جلبت الهدنة التي استمرت سبعة أيام الراحة للجميع. فقد التأم شمل الرهائن بأُسرهم ودخلت المعونات التي اشتدت الحاجة إليها إلى غزة. نحن في حاجة إلى المزيد من هذا: إطلاق سراح جميع الرهائن وكميات أكبر بكثير من المعونات والحماية للمدنيين الفلسطينيين.
ولكن منذ استئناف الأعمال القتالية في 1 كانون الأول/ديسمبر، أشارت التقارير إلى مقتل 700 فلسطيني فضلًا عن 15,500 آخرين قُتلوا من قبل. وقد امتدت العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى جنوب غزة، مما أجبر عشرات الآلاف من الفلسطينيين الآخرين إلى اللجوء إلى مناطق تواجه ضغطًا متزايدًا، وحيث ينتابهم اليأس في مسعاهم للعثور على الغذاء، والماء، والمأوى والأمان.
لا مكان آمنًا في غزة ولم يبقَ مكان يمكن التوجه إليه.
ولا تتيسر الظروف المطلوبة لإيصال المعونات إلى الناس في غزة. إن سيناريوهًا أكثر رعبًا بشوط بعيد يوشِك أن تتكشّف فصوله، وهو سيناريو قد لا تملك العمليات الإنسانية القدرة على الاستجابة له، لو قُدِّر له أن يتحقق.
إن ما نشهده اليوم يتجسد في مراكز إيواء بلا إمكانيات، ونظامًا صحيًا منهارًا، وانعدام مياه الشرب النظيفة، وغياب الصرف الصحي الملائم، وسوء التغذية في أوساط الناس الذين ينهشهم الإنهاك العقلي والجسدي في الأصل وصيغة نجدها في الكتب المدرسية للأوبئة ولكارثة صحية عامة.
إن كميات الإمدادات الإغاثية والوقود التي سُمح بإدخالها ليست كافية على الإطلاق. وعلى الرغم من الجهود الهائلة التي تبذلها جمعيتا الهلال الأحمر المصري والفلسطيني ووكالات الأمم المتحدة وشركاؤها الآخرون، فإن استخدام معبر رفح – المخصص لعبور المشاة – وحده من أجل إدخال شاحنات البضائع لا يجدي نفعًا.
لا يمكن تسيير العمليات الإنسانية بكميات ضئيلة من الوقود. فهو الأساس الذي ترتكز عليه الخدمات الاجتماعية وعملياتنا، بما يشمل المستشفيات ومحطات تحلية المياه ومياه الشرب النظيفة والصرف الصحي.
إن الحيز المتاح للاستجابة الإنسانية التي يُسمح بتقديمها داخل غزة آخذ بالتقلص المستمر. وأهم مسارين – وهما الطريق الساحلي وطريق صلاح الدين – مقطوعان الآن أمام فرقنا وشاحناتنا، مما يعوق قدرتنا على مدّ يد العون للناس أينما كانوا.