في ظل الدعوات لتحقيقات مستقلة وتتمتع بالشفافية في هذه الأحداث، بما فيها دعوة الأمين العام للأمم المتحدة. وتبعاً لأحداث الأمس، صرح المتحدث باسم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان اليوم: "تم تكرير القواعد الخاصة باستخدام القوة بموجب القانون الدولي عدة مرات، ولكن يبدون أنه قد تم تجاهلها مراراً وتكراراً. على ما يبدو الجميع معرض للقتل أو الإصابة بالرصاص: نساءً وأطفالاً وصحفيين وطواقم طبية ومتفرجين، وفي أي نقطة تصل إلى 700 متر عن السياج الحدودي."</p>
<p>وصرحت السلطات الإسرائيلية أن العديد من القتلى في المظاهرات، من بينهم 24 قتيل يوم أمس، هم أعضاءً في حركة حماس ومجموعات مسلحة أخرى، وقُتل البعض منهم أثناء زراعتهم أو إلقائهم عبوات ناسفة.</p>
<p>وفي الموجز الذي قدمه المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، السيد نيكولاي ملادينوف، أمام مجلس الأمن اليوم، سمى يوم أمس "يوم مأساة" لمواطني غزة. وكرر القلق بشأن استخدام القوات الإسرائيلية للقوة المفرطة، وأضاف: "على حماس، والتي تحكم في غزة، ألا تستخدم المظاهرات كغطاء لمحاولة زراعة العبوات الناسفة عند السياج الحدودي والاستفزاز؛ على نشطائهم عدم الاختباء بين المتظاهرين وتعريض حياة المدنيين للخطر."</p>
<p><img alt="مستشفى الشفاء, غزة, 11 أيار/مايو 2018" class="media-image attr__typeof__foaf:Image img__fid__27721 img__view_mode__article_full_responsive attr__format__article_full_responsive attr__field_file_image_alt_text[en][0][value]__ attr__field_file_image_title_text[en][0][value]__" src="https://www.ochaopt.org/sites/default/files/dsc08674.jpg" style="width: 100%;" title="مستشفى الشفاء, غزة, 11 أيار/مايو 2018" typeof="foaf:Image" /></p>
<h3 dir="RTL">المعابر</h3>
<p dir="RTL">أعيد فتح معبر كرم أبو سالم، الذي يعتبر المعبر الرئيسي لدخول البضائع إلى غزة وخروجها منها، جزئياً اليوم، مما سمح بدخول المستلزمات الطبية، بما في ذلك خمس شاحنات مقدمة من وزارة الصحة في رام الله وشاحنتان من الأمم المتحدة، وحسبما أفادت التقارير، شاحنتان ساهمت بهما إسرائيل. وذلك بالرغم من الضرر الكبير الذي لحق بالجانب الغزي من المعبر من قبل الفلسطينيين خلال المظاهرات المنظمة في 4 و11 أيار، ومجدداً بالأمس. وقد أشارت السلطات الإسرائيلية إلى جاهزيتها لزيادة حجم البضائع المحملة على ألواح التحميل التي تدخل إلى غزة عبر كرم أبو سالم. ولكن الضرر الذي لحق بالأنابيب والحزام المتحرك ستستمر في إعاقة توريد الوقود ومواد البناء الخام إلى القطاع.</p>
<p dir="RTL">وبعد الضرر الذي لحق بأنابيب الوقود والغاز، اضطرت الأمم المتحدة إلى تعطيل توزيع وقود الطوارئ إلى 220 منشأة صحية، ومنشآت المياه والصرف الصحي والنفايات الصلبة بشكل مؤقت بعد استنفاذ الاحتياطي المتوفر لديها داخل غزة. واكتمل لغاية هذه اللحظة تزويد ربع مخصصات الوقود لشهر أيار والتي تبلغ <span dir="LTR">936,000</span> لتر. ولتجنب انهيار الخدمات الأساسية، تحديداً في ظل استهلاك المستشفيات الوقود الطارئ بمعدلات أعلى من العادة، تبحث الأمم المتحدة والسلطات التي تدير المعبر في اتفاق بديل لإدخال الوقود إلى المستشفيات وغيرها من المنشآت الضرورية. ونظراً لتوقف محطة غزة لتوليد الكهرباء قبل حوالي شهر، إلى جانب تعطل تزويد الكهرباء من مصر، يعتمد قطاع غزة بشكل حصري تقريباً على الكهرباء التي يتم شراؤها من إسرائيل، وهو ما يكفي لتزويد الكهرباء لمدة ساعتان إلى أربعة ساعات يومياً.</p>
<p dir="RTL">ومعبر رفح للمسافرين الذي يربط بين قطاع غزة ومصر مفتوحاً بشكل استثنائي في الاتجاهين لمدة ستة أيام هذا الأسبوع، وتعتبر هذه الفترة الأطول التي يفتح فيها المعبر منذ سنة 2014. وسمحت السلطات المصرية لغاية الساعة 18:00 من هذا اليوم بمغادرة 389 شخص، بمن فيهم أحد المصابين في المظاهرات والذي أحيل إلى مصر لتلقي العلاج من أصل 19 مصاباً كان من المفترض مغادرتهم اليوم. كما وفتحت بوابة صلاح الدين اليوم، مما سمح بدخول شاحنتان تنقلان الوقود.</p>
<p dir="RTL">وبقي معبر إيريز للمسافرين إلى إسرائيل مغلقاً اليوم، باستثناء الحالات الإنسانية العاجلة، من بينهم خمسة أطباء من الضفة الغربية سُمح لهم بدخول غزة. ومن المتوقع أن يعاد فتح المعبر يوم غد أمام حملة التصاريح.</p>
<h3 dir="RTL">استجابات إنسانية متواصلة</h3>
<p dir="RTL">لقد حدد العاملون في مجال المساعدات الإنسانية ثلاثة مجالات للتدخل استجابةً للاحتياجات العاجلة الناجمة عن المظاهرات المتواصلة: توفير خدمات طبية فورية منقذة للحياة، ومتابعة الانتهاكات المحتملة والتحقق منها وتوثيقها، وزيادة خدمات الدعم النفسي والنفسي الاجتماعي للمصابين والتضررين. وهنالك مطالب بتوفير تمويل بقيمة 5.3 مليون دولار أمريكي للاستجابة للاحتياجات الإنسانية التي ستظهر لغاية 31 أيار 2018. ولغاية هذه اللحظة، تم توفير 2.2 مليون دولار من صندوق التبرعات الإنساني في الأرض الفلسطينية المحتلة، في حين خصص صندوق الأمم المتحدة المركزي للاستجابة لحالات الطوارئ (<span dir="LTR">CERF</span>) 1.26 مليون دولار الأسبوع الماضي.</p>
<p dir="RTL">وتعتبر الاستجابة في مجال الصحة الأولوية الأهم، وذلك نظراً للارتفاع الكبير في عدد الضحايا وللظروف السيئة التي يمر بها قطاع الصحة في غزة. وأشارت وزارة الصحة في غزة الأسبوع الماضي أن 27 في المائة من الأدوية وأكثر من 40 في المائة من المستلزمات الطبية اللازمة لعلاج الإصابات غير متوفرة. وأشارت إحدى المستشفيات إلى أنها استهلكت في الأمس وحده ذات الكمية من الأدوية والمستلزمات الطبية خلال شهر كامل في المتوسط. وللاستجابة أكثر الفجوات ضرورةً، وفر الشركاء في مجموعة الصحة هلال الأيام القليلة الماضية مجموعة من الأدوية والمستلزمات الطبية ومواد إسعاف أولي وأجهزة تثبين خارجية وأجهزة مساندة وحزم علاج الإصابات بالأسلحة وملابس لمستشفيات غزة والمستجيبين الأوائل. كما ونشرت منظمتي أطباء بلا حدود والعون الطبي لفلسطين البريطانية فرق جراحة في مستشفيات الشفاء والأقصى والعودة.</p>
<p dir="RTL">ونظراً للعدد الكبير من الإصابات بالأمس، أشارت مجموعة الصحة إلى أنه على الرغم من مساهماتها الأخيرة، هنالك حاجة إلى 1.2 مليون دولار بشكر فوري للأدوية والمواد الاستهلاكية، و3.9 مليون دولار إضافية لتغطية الاحتياجات فيما يتعلق بالمستلزمات الطبية والعاملين في الطوارئ. ونظراً لاستنفاذ مخزون المستلزمات الطبية بالأمس، فإن وصول المرضى غير المصابين بالأحداث إلى الخدمات الطبية معرضاً للخطر أيضاً، مما يتطلب 19.5 مليون دولار إضافية لتغطية الاحتياجات المزمنة على المدى المتوسط لوزارة الصحة والمؤسسات الأهلية التي تقدم خدمات طبية لغاية شهر آب.</p>
<p dir="RTL">ومنذ انطلاق المظاهرات في 30 آذار، وثقت منظمة الصحة العالمية الهجمات ضد المنشآت والطواقم الطبية. حيث قُتل موظف واحد وأصيب 229 آخرين أثناء تقديم العلاج للمصابين خلال المظاهرات الجماهيرية. كما لحق الضرر باثنتين وثلاثين سيارة إسعاف.</p>
<p dir="RTL">وينتج عن التعرض للعنف آثار نفسية (الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي) كبيرة، تحديداً في أوساط الأطفال. وقد وفر المتخصصون في مجال الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعية من شركاء مجموعة الحماية دعم نفسي اجتماعي أولي إلى 266 طفل يعانون من الصدمة بفعل أنواع مختلفة من الإصابات، من أصل 598 طفل تم تحديدهم لغاية هذه اللحظة. ويجري العمل على تعزيز الاستجابات والجاهزية للتعامل مع العدد المتزايد من الحالات. وانضم بالأمس 156 متطوع من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إلى فرق وزارة الصحة/دائرة الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي (حوالي 50 إلى 70 مرشد في مجال الدعم النفسي الاجتماعي) لتوفير الإسعاف الأولي النفسي الاجتماعي للمصابين في سبع مستشفيات في غزة.</p>
<p dir="RTL">وتواصل مجموعة الحماية متابعة الوضع عن كثب، حيث تجمع المعلومات ذات العلاقة بصلاحياتها في مجال الحماية، بما في ذلك لغايات تحديد الاحتياجات الإنسانية العاجلة والطرق للمضي قدماً في تناول الفجوات المحتملة في الاستجابة، وذلك بالتنسيق مع مجموعات الصحة والتعليم ومع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.</p>
<p><em><em><span dir="RTL">إخلاء مسؤولية: البيانات والتحليلات التي يحتويها هذا التحديث العاجل مبنية على المعلومات الأولية المتوفرة. هنالك تقييمات إضافية في وقت لاحق.</span></em></em></p>
<hr />
<p><a id="ftn1" name="ftn1"></a><a href="#ftn_ref1">[1]</a> تمت مراجعة أعداد القتلى في الظروف الأخرى بعد تسلم معلومات جديدة. </p>