«ينتابني قلق شديد إزاء الحالة الأمنية والإنسانية التي تشهد تدهورًا متسارعًا في غزة. فالمدنيون يدفعون ثمن استمرار تبادل إطلاق النار بين الطرفين.
في الأيام القليلة الماضية، أسفرت غارات متعددة في شتّى أرجاء قطاع غزة عن سقوط العشرات من القتلى والعديد من المصابين حسبما أفادت التقارير. ولا تزال تشمل الضحايا النساء والأطفال. وتشكّل هذه الأحداث تذكيرًا آخر بالتكلفة الإنسانية التي لا يمكن تحمُّلها للنزاع.
ويعتريني القلق بالقدر ذاته إزاء البيئة غير الآمنة على نحو لا يمكن قبوله في غزة والتي لا تزال تؤثر سلبًيا على الأمم المتحدة وقوافلها. ففي 11 كانون الأول/ديسمبر، تعرّضت قافلة تضم 70 شاحنة لهجوم عنيف على يد اللصوص بعد خروجها من معبر كرم أبو سالم، مما أدى إلى فقدان جميع المواد الغذائية وإمدادات المعونة تقريبا. وفي الوقت نفسه، أُطلقت النار على قافلة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي بعدما غادرت معبر كيسوفيم، وواجهت تأخيرات طويلة وتعرّضت أربع من أصل خمس شاحنات لأحداث نهب عنيفة. إن الهجمات التي تقوّض العمليات الإنسانية غير مقبولة، إذ تهدد بقاء أولئك الذين هم في أمسّ الحاجة إلى المساعدات على قيد الحياة.
ويمكن تفادي الهجمات التي تستهدف العمليات الإنسانية. ففي وقت سابق من هذا الأسبوع، ومن خلال اتفاق أُبرم مع إسرائيل لكي نستخدم محور فيلادلفي، قدّمت قافلة مشتركة تابعة للأمم المتحدة المواد الغذائية التي تمسّ الحاجة إليها، إذ وصلت إلى نحو 200,000 شخص في جنوب غزة ووسطها.
إننا ما زلنا ملتزمين بدعم السكان في غزة، ونعمل على مدار الساعة لإيصال المعونات الضرورية للأسر التي تفتقر إلى كل شيء بعد 14 شهرًا من الحرب.
يجب احترام مبادئ التمييز والتناسب والحيطة في الهجمات في جميع الأوقات. وأدعو الأطراف إلى ضمان حماية المدنيين ومرور المعونات الإنسانية بأمان ودون عوائق.
ولا تزال الأمم المتحدة ثابتة في التزامها بدعم الجهود الرامية إلى وقف إطلاق النار على الفور وإطلاق سراح الرهائن دون قيد أو شرط.
ولا بد من اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل وضع حد للفظائع، ومعالجة الأسباب الجذرية للنزاع وحماية حياة جميع السكان وصون كرامتهم في المنطقة.»